تصفية حسابات.. هل يدفع عبدالله الشامسي ثمن أزمة الخليج؟

12

طباعة

مشاركة

أثار الحكم الصادر عن محكمة الاستئناف الاتحادية الإماراتية ضد المواطن العماني عبد الله الشامسي، 10 أغسطس/آب 2020، بالسجن المؤبد بدعوى اتهامه بالتخابر مع دولة قطر، غضب ناشطين على موقع تويتر. 

واعتبر ناشطون عبر تغريداتهم على وسمي #الحرية_لعبدالله_الشامسي، #عبدالله_الشامسي، الحكم كيديا انتقاميا جائرا يحمل أبعادا سياسية ويعري ادعاءات الإمارات بالتسامح، داعين الجهات الرسمية في سلطنة عمان للتحرك لإنقاذه.

وأشاروا إلى تعرض الشامسي لانتهاكات عدة من أجل انتزاع اعترافات كاذبة منه، مما تسبب في تراجع حالته الصحية داخل سجون الإمارات ومعاناته من أمراض نفسية وجسدية عدة، معربين عن غضبهم من القضاء الإماراتي الذي اتهموه بأنه مسيس ينفذ أوامر السلطة.

وتداول ناشطون أبرز ما جاء في بيان قطر للتعقيب على الحكم الصادر بحق الشامسي، والذي أكد أن الحكم يجافي العدالة والحقائق، وأشاروا إلى أن الاتهامات مستنكرة وباطلة وعارية عن الصحة ولا سند لها من الواقع أو القانون، وتخالف سياسة دولة قطر تجاه جميع الدول.

والشامسي جرى اعتقاله بتاريخ 18 أغسطس/آب 2018 (كان حينها يبلغ من العمر 17 عاما)، وبتاريخ 6 مايو/أيار 2020 أصدرت المحكمة حكما بحقه بالسجن 25 عاما بتهمة "التخابر مع قطر"، إلا أن منظمات حقوقية ومراكز دراسات أكدت أن الأحكام جائرة وأن جهاز أمن الدولة الإماراتي يستخدم القضاء في معارك السياسة الخارجية.

تصفية حسابات

وتحدث ناشطون عن أن الحكم الإماراتي بحق الشامسي تصفية حسابات مع سلطنة عمان وقطر، لافتين إلى أن الشاب الصغير ضحية توتر العلاقات بين بلدان الخليج. 

وأشار صاحب حساب المراقب الشرعي، إلى أن #سلطنة_عمان عفت سابقا عن خلية تجسس إمارتية رغم أنها كانت تخطط للإضرار بعمان وأمنها واستقرارها، في حين أصدرت #الإمارات حكما بالسجن المؤبد على شاب عماني بريء اسمه #عبدالله_الشامسي فقط نكاية بـ #قطر.

وتساءل: "شفتوا كيف ياعمانيون؟؟ أكرمتم اللئيم فتمرد وصنعتم المعروف في غير أهله فندمتم".

واعتبر الكاتب الإماراتي المعارض أحمد الشيبة النعيمي، الحكم مأساة جديدة على أرض #الإمارات تضاف لمآس نالت من المجتمع الإماراتي وعصفت بالجيران، متهما الأجهزة الأمنية بالكيد وتقطيع الأرحام والإفساد بالأرض بالتعاون مع سلطة القضاء ودعم السلطات الحاكمة.

وصب ناشطون غضبهم على القضاء والسلطة الإماراتية، وقارنوا بين موقفها وحكمها بالمؤبد على الشامسي، في مقابل العفو الرئاسي عن الأكاديمي البريطاني ماثيو هيدجز، الذي سجن في الإمارات لإدانته بالجاسوسية لصالح الحكومة البريطانية. 

وأكد الأكاديمي الإماراتي المعارض يوسف اليوسف، أن الإمارات لو كان بها عدالة لكان ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد وأشقائه اللصوص وحاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم هم وراء القضبان وهم الذين يستحقون حكم المؤبد لظلمهم وساديتهم ونهبهم لثروات البلاد.

ورأى أحمد المرزوقي أن العفو الرئاسي عن البريطاني #ماثيو_هيدجز والحكم بالمؤبد على المعتقل العماني #عبد الله_الشامسي كشف عورة #التسامح الكاذب والقضاء المسيس.

وأوضح دكتور بلحاج أن دائرة أمن الدولة بالمحكمة الاتحادية العليا أرست مبدأين  أساسيين في الأخذ بالأدلة المقدمة من نيابة أمن الدولة، وبنت قناعتها وأحكامها على أساسهما، الأول الاعترافات المنتزعة من المتهم تحت التعذيب، والثاني شهادة الشهود من رجال أمن الدولة، وهذان المبدآن فاسدان كفساد القضاء والحكومة في الإمارات.

واقترح عثمان المرزوقي ترشيد الإنفاق وإلغاء المحاكم والنيابة العامة والاكتفاء بالأحكام الصادرة من جهاز أمن الدولة، قائلا: "كلنا يعلم بأن التهم والشهود والأدلة "المزورة" والأحكام مصدرها هذا الجهاز القمعي الفاسد!!، ومسرحية #عبد الله_الشامسي تكررت مع كافة #معتقلي_الرأي في #الإمارات.

مناشدات لعمان

وناشد ناشطون سلطنة عمان للتصعيد ضد الإمارات واتخاذ موقف حاسم ومنقذ للشامسي، وعدم السماح لأبوظبي بمساومتها على حرية مواطنيها أو الانتقام من السلطنة في أبنائها، مستنكرين انتهاجها الصمت حتى الآن.

وأكد المعارض الإماراتي عبد الله الطويل، أن التحرك لإنقاذ الشامسي واجب وطني، داعيا سفارة #عمان في #أبوظبي ووزارة الخارجية متابعة ابنهم #عبد الله_الشامسي لأنه يعيش في حالة لا يعلمها إلا الله.

وأشار إلى أن الشعب العماني يترقب تحركا في أقرب وقت، مضيفا: "لا تنسوا أبناءكم، لاتكونوا ضعفاء الآن وقد سطر التاريخ قوتكم".

وأكد إسماعيل المسكري أن الإمارات تحاول الانتقام من #سلطنة_عُمان بعد فشل خلايا التجسس وتشوه سمعتها عن طريق المواطنين، متوقعا أن تستمر حملة الاعتقالات وتلفيق التهم بالتجسس على #الإمارات لصالح عُمان حتى يغير #مبز (محمد بن زايد) نظرة العالم السيئة على حكومة #أبوظبي وتركيزها على #مسقط.

أما محمد القايدي فرأى أن صمت #سلطنة_عمان عن أزمة مواطنها #عبد الله_الشامسي لا يمكن تبريره، مشيرا إلى أن #السلطان_هيثم_بن_طارق كان مطالبا منذ بداية اعتقاله بالضغط على #الإمارات و #محمد_بن_زايد للإفراج عنه.

واستنكر ناشطون تسمية الإمارات بمسميات تزعم تسامحها وإنسانيتها، إذ نشر خليفة العمراني صورا تداولت مع خبر عن دور الإمارات في جمع شمل عائلة يمنية يهودية بعد فراق 15 عاما.

وعقب بالقول: "هذه هي الإنسانية التي لديكم بينما #عبد الله_الشامسي وأمة المسكينة، المسلميين الخليجيين لايشملهم إنسانيتكم الزائفة، بل تمارسون أقسى أنواع الظلم والتنكيل ... قبح الله إنسانيتكم أيها المخادعون".

وقال إبراهيم الربيعي: "كملو إنسانيتكم إذا كان فيكم ذرة إنسانية. اجمعو شمل الأم الضعيفة بابنها المظلوم".

يشار إلى أن الشامسي تعرض للاعتقال دون أمر قضائي وللاختفاء القسري لأكثر من ستة أشهر ومنع عنه الاتصال بعائلته أو محاميه وتم تسجيله من قبل مركز شرطة زاخر في مدينة العين في أبوظبي من ضمن المتغيبين وسلمت أسرته في 14 سبتمبر/أيلول 2018 شهادة في ذلك.

بدورها، ناشدت والدة الشامسي الخبر على حسابها بتويتر، بتدخل عُماني رسمي في قضية ابنها عبر سفارة السلطنة بالإمارت ووزارة الخارجية.

وبحسب مركز إيماسك للدراسات والإعلام، فإن الإمارات عندما تتأزم علاقتها بدولة أخرى عربية أو غربية فإنها تفتح باب إدانة مواطنين لها على الأراضي الإماراتية بأحكام سجن ثقيلة قد تصل إلى الإعدام والمؤبد.

وتشهد العلاقات الإماراتية العمانية توترا خلال السنوات الأخيرة، تصاعدت حدتها منذ بداية الأزمة الخليجية مع قطر في 2017 ومقاطعة السعودية والإمارات والبحرين لها بدعوى دعمها للإرهاب، إذ رفضت مسقط إعلان المقاطعة وفرض الحصار وسعت للتدخل لحل الأزمة.