مسلسل مصري يهاجم "ابن تيمية".. هكذا جاء الرد على مواقع التواصل

12

طباعة

مشاركة

موجة غضب أثارها المسلسل المصري "الاختيار"، الذي يبث على عدة قنوات تلفزيونية، منذ بداية شهر رمضان الحالي، بعد إساءته لشيخ الإسلام الإمام ابن تيمية أبرز علماء اهل السنة والجماعة، في أحد المشاهد.

فقد ظهر الفنان أحمد العوضي الذي يجسد دور ضابط الجيش السابق هشام عشماوي الذي أدانه النظام المصري في قضايا إرهاب وجرى إعدامه في مارس/آذار 2020، وهو يسأل عن حقيقة موت أحد المدنيين في عمل إرهابي نفذه.

ليرد عليه آخر قائلا: "الآن الرجال بين يدي ربه هو أعلم بنيته ويبعث عليها زي ما علمنا شيخ الإسلام ابن تيمية"، وهو ما دفع رواد موقع التواصل الاجتماعي تويتر، لإطلاق وسم #ابن_تيمية_مش_إرهابي، للرد على المغالطات التي جاءت بالمسلسل ومحاولة تشويه صورة الرموز الإسلامية.

"الاختيار" تأليف باهر دويدار، وإخراج بيتر ميمي، وبطولة أمير كرارة، ويهدف لتنميق صورة ضباط الجيش، وتدور قصته حول حياة الضابط أحمد منسي، الذي قتل في انفجار عبوة ناسفة بشمال سيناء 2017. 

وانتقد ناشطون المسلسل برمته وتحدثوا عن الأهداف الخفية من ورائه، منها الترويج لأجندة النظام المصري والتي على رأسها تشويه صورة الإسلام والمسلمين والعبث بمعتقداتهم وتشكيكهم في ثوابت دينهم، فضلا عن سيطرة المنظومة العسكرية على صناعة الدراما المصرية لفرض وجهة نظر النظام العسكري الحاكم.

وأكد ناشطون أن حملة التشويه المغرضة ضد "أئمة الإسلام" وعلماء أهل السنة عبر أعمال درامية موجهة، تأتي في سياق الحرب التي يخوضها رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي ضد الإسلام.

فالسيسي لم يتوان عن إظهار محاربته لجماعة الإخوان المسلمين فيما يرى البعض أن الأمر "نكاية في الإسلام"، ويهدم المساجد ويسجن الشباب المتدين، بل ويغازل الرئيس الأميركي دونالد ترامب في معاداة الإسلام السياسي، ويتملق رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وقال حاكم المطيري أستاذ التفسير والحديث بجامعة الكويت: إن الحرب التي يشنها إعلام #السيسي على #ابن_تيمية هي تنفيذ لشروط الحملة الصليبية وصفقة قرن الشيطان لحرب الإسلام!.

سيرة "ابن تيمية"

وذكر ناشطون مقتطفات من السيرة الذاتية لـ"ابن تيمية" والتي تبرز مكانته العلمية وصواب رأيه وجهاده بقلمه ولسانه.

"ابن تيمية" فقيه ومحدث ومفسر وعالم مسلم مجتهد من علماء أهل السنة والجماعة، وأحد أبرز العلماء المسلمين خلال النصف الثاني من القرن السابع والثلث الأول من القرن الثامن الهجري.

ولد سنة 661 هـ المُوافقة لسنة 1263م في مدينة حران -جنوب شرق تركيا-، ونشأ نشأته الأولى في مدينة حران، وبعد بلوغه سن السابعة، هاجرت عائلته منها إلى مدينة دمشق بسبب إغارة التتار عليها وكان ذلك في سنة 667 هـ. 

وأثناء نشأته في دمشق، اتجه لطلب العلم وأخذه من أكثر من مائتي شيخ في مختلف العلوم منها التفسير والحديث والفقه والعربية، بحسب ما قاله المؤرخون، وشرع في التأليف والتدريس في سن السابعة عشرة.

وأشار الإعلامي محمد ناصر إلى أن هاشتاج #ابن_تيمية_مش_إرهابي تصدر تويتر مصر بعد وصف مسلسل #الاختيار له بالمتطرف ومحاولة تشويه صورته، موضحا أن هذا الشيخ الذي بلغ عدد مؤلفاته 591 مؤلفا، منها 112 في التفسير وعلومه، وبيان توافق الوحي الإلهي مع العقل البشري و138 كتابا في الفقه والفتاوى.

وذكر حامد نبهان باحث دكتوراه في علوم القرآن، أن "ابن تيمية" ناضل لكسر الجمود الفقهي والخرافة والسفسطة وسخافات في كتب الفقه، وكان مصلحا تنويريا بالمعنى الصحيح للتنوير، وما زالت أطروحته في درء تعارض العقل والنقل صالحة لدرء تعارض الدين والعلم وهو الإشكالية الكبرى المعاصرة إضافة لإشكالية العقل والنقل.

وكتب أبو عبد الله إبراهيم عن "ابن تيمية" أنه الإمام المحدث الحافظ الناقد والمفسر الغواص في معاني القرآن والمؤرخ المطلع على أحداث التاريخ المبرز في العلوم النقلية والعقلية على كبار المتخصصين فيها والآمر بالمعروف الناهي عن المنكر.

"إرهاب السيسي"

ورفض ناشطون إلصاق الإرهاب بـ"ابن تيمية"، ووصموا السيسي ونظامه العسكري بهذه التهمة، معددين كم الجرائم التي ارتكبوها منذ انقلابهم العسكري على الرئيس الشرعي محمد مرسي ووصولهم للحكم بزعم محاربة التطرف.

وقال أحد المغردين: "#الإرهاب هو قتل العزل وحرق جثثهم في #رابعة #النهضة #سيناء، #الإرهاب هو هدم المساجد وحرقها، #الإرهاب هو اعتقال المدنيين دون محاكمة".

وتساءل عادل: "لماذا تكره الأنظمة الديكتاتورية العسكرية الدين؟"، مجيبا: "لأن الدين يمثل سلطة مؤثرة على سلوكيات وحياة الناس، تقوم الأنظمة الديكتاتورية بمحاربته حتي لا يشاركها أحد السلطة".

ورأى ناشطون أن تاريخ "ابن تيمية" كفيل بالرد على واصميه بالإرهاب، مؤكدين أنه من النماذج المشرفة في التاريخ الإسلامي.

إعلام موجه

واستهجن ناشطون مشاركة الإعلام والدراما في الحملة على ثوابت الدين ومحاولة إلصاق التهم بالمناهج الفقهية.

ولفت ماهر بن عبد الله إلى أن إعلام دول العرب الفاشل أضحى لا ينتج إلا الخبث، قائلا: "لما قلّت الفكرة أو انعدمت القصة لجؤوا لصفحات التاريخ المزيف".

وكتب مهند: "في زمن الاعوجاج وكثرة الجهل والرويبضات وقلة احترام العلماء إن لم تستطع الرد على عالم قد مات منذ سنين ولكن كان عندك المال ما عليك سوى إنتاج مسلسل وإلصاق فهم سقيم لأقواله".

وأكد ناشطون أن السيسي ووليا عهد أبوظبي محمد بن زايد،  والسعودية محمد بن سلمان، يحاربون الدين بإيعاز من أسيادهم ترامب ونتنياهو  باسم الإرهاب، بينما يمارسون الإرهاب في سيناء ويقتلون المستضعفين في دول أخرى، جازمين بأن جرائمهم لن يمحوها التاريخ.