حريق تنومة بالسعودية.. حملة تحريض ضد الأجانب والدولة تخفي الحقائق

12

طباعة

مشاركة

شكك ناشطون على موقع تويتر، في أسباب الحريق الضخم الذي اندلع في 21 أكتوبر/تشرين الأول، في غابات جبل غلامة، بمحافظة تنومة السعودية.

والخميس، نشرت إمارة منطقة عسير، سلسلة تغريدات عبر "تويتر"، قالت فيها: "قدرت القيادة الميدانية لإدارة أزمة حريق تنومة، مساحته بـ1000*500م، وتم تنفيذ العديد من الإجراءات الوقائية في مراحل إخماده".

وذكر الناشطون، عبر مشاركتهم في وسمي #غابات_تنومة_تحترق #حريق_تنومة، بحريق جبل عُمد بمحافظة ميسان جنوب الطائف، الذي وقع في سبتمبر/أيلول 2020، وحملت السلطات مسؤوليته لمتنزهين خلفوا جمرا مشتغلا، وحريق جبل ضرم الذي وقع في يوليو/حزيران واستمر 3 أيام.

وطالب ناشطون بالتحقيق في الحادثين وإعلان النتائج في أسرع وقت، وسط حملة تحريض أطلقها مغردون آخرون ضد جنسيات مختلفة، موجودة في السعودية، اتهموها بالوقوف وراء الحريق، وتدبير وتعمد إشعاله، رغم عدم توجيه أي اتهام رسمي لتلك الجنسيات، أو إعلان نتائج التحقيقات.

وعن دور قوات الدفاع المدني، ندد الناشطون بضعف إمكانياته وافتقاره للأدوات اللازمة لمواجهة حرائق المناطق الوعرة.

تحريض ضد الأجانب

ورغم عدم انتهاء التحقيقات أو إعلان نتائجها، استغل عدد من المغردين الحادث، وشنوا حملة للتحريض ضد جنسيات أجنبية مقيمة في السعودية، واتهموها بالوقوف وراء الحريق، ملمحين إلى علم الدفاع المدني بالمنفذ الحقيقي للحريق وتعمد إخفائه المعلومات.

وأشار عون الغامدي إلى أن المتحدث الرسمي عن الدفاع المدني، يتهرب من الإجابة عن حقيقة وجود اشتباه في عملية الحريق، قائلا: "دام الإرتريين والأحباش واليمنين وغيرهم موجودين في تلك الأماكن فاحتمال كبير أن الحادث مفتعل"، وفق تعبيره.

وذهب محمد إلى أن الحريق مُفتعل، وأن بصمات الأفارقة في الجبال واضحة جدا على الحريق، بحسب قوله.

وشدد ناقد على أن الحادث مفتعل ومخطط له من جنسيات تجول البلاد ومتمكنه في كل مجال، قائلا: "الآن يمنحون جنسية من إحدى دول الخليج ويعودون يعملون لدينا باسم مستثمر خليجي.. حان الوقت لنقول لهم عد إلى بلدك الأصلي أو الخليجي.. أبناء البلد أحق في خبراته".

ولفت أحد المغردين إلى أن الأفارقة بياعين العرق والمخدرات موجودين بكثره في الجبال، معلقا: "أكيد على الأقل هم أحد أسباب الحرائق.. لماذا لا يتم الضرب من حديد ضد هذه الفئة مع تعاون المواطنيين أكيد نقدر.."، وفق تقديره.

 

مطالبات بالتحقيق

وعدد ناشطون الحرائق التي وقعت بالمملكة هذا العام، مشيرين إلى إمكانية وقوف أحد وراءها، وطالبوا بالتحقيق في تلك الحرائق، والكشف عن أسبابها الحقيقية.

وقال د.محمد سالم الغامدي كاتب الرأي بصحيفة المدينة: إن حريق تنومة وقبله ليس ببعيد حريق جبل عمد بميسان، أمر يستوجب أن يتم التحقيق الدقيق فيه لمعرفة الفاعل الحقيقي فقد يكون عمل تخريبي مخطط له وقد يكون نتيجة لإهمال وتهاون لذا لا بد من العقاب الرادع له ولا بد من إيجاد الحلول الاستباقية لمثل ذلك.

وأوضح عبد الله بن جنيدب المصمم الرئيس لمشاريع الحرمين الشريفين، إلى أن في حرائق كاليفورنيا أو أسترالية الضخمة والتي تغطي آلاف الكيلومترات يتم التحقيق المهني الدقيقة، وفي مرات كثيرة يكتشف أنها بفعل فاعل وتتم محاكمته ومحاسبته، متسائلا: "هل راح يتم تحقيق مهني دقيق في حريق تنومة.. لعل وعسى وأن لا يترك للتفسير الغيبي".

وتساءل عبد الله العبيوي: "هل في الظاهرة أيادي خبيثة تعمل ضد الأمن والأمان؟ لماذا تكررت بين غابات الطائف والجنوب؟ من المستفيد بهذا العبث؟"، لافتا إلى اشتعال حرائق ضخمة لم يعتد عليها السعوديون في العهود السابقة. 

ورأى أحد المغردين أنه من غير المعقول بنفس العام يقع حريق في تنومة وآخر بالطائف وثالث بجبل ضرم، متوقعا أن تكون الحرائق مفتعلة.  

وكتب سعيد: "مثل ما فيه استمطار صناعي يمكن يكون فيه إشعال للحرائق.. لا بد من التحقيق في الحريق وأن لا يمر هذا الحادث مرور الكرام" . 

ولفت عبد الله إلى أن الحرائق كثرت والأعداء كثر، ويجب التحقيق في حريق تنومه. وتأمل خالد بن عبد العزيز الجهات المعنية أن تحقق وتحاسب الأشخاص العابثين بحرق هذه الغابات وتردعهم. 

ضعف الإمكانات

واستغرب ناشطون ضعف القدرات المادية للدفاع المدني، وعدم استخدامهم الطائرات في إطفاء الحريق، خاصة أنهم ألمحوا خلال إعلانهم صباح اليوم سيطرتهم على 70% من الحريق إلى صعوبة التضاريس وسرعة الرياح، مما يستلزم استخدامها طائرات الإطفاء.

وقال أبو عبد الله: إن تنومة واضح أنها منطقة وعرة ولا يمكن للدفاع المدني أن يسيطر على الحريق من الأرض، متسائلا: "لماذا لا توجد طائرات للرش من الأعلى كما هو معمول بكل دول العالم؟!".

وتساءل فكتور: "لماذا لا يكون للدفاع المدني طائرات لإطفاء الحرائق؟". 

فيما أكد أحد المغردين أن الدفاع المدني لديه طائرات عمودية مخصصة لإطفاء الحرائق، متسائلا: "لماذا لا نستفيد من هذه الطائرات في المملكة في مكافحة الحرائق والإسعاف لبعض الحالات في الطرق الوعرة والأماكن النائية، والاستفادة منها في الأمن وملاحقة المجرمين؟".

وسخر محمد قائلا: إن "من المعلوم أن السعودية تمتلك طائرات الإطفاء بس الظاهر جعلوها في المدن الكبيرة لحرائق الناطحات وتركوا الأحراش حول المناطق والقرىٰ النائية وهي الأخطر وهنا الخطأ .. ومن أخطائنا نتعلم".

واستغرب أبو فهد من عدم توفير وزارة الداخلية طائرات لإطفاء الحرائق للدفاع المدني، حيث إن المسؤولين في منطقة عسير صرحوا بأن الآليات لا يمكنها الوصول لصعوبة تضاريس الموقع. 

وسأل محمد الشهري الدفاع المدني: "وين الطائرات وأنتم تعرفون أن المنطقة الجنوبية من الطايف حتى نجران كلها مناطق وعرة وأنتم قاعدون تديرون الحريق وأنتم لا حول لكم بمعداتكم الأرضيه وآلياتكم يجب أن يكون فيه طائرات لا تبعد عن موقع الحريق ثلاثة أو أربعة كيلو".