"جواسيس الداخل".. سلطة عباس تشعل غضب الفلسطينيين باعتقالها منفذي عملية نابلس

سلسلة من عمليات المقاومة الفردية تشهدها الضفة الغربية في فلسطين مؤخرا، أبطالها تتفاوت أعمارهم وجنسهم، وطريقة مقاومتهم باستخدام أفكار وأسلحة بدائية، كان أبرزها الطعن بالسكين، واستخدام سلاح "الكارلو" الآلي البدائي المصنع بأيد فلسطينية.
فعلى الأراضي المحتلة منذ عام 1973، استشهد الفلسطيني الأربعيني فادي أبو شخيدم، قرب أحد أبواب المسجد الأقصى، بعدما أطلق النار تجاه قوة إسرائيلية مستخدما سلاح الكارلو، ونفذت طفلة لا تتجاوز الـ15 عاما من عمرها عملية طعن في القدس، وفي عملية مشابهة نفذتها مسنة عمرها 65 عاما في مدينة الخليل.
فيما كان آخر العمليات الفردية، إطلاق شابان شقيقان في الـ17 و20 من عمرهما النار على مستوطنين في مستوطنة "حومش المخلاة" المقامة على أراضي بلدتي برقة وسيلة الظهر عام 2005 غرب نابلس، والتي أسفرت عن قتل مستوطن وإصابة اثنين آخرين، في 16 ديسمبر/كانون الأول 2021.
وقف التنسيق
كل عمليات المقاومة الفردية أسفرت عن قتل مستوطنين وإصابة آخرين، لكن أغلب منفذيها تمكنت قوات الاحتلال الإسرائيلي من اعتقالهم، بمساعدة السلطة الفلسطينية، الأمر الذي أثار غضب الناشطين على تويتر بقوة ودفعهم للمطالبة بوقف فوري للتنسيق.
قوات الاحتلال اعتقلت فجر 19 ديسمبر/كانون الأول 2021، 6 فلسطينيين بدعوى تورطهم في عملية حومش "عملية نابلس"، وهم محمد يوسف جرادات، وإبراهيم موسى طحاينة، ومحمود غالب جرادات، والشقيقين عمر وغيث أحمد محمد ياسين جرادات، وطاهر سليمان أبو صلاح.
وبحسب قناة "كان" العبرية، فإنه "تمت إحالة المعتقلين، وهم 4 ارتكبوا الهجوم واثنان آخران قاما بمساعدتهم، إلى جهاز الأمن العام للتحقيق معهم".
الناشطون على تويتر، هاجموا السلطة الفلسطينية بقوة واستنكروا انشغالها باعتقال ومصادرة رايات حركات المقاومة، وأعربوا عن حزنهم لاعتقال أبطال عمليات نابلس، ووجهوا لهم التحية، مؤكدين أنهم طبقوا العمل المقاوم الذي يصنع الفرق ويقرب الطريق نحو التحرير.
وتداولوا عبر مشاركتهم في وسم #عملية_نابلس مقطع فيديو لوالدة عمر وغيث، تقول فيه "إذا أولادي عملوا عمليـة حومش برفع راسي للسماء، وولادي كلهم فداء الأقصى وفلسطين والإسلام والمسلمين وأتمنى من الله أن يثبتهم".
وأكد ناشطون أن الاعتقالات والمداهمات "لن توقف المقاومة"، لأن هناك جيلا فلسطينيا في الضفة يتأهب لما هو أخطر مما عرفه الاحتلال طوال مسيرة الصراع، موجهين التحية لقرية المعتقلين "سيلة الحارثية" وأهلها ووصفوها بأنها "منبع الأبطال والفدائيين".
الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عبد اللطيف القانوع، أدان "كل أشكال التنسيق الأمني مع العدو، وملاحقة المقاومين"، داعيا من جديد إلى إنهاء كل أشكال التعاون الأمني مع الاحتلال.
وحيا القانوع، رجال المقاومة، والشباب الثائرين في الضفة الغربية والقدس المحتلة الذين يواجهون المحتل الإسرائيلي بكل بسالة وصمود، داعيا إلى "استدامة الاشتباك مع الاحتلال وتصعيد المقاومة بكل الوسائل الممكنة".
تعاون وتخابر
وصب ناشطون غضبهم ولعناتهم على السلطة الفلسطينية وتبرؤوا منها، مستنكرين تنسيقها الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي على حساب أبناء الشعب الفلسطيني المقاوم.
وقال مسؤول دائرة العلاقات الوطنية في حماس، إبراهيم المدهون: "بعد ادعاء الاحتلال اعتقال منفذي عملية نابلس البطولية، نعتبر التنسيق الأمني كارثة وجريمة وطنية، وجبت إدانته وتجريمه وملاحقته".
وأضاف: "وعليه فإن التنسيق يصل مرتبة التعاون والتخابر مع الاحتلال، وهو طعنة بقلب المقاومة، وندعو كل من يعمل بالتنسيق الأمني للتراجع والعودة لصفوف الشعب والمقاومة".
بعد ادعاء الاحتلال اعتقال منفذي عملية نابلس البطولية، نعتبر التنسيق الأمني كارثة وجريمة وطنية، وجبت إدانته وتجريمه وملاحقته، وعليه فإن التنسيق يصل مرتبة التعاون والتخابر مع الاحتلال، وهو طعنة بقلب المقاومة، وندعو كل من يعمل بالتنسيق الأمني للتراجع والعودة لصفوف الشعب والمقاومة.
— إبراهيم المدهون غزة Ebrahem Elmadhoun (@ibmadhun) December 19, 2021
الصحفي عز الدين أحمد، أشار إلى أن "الاحتلال ومستوطنيه يصولون ويجولون في الضفة الغربية، وسلطة رام الله منشغلة بمحاكمة 35 ناشطا دفعة واحدة وفي اليوم ذاته!"، متعجبا من أن سلطة التنسيق الأمني تحاكمهم على "خلفية مشاركتهم ودعوتهم لتظاهرات ضد الفساد!!".
الاحتلال ومستوطنيه يصولون ويجولون في #الضفةالغربية وسلطة رام الله منشغلة بمحاكمة 35 ناشطا دفعة واحدة وفي اليوم ذاته!
— Izzadeen Ahmad (@IzzadeenAhmad) December 19, 2021
سلطة التنسيق الأمني تحاكمهم على خلفية مشاركتهم ودعوتهم لتظاهرات ضد الفساد !!
وانتقد مغرد آخر "جواسيس الداخل"، متمنيا "المجد للمقاومة والطلقة".
الا لعنة الله على جواسيس الداخل و كلاب الأثر لقطاء التنسيق الأمني
— ُHَSْYْN�� (@Dr_HDhaini) December 19, 2021
والمجد للمقاومة والطلقة #المجد_لمن_قال_لا https://t.co/V6kkA4bhH8
وقال الناشط محمود العايد: "الخزي والعار والشنار لسلطة أوسلو التي أدمنت الذل والعار.. الخزي لها ولمن يؤيدها ولمن يقف معها ولمن يصفق لها.. والمجد والخلود لمنفذي عملية نابلس البطولية، ولكل الشهداء والمقاومين.. وستبقى المقاومة هي السبيل الوحيد لخلع السلطة من جذورها والاحتلال معا وفي آن".
الخزي والعار والشنار لسلطة أوسلو التى أدمنت الذل والعار .. الخزي لها ولمن يؤيدها ولمن يقف معها ولمن يصفق لها .. والمجد والخلود لمنفذي عملية نابلس البطولية، ولكل الشهداء والمقاومين.. وستبقى المقاومة هي السبيل الوحيد لخلع السلطة من جذورها والاحتلال معًا وفي آنٍ.#عملية_نابلس
— محمود العايد (@mahalayed) December 19, 2021
فيما أشار ميخائيل عوض، إلى "حدوث ستة تطورات رئيسة، أبرزها عملية نابلس الفدائية تؤكد أن الانتفاضة المسلحة الثالثة بدأت تتبلور في الضفة الغربية"، متسائلا: "لماذا لا نستبعد صعود فتح جديدة من أوساط ركام السلطة المتآكلة؟ وهل بدأ التنسيق السري المقاوم كرد على التنسيق الأمني المتواطئ مع الاحتلال؟".
ستّة تطوّرات رئيسيّة أبرزها عمليّة نابلس الفدائيّة تُؤكّد أن الانتِفاضة المُسلّحة الثالثة بدأت تتبلور في الضفّة الغربيّة.. لماذا لا نستبعد صُعود “فتح جديدة” من أوساط رُكام السّلطة المُتآكلة؟ وهل بدأ “التنسيق السرّي” المُقاوم كرَدٍّ على التّنسيق الأمني المُتواطئ مع الاحتِلال؟
— ميخائيل عوض (@MikhaelAwad) December 19, 2021
ورأى الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، أن "اعتقال الاحتلال لأبطال حومش بقرية سيلة الحارثية، أمر متوقع، لأن الأجواء التي صنعتها سلطة العار لا تسمح بتوفير حاضنة للمقاومة"، مشيرا إلى تعليق نائب وزير حرب الاحتلال، على الخبر بقوله: "نحن بحاجة إلى تقوية السلطة الفلسطينية".
بعد مطاردة لـ3 أيام؛ الاحتلال يعتقل أبطال عملية "حومش" بقرية "سيلة الحارثية".
— ياسر الزعاترة (@YZaatreh) December 19, 2021
أمر متوقّع، فالأجواء التي صنعتها سلطة العار؛ لا تسمح بتوفير حاضنة للمقاومة.
نائب وزير حرب الاحتلال، علّق على الخبر قائلا: "نحن بحاجة إلى تقوية السلطة الفلسطينية"!
المجد للأحرار، والعار لمن أدمنوا العار.
عضو دائرة العلاقات الوطنية بحركة القسام، هاني الدالي، أكد أن "اعتقال العدو الصهيوني لمنفذي عملية نابلس الأبطال سيكون دافعا لكل أبناء شعبنا في الضفة المحتلة لاستمرار المقاومة، ولن يثني الشعب عن مواصلة مقاومته ومشواره الجهادي في الدفاع عن أرضه وحقوقه ومقدساته".
وتابع: "ستبقى جنين قلعة القسام وشعلة المقاومة، وستبقى ضفة العياش وفلسطين ولادة للأبطال".
اعتقال العدو الصهيوني لمنفذي #عملية_نابلس الأبطال سيكون دافعاً لكل أبناء شعبنا في الضفة المحتلة لاستمرار المقاومة، ولن يثني شعبنا عن مواصلة مقاومته ومشواره الجهادي في الدفاع عن أرضه وحقوقه ومقدساته. وستبقى جنين قلعة القسام وشعلة المقاومة، وستبقى ضفة العياش وفلسطين ولادة للابطال. pic.twitter.com/cXW3CgmJmc
— د. هاني الدالي #فلسطين ���� (@DrHaniAlDali) December 19, 2021
روايات الأهل
الناشطون تداولوا مقاطع فيديو لوالد ووالدة عمر وغيث، يرويان تفاصيل اعتقال ابنيهما ويدعوان لهما، ويهبان ولديهما فداء للأقصى وللقضية الفلسطينية، ناشرين على لسان والدتهما كلماتها التي صبرت بها نفسها بعدما ألقت قوات الاحتلال الإسرائيلي القبض على ابنيها.
الباحث الفلسطيني عزات جمال، نقل عن والدتهما، قولها: "صحيت ولادي يلبسوا يجهزوا حالهم إن كان سلطة أو جيش !!! وإذا أولادي عملوا عمليـة حومش برفع راسي للسما".
والدة المعتقلين عمر وغيث جرادات: صحيت ولادي يلبسوا يجهزوا حالهم ان كان سلطة أو جيش !!! و إذا أولادي عملوا عمليـة حومش برفع راسي للسما"#عملية_نابلس pic.twitter.com/YN0d1MH0bK
— عزات جمال ���� #فلسطين (@3zJamal) December 19, 2021
وبث عبود الديراباني، مقطع فيديو لوالد غيث وعمر، يروي فيه تفاصيل الاعتقال واقتحام سلطات الاحتلال للبيت وضربها قنابل صوت، وتعنتها معهما ورفضها السماح لهما بتوديع ابنهم عمر.
#شاهد| والد المعتقلين الشقيقين عمر وغيث جرادات يروي تفاصيل اعتقالهما من الاحتلال من منزله في السيلة الحارثية#عملية_نابلس pic.twitter.com/KtA0E3eacE
— عبود الديراباني (@apodalderabane) December 19, 2021
وأكد الإعلامي محمود البسيوني، أن والدة المعتقلين لدى الاحتلال عمر وغيث جرادات "تعتز بصنيع نجليها".
�� والدة المعتقليْن لدى الاحتلال عمر وغيث جرادات تعتز بصنيع نجليها
— محمود البسيوني���� (@mahmoud_jaber2) December 19, 2021
*#عملية_نابلس* pic.twitter.com/JYVCGqcIck