لوبوان: لهذا رجحت الجزائر اللقاح الروسي ضد فيروس كورونا على غيره

12

طباعة

مشاركة

رأت صحيفة "لوبوان" الفرنسية أن إمكانية تصنيع اللقاح الروسي ضد "فيروس كورونا" محليا، في الجزائر، يعتبر أمرا وازنا في اختيار السلطات الجزائرية.

وفي تقرير لها، أرجعت الصحيفة ذلك إلى متانة التحالفات القديمة، حيث اختارت الجزائر أخيرا، في حملتها الأولى للتلقيح والتي من المقرر أن تبدأ في يناير/كانون الثاني 2021، اللقاح الروسي الصنع "سبوتنيك-V".

تشير "لوبوان" إلى أن هذا الإعلان جاء يوم 30 ديسمبر/كانون الأول 2020. من قبل المتحدث الرسمي باسم الحكومة ووزير الاتصال "عمار بلحيمر"، في ختام اجتماع حكومي خصص لطرق الحصول على اللقاح.

كما جاء في اليوم الذي تلا اتصالا هاتفيا بين كل من رئيس الوزراء الجزائري "عبد العزيز جراد" ونظيره الروسي "ميخائيل ميشوستين".

وبذلك أعلنت الحكومة الجزائرية عن توقيع "اتفاق مباشر لشراء لقاح ضد كوفيد-19 مع مختبر روسي".

وبدأ معهد "باستير" في الجزائر "سلسلة من المناقشات مع الشركة الروسية المنتجة للقاح سبوتنيك-V، فيما تستمر المحادثات مع أطراف أجنبية أخرى". وهذا يترك الباب مفتوحا أمام اقتناء لقاحات أخرى لاحقا.

جرى ترخيص "سبوتنيك-V"، أول لقاح في العالم ضد "كوفيد-19"، في روسيا في أغسطس/آب 2020.

وقال مدير الصندوق الروسي للاستثمار المباشر (RFPI)، "كيريل ديميترييف"، في منتصف ديسمبر/ كانون الأول: إن المرحلة الثالثة من التجارب قيمت فعاليتها بنسبة 91.4 بالمئة. 

وكان مدير عام الموازنة بوزارة المالية الجزائرية، "عبد العزيز فايد"، قد كشف عن قسط أول بقيمة 1.5 مليار دينار (حوالي 9.2 مليون يورو) للاستحواذ على الدفعة الأولى من 500 ألف جرعة لقاح. 

وقال: "إن السلطات ستقوم بتعبئة ما يقرب من 20 مليار دينار (أو 122 مليون يورو) من أجل السعي للحصول على لقاح"، مضيفا: "أن الفئات ذات الأولوية في عملية التلقيح لم تحدد بعد من قبل السلطات".

وتأتي هذه التصريحات بعد عشرة أيام من الأمر الذي أصدره الرئيس "عبد المجيد تبون" الذي طالب من مكان علاجه في "برلين"، رئيس وزرائه عبد العزيز جراد، بالإسراع في عملية اختيار وشراء اللقاح لبدء حملة التطعيم في يناير/كانون الثاني.

 تأخير مستنكر

تقول صحيفة "لوبوان": إن رئيس النظام الطبي وعضو اللجنة العلمية لرصد وتقييم انتشار فيروس كورونا، بقّاط بركاني، اتهم وزارة الصحة أواخر ديسمبر/كانون الأول بـ "المماطلة في اتخاذ القرار بشأن اختيار اللقاح في وقت كانت العديد من البلدان تسرع في تقديم طلباتها للمختبرات".

وتذكر، أنه بالنسبة له كمختص، "سيأتي اليوم الذي يلزم فيه تحديد مسؤولية كل طرف في الفشل المسجل في إدارة هذا الملف"، معتبرا أن هذه "التأخيرات" حصرت اختيار الجزائر في اللقاحين المتاحين في السوق العالمية التي تشهد سباقا محموما: اللقاحات الروسية والصينية". 

وبالتزامن مع ذلك، قال "جمال الدين نيبوش"، رئيس خدمة طب القلب بمستشفى "نفيسة حمود" الجامعي بالجزائر العاصمة قبل ساعات قليلة من إعلان الحكومة: إن "العاملين الصحيين لدينا متعبون للغاية، واقتصادنا تعرض لضربة شديدة، ووسائلنا القتالية تنفد بسرعة".

وأضاف: أنه من المرجح أن تتدهور الظروف الاجتماعية بسرعة، "لذلك يجب ألا نعرض بلادنا للخطر". ورأى أن العودة إلى الوضع الطبيعي بات ضروريا.

يقول نيبوش: إن "مسؤولا حكوميا كبيرا كان قد أخبرهم مؤخرا بأنه شخصيا (المسؤول) كان سيختار اللقاح الروسي، لسبب بسيط هو أنه يثق في القدرات الصناعية ونقل التكنولوجيا من عند الروس".

وتوضح الصحيفة أنه، بخلاف حقيقة أن "سبوتنيك-V" لا يتطلب عبئا لوجستيا مرهقا للتخزين في درجات حرارة منخفضة جدا، وأن سعره منخفض نسبيا (حوالي 10 دولارات للجرعة) فقد قررت الجزائر مجانيته وأن ما يهم السلطات الجزائرية هو دمج إنتاجه في البلاد.

وفي 8 ديسمبر/كانون الأول، أعلن السفير الروسي في الجزائر "إيغور بيلييف" أن بلاده مستعدة للتعاون مع الدولة الإفريقية لبدء الإنتاج على المستوى المحلي من لقاح  "سبوتنيك-V".

التلقيح في الجزائر

وبين أن "الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة يقدم أشكالا مختلفة من التعاون، وهي الاستحواذ المباشر ونقل التكنولوجيا والإنتاج المشترك والمشاركة في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية، وهي صيغ تعاون اقترحناها على الجانب الجزائري".

وأعرب وزير الصحة الروسي "ميخائيل موراشكو"، خلال جلسة الأمم المتحدة في بداية شهر ديسمبر/كانون الأول، والتي خصصت لعرض "سبوتنيك-V"، عن رغبة بلاده في إنتاج هذا اللقاح في 55 دولة.

وتشمل هذه الدول "الجزائر وأذربيجان وبيلاروسيا وكوريا الشمالية ومصر والهند وأوزبكستان وقطر وسنغافورة وسوريا وطاجيكستان وتايلاند".

أعلنت "موسكو" في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني، أنها بدأت تسليم "سبوتنيك-V" إلى العديد من الدول الإفريقية، دون تحديد الوجهة بالضبط. 

قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف: إنه "لا نريد أن نسيء إلى أي شخص"، مضيفا: "نتمنى أن نلبي جميع الطلبات التي تلقيناها من أصدقائنا الأفارقة".

وقبل الجزائر، كانت "غينيا" هي التي بدأت التلقيح بـ "سبوتنيك-V"  يوم 30 ديسمبر/كانون الأول، بعد طلبها مليوني جرعة من اللقاح الروسي.

يوضح طبيب جزائري قائلا: "أفضّل اللقاحات الروسية والصينية على الآخرين، لأنني حذر من التقنيات الجديدة التي ليس لدينا تحصيل كاف بشأنها". 

لكن نفس الطبيب يشعر بالقلق إزاء فعالية نظام التلقيح في الجزائر، على الرغم من تأكيدات السلطات. يعبر عن ذلك بقوله: "لقد فقدت بلادنا الكثير من ثقافة التلقيح التي ازدهرت خلال الستينيات والسبعينيات". 

ورأى أن المناطق الصحراوية، وهي شاسعة جدا، لا تزال سيئة الخدمات، على سبيل المثال، من حيث التغطية الصحية. وقد تسبب عدم الثقة في التلاقيح لعودة ظهور الأمراض التي تم القضاء عليها في الماضي، مثل الحصبة.