الداخلية التركية تمنع حدوث مذبحة جديدة بإسطنبول.. ما القصة؟
كشفت صحيفة تركية أن تنظيم الدولة كان يخطط لاستهداف مسجد آيا صوفيا الكبير واختطاف مسؤولين، مشيرة إلى أن "أمير التنظيم" المزعوم تم اعتقاله سابقا بقضايا مختلفة.
وقالت صحيفة "حرييت": إن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، ذكر أن الوقائع بدأت باعتقال مشتبه به من تنظيم الدولة كان يتجهز لتنفيذ عملية، لافتة إلى أنه جرى توقيف قيادي بتنظيم الدولة وصفته بأنه "أمير داعش" في 20 آب/ أغسطس، ومن ثم تقرر اعتقاله قضائيا.
ونقل الكاتب عبد القادر سيلفي أنه التقى مع وزير الداخلية بعد فترة قصيرة من إعلانه القبض على مسؤول تنظيم الدولة في تركيا ويدعى محمود أوزدان.
وكانت هذه التصريحات قد أدلى بها أثناء وجوده في ولاية غيرسون حيث تسببت سيول ضربت الولاية في تدمير عدد كبير من المرافق فضلا عن 9 ضحايا من المواطنين.
الكاتب نقل عن صويلو بعض المشاهد أثناء معاينته ما يجري في غيرسون بالقول: "لقد قوض الفيضان هذا الطريق كما أن الجزء السفلي من الطريق فارغ، وبات خطرا ويجب علاج هذه المشكلة بأسرع وقت"، لكن ورغم ذلك كان يتابع عن طريق الهاتف العملية الأمنية التي نجم عنها إلقاء القبض على مسؤول تنظيم الدولة في تركيا.
وقدم الوزير جملة من المعلومات كانت على النحو التالي، منها أن التنظيم كان يخطط لعمل ضد آيا صوفيا.
أمير التنظيم
وذكر الوزير أن أوزدان كان مسجونا قبل أن يتم إطلاق سراحه، لكنه كان عنصرا عاديا ويبدو أنه وبعد ذلك بات أميرا للتنظيم في تركيا. وأثناء عملية القبض عليه جرت السيطرة على مجموعة من الوثائق والمعدات الرقمية وغيرها.
الأهم من هذا كله أن الوزير كشف أن أوزدان كان يحضر لعملية تفجيرية تستهدف جامع آيا صوفيا والذي بات متحفا منذ عام 1934، قبل أن يغدو مسجدا في 24 يوليو/تموز، بعد 86 عاما.
والسؤال الآن بحسب الكاتب: لماذا تستهدف منظمة راديكالية كتنظيم الدولة آيا صوفيا بعد أن بات مسجدا ولم تقربه حين كان متحفا؟ أليس هذا الأمر مثيرا للدهشة والاستغراب؟
الكاتب أضاف في مقالته: أن "هذه المعلومات لم يستقها الوزير من المتهم أوزدان بل قبل ذلك بيومين حين تم التحقيق مع شخص آخر يدعى حسين ساغير، وقد تم إلقاء القبض عليه وبحوزته مجموعة من قطع سلاح الكلاشينكوف ومن خلاله تم التوصل لأوزدان و25 آخرين متورطين بالانتماء للتنظيم، وهذا يعني أن عمليات مهمة تم تنفيذها دون علمنا".
ولفت الكاتب إلى أن هؤلاء الذين ألقي القبض عليهم كان سيتسببون بمذبحة كالتي حدثت في رأس السنة بمدينة إسطنبول.
وفي 31 ديسمبر/كانون أول 2016، تعرض نادي "رينا" الليلي في منطقة "أورطا كوي" بإسطنبول، لهجوم مسلح أثناء الاحتفال بليلة رأس السنة، ما أسفر عن مقتل 39 شخصا، وإصابة 65 آخرين، حسب أرقام رسمية.
مواد وهجمات
لم يستطع التنظيم التعافي لفترة بعد مقتل زعيمه (أبو بكر البغدادي)، لكن من الواضح أن هناك من أعطى أو يعطي التنظيم فرصة لإعادة جمع قواه واستهداف تركيا بشكل أساسي، وكان من المهم الاستيلاء على المواد الرقمية من أجل الوصول إلى الخطط الجديدة للتنظيم، وفق الكاتب.
ومن الواضح بحسب الوزير أن المواد الرقمية هذه تؤكد أن هناك تعليمات باستهداف البلاد وبعضها قادمة من العراق وسوريا، بيد أن هذه الأهداف التي تم تحديدها في تركيا اتضح أنها أهداف للجمعيات والمنظمات غير الحكومية وكذلك أهداف محددة سلفا للسياسة ورجال الدولة.
من التعليمات هذه تكوين مجموعات مختلفة، كل واحدة منها تتشكل من 10 – 12 رجلا، كما تم ضبط العديد من الدراسات مثل كيفية استخدام القنابل في الريف والمدن ومكان دفنها.
الوزير أكد أن هناك أشخاصا جرى إلقاء القبض عليهم وما زالوا قيد التحقيق لكن المهم أن عددا من الضربات تلقاها التنظيم في عدد من الولايات التركية.
ويقول: "تنظيم الدولة هي منظمة إرهابية نفذت العديد من الأعمال الدموية، من هجوم الريحانية إلى محطة أنقرة، من سروج إلى مذبحة رينا. لهذا السبب، كان الاستيلاء على كل من خطط للهجوم والهيكل التنظيمي خطوة مهمة".
ونقل الكاتب عن الوزير أن تنظيم الدولة كان قد خطط لاختطاف مجموعة من السياسيين ورجال الدولة الأتراك، لكنه تحفظ على ذكر أي تفاصيل إضافية حول هذه النقطة نظرا لأن التحقيقات ما زالت مستمرة. وذكر أن التنظيم خطط لنقل هؤلاء (إلى خارج البلاد).
ليس هذا فحسب بل أن التنظيم بالإضافة إلى الهجوم على آيا صوفيا، قرر استهداف مجموعة من الأماكن الاقتصادية في البلاد إضافة لبعض المؤسسات الأخرى.