"ماذا بقي للعيش؟".. لبنانيون يشكون تفاقم الأزمات وتردي الأوضاع

12

طباعة

مشاركة

عاد ناشطون لبنانيون للتفاعل على وسم #لبنان_ليس_بخير، معددين الأزمات التي يعانيها بلدهم، ومستنكرين تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وفشل السلطة في إيجاد حلول للأزمات مع عجزها عن تشكيل حكومة إنقاذ.

واستنكر الناشطون تفاقم أزمة البنزين وتضخم الطوابير أمام محطات الوقود، وانهيار أسعار الليرة المحلية أمام الدولار، والتضخم وارتفاع نسبة البطالة وانخفاض الرواتب، ونقص السلع الأساسية على رأسها الأدوية العلاجية، وحليب الأطفال.

واستهجنوا تشعب الأزمات داخل لبنان وتفرعها لأزمات سياسية واجتماعية وطائفية واقتصادية تهدد حياة الشعب، منددين برفض مصرف لبنان دعم شراء الأدوية، وتأكيد المسؤولين أن السوق سيشهد انقطاعا لعدد كبير منها خلال شهر إلى شهر ونصف.

وأجمع ناشطون على أن الفساد في لبنان تسبب في إسقاط البلاد وتدهور حالها واحتياجها للمساعدات الخارجية لمجرد تأمين حاجاتها الغذائية والمواد الأساسية، مشيرين إلى أن التهريب والاحتكار تسببا في خسائر الاحتياطات.

وفي 17 يونيو/حزيران 2021، أشار وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر، إلى احتمال رفع الدعم بصورة نهائية عن المحروقات، وبرر ارتفاع الأسعار بأنه يهدف إلى التخفيف من التهريب وتغطية تكلفة المواد، وسط أنباء عن وصول سعر صفيحة البنزين إلى 200 ألف ليرة.

وفي مايو/أيار 2021، أعلن مصرف لبنان عجزه عن الاستمرار في تأمين الكلفة المالية المطلوبة لدعم استيراد الأدوية والمستلزمات الطبية وحليب الرضع والمواد الأولية للصناعة الدوائية دون المساس بالتوظيفات المالية الإلزامية للمصارف.

وطلب المصرف المركزي من السلطات اللبنانية المعنية كافة إيجاد الحل المناسب لهذه المعضلة الإنسانية والمالية المتفاقمة، خصوصا أن الأدوية وباقي المستلزمات الطبية بمعظمها مفقودة في الصيدليات والمستشفيات.

أزمات لبنان

وعدد ناشطون الأزمات التي يعانيها لبنان من نقص في الدواء والغذاء والكهرباء والمياه وكل أساسيات الحياة.

وذكر الصحفي أحمد عوض، معلومات تفيد بأنه في حال عدم دعم مصرف لبنان أو تسييره لمسألة الأدوية، سيؤدي ذلك حتما لانقطاعها خلال شهر أو شهر ونصف تقريبا.

وأشار المغرد سامي مينا، إلى أزمة المياه وتأثر الزراعة، كاتبا: "بحب قول لكل شخص دعا اللبنانيين للزراعة تيعيشوا، إنو الماي صرلها مقطوعة جمعة، والزريعة ماتت". وتعجبت الصحفية وفاء بيضون، قائلة: "صرنا لما نحصل على الكهرباء، والبنزين، المازوت، الدواء، الاستشفاء، أبسط حقوقنا صار عنا ياها إنجاز". وأشار مغرد آخر، إلى أن الشركات الأجنبية بدأت تتخذ قرارات بوقف التعامل مؤقتا مع الشركات اللبنانية، لعدم ثقتها بقدرتها على سداد قيمة الاعتمادات أو الطلبيات، فتوقف الكثير من سلاسل التوريد التي كانت تغذي سابقا السوق المحلي بهذه المواد.

فشل السلطة

وصب ناشطون غضبهم على رئيس الجمهورية وحكومة تصريف الأعمال، واتهموه بالتقصير والفشل في إيجاد حلول جذرية للأزمات والمشاكل التي يعانيها لبنان.

وقال رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، مغردا: إن "ما يحدث مأساة تسبب بها رئيس الجمهورية (ميشال عون) ورئيس حكومة تصريف الأعمال (حسان دياب) بتركهما الناس معلقين بين السماء والأرض، لا يعرفون ماذا يحدث أو ماذا سيكون غدهم".

وتابع: "هم لا يعرفون إذا كان البنزين مؤمنا والمازوت متوفرا أم لا؟ ولا يعرفون ما مصير الأدوية التي هم بحاجة إليها وما إذا كانت مؤمنة أم غير موجودة؟".

وأشار المغرد كمال قرنفل، إلى أن "لبنان في هذا العهد البائس بعدما كان سويسرا الشرق أصبح بلا ماء ولا كهرباء و لا مصاري ولا دواء ولا أكل"، مضيفا: "لبنان الذي كان مستشفى الشرق أصبح بلا دواء ولا مستشفيات ولا أطباء". وقال الكاتب سامي خليب: إن "التهريب والاحتكار وراء أزمة البنزين في لبنان، فإما المهربون والمحتكرون أقوى من كل الدولة، أو أنهم محميون ممن يديرون علنا أو بالخفاء ما بقي من هذه الدولة"، مضيفا: "يبدو أن الاحتمالين يتكاملان". وأكد الصحفي سليمان أندري، أن "جنون الطوابير اليوم بلبنان غير طبيعي، مئات السيارات والدراجات النارية وزحمة سير وتوترات عند كل محطة بنزين"، مستطردا: "السلطة الفاشلة تراقب تتفرج دون حلول!". وبكلمات يائسة تساءل المغرد حمزة مغربي: "ماذا بقي للعيش في لبنان: لا كهرباء ولا ماء ولا حكومة ولا قضاء ولا محامين ولا بنزين ولا بنوك ولا سفر ولا قدرة الحصول على طعام بالدخل غير المتوفر، لا أمان ولا شروط سير على الطرقات ولا نظام تنقل عام ولا مستشفيات ولا دواء ولا إسعاف". وأكد المغرد عاطف محسن سعيد، أن "في لبنان الأحلام الكبيرة اختزلت بطابور الصباح على البنزين، والبحث عن الدواء المفقود، والكهرباء التي لا تأتي سوى ساعتين، وحليب الأطفال حدث ولا حرج، الأموال المنهوبة، اللحم والدجاج أصبح من الماضي، والخضار والفواكه بجبل علي، الباقي الوحيد الذي يصول ويجول هم الفاسدون واللصوص". وسخر المغرد حسن حرقوص قائلا: إن "أسوأ ما يمكن أن يتخيله المرء في لبنان أن نصل لمرحلة ما بعد البنزين وهي مرحلة التنقل على الدابة، وهذا ما سيحدث في المرحلة المقبلة وما خفي أعظم، والخفي أننا سنستبدل الوقوف أمام المحطات بالوقوف أمام الزريبة لإطعام الدواب تبن و شعير".