أقل انتشارا لكن أكثر فتكا.. تعرف على سلالة "مو" من فيروس كورونا
تحدثت صحيفة "لينتيا. رو" الروسية عن السلالة الجديدة من فيروس كورونا المسماة "مو"، التي يتوقع أن تكون أثقل من النوع الآخر المعروف باسم "دلتا".
وتطرقت الصحيفة إلى اللقاحات التي جرى تطويرها لمواجهة فيروس دلتا ودلتا بلس المنتشرين مؤخرا في أوروبا وروسيا وعن الاختبارات التي تجريها المعامل حول العالم لمقاومة الوباء.
حتى وقت قريب، كان متغير دلتا يعتبر أكثر السلالات المعدية والفتاكة من فيروس كورونا.
وكان العلماء الروس واثقين من أن ظهور وانتشار سلالة جديدة لتكون أثقل من "فيروس دلتا" أمر غير محتمل، تقول الصحيفة.
كيف ظهرت؟
ومع ذلك، هناك الآن سلالة جديدة من فيروس كورونا تسمى "مو".
فوفقا لباحثين في الولايات المتحدة، فإن الفيروس الجديد قادر على تجنب الأجسام المضادة التي تكونت نتيجة التطعيم، وهو يتطور بعد أن يهزم الجسم ليصبح مرضا حقيقيا.
وتحدثت الصحيفة الروسية مع عالم أجهزة المناعة نيكولاي كريوتشكوف حول مدى خطورة "السلالة الكولومبية" من فيروس كورونا على روسيا، ولماذا تكيفت مع اللقاحات وكيفية إيقاف الوباء.
وقال كريوتشكوف: "في الواقع، جرى تسجيل أولى حالات الإصابة بسلالة مو في شهر يناير/كانون الثاني 2021 في كولومبيا". منذ ذلك الحين، انتشرت هذه العدوى، لكن بمعدل أقل بكثير، مقارنة بمتغير "دلتا".
إذ جرى تسجيل مثل هذه الحالات من العدوى في 40 دولة حول العالم، في مناطق التوزيع الخاصة ببعض البلدان في أميركا الجنوبية، على سبيل المثال، كولومبيا والإكوادور، وكذلك فرنسا وإسبانيا والولايات المتحدة الأميركية.
في المملكة المتحدة، تنتشر مثل هذه العدوى، ولكن بكميات أقل بكثير.
في أواخر أغسطس/آب، جرى اعتماد السلالة الكولومبية من الفيروس التاجي من قبل منظمة الصحة العالمية. ولكن كيف تختلف عن الفيروسات الأخرى؟
مدى خطورتها
بشكل عام، سلالة "مو" لها طفرات مميزة مثل الفيروسات الأخرى "بيتا" و"دلتا" و"ألفا".
ترتبط بعض هذه الطفرات بقدرة متغير فيروس كورونا على مواجهة المناعة التي تشكلت استجابة للتطعيم أو المرض بواسطة السلالات الموجودة.
ونشرت دراسة مؤخرا أظهرت أنه بالمقارنة مع أسلاف سلالة "دلتا"، فإن قدرة المصل المنتج بعد التطعيم باستخدام لقاح مثل فايزر بيونتيك (الألماني الأميركي) لمواجهة "مو" قد انخفضت.
بينما في اللقاحات التي استخدمت ضد "ألفا" و"بيتا" و"جاما" كانت المقاومة أعلى.
ويقول العالم الروسي: هذا الأمر طبيعي. فعندما نتحدث عن فيروسات "بيتا "و"جاما" و"ألفا" و"دلتا "و"دلتا بلس"، فإن إحدى خصائصها هي انخفاض فعالية المقاومة المضادة للفيروسات لتقوية المناعة والتي تشكلت بسبب استجابة الجسم للتطعيم بأي نوع من اللقاحات الموجودة أو من الإصابة بفيروس كورونا في وقت سابق.
وعن سؤال: هل نشأت السلالة الجديدة بسبب اللقاح؟ يقول: "هذا أمر شائع عندما يكون هناك تطعيم جماعي، بشكل كبير بنسبة 30-40 بالمائة من السكان".
ويضيف: "نظرا لأن التطعيم أصبح عاملا مهما بالنسبة لعدد السكان، فإن العدوى تلاحظه وتبدأ في التكيف معه، وتتبقى السلالات الأكثر مقاومة للمناعة التي نشأت استجابة للتطعيم".
كيفية محاربتها
لذلك ينتشر الوباء عادة في تلك الأماكن التي توجد فيها كثافة سكانية ونسبة عالية أيضا من الملقحين.
ويضيف العالم الروسي: "لا أقول أن هذا هو بالضرورة مستوى مناعة القطيع، نحن نتحدث عن أنه بنسبة 20-60 بالمائة يبدأ الفيروس في التكيف، ويتوجه إلى المتغيرات الأكثر مقاومة".
وسألت الصحيفة العالم الروسي: متى ستأتي هذه السلالة الجديدة إلى روسيا؟ مجيبا: "أعتقد أنه جاء بالفعل إلى بلدنا. ونحن نحتاج أن نفهم كيف نحصره".
ويتابع: "لذلك قمنا بتخزين عدد معين من عينات الفيروس وسنختار بعض الحالات اليومية لذلك، حيث تكمن المشكلة في أن الدلتا والدلتا بلس سرعان ما انتشرا في روسيا".
وأردف: "هذه الطفرات قوية للغاية، وغطت فعليا على جميع الفيروسات الأخرى في نصف الكرة الشرقي، ولم يتبق سوى دلتا بلس وهي قوية في حد ذاتها، ومن أجل إلحاق الهزيمة بها، يجب أن يتمتع اللقاح بخصائص أفضل".
ويقول: "في روسيا من المؤكد انتشار الفيروس بنسبة صغيرة حتى الآن. لكننا لا نعرف الأعداد على وجه اليقين، لأن كثافة الحالات على مستوى عدد العينات التي يتم ترتيبها يوميا، صغيرة جدا، وبالتالي، هناك فرصة كبيرة جدا لعدم ملاحظتها حتى تنتشر بقوة".
واختتم كريوتشكوف "متحور مو ملحوظ لكنه ليس منتشرا بقوة، وهذا لا يجعل اللقاح عديم الفائدة، ولكنه يقلل من فعاليته".