قمم متالية.. ما احتمالات تطبيع العلاقات بين صربيا وكوسوفو؟

قسم الترجمة | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

أكدت صحيفة إيطالية أن اجتماعا آخر عقد في بروكسل من أجل تطبيع العلاقات بين صربيا وكوسوفو جلس خلاله ممثلو البلدين على طاولة المفاوضات مرة أخرى، لكنه لم يحمل أي جديد في ظل تمسك الطرفين بموقفيهما المتعارضين تماما. 

رئيس الوزراء الكوسوفي ألبين كورتي "لم يأت للتفاوض، ولكن ليقول لي جئت لأطلب منك الاعتراف باستقلال كوسوفو فأجبته: أبدا!، في تلك اللحظة انفجر غاضبا".

قالت صحيفة لينكياستا إن هذه التصريح للرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش يوضح الأجواء التي سادت الاجتماع المنعقد في 15 يونيو/حزيران في بروكسل بين وفدي صربيا وكوسوفو في إطار الحوار من أجل تطبيع العلاقات بين البلدين.

لا اتفاق

وتابعت أن هذا الاجتماع يمكن تلخيصه في جملة واحدة: اتفق الوفدان على حقيقة أنهما لا يتفقان مطلقا.

واستدركت أن الخبر السار يتعلق بجلوس ممثلي البلدين مرة أخرى على طاولة المفاوضات بعد فترة طويلة من الجمود.

من جهته، أكد ميروسلاف لاجاك، الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي للحوار بين بلغراد وبريشتينا أن استئناف المفاوضات خطوة إيجابية.

وقال لاجاك في نهاية الاجتماع إنه "من المهم بالنسبة للاتحاد الأوروبي أن يؤكد الزعيمان (كورتي وفوتشيتش) أن السبيل الوحيد لتحقيق تقدم يكون من خلال تطبيع العلاقات بين بلديهما"، مضيفا أن القمة المقبلة ستعقد بحلول نهاية يوليو/تموز المقبل. 

وشدد لاجاك أيضا على أن "الاتحاد الأوروبي ومواطني صربيا وكوسوفو يعلقون آمالا كبيرة على قادة البلدين لطي صفحة الماضي والتطلع إلى المستقبل من خلال تطبيع العلاقات الثنائية".

من جهتهما، أدلى ممثلا صربيا وكوسوفو اللذان حضرا الاجتماع في بروكسل بتصريحات متناقضة تماما، وكأنهما لم يمضيا ساعتين جالسين على نفس الطاولة، تستغرب الصحيفة.

قال رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي: إن الاجتماع كان بناء وركز على "جوهر المشكلة".

 

وردا على أسئلة من الصحفيين في نهاية الاجتماع، قال كورتي إنه "لم يقع أي حادث أو أي موقف يمكن أن يؤدي إلى وقوع حادث".

كما عبر كورتي عن تفاؤله رغم صعوبة المفاوضات مشددا بالقول "إن  هناك مقاربة صريحة للمشاكل ويكمن جوهر الصراع بيننا في عدم وجود اعتراف متبادل: صربيا لا تعترف بكوسوفو التي تفعل الشيء نفسه وهذا يجب أن يتغير".

وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في نهاية الاجتماع، صرح الرئيس الصربي أن مدة الاجتماع (أقل من ساعتين) كانت كافية لتحقيق نتائج مهمة لم يتم تحقيقها، مضيفا: حقيقة أن الوفدين اتفقا حول ضرورة استمرار الحوار تمثل خطوة مهمة يمكن أن تسهم في حفظ السلام.

أوضح فوتشيتش أن "هناك ثلاثة أشياء مهمة: الوفد الألباني يرفض الوفاء بالتزاماته بموجب اتفاقية بروكسل المبرمة في عام 2013، ولا يريد حتى التحدث عن رابطة البلديات الصربية".

 فهو يريد فقط أن يعرف على الفور متى سنعترف باستقلال كوسوفو ويعتبر رغبة الصرب في المشاركة في الاحتفالات الليتورجية (علم أو لاهوت العبادة المسيحية) في كنائسهم على أنها استفزاز، وفق  فوتشيتش.

وأضاف "اتخذت موقفا معتدلا، حيث امتنعت عن لفت الانتباه إلى بعض الجوانب الأخرى، مثل الانفصال التام عن الواقع الذي أظهره وفد كوسوفو ".

ردود الفعل

أشارت الصحيفة إلى أن ردود الفعل على استئناف المفاوضات بين بلغراد وبريشتينا كانت إيجابية في الغالب في كل من صربيا وكوسوفو، مع التنويه بأهمية استئناف الحوار على الرغم من عدم التوصل إلى اتفاق ملموس خلال الاجتماع الأول. 

وبحسب الصحفي الكوسوفي ليارت هوكسا، أثار الاجتماع في بروكسل اهتماما وتوقعات كبيرة نظرا لمشاركة رئيس وزراء كوسوفو الجديد لأول مرة في المفاوضات بين بلغراد وبريشتينا.

وقال إن "تصريح لاجاك حول صعوبة عقد الاجتماع وأهمية انعقاده أخيرا، يعد الخبر الرئيس، خصوصا وأن عدم التوصل إلى أي اتفاق كان متوقعا تماما".

وبدوره، أكد الإعلامي إيزاك فورغوتشيتش أنه "لم يكن من المتوقع إجراء حوار بناء، لأن المفاوضين من هذا النوع يحتاجون إلى شيء آخر يقدمونه لناخبيهم، لقد كانوا بحاجة إلى وقوع حادث بدلا من التفاوض بشأن مشاكل حقيقية وبطريقة عقلانية". 

كما أكد نائب رئيس مجلس الحوكمة الشامل شبيتيم غاشي، أنه لا بلغراد ولا بريشتينا أظهرتا استعدادهما لتقديم تنازلات، والتي بدونها لن يكون من الممكن التوصل إلى اتفاق نهائي.

وقال غاشي "إذا تركنا مسرح اللقاء الذي عبر فيه الزعيمان عن آرائهما العامة، فإن الاجتماع في بروكسل كان إيجابيا ويمثل بداية لحوار من المقرر أن يستمر لفترة طويلة قادمة".

ويرى ستيفان سورليتش، المحاضر في كلية العلوم السياسية في بلغراد أن الاجتماع "لم يحرز أي تقدم كما كان متوقعا، بقي الطرفان متصلبين على مواقفهما، كما يعد حضور ألبين كورتي إلى الاجتماع نجاحا في حد ذاته للأوروبيين".

وبحسب رأيه، حاول ألبين كورتي إخفاء عدم استعداده ونقص خبرة أعضاء آخرين في وفد بريشتينا، ووعد الجمهور الكوسوفي بأنه سيطلق عملية تفاوض جديدة، وطرح قضايا جديدة تماما على الطاولة في بروكسل. 

وقال دانيال سروار، الأستاذ بجامعة جونز هوبكنز في واشنطن والخبير في شؤون البلقان، إن اجتماع بروكسل بين ألكسندر فوتشيتش وألبين كورتي هو علامة إيجابية، وكان من المتوقع أن لا يفضي لقاؤهما الأول إلى نتائج كبيرة.

وأضاف "استؤنف الحوار وانعقد هذا الاجتماع في إطار عملية التفاوض. لم يشارك ألبين كورتين مطلقا في هذه المفاوضات حتى الآن ويحاول الآن معرفة كيفية دمج أفكاره في هذا السياق".

ويتابع "بالنسبة للرئيس فوتشيتش تندرج هذه المفاوضات ضمن  عملية يعتبرها ذات أهمية أساسية لتقدم صربيا في طريقها إلى الاتحاد الأوروبي  في مسار بطيء للغاية ".

أوضح سروار أنه خلال الاجتماع بين الزعيمين، لم تظهر علامات تشير إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق بين صربيا وكوسوفو في وقت قصير.

خلصت الصحيفة إلى القول إنه من المقرر أن يعقد الاجتماع المقبل في إطار الحوار بين بلغراد وبريشتينا في بروكسل في نهاية الشهر المقبل وإلى ذلك التاريخ سيراقب الجميع وقوع تغيرات في الأثناء في العلاقات بين البلدين.

 لكن المؤكد هو أن الوسطاء الدوليين لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام تواصل الخلافات غير المنتهية بين الجانبين.