"دليل هشاشة".. هكذا رأى ناشطون إصرار السعودية على اعتقال النساء

12

طباعة

مشاركة

بالتزامن مع الذكرى السنوية لاعتقال ناشطات سعوديات، وفي ظل انقطاع التواصل مع معتقلات أخريات، عاود رواد موقع تويتر، المشاركة في الحملة الدولية التي أطلقتها منظمة القسط لحقوق الإنسان بالتعاون مع منظمة العفو الدولية منتصف مايو/أيار 2020 لمناصرتهن.

وطالب ناشطون بإطلاق سراح كافة المعتقلات داخل المملكة، مذكرين بمعتقلات مر عامان على اعتقالهن تعسفيا، وذلك عبر وسم #StandWithSaudiHeroes (قف مع أبطال السعودية) ووسوم أخرى تحمل أسماء معتقلات حلت الذكرى السنوية لاعتقالهن، وهن #نوف_عبدالعزيز، #مياء_الزهراني.

وتحدث ناشطون عن تردي أوضاع السجون في السعودية خاصة بعد انتشار فيروس كورونا الذي يشكل تهديدا لجميع المعتقلين، معددين أوجه الانتهاكات التي تمارسها السلطة بحق المعتقلات وإخضاعهن للتعذيب الجسدي والنفسي وسوء المعاملة وخرق كافة الحقوق.

ويرجع اعتقال نوف ومياء الناشطتين في مجال الدفاع عن حقوق المرأة، إلى حملة شنها النظام السعودي في منتصف مايو/أيار 2018، حيث اعتقلت على أثرها عبدالعزيز من منزلها بعد اقتحامه وترويع قاطنيه، في 6 يونيو/حزيران 2018، وأعقبتها الزهراني لإدانتها اعتقال نوف.

وأرجعت تقارير صحفية سبب اعتقال الناشطات إلى قيادتهن الاحتجاج ضد منع المرأة من قيادة السيارة في البلاد، قبل أسابيع من رفع الحظر رسميا عن ذلك، وكانت آخر كلمات كتبتها نوف: "لست خائنة، أنا فقط أحب وطني، وأدعم المظلوم!".

فيما اعترضت "مياء" على اعتقال "نوف" قائلة: "لماذا يضيق بنا المكان، لماذا يضيق بنا الوطن من أجل الدفاع عن المظلوم، والدفاع عن الحقوق". 

وأوضح القائمون على حساب معتقلي الرأي المعني بالتعريف بالمعتقلين داخل المملكة، أن في مثل هذا اليوم (9 يونيو/حزيران) قبل سنتين، جرى اعتقال الناشطة الحقوقية #مياء_الزهراني، على خلفية قيامها بنشر الرسالة التي تركتها لها الكاتبة نوف عبدالعزيز قبيل اعتقالها، والتي تعبر فيها عن خشيتها من قمع الحريات والاعتقال التعسفي.

وكتب القائمون على حساب "سعوديات معتقلات": "في الذكرى الثانية لاعتقال الناشطة مياء الزهراني بسبب دعمها لمعتقلي الرأي وحرية التعبير في البلاد.. نطالب بحريتها والإفراج عنها".

وأشاروا إلى أن #مياء_الزهراني وقفت أمام القاضي بكل ثقة وكشفت عن الانتهاكات التي تعرضت لها من قبل رجال أمن الدولة بلا خوف، متمنين ألا تكون هناك ذكريات اعتقال قادمة وأن يفرج عن مياء وصديقاتها.

دلالات الاعتقال

وطالب ناشطون بالحرية لكافة المعتقلات داخل المملكة، وأثنوا على مواقفهن وتمسكهن بحقهن في حرية الرأي والتعبير، وإصرارهن على مناصرة قضايا المرأة حتى وإن كلفهن ذلك حريتهن.

وأشار عبد الرحمن إلى أن من أبرز تغريدات الناشطة #مياء_الزهراني قبل نحو شهر من اعتقالها التعسفي "التعبير عن الرأي حق تكفله القوانين، والدفاع عن المعتقلين ليس جريمة".

وتساءل ناشطون عن الأسباب التي تعتقل السلطات السعودية النساء من أجلها، مستنكرين التعسف والاضطهاد المتعمد للنساء داخل المملكة.

وبحسب المنظمة الأوروبية لحقوق الإنسان فإن الحكومة السعودية تضاعفت شهيتها منذ 2018 على الخصوص، لاعتقال النساء، عبر حملة اعتقالات طالت عددا من المدافعات البارزات عن حقوق الإنسان والناشطات.

وأضافت أن حملة الاعتقالات جاءت ضمن سياق استهداف واضطهاد النساء في السعودية، مؤكدة تصاعد أرقام الاعتقالات التعسفية خلال السنوات الأخيرة وخاصة منذ استلام الملك سلمان بن عبد العزيز الحكم، وتوثيق اعتقال 87 سيدة، فيما تعتقد المنظمة أن العدد أكبر. 

وكتب يحيى عسيري رئيس منظمة القسط لحقوق الإنسان: "بعد كل ما واجهته نوف ومياء توقفوا واسألوا لماذا كل هذا؟ ما هي التهم؟.. تغريدات داعمة للحقوق، ورافضة للاعتقال التعسفي والتعذيب، فأثبتت السلطات انتهاكاتها بمزيد وبشكل أكثر بشاعة!".

وتساءل مجد خالد: "بأي ذنب تُعتقل #مياء_الزهراني؟ و #نوف_عبد العزيز ؟ "، لافتا إلى أن الاعتقالات التعسفية، لا تدل أبدا على قوة الدولة بل دليل على هشاشتها،  خوفها من الصوت الآخر.

مناصرة وتضامن

ودعت أخرى إلى دعم ومناصرة النساء في السجون، قائلة: إن "كتابة حرف تعني الكثير، ذكروا هؤلاء الجُبناء بأن ديننا يرفض تعذيب النساء والاعتداء عليهن، ذكروهم بأن كل ما يفعلوه بنساء هو دناءة وانعدام أخلاق وعقيدة ومبادئ وقيم" .

ونشرت الناشطة الحقوقية أميمة النجار، صورة لرسالة قالت إنها وصلتها من النساء في الداخل السعودي، كتب فيها: "قلوبنا معكم ووالله إننا نفكر بكم ونتحدث عنكم وعن نشاطكم الإنساني قبل النسوي في المجالس والتجمعات، وأنتن دخلتن التاريخ لمواقفكن المشرفة، ونحن معكم في الأحزان قبل الأفراح..".

ودونت في الرسالة أسماء عدد من المعتقلات تحت وسم #الحرية_للمعتقلات، هن: "سمر بدوي، فاطمة البلوشي، خديجة الحربي، لجين الهذلول، نوف عبد العزيز، نعيمة المطرود، نسيمة السادة، إسراء الغمام، نور المسلم، مياء الزهراني، عائدة الغامدي، مها الرفيدي".

وطالبت أثينا بالحرية لمياء الزهراني وباقي المعتقلات، مشيرة إلى أن مياء معتقلة دون تهمة موجهة فقط لأنها عبرت عن تضامنها مع صديقتها نوف عبد العزيز.