"تضمر العداء".. ما سر هجوم ذباب أبوظبي الإلكتروني على الكويت؟

12

طباعة

مشاركة

حذر ناشطون على موقع تويتر، من محاولات دولة الإمارات لضرب استقرار الكويت وتفكيك لحمتها الوطنية، مشيرين إلى إطلاق أبوظبي ذبابها الإلكتروني وأقلامها المأجورة للهجوم على القامات العلمية والفكرية بالكويت.

واستنكر الناشطون، عبر مشاركتهم في وسم #الكويت_خط_أحمر، استخدام الإمارات "شماعة" جماعة الإخوان المسلمين، في محاولة لتشويه صورتهم، مطالبين سلطات الكويت باتخاذ موقف رسمي رادع للإمارات وسحب سفيرها من هناك، ومقاطعة السياحة والتجارة معها.

وشددوا على أن الهجوم الممنهج الذي تشنه الإمارات ضد الكويت، ما هو إلا عملية انتقامية بسبب رفض الأخيرة مقاطعة قطر  وحصارها منذ يونيو/حزيران 2017، إضافة إلى موقفها من الخطة الأميركية المعروفة باسم "صفقة القرن" وحيادها في قضايا أخرى.

ومن أبرز مظاهر الهجوم الإماراتي على الكويت، نشر وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، مقطع فيديو قديم ومجتزأ من سياقه للمفكر والأكاديمي الكويتي عبد الله النفيسي، هاجمه فيه واتهمه بالتطرف والانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين التي وصفها بـ"الإرهابية"، وزعم أنه يحرض على تنفيذ تفجيرات في أميركا.

وتبع ذلك حديث شخصيات إماراتية وسعودية محسوبة على الأنظمة الحاكمة، ومعروفة بدورها في تحريك الذباب الإلكتروني بينهم حمد المرزوعي، ضد شخصيات كويتية منها النفيسي وناصر الدويلة ومبارك الدويلة وغيرهم، لمطالبة الكويت بملاحقتهم.

مناهضة الإخوان

واستنكر ناشطون حملات الإمارات لتأليب الرأي العام والتطاول على الكويتيين، وإقحامهم في خلافات سياسية مع جماعة الإخوان المسلمين.

ورفض أستاذ العلوم السياسية بالكويت الدكتور عبد الله الشايجي، إقحام الكويت في صراع تدجين وتقنين نشاط جماعة سياسية في الدولة، قائلا: "إذا مشكلة البعض مع الإخوان المسلمين كجماعة تهدد أمنهم، وهذا مرفوض كليا أيضا فليجيؤوا بالأدلة والبراهين للقضاء المشهود له بالحياد والنزاهة والمهنية لمحاكمتهم وإصدار الأحكام". وأضاف: "لن يجدي الضغط والتحريض ضد الكويت".

وغرد الدكتور سالم الحسيني: "لا يمكن تجاهل الهجوم المنظم على لحمة الكويت ووحدتها وتكاتف شعبها عبر ضرب إسفين بين مكونات هذا البلد الطيب، وما علم من يحرك بعض الدمى أن الكويت وأميرها وشعبها عصية عليهم  ولن يفلح الساحر حيث أتى".

رفض المقاطعة

وحث ناشطون الشعب الكويتي على الحذر مما يحاك لهم من الإمارات، مذكرين باستهدافها لقطر وقطع علاقاتها معها منذ ثلاثة أعوام بزعم دعمها للإرهاب وهو ما تنفيه الدوحة، وتتهم الدول الأربع بمحاولة فرض السيطرة على قرارها المستقل والتعدي على سيادتها الوطنية.

وأكد أحد المغردين عبر مشاركته الوسم في حسابه بموقع "تويتر" أن "هجوم الإمارات كله بسبب رفض الكويت الانضمام لهم في حملتهم ضد قطر 2017".

وجزم مغرد آخر بأن حيادية الكويت في بعض الشؤون الخليجية ليس إلا إنقاذ للبقية، وشبهها بعود الكبريت ينسحب من الموقف المشتعل كي لا تحترق البقية وليس تحيزا لأحد، راجيا تفهم الأمر والعلم بأن صراع الإخوة مكسب للأعداء.

أهداف الإمارات

وتحدث ناشطون عن الأهداف الحقيقة التي تضمرها أبوظبي للكويت، ومساعيها لضربها والانتقام منها، إذ أكد محسن فهد الهاجري أن الهجمة على قطر مثل الهجمة على تركيا وعُمان والكويت مؤخرا. هجمات من ضباع وليسوا ذبابا لأنهم كالضباع الحقيرة يبحثون عن فريسة يتصيدونها، ولكن خابوا وخسروا في الدنيا والآخرة لأنهم أعوان للشياطين وأعداء لكل من يناصر القضايا العادلة والشعوب المظلومة".

وسخر مغرد آخر من هجوم وزير خارجية الإمارات على شخصية محترمة بدولة أخرى، وكتب قائلا: "أقسم بالله هدفهم ضرب المجتمع الكويتي وتفتيته مثل ماعملوا بـقطر وسيعملون هذا بالسعودية عن قريب وعُمان قريبا".

وقال سعود الظفيري: "إذا رأيت المرتزقة يحشدون ويغردون معا في وقت واحد فاعلم أن هناك هجمة ممنهجة لضرب الكويت من خلال التخوين والتشكيك في رموزها السياسية وأعلامها الاجتماعية، فقط لأن الكويت لم تماشيهم في أفكارهم المنحرفة لطمس القضية الفلسطينية وتصفيتها في صفقة القرن كما يريدون".

ولفت مغرد آخر إلى أن كل الدلائل تشير إلى أن ابن زايد لا يريد الخير للكويت، ويضمر لها الشر وستثبت تلك التوقعات المحضة في قادم الأيام.

وجزم وليد بأن إمارات عيال زايد كما افتعلت الفتنة بين السعودية وقطر، ستحاول الإيقاع بين الكويت وعُمان من جهة والسعودية والبحرين من جهة ليكتمل مخطط كونداليزا رايس بالفوضى الخلاقة.

ردع الإمارات

وطالب ناشطون سلطات الكويت باتخاذ موقف رادع للإمارات، إذ أكد عبد المحسن أبو رقية أن سحب سفراء الكويت في ( الإمارات ومصر ) للتفاهم مطلب شعبي، قائلا: "صبرنا نفد حكومة وشعبا .. وانتهى زمن المجاملات لأنهم لا يستحقون ..  ازداد الأذى للجميع ولا يمكن الاستمرار".

وحذر محمد الميسري من أن الإمارات ترتب لانقلاب قادم في الكويت، مطمئنا بأن "الشعب الكويتي والقيادة الحالية قد المسؤولية وسيفشلون جميع محاولات عيال زايد لزعزعة أمن الكويت".

وقال مهلهل القليبي: "بوجهة نظري بعد ما قام به وزير خارجية دولة خليجية باقتطاع فيديوهات لمفكر ومواطن كويتي لتشويه سمعته، فإن أي كويتي يذهب إلى ديرتهم هو خائن لوطنه ويفتقد أدنى معاني الرجولة، قاطعوا سياحتهم ومنتجاتهم وحتى إعلامهم خل يخيسون من الفقر تالي حتى مستوصف ما نبنيلهم".

وأشار إلى أن "الإمارات تقتات من أموال السياح الكويتيين والتجار الذين لو سحبوا محلاتهم تنهار تلك الدولة اقتصاديا"، راجيا من الكويت أن "تقطع علاقتها مع حكومة الإمارات".

يشار إلى أن الكويت تقود الوساطة الرئيسية لحل الأزمة الخليجية التي بدأت منتصف 2017، إثر إعلان الإمارات والسعودية والبحرين ومصر مقاطعة قطر وفرض حصار عليها، فيما أفشلت أبوظبي منذ ذلك الحين كل محاولات وساطة الكويت لحل الأزمة.

وكان موقع "إمارات ليكس" قد كشف قبل نحو عام أن وقوف الكويت المخالف لدول الحصار والأزمة الخليجية دفع حكام الإمارات لبدء مخطط جديد لزعزعة أمن واستقرار الكويت من بوابة السيطرة على وسائل الإعلام في الكويت لتشويه صورة الدولة على نهج ما فعلته أبوظبي في مصر بعهد الإخوان وكذلك تجربتها في ليبيا.

وفي حينه أكدت مصادر كويتية، أن الإمارات بدأت بالفعل تنفيذ هذا السيناريو وشراء وسائل إعلامية من صحف وقنوات كويتية، من أجل توجيه القرار السياسي والسيطرة عليه مستقبلا في الكويت.

كما ترفض الكويت خطة "صفقة القرن" الأميركية المزعومة التي تلقى رفضا فلسطينيا وعربيا وإسلاميا وتؤيدها أبوظبي بقوة. وترى الكويت أن "الحل العادل للقضية الفلسطينية لا يتحقق إلا بقرارات الشرعية الدولية"، مؤكدة دعمها لخيارات الشعب الفلسطيني.