ثورة على الإسفاف.. حملة عمانية لمقاطعة مشاهير صمتوا على جرائم إسرائيل

12

طباعة

مشاركة

أطلق ناشطون عمانيون حملة #تبليك_مشاهير_الغفلة لتأديب المشاهير المتخاذلين عن نصرة القضية الفلسطينية ومقاطعة المتهاونين في التعامل مع الأحداث المتصاعدة هناك، سواء كانوا مسؤولين أو إعلاميين أو ناشطين أو فنانيين.

واستنكر ناشطون شاركوا في الحملة عدم استجابة المشاهير لنداءات الفلسطينيين المطالبين منذ تصاعد الأحداث في بلادهم منذ مطلع رمضان الجاري، بالتعريف بقضيتهم ونقل حقيقة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي لهم ومحاولة تهجيرهم من منازلهم ومنحها للمستوطنين.

وأعلنوا حذفهم للمشاهير الممتنعين عن التضامن مع القضية الفلسطينية، من على مواقع التواصل الاجتماعي وتبليك حساباتهم، منددين بتجاهل هؤلاء للحديث عن القضية الفلسطينية ونصرتها، وعدم دفاعهم عنها، ومساعدتهم في إيصال أصوات الفلسطينيين للعالم.

وأكد ناشطون أن مشاهير السوشيال ميديا لا يسعون إلا للبحث عن المتابعين، ولم يقدموا شيئا للقضية الفلسطينية، مشيرين إلى أن محتواهم غير هادف ويحمل استعراضات وخروج عن المألوف سعياً وراء الشهرة وكسب المتابعين والتربح المالي.

وأجمعوا على أن محتوى المشاهير هابط وأغلبها يتجه للترويج للمنتجات والإعلانات المدفوعة الأجر، وعمل المسابقات المحسومة سابقا، وزيارات لمحال تجارية وأسواق ومولات ومطاعم، وإعلان لأكواد خصم وغيرها من التفاهات الأخرى.

وقالوا إن المشاهير لا يملكون رصيدا فكريا من المعرفة والثقافة تؤهلهم للحديث أمام العامة أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي في قضية أمة مثل القضية الفلسطينية باتزان ومعرفة نيرة ورصد للأحداث وتذكير بالتاريخ وتعديد لجرائم الاحتلال الإسرائيلي وتعريفه ككيان مغتصب.

ويصعد الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاته على الفلسطينيين خاصة في حي الشيخ جراح بهدف تهجير الأهالي منه، ومنحه لمستوطنيين إسرائيليين، وطالت اعتداءاتهم المسجد الأقصى ومنعوا الفلسطينيين من أداء العبادات فيه.

وتصاعدت وتيرة الهجمات الإسرائيلية منذ فجر 10 مايو/أيار 2021، إذ مارست قوات الاحتلال سياسات عدوانية استفزازية تجاه الفلسطينيين، وأطلق جيش الاحتلال عملية عسكرية ضد قطاع غزة تحمل اسم" حارس الأسوار"​​​​​.

وبحسب وزارة الصحة في قطاع غزة، أسفر العدوان حتى كتابة هذا التقرير عن استشهاد  26 فلسطينيا من بينهم 9 أطفال وسيدة و122 إصابة بجراح مختلفة، جراء العدوان الإسرائيلي منذ 10 مايو/أيار 2021.

أهداف المشاهير

الناشطون استنكروا صمت المشاهير أمام تلك الأحداث المتصاعدة، واتهموهم بالسعي لرفع مشاهدات محتواهم، بهدف التربح من مواقع التواصل الاجتماعي، وعدم إيمانهم بأي قضاء ولا انتماء.

وقال الإعلامي العماني عادل الكاسبي، إن هولاء مساكين لا هدف لهم في هذه الحياة إلا الرقص وعرض السخافة وتقديم الزوجات في شاشاتهم لهدف غير نبيل وهي المشاهدات، متسائلا: "هل يستطيعون بعد ذلك نصرة قضية تاريخية كالقضية الفلسطينية الإسلامية؟".

ورأت المغردة الزهراء محمد أن القضية الفلسطينية كشفت الغطاء عن كل الأغبياء والمفهيين والفارغين والي ما فاهمين شي في الحياة، قائلة: "خليكم على إعلانات البرجر والدونات".

وأشار أبو منصور، إلى أن المشاهير يسوقون لأي تاجر، ويمدحون منتجاتهم ويحلفون أنها أفضلها ويسوقون العروض لمنتجات قد تضر بالبشر بدون تأنيب الضمير، ويصفقون بغض النظر عن القرار هل هو في مصلحة المواطن أو لا، ويخافون على حسابهم يغلق أكثر من حياتهم، متسائلا: "تبغي منه يتبنى رأي في قضية إنسانية وحق شعب؟".

وخلصت المغردة هوبي، إلى أن السلطنة ليس بها مشاهير مناسبين.

ولام ناشطون على الشعب لمتابعته مشاهير تافهين ليس لديهم رأي أو قناعات ولا يؤمنون بقضايا ويتمسكون بها ويدافعون عنها.

وقالت رحمة النبهاني: "مشاهير الغفلة نحن من صنعهم للأسف وجعلنا لهم قدرا، وآن الآوان لمعالجة هذا الخطأ، لأن حرية الفرد تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين، ومن يحاول تجاهل هذه الحقيقة الثابتة، فإن الأيام كفيلة بإثبات خطأ موقفه وبالتالي ردعه عن غيه".

رفض المبررات

وكتب سالم عبدالله الكندي: "مشاهير الغفلة للأسف انتوا تشجعوهم، نحن من جعل الحمقى مشاهير. لو كل واحد فينا من الآن ألغى متابعة كل تافه، بيتأدبوا ويمكن يراجعوا المحتوى اللي يقدموه. ودليل أن مخوخهم فاضية هم لا يشاركون أبدا في القضايا الجادة المطروحة سواء اجتماعية، اقتصادية أو سياسية".

وندد ناشطون بما ساقه بعض المشاهير من تبرير لصمتهم بأنهم لا يتدخلون في السياسية أو الزعم بأن أصواتهم غير مؤثرة وأن الحكومات لم تستطع فعل شيء للقضية الفلسطينية وغيرها من المبررات الأخرى.

ورد أحد المغردين قائلا: "دعمك للقضية الفلسطينية ممكن ما يحرك ولا 1 بالمئة منها ولكن تسجيلك لموقف ضد الي يصير يخليك إنسان". 

وأكدت مغردة أخرى أنه ليس شرطا أن يكون لديك سلاح لتذهب للمقاومة مع المناضلين في القدس الشريف، قائلة: "يكفي إنك تكون نسان وتدعو لهم وتنشر للعالم ما يصير في فلسطين".

وأثنى ناشطون على الحملة ورأوا أنها تنم عن وعي شعبي. وقال المغرد فلاح حمد، إن تبليك هؤلاء هو ثورة على الإسفاف وتمييع القضايا الكبرى والمصيرية في حياة عامة الناس.

وحيت د.العنود بنت علي الجهوريه، العمانين وباركت صحوتهم وشجاعتهم، قائلة: "والله كفو العمانيين عشان يعرفوا (المشاهير) إنه بسببكم شأنهم علا وقامت حظوظهم ،وأيضا ستكونون السبب في إرجاعهم حيث مقامهم".