"لجوء اضطراري".. هكذا رد ناشطون على مستنكري شكر حماس لإيران

غزة - الاستقلال | منذ ٤ أعوام

12

طباعة

مشاركة

صب ناشطون بمواقع التواصل الاجتماعي غضبهم على الأنظمة العربية التي أعرضت عن دعم المقاومة الفلسطينية سياسيا وعسكريا، ما اضطرها للجوء إلى النظام الإيراني، لدعمها في حربها على الاحتلال الإسرائيلي، ورد عدوانه الذي بدأ 10 مايو/أيار 2021 ولمدة 11 يوم.

ورفض ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية بموقع تويتر، ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #إسماعيل_هنية، و#غزة_تنتصر، و#هنية، وغيرها، توجيه اللوم أو الانتقاد لرئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية، لشكره إيران على تقديمها المال والسلاح للمقاومة.

جاءت كلمة هنية في 21 مايو/أيار 2021، التي أعلن فيها النصر على الاحتلال الإسرائيلي، بعد وقف إطلاق النار مع المقاومة الفلسطينية في غزة برعاية مصرية.

وتلمس ناشطون الأعذار لمجاملات هنية وشكره ومدحه لإيران، مرجعين سبب لجوء المقاومة لطهران، إلى تخلي الأنظمة العربية عن دعمها، وإدارة ظهرها لها، وانبطاحها مع الاحتلال الإسرائيلي، وتطبيع بعضها لعلاقتها مع الاحتلال، منددين بالتربص بالمقاومة.

ووجهوا تساؤلات عدة للأنظمة العربية والكيانات الإسلامية والعربية عما قدموه من دعم لتخفيف الضغط عن المقاومة التي وقفت أمام العدوان الإسرائيلي، مستنكرين غياب دورهم في مناصرة الفلسطينيين وخذلانهم لهم.

وأجمع ناشطون على أن حماسا مضطرة لأخذ الدعم من إيران لأن الأنظمة العربية حاصرتها من كل جانب وصنفها بعضها "إرهابية"، منددين بالمزايدة على حركة المقاومة ومحاولة تسميم انتصارتها.

إعلان موقف

وأعلن ناشطون رفضهم لسياسات إيران وجرائمها في عدد من البلدان العربية، معربين عن تفهمهم لتلقي المقاومة الفلسطينية الدعم منها لعدم توافر بدائل تغنيها عنهم.

وكتب الباحث في الشؤون الإسرائيلية الدكتور صالح النعامي: "أنا ضد جرائم إيران ضد شعبنا في سوريا، لكن أتفهم شكر قادة حماس لها لدعمهم بالسلاح والمال".

وقال: "حماس حركة تحرر وطني في مواجهة قوة احتلال غاشمة ومراكمة القوة في مواجهة هذا العدو تفرض أنماط سلوك سياسي ليست مثالية لكنها مشروعة".

وأكد: "هذه مسؤولية وليست ترفا، من لديه بديل آخر فليقدمه أو يصمت".

وأعلن أبو عبدالله الأحمدي، تأييده استمرار العلاقة بين حماس وإيران في إطار تقديم الدعم دون شروط أو أي شيء آخر، مضيفا: "أما إذا كان هناك دعم مقابل أهداف فأنا ضد هذا العلاقة وهذا الدعم..".

وأكد أن من المقبول تقديم إيران الدعم لحماس في الوضع الراهن وفي ظل الحصار منذ 15 عاما من قبل إسرائيل والأنظمة العربية ومحاربة أي دعم تصل إليها.

واتهم ناشطون الأنظمة العربية ومتبني الهجوم على المقاومة الفلسطينية بمحاولة وأد فرحتهم بالانتصار الذي حققته، حيث أثبتت خلال مواجهتها الأخيرة مع الاحتلال قدرتها على الردع وتغيير موازين المعادلة لصالحها.

وسأل الأكاديمي والكاتب الروائي والمحلل السياسي عبدالوهاب التويتي، الذين يحاولون صرف مسار فرحة النصر، قائلا: "ماذا لو لم تتلق حماس دعما من إيران مثلا وانتهت حماس هل كنتم على استعداد لخوض معركة سيف القدس؟".

وسأل مغرد آخر من أسماهم "الصهاينة العرب": "ألستم أنتم ذيولا للصهاينة والأميركان والفرنسيين؟ لماذا تحرمون على حماس وتحللون لأنفسكم؟". وسخر من الأنظمة العربية التي لم تقدم طلقة واحدة للمقاومة، والآن تتباكى على الحركة الإسلامية.

تواطؤ الأنظمة

ولام ناشطون الأنظمة العربية على تخليها عن دعم المقاومة الفلسطينية ومناهضتهم لها بشتى الطرق، معلنين رفضهم اتهامها بالانزواء ناحية إيران في الوقت الذي لم تجد فيه أي دعم أو مساندة عربية.

خاطب الكاتب أدهم شرقاوي المنزعجين من شكر هنية لإيران، قائلا: "والله نحن منزعجون مثلكم وكنا نتمنى أن يقف ويقول وشكرا للأنظمة العربية التي دعمتنا بالمال والسلاح وأن يسميها دولة دولة، ولكن للأسف الأنظمة مخزية والعيب ليس على المحاصر وصاحب القضية.

وقال الناشط السياسي سليمان الدغيشي، إن المقاومة لم تقبل الدعم إلا بعدما تخلت الأنظمة العربية عنها. وأضاف: "لا نستطيع أن نلوم حركة حماس ولو بكلمة".

ورد ناشطون على المستنكرين على حماس تلقيها الدعم من إيران، بالأدلة الفقهية التي تثبت اضطراهم للجوء لذلك الحل.

وأوضح الكاتب أحمد عبدالعزيز، أن قليلي الفقه والأدب، وحدهم الذين ينعون على قيادة حماس علاقتها بلا مؤاخذة (الأشقاء في مصر) وجمهورية إيران لا مؤاخذة الإسلامية.

وتساءل: "ألم يسمع هؤلاء قوله تعالى: فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه؟! ألا يكفيكم أن هذه القيادة تأكل الميتة؛ لتحيي الأمة؟! هذا الحال، يستحق اللوم أم الشفقة؟!".

واتفق معه في الرأي المغرد عبيدة سيد، قائلا: إن من يعتب على حماس في مثل هذا الظرف لا يقرأ القرآن ولا يفقه شيئا من ذلك.

ولفت إلى أن الأنظمة العربية التي وصفها بالفاجرة تشتري أسلحتها من الغرب الذي يمول بذلك إسرائيل وروسيا التي تقتل إخواننا ولا نجد من يجرم ذلك.

وأضاف: "وحينما اضطرت حماس لأكل الميتة وللشكر وقلبها مطمئن بالإيمان ظهر الجهال كلهم فقهاء".

وكتب الناشط السعودي المعارض عمر بن عبدالعزيز: "تخيل أنك أفغاني أو عراقي أصيل ثم تسمع الملك سلمان يشكر إدارة بايدن أو ترمب أو تخيل أنك سوري ثم تسمع شكر محمد بن سلمان لبوتين وترى ضحكه معه علما بأن أميركا وروسيا ملطخة أيديهم بدماء الأفغان والعراقيين والسوريين؟ علما بأن المقاومة مضطرة لإيران (المجرمة) وأنت لست بمضطر".