أهداف إستراتيجية.. لهذا أبدى المغرب اهتماما بالفرقاطة "فريم" الإيطالية
قالت مجلة إيطالية إن "المغرب سينضم إلى إندونيسيا ومصر، كبلد مسلم آخر يتطلع إلى التسلح بالفرقاطات الإيطالية من فئة فريم لتحديث أسطوله البحري والدفاع عن سواحله".
وفي حديثه لمجلة "فورميكي"، شرح خبير الشؤون العسكرية المغربي خالد شيات، تحركات الرباط والأسباب التي قد تدفعه إلى إتمام عقد شراء فرقاطات "فريم" من تصنيع شركة "فينكانتييري" لصناعة اليخوت والسفن.
وكانت الصحافة المغربية قد كشفت مؤخرا عن اهتمام قوي من جانب الرباط بهذا السلاح، إذ يوضح الموقع الإعلامي المغربي "مغرس" أن الرباط "يخطط لتعزيز قواته البحرية بوحدات جديدة من الجيل الجديد من الفرقاطات القتالية قد تأتي هذه المرة من المصانع الإيطالية".
تحقيق التوازن
وأوردت المجلة أن "هناك حديثا عن مفاوضات جارية بين الرباط ومجموعة فينكانتييري لبناء فرقاطتين متعددتي المهام".
وترجح أن السبب وراء السعي إلى امتلاك هذه النوعية من الفرقاطات "يتعلق بالأزمة الأخيرة مع إسبانيا والتي تدفع المغرب لتعزيز قواته البحرية".
وقالت المجلة إن "الخبير العسكري والمحاضر في جامعة محمد الأول بمدينة وجدة، شيات، مقتنع بهذا التفسير، وكان جوابه على سؤال المجلة حول سبب تركيز المغرب على هذا المنتج بأن الأخير "بلد يملك سواحل تمتد لأكثر من 3500 كيلومترا، مما يجعل اقتصاده وأمنه واستقراره مرتبطين بالبحر".
وتابع: "وهذا ما يجعل تعزيز أسطوله البحري المدني والعسكري أولوية في سياسته الوطنية، خاصة على مستوى الأمن الإستراتيجي، حيث إن بعض أراضيه لا تزال محتلة من قبل قوة مجاورة، وقد تبين أن جميع الحلول السلمية التي تم تبنيها حتى الآن لم تؤد إلى حل".
وأضاف "هذا لا يعني أن القوة والحرب هما البديلان، ولكن يمكن تحقيق توازن معين من خلال بناء قوة بحرية متساوية. كما يتعرض المغرب إلى تهديدات أخرى، بما في ذلك إمكانية استغلال موارده البحرية وعدم وجود اتفاق بشأن تحديد المنطقة الاقتصادية الخاصة".
لذلك، يرى شيات أن "فرقاطة فريم ذات التكنولوجيا العالية والقدرة على التدخل تمثل خيارا مناسبا للأهداف الإستراتيجية للمغرب، لأنها تسهم أيضا في تحقيق أهداف أخرى، مثل تعزيز التعاون الإيطالي المغربي وتقوية محور الرباط وروما وباريس".
وتابع بالقول: "أعتقد أن إمكانيات التعاون مع إيطاليا واسعة للغاية، والإمكانيات المتاحة لهذا التعاون لم يتم استغلالها بالكامل إلى الآن، لا سيما وأن إيطاليا تشكل محور البحر الأبيض المتوسط".
إستراتيجيات دفاعية
وحول التهديدات التي سيتعين على الممكلة مواجهتها في المستقبل، أجاب شيات أن "المغرب بلد لا يسعى للحرب وإنما يرغب في السلام، كما أن جميع إستراتيجياته دفاعية، إلا أنه لا يريد أن يكون فريسة لأحد، ولا يسمح بأن ينتهك أي حق من حقوق جيرانه بالإضافة إلى سعيه إلى تجنب الصراع العسكري بكل الوسائل".
وأردف أنه "بهذه الطريقة يمكنه بسهولة حل العديد من النزاعات العالقة، كما أنه مصمم على تجنب النزاعات العسكرية، وغالبا ما يستخدم ضبط النفس، وخير دليل على ذلك ما يحدث على الحدود الجنوبية الشرقية مع الجزائر، حيث حشدت جبهة البوليساريو لمهاجمة الأراضي المغربية منذ شهور دون أن تحقق نتائج على الميدان".
وأكد شيات أنه "لا توجد نية من جانب المغرب لاستخدام القوة ضد أي طرف يحترم وحدة أراضيه، لكن أمام التهديدات المحتملة التي قد تأتي عبر البر أو البحر، يجب أن يكون المغرب مستعدا للرد".
لذلك، فإن تعزيز الدفاع عن السواحل "هو أمر أساسي في مواجهة ميول الهيمنة لدى بعض الجيران، وسيسهم تعزيز القدرات على هذا الصعيد في الحفاظ على السلام في المنطقة".
وفيما يتعلق بالتحديات الأخرى التي يمكن أن يواجهها المغرب مستفيدا من هذا النوع من التكنولوجيا والوسائل، أكد شيات أن "هناك تحديات يمكن للمغرب معالجتها بمفرده وبشكل مناسب، لكن هناك أخرى تتعلق بالأمن الإقليمي مثل مسألة الهجرة والإرهاب والجريمة العابرة للحدود التي تحتاج إلى وسائل مهمة وتعاون".
وختم قائلا إن "هذه الظواهر لها تأثير كبير على المغرب وإيطاليا، وبالإضافة إلى الحاجة إلى التعاون الأمني والعسكري، يدعى البلدان أيضا لاستكشاف فرص استثمارية وتنموية جديدة، خاصة بسبب القدرة الكبيرة لبلدنا على استيعاب الاستثمارات الأجنبية في جميع القطاعات".