"أراجوز" تحركه أذرع خارجية.. هكذا يرى ناشطون الحكومة اللبنانية الجديدة

بيروت- الاستقلال | منذ ٤ أعوام

12

طباعة

مشاركة

انتقد ناشطون على تويتر، وصول عشرات الشاحنات المحملة بصهاريج المازوت الإيراني في 16 سبتمبر/أيلول 2021، إلى لبنان قادمة من سوريا بطلب من "حزب الله"، وسط غياب تام لدور الحكومة، وفشل في حل أزمة المحروقات الحادة التي تعاني منها البلاد.

الناشطون طالبوا عبر مشاركتهم في وسوم عدة، أبرزها #لبنان_تحت_الاحتلال، #لا_ثقة، #لبنان_ليس_بخير، #لبنان_ينتفض، وغيرها، مجلس النواب، بعدم منح الثقة لحكومة نجيب ميقاتي، خلال الجلسة المنعقدة في 20 سبتمبر/أيلول 2021.

حكومة ميقاتي تشكلت في 10 سبتمبر/أيلول 2021، خلفا لحكومة حسان دياب المستقيلة، بعد تعثر دام 13 شهرا من استقالتها، وتواجه تحديات كبيرة أمام الوضع الكارثي الذي يعيشه لبنان في ظل الأزمة المالية والاقتصادية.

واستنكر ناشطون رد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، في 19 سبتمبر/أيلول 2021 على تصريحات ميقاتي بشأن انتهاك إيران سيادة لبنان من خلال إرسال شحنات الوقود، بقوله: إنها "كانت بطلب من تجار لبنان"، واعتبروه دلالة على انتهاك التجار اللبنانيين وإيران لسيادة الدولة.

فيما اتهم آخرون "حزب الله" وميقاتي بممارسة سياسة "توزيع الأدوار بينهما"، معربين عن عدم ثقتهم في الحكومة الجديدة التي تألفت نتيجة المحاصصة واتهموها بالتواطؤ مع حزب الله والعمالة لإيران، وطالبوا بعدم منحها الثقة.

وطالب ناشطون الحكومة الجديدة إذا أرادت إثبات حسن نيتها بأن تتخذ موقفا واضحا من تصرفات حزب الله، وتردعه بمصادرة المحروقات وتوزيعها بمعرفتها، مستنكرين دخول الوقود الإيراني بطريقة غير شرعية دون دفع أي رسوم للدولة ولا معرفة الجهات التي توزع عليها. 

مجلس النواب بدأ 20 سبتمبر/أيلول 2021، جلسة عامة لمناقشة البيان الوزاري لحكومة "معا للإنقاذ" التي يترأسها ميقاتي والتصويت على الثقة، وتأخر انعقاد الجلسة 50 دقيقة بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن قصر "الاونيسكو" ببيروت.

ميقاتي تعهد خلال تلاوة البيان الوزاري أمام مجلس النواب "الكلام الذي نقوله لا يحل وحده معاناة اللبنانيين وسنخرج من الأقوال الكلاسيكية والانطلاق نحو العمل الجاد".

وأضاف: "لبنان في خضم أزمة اقتصادية واجتماعية ومالية ومعيشية خانقة، بلغ الوطن فيها مشارف الانهيار الكامل ولم يشهد لها مثيلا في تاريخه الحديث".

وشدد ميقاتي على عزمه "تصحيح الرواتب والأجور في القطاعين العام والخاص والعمل على إقفال المعابر غير الشرعية إن شاء الله، إضافة إلى تعزيز الرقابة على الحدود والحد من التهرب الضريبي".  

سلطة متآمرة

ناشطون صبوا غضبهم على رئيس وزراء لبنان المكلف، واتهموه بـ"العمالة" لإيران، وطالبوه باتخاذ خطوات جادة تثبت انتماءه للبنان، مستنكرين خطابه اليوم خلال جلسة مجلس النواب لمنح حكومته الثقة. 

الصحفي إياد أبو شقرا، تهكم على خطاب ميقاتي قائلا: بيان طلب الثقة لحكومة ميقاتي يحمل كل البنود الفولكلورية، قبل التطرق للاقتصاد و"الثورة"، إرضاء المسيحيين برفض إدماج السوريين والفلسطينيين، وإرضاء الشيعة "بشرعنة" مقاومة حزب الله وتذكر الإمام الصدر، وإرضاء السنة بموضوع محكمة الحريري".

مستشار وزارة البترول السعودي منصور المالك، خاطب ميقاتي، قائلا: "إذا كنت تريد أن تثبت أنك لست أراجوز بيد أحد قم بمصادرة المازوت الإيراني المهرب إلى داخل لبنان بدون علم الدولة ووزعه بالمجان". مغرد آخر، رأى أن حديث ميقاتي خلال جلسة مجلس النواب لمنحه الثقة، عن الأراضي اللبنانية وترسيم الحدود "ما هو إلا إطاعة لسوريا التي حتى اليوم لا تعترف بأن مزارع شبعا لبنانية"، معتبرا هذه السلطة "متآمرة مع سوريا وإسرائيل وإيران ومستحيل تكون مقاومة".

لبنان محتل

وأجمع ناشطون على أن لبنان محتل من قبل إيران، معربين عن استيائهم من إدخال حزب الله الوقود إلى لبنان بعيدا عن نظر الحكومة وفي خضم أزمة المحروقات الحادة التي تشهدها البلاد والتي انعكست آثارها على مختلف القطاعات.

ورفض ناشطون المبررات التي ساقتها إيران بشأن إرسال وإدخال شحنات الوقود، إذا قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد زادة: إن إرسال بلاده شحنات الوقود إلى لبنان كان بطلب من التجار اللبنانيين، و"هذا مسار شراء مألوف وعادي جدا".

ناصر السعد المنيفي، حذر من أن المازوت الإيراني إلى لبنان وسيلة سهلة لتمويل عمليات مليشيا حزب الله ورواتب منتسبيه.

وتساءلت ريم محمد: "ما معنى دخول المازوت الإيراني إلى لبنان عن طريق حزب الله وليس عبر الحكومة اللبنانية وما دلالة تصريح ميقاتي بأنه مستاء لعدم أخذ إذن الحكومة وبأنه مطمئن إلى عدم فرض عقوبات على لبنان لاستيرادها من إيران والسبب أن الحكومة لم تكن طرفا بالاتفاق؟"، مؤكدة: "لبنان محتلة من قبل إيران". واعتبرت المغردة جوانا، قول إيران: إن شحنات الوقود التي وصلت لبنان تمت بطلب من "تجار لبنانيين" يعني أن إيران والتجار "حزب الله" تجاوزوا سيادة الدولة اللبنانية، أي أن سوق الطاقة في لبنان أصبح جزءا من السوق الإيرانية الداخلية. فيما أكدت المغردة جاسيكا مراد، أن "النظام الإيراني هو مصدر عدم الاستقرار في المنطقة، وزعزع من خلال حزب الله استقرار لبنان".

أقنعة جديدة

وأعرب ناشطون عن يأسهم وفقدانهم الأمل في الحكومة الجديدة، مطالبين بعدم منحها الثقة لأنها "لا تخدم لبنان وإنما تعمل لصالح إيران".

رئيس حزب الكتائب وعضو مجلس النواب المستقل، سامي كمال، قال: إن "ما يحدث لعبة من المنظومة بإعطاء الثقة لأن حزب الله يسيطر بشكل كامل على المجلس وهذا ما دفعنا إلى الاستقالة". 

وأضاف: "لدينا قناعة أن لا إمكانية للقيام بأي إصلاح، وهناك ضرورة لإجراء الانتخابات وتغيير الواقع والسماح للبنانيين بمحاسبة المسؤولين وتجديد المجلس".

الكاتب لوسيان بورجيلي، أكد أن لبنان تحت الاحتلال والحكومة الجديدة أقنعة جديدة للمنظومة السياسية نفسها المحتلة للبلاد منذ سنين وأوصلت لبنان للانهيار والإفلاس والدمار، ولانفجار 4 أغسطس/آب 2020 الذي قتل المئات ودمر نصف بيروت.

واتهم بورجيلي، الحكومة الجديدة بـ"التواطؤ والخضوع"، متوقعا أن "تكمل نفس المسار الكارثي لتعويم نظام مجرم".

الباحث والكاتب السياسي ريموند شاكر، قال لرئيس الوزراء: "لا تفرح كثيرا بثقة هذا المجلس الساقط يا سيد ميقاتي.. ثقة الشعب هي الأساس، وهذه الثقة لن تحصل عليها إلا إذا توقف إذلال الناس، وتحررت السلطة من القبضة الإيرانية". فيما تساءل المغرد علي: "كيف لبلد أن يستقيم ويتطور ويتحسن اقتصاده في ظل وجود هيمنة خارجية على قراراته ومواقفه اتجاه البلاد الصديقة والشقيقة".