"خيانة وشراكة".. سعوديون يحذرون ابن سلمان من مغبة "التطبيع الجوي"

12

طباعة

مشاركة

في أعقاب تصعيد الاحتلال الإسرائيلي القصف المتواصل منذ أسبوع على المدن الفلسطينية خاصة قطاع غزة، وفي ظل إعادة السعودية الرحلات الدولية الجوية بعد توقفها منذ نحو عام ونصف، أعلن سعوديون رفضهم مرور طيران الاحتلال فوق أجواء بلادهم.

واعتبر ناشطون عبر مشاركتهم في وسم #نرفض_مرور_طيران_الاحتلال، السماح لطيران الاحتلال الإسرائيلي بعبور الأجواء السعودية، بمثابة مشاركة من السلطات السعودية في دعم العدوان وتسهيل مهامه في قصف الفلسطينيين.

وأعلن الناشطون رفضهم كافة أشكال التطبيع الجوية والبحرية والبرية ورفضهم أن يكونوا شركاء في قتل الفلسطينيين من أطفال ونساء وشيوخ عبر تقديم أي شكل من أشكال الدعم للاحتلال الإسرائيلي، معلنين مناصرتهم للشعب والقضية الفلسطينية، كما طالبوا السلطات السعودية بالتوقف عن مشاركة القتلة.

ورد ناشطون على نفي الذباب الإلكتروني المحسوب على النظام السعودي فتح أجواء المملكة أمام الطيران الإسرائيلي، بصور من تصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال حفل استقبال أول رحلة جوية تجارية إماراتية قائلا: "نسير رحلات جوية عبر الأجواء السعودية وأعتبر ذلك تغيرا مرحبا به".

كما رد الناشطون على الذباب الإلكتروني بمقطع فيديو لصهر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، جاريد كوشنر، لدى وصوله أبو ظبي مع وفد إسرائيلي عقب التطبيع يشكر فيه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، على السماح بمرور الطيران الإسرائيلي عبر الأجواء السعودية.

وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، فقد ارتفع عدد ضحايا الغارات الإسرائيلية العنيفة على القطاع منذ 10 مايو/ أيار الجاري، إلى 198 شهيدا بينهم 58 طفلا و35 سيدة، و1300 مصاب.

وكانت أول مرة حلقت فيها طائرة إسرائيلية في أعقاب الصراع العربي الإسرائيلي، فوق أجواء السعودية في 22 مارس/آذار 2018، لرحلة طيران هندية متجهة من نيودلهي إلى مطار اللد "بن غوريون" الإسرائيلي فيما عرف حينها بـ"التطبيع الجوي".

وفي سبتمبر/أيلول 2020، أعلنت السعودية موافقتها على طلب إماراتي للسماح لرحلاتها الجوية القادمة إليها والمغادرة منها إلى كافة الدول، وتشمل الرحلات بين إسرائيل والإمارات، بعبور أجواء المملكة.

شراكة ابن سلمان

وصب ناشطون غضبهم على ابن سلمان واتهموه بخيانة القضية الفلسطينية والفلسطينيين، والمشاركة في الجرائم التي تمارس ضدهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى تسهيله التوغل الإسرائيلي في المنطقة.

وشارك الناشط السعودي المعارض عمر بن عبدالعزيز في الوسم بعدة تغريدات، أبرزها تأكيده أن ابن سلمان يخالف النظام السعودي بسماحه لطيران الاحتلال بالمرور عبر الأجواء المملكة.

 وقال بن عبدالعزيز في تغريدة أخرى إن "أي دعم وتسهيلات اقتصادية للاحتلال تعني الشراكة في قتل إخواننا". وقال الأمين العام لحزب التجمع الوطني السعودي المعارض يحيى عسيري: "نرفض مرور طيران الاحتلال، وقد أغلقتم الأجواء على جيرانكم وحاصرتم اليمن وقطر، والمحتل يوغل في إجرامه في فلسطين ويستمر قضم الأرض في حي الشيخ جراح واعتداءاته الوحشية مستمرة في الأقصى ويقصف غزة ويحاصرها، وأنتم أيها الخونة تفتحون له الأجواء! خيانة لشعبنا الرافض لفعله ولفعلكم!". وكتب مغرد آخر: "يجب تطهير بلاد المسلمين من المتصهينين الذين باعوا الإسلام والمسلمين الذين أدخلوا الصهاينة إلى بيوتهم وسمحوا لطيران العدو بالعبور فوق أقدس بقاع الأرض في مكة المكرمة والمدينة المنورة.. الخيانه لها أهلها". ونشرت مغردة أخرى مقطع فيديو للمدون السعودي محمد سعود الذي زار الاحتلال ضمن وفد إعلامي وطرده الفلسطينيون وقصفوه بالحجارة، مطالبة مبس (محمد بن سلمان) أن يزور الاحتلال ويعبر  عن حبه لهم مثل المدون وألا يعمم حبه للصهاينة على كامل الشعب ويتصرف حسب أهوائه بممتلكات الشعب.

جرائم الاحتلال

وتداول ناشطون صورا ومقاطع فيديو تبرز حجم جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين، مستنكرين مشاركة النظام السعودي في هذه الجرائم وتقديم تسهيلات للاحتلال.

واعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي، الإثنين 17 مايو/أيار 2021، بمهاجمته في ساعات الليل، نحو 35 هدفا خلال 20 دقيقة عبر 54 طائرة مقاتلة، واستخدام نحو 110 صواريخ في القصف الذي استهدف غزة.

كما شنت  المقاتلات الإسرائيلية، فجر الإثنين أيضا سلسلة غارات مكثفة وعنيفة جدا، على أنحاء متفرقة من قطاع غزة، واستهدفت مواقع للمقاومة الفلسطينية، وأراض زراعية، وشوارع وبنى تحتية، كما أدت لتدمير مقار أمنية، جنوبي وغربي مدينة غزة. -بحسب مراسل وكالة الأناضول التركية وإفادات شهود عيان-.

ونشرت المغردة غادة مقطع فيديو لطفل يقف على أنقاض منزله المقصوف من الاحتلال ويحمل زهرية هي ذكرياته المتبقية من منزله، مؤكدة أن "أي دعم أو تسهيل للاحتلال يعني شراكة في قتل هؤلاء الأبرياء".

ونشر المغرد يوسف مقطع فيديو لطفل فلسطيني يركض للسير في مقدمة جنازة والده وهو يقول "الله يسهل عليك يابا"، متسائلا: "كيف نسمح لأنفسنا التعاون مع المحتل وننسى أطفال غزة يفقدون آباءهم وهم لم يمض على عمرهم بضع سنين؟ ماذا تقولون للأطفال؟ تقولون قد سمحنا بمرور طيران إسرائيلي أم ماذا؟!".

رفض شعبي

وأعلن ناشطون رفضهم القاطع لاستخدام أجواء بلادهم في تسيير رحلات إسرائيلية.

وقال رئيس البحث في شؤون الخليج بمؤسسة "الديمقراطية الآن"، عبدالله العودة: "لازلنا وسنستمر نرفض مرور طيران الاحتلال فوق أراضينا وأراضي جزيرة العرب والحرمين.. ولا عزاء للصهاينة والمتصهينين".

وأكد الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب، رفضه مرور طيران الاحتلال من أجل الأقصى ورجاله.

واتفق معه في الرأي مغرد آخر، قائلا: "نرفض من أجل الدين الإسلامي أيضا، وأبنائنا وجيلنا القادم، والحفاظ على الأقصى من التهويد وانسلاخ الدين، ومن أجل الحق ونصرة المظلوم". وأكد مغرد آخر أن تسيير طيران الاحتلال فوق الأجواء السعودية مرفوض جملة وتفصيلا، لافتا إلى أنهم يمنعون الفلسطينيين من بناء ميناء وامتلاك مطار ويسرقون أراضيهم ويحاصرونهم. وقال مغرد يدعى عبدالرحمن: "أرفض أن أكون شريكا بقتل الأطفال".

دور السلطة

ورد ناشطون على الذباب الإلكتروني الذي تداول تصريح إعلان الرياض رفضها الإجراءات الإسرائيلية على أنه "دليل يثبت موقف السلطات من القضية الفلسطينية"، مقدمين حلولا بديلة للنظام السعودي عليه فعلها لإثبات مناصرته للقضية.

وأكد أستاذ العلوم السياسية، سلطان العامر، أن التصريح "للاستهلاك المحلي، وتأثيره معدوم في الواقع". 

وقال العامر: "إذا يهم المملكة تغيير سلوك إسرائيل فبيدها كروت (بطاقات) كثيرة تستطيع لعبها وهذا لمصلحتها هي قبل غيرها، فأكبر استثمار سعودي في الـ10 سنوات القادمة سيكون في نيوم وهي منطقة تبعد مسافة قصيرة عن فلسطين.. والتاجر ما يبني بحارة كلها مشاكل".

فيما اعتبر الناشط السياسي محمد العتيبي أن "أقل ما نقدمه لإخوتنا في فلسطين، أن يرجع التعامل مع الاحتلال الصهيوني صفرا، وألا يسمح لهم بعبور الأجواء ولا الأراضي ولا الموانئ البحرية، وأن نقف في نحور المتصهينين الذين يعيشون بيننا، وأن ندعو للفلسطينيين ونفرح لما يفرحهم ونحزن لمصابهم". وكتب إلياس محمد: "لمقدسي الأشخاص أكثر من المبادئ، للذين قبلتهم مبس (محمد بن سلمان) وليست الكعبة المشرفة، لمن يطبلون للأفراد وليس للقضايا، لمن عشقهم للفراعنة الزائلين وليس لدينهم الخالد.. ستطوون في التاريخ كما سيطوى الأقزام الذين يقودونكم أيها القطعان.. سيسألكم رسول الله عن ذلك".