إعلام عبري: السعودية قد تتخلى عن التطبيع مع إسرائيل لهذا السبب

12

طباعة

مشاركة

أدى انتخاب جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة، ومفاوضات فيينا المتسارعة بشأن العودة إلى الاتفاق النووي، والحرب المستمرة في اليمن إلى تغيير أولويات المملكة العربية السعودية.

ويقول موقع "زمن إسرائيل" إن "ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أبلغ إيران بأنه مستعد للتخلي عن التطبيع مع إسرائيل وفتح صفحة جديدة مع طهران".

وأشار الموقع العبري إلى أن السعودية كانت تشير في الأسابيع الأخيرة إلى رغبتها في الاقتراب أكثر من إيران وسوريا والتخلي عن عملية التطبيع مع إسرائيل، التي اكتسبت زخما خلال إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وبين الموقع أن من يقود الخط السعودي الجديد هو محمد بن سلمان "أقوى رجل" في المملكة الذي لا يفضل بايدن التعامل معه.

وألقى بايدن باللوم على ابن سلمان في اغتيال الصحفي جمال خاشقجي وانتهاك حقوق الإنسان في السعودية، حتى أن البيت الأبيض أعلن أن الرئيس الأميركي سيعمل مباشرة مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز وليس مع نجله وريث العرش. 

صفحة جديدة

وأكد الموقع العبري أن محمد بن سلمان يخشى من أن الرئيس بايدن يخطط لسلسلة من الخطوات لمنعه من أن يصبح ملكا للسعودية بعد وفاة والده.

لذلك، هو يبحث عن إستراتيجية جديدة من شأنها أن تعزز موقعه في السعودية وتسمح له بأن يصبح الملك التالي, وأولويته القصوى الآن هي إنهاء الحرب في اليمن ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران.

ولفت الموقع الى أن الحوثيين تمكنوا من خلال الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار المفخخة التي يتلقونها من إيران، من تحويل حياة المواطنين السعوديين إلى كابوس مستمر، وأصبحت الهجمات يومية.

وفي الأسابيع الأخيرة، بدأ ولي العهد السعودي محادثات سرية مع إيران وسوريا, وبينما كانت المفاوضات مع دمشق مباشرة، توسط رئيس الوزراء العراقي "مصطفى الكاظمي" في المفاوضات مع إيران. 

وأشار المحلل السياسي في الموقع "يوني بن مناحيم" إلى أنه في 9 أبريل/نيسان، كان من المقرر أن يصل وفد سعودي إلى بغدادمع وفد إيراني.

وكان الوفد السعودي قد أعلن أن السعودية تتخلى عن التطبيع مع إسرائيل وتسعى لفتح صفحة جديدة مع إيران وطالب الوفد الإيراني المملكة بوقف حملة طرد المليشيات الموالية لإيران من العراق وسوريا وإزالة الضغوط لرفع العقوبات عن طهران وفق المحلل.

ونوه بن مناحيم إلى أن الوفد السعودي طالب بأن تأمر إيران المتمردين الحوثيين في اليمن بوقف إطلاق الصواريخ الباليستية وإطلاق الطائرات بدون طيار المفخخة على الأراضي السعودية.

 وأعرب عن موافقته على إعطاء تنظيم الحوثي دورا سياسيا أكبر في اليمن , ورد الإيرانيون على أن هذا قرار الحوثيين "ولا نلتزم من ناحيتهم بأي شيء".

وشدد الوفد السعودي على أن ولي العهد ليس عضوا في المذهب الوهابي في الإسلام ولا يكره الشيعة كما يصفونه.

وقال مسؤولون عراقيون إن المحادثات بين السعودية وإيران ستستمر هذا الشهر على مستوى السفراء. وقال الرئيس العراقي برهم صالح في 5 مايو / أيار إن العراق استضاف أكثر من اجتماع بين السعودية وإيران.

وعن افتتاح السفارة السعودية في دمشق أشار المحلل السياسي إلى أن وفدا سعوديا زار دمشق خلال مايو/أيار والتقى برئيس النظام بشار الأسد ومستشاره اللواء علي مملوك وسيعود الوفد لاجتماع آخر في دمشق بعد عيد الفطر.

وقال الوفد السعودي للأسد إنه يرحب بعودة سوريا إلى الجامعة العربية ومشاركتها في القمة الجزائرية فور انعقادها.

وتم التوصل إلى اتفاق لإعادة فتح السفارة السعودية في دمشق بعد توقف دام 8 سنوات، وفق ما يقول المحلل.

لكن أصدرت الخارجية السعودية بيانا قالت فيه إن المعلومات المنشورة عن زيارة الوفد إلى دمشق "غير دقيقة".

ولفت المحلل إلى أن وزير الخارجية الأميركي توني بلينكن رحب يوم 4 مايو /أيار بالمحادثات بين السعودية وإيران ، قائلا "هذا أمر جيد لكلا البلدين".

 وقال بلينكن لصحيفة فاينانشال تايمز: "هذه أمور مشجعة لأنهم يجرون حوارا مباشرا لإدارة الخلافات بينهم". 

التقرب من إيران

وأنهى المحلل الأمني مقالته بالقول: "تغيرت اعتبارات المملكة العربية السعودية ومصالحها منذ تغيير الإدارة الأميركية".

فالمملكة التي أرادت إقامة تحالف عسكري مع إسرائيل ودول الخليج ضد إيران ، تقوم الآن بمنعطف كبير، حيث تبتعد عن تل أبيب وتحاول التقرب من طهران.

وتابع: "السعودية التي دفعت الإمارات والبحرين والمغرب والسودان إلى اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل ، تبتعد الآن عن فكرة التطبيع لإرضاء إيران".

وتساءل بنهاية مقالته: أين ذهبت وعود رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس الموساد يوسي كوهين بشأن اتفاق تطبيع وثيق  وقريب بين السعودية وإسرائيل؟

وعلى صلة, أشارت صحيفة "يسرائيل هيوم " العبرية إلى أن ولي العهد ابن سلمان أوضح أن بلاده تطمح إلى علاقة مزدهرة مع الجمهورية الإسلامية وذلك عبر مقابلة  أجرتها معه  قناة محلية.

وصرح ابن سلمان أن السعودية مهتمة بإقامة علاقات جيدة مع إيران .وبحسب الأمير ، فإنه مهتم بطهران مزدهرة وشدد على أن سلوكها السلبي تجاه دول الجوار يجب أن يتغير.

وتأتي هذه التصريحات بعد ست سنوات من قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

 وفي الأسابيع الأخيرة تصاعدت هجمات مليشيا الحوثي المدعومة من إيران على الأراضي السعودية, على خلفية الحرب في اليمن المستمرة منذ عام 2015، حيث يطلق الحوثيون طائرات بدون طيار مفخخة تهاجم المطارات والمنشآت النفطية في قلب المملكة.

ولفتت الصحيفة العبرية إلى أن بن سلمان قال: "لا نريد أن يكون وضع إيران صعبا، بل على العكس، نريد أن تتطور ولدينا مصالح مشتركة لحماية المنطقة والعالم من أجل التنمية والازدهار".

وتابعت: "لكن ما يجعل الأمر صعبا على السعودية هو سلوك إيران، بما في ذلك البرنامج النووي، ومساعدة المليشيات التي لا تحترم القانون في بعض دول المنطقة، وبرنامج الصواريخ الباليستية".

وأشار المحرر الصحفي والمستشرق الإسرائيلي "شاحر كليمان" إلى أنه في وقت لاحق، دعا ولي العهد السعودي مليشيا الحوثي إلى الجلوس على طاولة المفاوضات للتوصل إلى حلول من شأنها أن تعود بالفائدة على حقوق الجميع في اليمن وتضمن مصالح دول المنطقة.

وزعم كذلك أن الهدف الأول للسعودية كان التوصل إلى وقف لإطلاق النار "مقابل المساعدة المالية وأي شيء يريده الحوثيون"، مضيفا "لا شك في أن للحوثيين علاقة قوية بالنظام الإيراني ، لكنهم في النهاية يمنيون أيضا".

ولفت كليمان إلى أن هذه الإشارة تأتي بعد اجتماع بين كبار المسؤولين السعوديين والإيرانيين في العراق في وقت سابق من شهر مايو،/أيار.

وبحسب تقرير في وكالة رويترز ، ناقش الطرفان الأزمة في اليمن والاتفاق النووي.