يدعو لدين جديد.. استنكار واسع لخوض السيسي في ثوابت العقيدة

12

طباعة

مشاركة

اتهم ناشطون رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي، بالتمهيد لخطة تغيير الهوية الدينية للشعب المصري تدريجيا، مستنكرين خوضه فى ثوابت الدين وتشكيكه في عقيدتهم عبر مداخلة هاتفية أجراها في 23 أغسطس/آب 2021 مع قناة "صدى البلد" المحلية.

السيسي في أعقاب حديثه عن دور الفن في بناء الوعي وإعلانه الدعم المطلق له، قال: "القضية الأهم هي الوعي، خصوصا بالدين، كلنا اتولدنا المسلم مسلم والمسيحي مسيحي".

وتابع: "حد عارف إنه المفروض نعيد صياغة فهمنا للمعتقد الذي نؤمن به، فكرنا ولا (أم) خايفين نفكر، عندك استعداد تمشي بمسيرة بحث في المسار ده (هذا) لتصل للحقيقة؟".

الناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها "#اخرس_ياقزم"، "#دين_أمك_ايه_ياسيسي"، "#السيسي_عدو_الله"، وغيرها، استنكروا صمت المؤسسات الدينية الإسلامية والمسيحية على تصريحات السيسي.

واعتبروا حديثه عن المعتقدات عقب سلسلة خطوات اتخذها منذ استيلائه على الحكم بانقلاب عسكري في يوليو/تموز 2013، منها الدعوة لتجديد الخطاب الديني وانتقاد الموروثات الدينية، تحريضا للمصريين على الخروج من دينهم وإعادة التفكير في عقيدتهم.

"عقيدة سيساوية"

وحذر ناشطون المؤسسات الدينية من مشاركتهم السيسي في هدم العقيدة والعبث في ثوابت الدين بعدما عمل سنوات على تجفيف منابع الوعظ والإرشاد الصحيح واعتقل العلماء وغيب الدعاة وأغلق المساجد، مطالبين شيخ الأزهر أحمد الطيب بالاستقالة ما دام لا يستطع الرد.

وأجمع هؤلاء على أن السيسي وجد من أجل خدمة الاحتلال الإسرائيلي، وينفذ حرفيا ما جاء لأجله، ويقدم خدمات مجانية له أكثر مما خدمها الساسة والعسكريون الإسرائيليون، بإخراج أجيال جديدة مجهولة العقيدة.

الناشطون نددوا بتعرض السيسي للعقائد بعدما سجن العلماء وهيأ الأوضاع في البلاد عبر قرارات قمعية تستهدف الإسلام والمسلمين.

واتهموه بالترويج لما أسموها "العقيدة السيساوية" القائمة على التشكيك في الثوابت الدينية والرافضة للتشكيك في شرعية الحاكم.

وأشار عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين محمد الصغير، إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها السيسي للعقائد أو يحاول تغيير الثوابت، وتخطى الأمر فلتات اللسان وزلاته كقوله: "حضرتك يا رب" وقوله: "اللي ميرضيش ربنا إحنا معاه"، وانتقل إلى مرحلة التنكر للموروث الديني والدعوة للتفكير فيه من جديد.

وسخر أمير عبدالرحمن قائلا: "انت ليه مسلم؟ طيب ليه مسيحي؟ محتاجين نراجع معتقداتنا في اختيار الإله، إنما في اختيار الحاكم فده من مسلمات العقيدة السيساوية".

وقالت المغردة جاسمين: "عندما حل علينا هذا القزم فسد كل شيء.. ولم يبق كتاب ولا لقاءات ولا حلقات ذكر ولا ندوات، واعتقل الشيوخ، ففسدت الأجيال وأصبحت المساجد خالية، ثم هدمت المساجد والآن يدعونا للتفكر لو الدين المؤمنين به هو الحق أم لا!!".

ورأى فتحي شوك، أنه للغرابة حكامنا العرب المستبدون والسيسي مثالا أنهم يتحدثون عن تجديد العقيدة ويشجعون على اختيار حر للمعتقد، ويتكلمون باسم الله وفي حق الله فإذا طرحت نفس الفكرة وجعلت موضوعها ذواتهم لا الله يصبح الكلام محرما ولا يجوز، بمعنى يمكنك أن تختار ربك وتغيره أما الحاكم فلا. 

غياب الرد

واستنكر ناشطون غياب دور المؤسسات الدينية الإسلامية والمسيحية، وتجاهلها الرد على تشكيك السيسي في عقيدة المصريين واتهامهم بأنهم ورثوا الدين وليس لديهم رغبة للتأكد من حقيقة معتقدهم، ومطالبتهم بمراجعتها.

حسن عبدالرحمن، أشار إلى أن السيسي سلخ الإفتاء من الأزهر بعد عدة محاولات فاشلة أدت للخلاف المكتوم بينه وبين المشيخة والآن قرر السير على مسارين لهدم الإسلام، الأول الفتاوى التى تحلل كل حرام من دار الإفتاء، والثاني تشكيك المسلمين فى دينهم.

وقال مؤسس تيار الأمة محمود فتحي: إن السيسي يستهدف من تصريحاته 3 أمور، صراعا جديدا مع الأزهر وشيخه، وتشكيك الناس في دينهم، وعمل شرخ مجتمعي جديد بين الناس، متسائلا: "هل دور رئيس الجمهورية الفتيا في الدين؟

وتساءل الإعلامي أحمد عطوان: "أين فضيلة الإمام شيخ الأزهر؟ أين هيئة كبار علماء الأزهر؟ أين مفتي الجمهورية (شوقي علام)؟".

أحمد عبدالرحمن تساءل أيضا: "أين رأي الأزهر الشريف؟ وأين علماء الدين في الدول الإسلامية؟ بل وأين رأي الكنائس المختلفة؟".

ورأى ناصر الحق، أن استقالة شيخ الأزهر أصبحت حتمية، قائلا: "ياشيخ مش قادر ترد على هذا السيسي المعتوه قدم استقالتك لأن صمتك هو شراكة له في كفره".

أجندة إسرائيلية

وأجمع ناشطون على أن السيسي ينفذ أجندة إسرائيلية تهدف إلى هدم الثوابت الدينية.

وأوضح الإعلامي حسام الغمري، أن المصريين في عهد السيسي يعاقبون وفق موقفهم من أمرين، الأول الإسلام والذي صار واضحا كفلق الصبح، والثاني إسرائيل التي ليس أدل عليها من غلق معبر (رفح) عقابا لـ(حركة المقاومة الإسلامية) حماس على جرح علج صهيوني".

وبين أحد المغردين، أن ما يقصده السيسي بإعادة فهمنا للعقيدة، ألا ندافع عن النبي ونزعل فرنسا والغرب، وأن إسرائيل مش عدوة مثلما قال القرآن بل هي صديقة، وأن الجهاد يكون جهاد النفس يعني تمنع نفسك تأكل وتشرب، وفق تعبيره.

ولفت أبو زهير المكي، إلى تصريح كبير مستشاري البيت الأبيض جاريد كوشنر، الذي قال فيه: "طهرنا الكثير من المساجد لتسهيل التطبيع مع دولة إسرائيل"، معتبرا هذا التصريح كاشفا لسر قيام محور التطبيع بالتضييق على المساجد والدعاة والعلماء!.

ووصف إبراهيم الديب، السيسي بالخائن وعميل الكيان، ورد عليه قائلا: إن عقيدة شعب مصر هي عقيدة أهل السنة والجماعة.