"يموت ببطء".. غضب واسع من الانتهاكات بحق العودة بسجون ابن سلمان

12

طباعة

مشاركة

"أعلن للأمة العربية الإسلامية والعالم أن الوالد دكتور سلمان العودة يخضع لعملية قتل بطيء داخل السجن في الرياض، حيث التدهور المخيف لصحته في الأشهر الأخيرة والإهمال الطبي الشديد!".. بهذه الكلمات كشف نجل العودة الدكتور عبد الله، عن ما يتعرض له والده داخل محبسه.

حمل عبد الله عبر سلسلة تغريدات كتبها على حسابه بتويتر، وشاركها على وسم #لا_تقتلوا_سلمان_العودة، السلطات السعودية المسؤولية الكاملة عن كل ما يحصل لوالده، قائلا: إن المسؤول الأول عن جريمة القتل البطيء للوالد دون شك هو رأس هرم السلطة الحالي، في إشارة إلى ولي العهد محمد بن سلمان.

وحمل أيضا فرقته الأمنية المسؤولية، ومنهم اللواء صلاح الجطيلي في رئاسة أمن الدولة ومدراء سجن الحائر وذهبان، والنائب العام سعود المعجب، والمدعي العام في دائرة أمن الدولة محمد بن إبراهيم السبيت.

وأضاف "العودة": أن "هناك قضاة عبارة عن أدوات رخيصة لأمن الدولة في المحكمة المتخصصة وعلى رأسهم القاضي المشبوه سيئ السمعة عبد العزيز سفر العضياني البنيوسي الحارثي، والقاضي سيئ الذكر عبد العزيز بن مداوي آل جابر"، بحسب قوله.

وتعهد بملاحقتهم قانونيا ودوليا وإعلاميا، وأكد تعمد تغييب الشيخ سلمان عن الأنظار ومنع الاتصالات بالكامل، وتقطّع الزيارات، مبينا أن والده فقد نصف سمعه ونصف بصره في تدهور مستمر لصحته ووضعه.

وأوضح أن العائلة رأته في جلسة محاكمته في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني 2020، وجها لوجه وبدا هزيلا ضعيفا مشتتا مستسلما تساوت عنده الحياة وعدمها، قائلا: إن هذا يؤكد سياسة القتل المتعمد.

ولفت إلى أن النظام قطعه تماما عن العالم الخارجي منذ مايو/أيار، وحتى سبتمبر/أيلول من عام 2020، حتى من الاتصال، معربا عن اشتباهه في أنهم قد يكونوا أضروا به عمدا من خلال الأدوية لقتله بشكل بطيء. 

مآثر العودة

تغريدات نجل العودة حملت الكثير من التضامن والغضب على حد سواء، حيث تحدث ناشطون عن مكانة الشيخ سلمان الذي يتابعه على حسابه بتويتر أكثر من 15 مليون شخص، ومدى علمه وحكمته وتعديد مآثره وخدمته للدين والأمة.

وأوضح الصحفي السعودي المعارض "تركي الشلهوب"، أن ذنب الشيخ سلمان العودة أنه رفض أن يكون مع زمرة المنافقين للسلطة، والمطبلين لفسادها وجرائمها، ولذلك هو يتعرض للقتل البطيء في سجون ابن سلمان!.

وأشار رجل الأعمال القطري البارز الشيخ فيصل بن جاسم آل ثاني، إلى أن الشيخ سلمان من كبار علماء الأمة والصالحين فيها ومن أكثر العلماء المعاصرين وعيا ونضجا وصاحب مشروع فكري مستنير، معتبرا وجود مثله بأي أمة فخر لها ومكسب وظلمه من أعظم أنواع الظلم والفساد.

ولفت مستشار وزير الأوقاف المصري سابقا الدكتور محمد الصغير، إلى أن العودة يعد رمزا من رموز الدعوة وعلما من أعلام التربية والتزكية، قائلا: "لك أن تتخيل حال الذين لا تصل أخبارهم إلى وسائل الإعلام؟". 

ووصف الصحفي محمد المختار خليل، الشيخ سلمان العودة بأنه "رجل بأمة".

مسؤولية النظام

وصب ناشطون غضبهم على محمد بن سلمان، الذي تبنى منذ وصوله لولاية العهد في يونيو/حزيران 2017 سياسة تغييب العلماء، وأمر باعتقال العشرات منهم، للتسريع من طموحه في تولي العرش خلفا لوالده الملك سلمان بن عبد العزيز، بحسب ما أكدته صحيفة واشنطن تايمز الأميركية.

وحذر ناشطون النظام السعودي من خطورة التعنت والتنكيل واستمرار اعتقال الدعاة والمصلحين، ناصحين السعوديين بضرورة رفض إجرام النظام قبل أن يأتي الدور عليهم.

ودعوا كل أحرار الجزيرة العربية لاتخاذ موقف أخلاقي وإنساني بغض النظر عن الاختلاف مع معتقل الرأي، والوقوف معه والمطالبة بحريته، وحرية المعتقلين والمعتقلات في سجون النظام.

وحمل القائمون على حساب "معتقلي الرأي" في تويتر، السلطات السعودية المسؤولية التامة عن حياة الشيخ سلمان العودة، في ظل ما أعلنه نجله د. عبد الله من أن والده بين الحياة والموت، مطالبين بالإفراج الفوري عنه ومحاسبة جميع المسؤولين عن تردي وضعه الصحي.

وخاطبت الأكاديمية السعودية المعارضة الدكتورة مضاوي الرشيد، السعوديين قائلة: "صمتك على هذا الاعتقال يعني أنك تمكن النظام من انتهاك حقوقك أنت ولن يبقى أحد يدافع عن حريتك عندما ينقلب النظام عليك، وتمهد الطريق لأن تكون السجين التالي والحبيس  القادم".

وحذر الأمين العام لحزب التجمع الوطني "يحيى عسيري" من أن الثورة قد تخرج دون تخطيط ناس، وذلك حينما تسد كل طرق الإصلاح، ويقتل أبناء الشعب وخيرته أمامنا، مرة بتقطيع في قنصلية، ومرات بحكم الإعدام، ومرات بالقتل البطيء خلف القضبان، لتسد كل طرق الإصلاح وتتوقف عمليات العدالة، وتمارس أبشع سبل القمع، فلا يتبقى إلا الشارع.

وأكد الإعلامي حسام يحيى، أن "الإهمال الطبي" مشنقة الأنظمة العربية الجديدة لإعدام معارضيها "بشياكة" وبدون "دماء".

وردد ناشطون بقوة تغريدة "لا تقتلوا سلمان العودة"، وذكروا النظام السعودي بإجرامه بحق المعارضين واتباعه لسياسة تغييب دعاة الإصلاح والمعارضين، داعين الجهات القادرة على التوسط لإنقاذ العودة بالتدخل.

وقال الصحفي والإعلامي المصري أسامة جاويش: "لا تقتلوا سلمان العودة كما قتلتم جمال خاشقجي (اغتاله النظام السعودي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول 2018).

وأضاف: "نفس الإجرام، نفس السياسة والأوامر وفريق الاغتيال، نفس الأمير وولي العهد، ونَفْس أخرى طاهرة همها الإصلاح ما استطاعت، يحاولون قتله وحرمان العالم من كلماته الطيبة".

وقال الباحث مهنا الحبيل: إن الملف المروع لسلمان العودة لن ينفع معه بيانات الاستنكار وخطابات الإسلاميين وفتاواهم المتعددة ومواسم الصراع السياسي مع النظام خاصة في ظل عزمه على جريمة تصفية الشيخ، داعيا من لديه جسور وقدرة وصول مع أي مسؤول في بلد مسلم أو غير مسلم فليحشد وساطات الإفراج.

يشار إلى أن "العودة" اعتقل على خلفية كتابته تغريدة على تويتر في 9 سبتمبر/أيلول 2017، في أعقاب الأزمة الخليجية، التي بدأت منذ 5 يونيو/ حزيران 2017 بعد فرض السعودية والإمارات والبحرين ومصر حصارا بريا وجويا وبحريا على قطر.

ودعا الشيخ سلمان على إثر الأزمة، بتأليف القلوب لما فيه الخير، لكن تغريدته لم تنل رضا السلطات السعودية، فاعتقلته بعد يوم من كتابتها.