واشنطن تبتز تركيا.. لماذا تضع "5G" و"إس 400" في نفس الكفة؟
.jpg)
بعد 4G من الإنترنت، بات العالم يتحدث الآن عن الجيل الخامس 5G، حيث شرعت الدول في إحداث البنية التحتية المطلوبة، بينما بدأت بعض الشركات بالترويج لهواتف تدعم التقنية.
ومع إدخال 5G المتوقع في 2020 بحسب تقارير دولية، من المتوقع حدوث تقدم كبير في سرعة الإنترنت وسعته، ومن المعروف أن الصين هي الدولة الرائدة في تقنيات الإنترنت والاتصالات المتنقلة المتصلة بشبكة الجيل الخامس.
وتعمل شركة هواوي Huawei الصينية على تطوير أنظمة 5G بسعر مناسب وتستعد لبيعها في أي مكان في العالم وعليه ستتعاون العديد من البلدان مع الشركة لخوض هذا السباق ومن هذه الدول بالقطع تركيا.
وتقول صحيفة "بوسطا" التركية: "في الجهة المقابلة تقف الولايات المتحدة التي تريد الحفاظ على مركزها الوحيد المهيمن في مجال التقنيات الإستراتيجية في العالم، وتتخذ خطوات حتى لا تفقد هذا الموقف".
يزعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الصين تريد سرقة معلومات حساسة من الغرب وتهدد المؤسسات الهامة هناك، بما في ذلك حلف شمال الأطلسي.
ويقول في هذا السياق: "إياكم وشراء منتجات دقيقة وحساسة من الصين". وتعلق الصحيفة في مقال لها أن "الولايات المتحدة اتخذت خطوات عملية في هذا الإطار، ففضلا عن مراقبة حثيثة لكل ما تنتنجه الشركة الصينية العملاقة، فهي استبعدتها من عدة مشاريع".
وبسبب ضغوط الولايات المتحدة، حظرت الحكومة البريطانية استخدام معدات Huawei وطلبت من المشغلين تفكيك أنظمتهم الحالية بالكامل من الصين حتى عام 2027.
كذلك تمارس الولايات المتحدة نفس الضغط على جميع الدول الحليفة الأخرى.
وتقول تقارير: إن الحكومة البريطانية سمحت لشركة هواوي الصينية بلعب "دور محدود" في تأسيس الجيل القادم للاتصالات الإلكترونية وسط لغط دولي أو بالأخص في الغرب حول المخاطر الأمنية المحيطة بهذه التقنية الجديدة.
وجاءت هذه الخطوة رغم دعوات من الولايات المتحدة، حليفة بريطانيا الوثيقة، لحظر التعامل مع شركة هواوي بشكل تام من المشاركة في تأسيس البنى التحتية لجيل 5G بدعوى أن ذلك قد يستخدم للتنصت أو التجسس أو التخريب من جانب بكين.
ماذا عن تركيا؟
تحتل التكنولوجيا العالية مكانة مهمة في أولويات الرئيس رجب طيب أردوغان، خاصة بعد التطورات التي تحققها أنقرة باستمرار في مجال الدفاع.
وشارك أردوغان شخصيا مؤخرا في مفاهيم "الوعي الرقمي" و"سايبر وطن" وأمر بالعمل على بحث هذه المسألة، وفق الصحيفة.
في الخطاب الذي ألقاه في افتتاح "المركز الوطني للاستجابة للحوادث السيبرانية" في فبراير/شباط، أراد أردوغان تسريع التحول إلى 5G مع توفير الإمكانات المحلية وقال: "لا يمكننا التحول إلى 5G دون تركيب بنية تحتية محلية".
يُشار إلى أن تركيا تستخدم منذ عدة سنوات تقنية 4.5G، وقد بدأت قبل عامين في تأسيس مختبرات تكنولوجية ضمن إطار التحضيرات للانتقال إلى تقنية الجيل الخامس في الاتصالات، والتي تجري بإشراف من هيئة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في البلاد.
تحدثت الصحيفة أيضا عن هذه القضية مع عادل كارايزايل أوغلو وزير النقل والبنية التحتية مؤخرا، والذي قال: إن تقنية الجيل الخامس لديها أولوية في الدولة.
وفي الحقيقة، لا أحد يناقش أهمية الإنترنت خاصة فيما يتعلق بالجودة، وقد ظهرت أهمية ذلك بالتزامن مع (الحجر الإجباري) وتفشي فيروس كورونا، عندما كان على الناس العمل من المنزل بواسطة الإنترنت.
ليس من السهل إنتاج تقنية الجيل الخامس، وهي تقنية معقدة للغاية ومكلفة، مع بنية تحتية محلية فجأة بين عشية وضحاها.
لذلك، ستتوجه تركيا للتعاون مع عدد من البلدان، وخاصة الصين لبعض الوقت، "ولن يكون بمقدور واشنطن التغاضي عن الأمر".
ودشنت أنقرة مفاوضات تجارة حرة مع الولايات المتحدة مؤخرا، ويبدو أن من شروط نجاحها، عدم التعامل مع الصين، حتى تصبح شركة هواوي الصينية شأنها شأن الصواريخ الروسية إس 400 التي رفضت واشنطن شراء أنقرة لها.
وبالتالي حتى تصل تركيا لما تصبو إليه على كافة المناحي والأصعدة لديها طريق طويل وشاق، تقول الصحيفة.
استخدام نظام 5G
يعد 5G النظام الثورة الأحدث للاتصالات اللاسلكية. ولا توفر هذه الخدمة حاليا إلا خمس شركات، هي هواوي وZTE (الصينيتان) ونوكيا (الفنلندية) وسامسونغ (الكورية الجنوبية) وأريكسون (السويدية).
دخل النظام الجديد حيز الاستخدام في نيسان / أبريل 2019 في كوريا الجنوبية، إذ قالت شركات SK Telecom للاتصالات إنها أنشأت 38 ألف محطة بث وقالت شركة KT إنها أنشأت 340 ألف محطة وقالت شركة LG إنها أنشأت 180 محطة، وذلك في ست مدن.
ودشنت شركة فيرايزون خدمة 5G في عدد محدود من المحطات في مدينتي شيكاغو ومنيابوليس في الولايات المتحدة.
لكن، يتم حاليا تطوير تقنية 5G في جميع أنحاء العالم، واعتمد الاتحاد الأوروبي خطة العمل الخاصة به لتطبيق التقنية الجديدة في عام 2016 بهدف إطلاق خدمات الجيل الخامس في جميع الدول الأعضاء البالغ عددها 28 دولة بحلول نهاية عام 2020 على أبعد تقدير.
يتبع ذلك تراكم سريع لضمان التغطية دون انقطاع في جميع المناطق الحضرية وعلى طول المناطق الرئيسية مسارات النقل بحلول عام 2025.
وبين عامي 2014 و2020 ، أنفق الاتحاد الأوروبي 700 مليون يورو على تكنولوجيا 5G، في حين استثمر القطاع الخاص أكثر من 3 مليارات يورو.
وفقا لتحليل أجراه النظام العالمي لرابطة الهواتف المحمولة (GSMA)، يُقدر أنه بحلول منتصف العقد، سيستخدم حوالي واحد من كل ثلاثة شبكات الجيل الخامس.
وتشير الأرقام إلى أن تقنية 5G في أوروبا ستكون حاضرة بنسبة 31 ٪ في عام 2025، ما يعني 217 مليون اتصال.