"سياسة تجويع".. لهذا انتفض أهالي حضرموت في وجه حكومة اليمن والإمارات

12

طباعة

مشاركة

خلال أسبوع واحد نفذ أهالي محافظة حضرموت اليمنية عدة خطوات تصعيدية للخروج من أزمتهم وانتزاع حقوقهم المسلوبة، والحفاظ على مواردهم المنهوبة، وإعادة ثروات البلاد، ورفض تجويع الشعب والحصار الاقتصادي المفروض عليهم.

وتضمنت الخطوات التصعيدية 10 وقفات احتجاجية منددة بتدهور الأوضاع المعيشية وغلاء الأسعار وتهاوي سعر صرف العملة المحلية، في 5 ديسمبر/كانون الأول 2021، وأتبعوها بمنع خروج الشاحنات المحملة بالنفط خارج المحافظة وأوقفوها في نقاط شعبية مستحدثة خلال الأسبوع الثاني من ديسمبر/كانون الأول 2021.

وأكد الأهالي أن هذه الخطوات للضغط على "دائرة الفساد" التي تتلاعب بخيرات حضرموت وثرواتها، ولاقى التصعيد الحضرمي استحسان الناشطين على "تويتر"، إذ أعلنوا تأييدهم لها، وطالبوا بفتح المطارات والموانئ، والسماح بالصيد والحفاظ على الثروة السمكية.

وهاجموا عبر مشاركتهم في وسوم عدة، أبرزها #الهبة_الحضرمية_الثانية، #حضرموت_تنتزع_حقوقها، الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، واتهموهما بـ"الفساد" وتبديد ثروات المحافظة ونهبها.

ورأى ناشطون أن حضرموت تنتزع حقوقها المسلوبة وموارد محافظتها المنهوبة وتقود ثورة مسيرة نضالية للتخلص من فاسدي الحكومة الشرعية المقيمة في الرياض، والإمارات، مستنكرين على الحكومة استمرار وجودها خارج البلاد.

مطالب اقتصادية

وتعددت مطالب الناشطين المشاركين في الوسوم، بهدف تحقيق مصالح اقتصادية، منددين بسياسة "تجويع الحضارمة" واستيلاء الإمارات على الموانئ والثروات.

واستنكر عوض بن وبر، حشر المجلس الانتقالي أنفسهم في كل شأن حضرمي، ومحاولتهم تصوير ما يحدث في حضرموت وكأنه تحرك جنوبي، وهو في الأساس مطالب حضرمية خالصة لاعلاقة لها بجنوبهم ولابتنظيمهم الفاشل.

 ‎وطالب المغرد عبد الحميد السلطان بإعادة فتح مطار الريان في المكلا الذي تحتله القوات الإماراتية وتغلقه منذ سنوات في وجه المواطنين البسطاء من المرضى والمسافرين.

وأشار إلى أن "الإمارات حولت المطار إلى سجون سرية لتعذيب المئات من أبناء حضرموت والمحافظات الجنوبية، وتستخدمه لأغراض عسكرية خاصة بها".

من جانبه، نصح الناشط محمد الهميمي "من يطالب بحقوق حضرموت عليه أن يتوجه إلى مطار الريان ليخرج الغزاة المحتلين من داخل المطار، لأن هذا حق من حقوق حضرموت".

فيما اتهم المواطن مروان الموالسي الإمارات بـ"التلاعب دائما بالموازين"، متسائلا: "لماذا لا تركزون لتحرير المناطق التي يسيطر عليها الحوثي الذي هو ذراع إيران أكبر عدو للسعودية بشكل خاص والخليج بشكل عام؟".

وقال المغرد سالم بن سلمان: "يجب القضاء على الفساد، وخاصة الذين يتعاملون مع لصوص الثروات وهم يحصلون على مبالغ قليلة مقابل حماية مصالح هؤلاء السرق، ويجب قفل نفط الضبة والسيطرة على ميناء الضبة حتى تخرج جميع القوات من الوادي والصحراء وتحل محلها قوات النخبة الحضرمية وتعود الثروات إلى حضرموت".

خلاف رأي

وتباينت ردود فعل الناشطين على الخطوة التي اتخذها الأهالي بشأن منع خروج الشاحنات المحملة بالنفط خارج المحافظة، إذ رأى فريق أن هناك خطوات أكثر تأثيرا من ذلك، فيما رآها آخرون خطوة على الطريق الصحيح.

وأكد مغرد بحساب "عوض"، أن انتزاع الحقوق يبدأ بإيقاف إنتاج النفط الخام في المسيلة، إيقاف تصدير النفط عن طريق ميناء الضبة، منع الاصطياد الجائر للأسماك عن طريق البواخر، تشغيل مطار الريان، السماح للصيادين بالاصطياد في الأماكن المحظورة"، معتبرا إيقاف قواطر التجار "لعب".

فيما رأى أحمد سعيد بن بريك أن "منع مرور القاطرات التي تنهب ثروات حضرموت خطوة أولى في الطريق الصحيح، ولكن الخطوة الأهم هي منع البواخر العملاقة من نقل نفط حضرموت، لأنه لن يوجعهم غير إغلاق ميناء الضبة الذي يمدهم بكل مقومات الحرب التي تشن على حضرموت والحضارم". وتمنى صاحب حساب "الكيف الحضرمي" أن يتم إيقاف التصدير في ميناء الضبة، وأن يوقف أهالي المكلا السفن.

صمود الحضرمية

وحيا ناشطون صمود أهالي حضرموت ووعيهم بحقوقهم، وإرادتهم على الحفاظ على ثرواتهم، وتصديهم لنهبها.

محمد قاسم، أثنى على الإرادة الشعبية والوعي الثقافي الحضرمي، مشيرا إلى أنه أوقف قاطرات نهب نفط وثروات حضرموت التي تديرها "شلة الفساد في الحكومة الشرعية".

وأكد عبدالله الجعيد أن "شرفاء حضرموت الذين أخرجهم الظلم والباطل قبل الجوع والفقر، لن يعودوا إلا بعد انتزاع حقوقهم وتحقيق جميع مطالبهم كاملة وغير منقوصة"، قائلا: "هذا ما اتفق عليه الجميع دون استثناء".

وأعرب وهيب حمود سعادي عن ثقته من أن حضرموت ستنتصر بإرادة أهلها، ولا بد أن تتبعها شبوة وكل محافظات الجنوب في إيقاف عبث العابثين بثروات ومقدرات الجنوب التي تنهب وتسلب أمام أعينهم وهم يتضورون من الجوع والحرمان من أدنى مقومات الحياة، قائلا: "لن ولن يرجع الحق إلا أهل الحق، ولن تضيع حقوق وراءها مطالب".

فساد الشرعية

وصب ناشطون غضبهم على الحكومة اليمنية الشرعية، واتهموها بنهب ثروات حضرموت، وتهريبها للخارج، مستنكرين استمرارها في الإقامة بفنادق الرياض وعجزها عن تلبية حاجة الشعب وحفظ ثرواته.

وقال أحمد جمال، إن "الحكومة تعيش في القصور والفنادق، كروشها متخمة بما لذ وطاب من الغذاء، ملابسها من أرقى وأفخم الثياب، أولادهم يتعلمون في أرقى المدارس والجامعات، ويتعالجون في أفخم المستشفيات، حياتهم لعب ولهو وترف، وشعب حضرموت منهك ويموت من الجوع والفقر والغلاء".

وسخر مصطفى بن عجيل، قائلا: "في كل دول الكوكب هنالك مواطنون خارجون عن القانون وحكومة تريد تطبيق القانون عليهم، إلا في بلادنا فهناك حكومة خارجة عن القانون ومواطنون يريدون تطبيق القانون على الحكومة". وكتب مغرد آخر: "عندما تعجز الحكومة عن تحسين أوضاع شعبها وتوفير الخدمات الأساسية للشعب بالوقت الذي تقوم فيه الحكومة على سلب ونهب موارد البلاد وعائداتها إلى جيوب أعضائها الفاسدين، وهنا لا بد للشعب أن ينتفض وينتزع حقوقة من العابثين والفاسدين واللصوص، وحضرموت كانت السباقة في ذلك".