انقلاب "المجلس الانتقالي" باليمن.. كيف فضح ارتهان السعودية للإمارات؟

12

طباعة

مشاركة

أثار إعلان "المجلس الانتقالي الجنوبي"، أمس السبت، الحكم الذاتي وحالة الطوارئ في المناطق التي يسيطر عليها بجنوب اليمن، غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبروه انقلابا مكتمل الأركان على الحكومة الشرعية بدعم من الإمارات وبرعاية السعودية.

وصب ناشطون جام غضبهم على التحالف السعودي الإماراتي في اليمن بدعوى دعم الشرعية منذ 25 مارس/آذار 2015، مؤكدين أن الإمارات فرضت انفصال جنوب اليمن عن شماله.

واتهموا عبر مشاركتهم في وسم #التحالف_يحرق_عدن، "التحالف" بتدمير عدن وطالبوه بإنهاء دوره وترك اليمنيين يحلون مشاكلهم بأنفسهم، مشيرين إلى أن بيان "المجلس الانتقالي" يعني إنهاء اتفاق الرياض الموقع في 5 نوفمبر/تشرين ثاني 2019.

وينص الاتفاق الذي رعته الرياض، على انضمام "المجلس الانتقالي الجنوبي" إلى حكومة وطنية جديدة، ووضع جميع القوات التابعة لهم تحت سيطرة الحكومة المعترف بها دوليا.

وجزم ناشطون بأن الرئيس الشرعي لليمن عبدربه منصور هادي والسعودية والإمارات أعطو المجلس الانتقالي فرصة لحكم عدن، لافتين إلى دعم أبوظبي له كان بموافقة الرياض.

"اتفاق الرياض"

واعتبر ناشطون "اتفاق الرياض" كذبة سعودية انتهت بتسليم المؤسسات المالية في عدن لمرتزقة الإمارات، مستنكرين تجاهل الحكومة السعودية لبيان الانتقالي وغياب ردها الحاسم عليه.

وقد سارع الانتقالي الجنوبي، صباح الأحد، تطبيق ما أعلنه في بيانه السبت 25 أبريل/ نيسان 2020، بإقامة إدارة الحكم الذاتي، وتسلم مقر البنك المركزي من القوات التابعة للتحالف بعدما تسلم ميناء عدن وباقي المرافق الحكومية.

واستهجن الإعلامي جلال شهدا تأخر الموقف السعودي على بيان الانتقالي حتى كتابة هذه السطور، قائلا: "لا يزال خبر إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي الإدارة الذاتية في المناطق التي يسيطر عليها جنوبا وحالة الطوارئ في عدن غائبا عن الإعلام السعودي".

وأشار إلى أن "السلطات في السعودية لم تعلق عليه رغم أنها راعية الشرعية اليمنية واتفاق الرياض بين حكومة اليمن والمجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات".

ورأى ناشطون أن بيان الانتقالي يحرج السعودية، إذ قال الإعلامي اليمني بشير الحارثي: "الآن اللعب بالمكشوف يا إما السعودية مع الشرعية وتعلن ‏‏المجلس الانتقالي انقلابيا متمردا ومحاربته مثل الحوثي في صنعاء، يا إما أنها في اتفاق مع ‏‏الإمارات والهدف تقسيم اليمن وتمزيقه،‎ ‎وفي هذه الحالة اليمنيون يعرفون كيف يدافعون عن ‏وطنهم وسيحررونها طال الزمن أو قصر"‏‎ .‎

‎غياب الشرعية

ولفت ناشطون إلى أن ما فعله المجلس الانتقالي نتاج طبيعي لغياب الشرعية اليمنية وتفضيلها البقاء في السعودية على العودة لليمن وممارسة مهامها من هناك، في الوقت الذي تتوالى تضحيات الشعب اليمني على الأرض.

واتهموها بالفشل والإرتهان للقرارات السعودية، خاصة بعدما جاء ردها على بيان الانتقالي باهتا، إذ أشارت الحكومة اليمنية إلى أن إعلان الانتقالي بمثابة رفض وانسحاب تام من اتفاق الرياض.

وأكد الصحفي اليمني مأرب الورد، أن موقف الانتقالي هو نتاج غياب الرئيس ومسؤوليه عن البلد وسوء إدارتهم، ولو كانوا ضحوا قليلا مثل الشعب ووجودوا على الأرض لما استغل غيرهم الفراغ وفرض مشروعه، لافتا إلى استجداء الحكومة الشرعية لتنفيذ اتفاق الرياض الذي قضى عليه الانتقالي بإعلانه الأخير، بدلا من فرض سلطتها على الأرض.

وقال مغرد آخر: إن "ما حصل من تمرد الانتقالي وإعلانه الإنفراد بحكم محافظات الجنوب شيء طبيعي، لأن الشرعية الفاشلة ومسؤوليها الفاسدين ارتهنوا لقرارات السعوديه وآثروا استلام المرتبات الدولارية والعيش في الفنادق والشقق الفارهة وتركوا أمر حكم اليمن لسعادة السفير السعودي وعيال زايد".

وكتب مغرد آخر، قائلا: "ابتلينا نحن في اليمن بمجموعة عبيد يمنيين يعيشون في فنادق الرياض منذ 5 سنوات، كلما بينا غدر السعودية باليمن تطلقهم السعودية ليدافعوا عنها ويلمعوها ويبرروا لغدرها وخيانتها في اليمن".

"طعنة إماراتية"

وفي السياق ذاته، رأى ناشطون آخرون أن موقف المجلس الانتقالي يمثل طعنة إماراتية جديدة للسعودية، وذلك بعدما أعلنت الإمارات سحب جنودها العاملين في اليمن في فبراير/شباط الماضي، في تغير لإستراتيجيتها واكتفائها بالاعتماد على قوات محلية حليفة لها لتنفيذ سياستها ودعم مصالحها.

وسخر الإعلامي القطري جابر الحرمي، قائلا: "نبارك للسعودية الطعنة الجديدة التي وجهها الحليف في اليمن بإعلان المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الامارات حالة الطوارئ والإدارة الذاتية لجنوب اليمن"، لافتا إلى أن "السعودية المختطفة لن تستطيع أن تتخذ خطوة معارضة لأن قرارها في أبوظبي. #السعودي_إماراتي_والإماراتي_إيراني".

وبحسب مغرد آخر، فإن "الشرعية وهادي والوزراء نايمين في العسل، وأن السعودية لن تقف في وجه الإمارات لأن الإمارات متحكمة بجميع القرارات".

وتساءل: "أين الشرعية من لقاءات الانتقالي في موسكو وغيرها من البلدان؟"، لافتا إلى أن "سيطرة الحوثي على شمال اليمن، والمجلس الانتقالي على الجنوب، بجهد وتخطيط إماراتي سعودي".

إجرام إماراتي

وذهب ناشطون إلى أن إعلان المجلس الانتقالي خطوة إماراتية، خاصة أن البيان صادر على لسان رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي المقيم في الإمارات.

وقال الخبير القانوني محمود رفعت: إن "بيان ما يسمى المجلس الانتقالي وإعلانه الاستيلاء على جنوب اليمن بدعوى حمايته خطوة إجرامية جديدة من الإمارات ولا محل للحديث عن اتفاق الرياض فهو بذاته غير شرعي.. وأعدكم الانتقالي لن ينال شرعية دولية، فكما عرقلت شرعنة حفتر في ليبيا لن أخذل شعبنا باليمن أصل العرب فهم قرة العين"

وأكدت سامية الكثيري أن "بصمات جارة السوء واضحة في الخطوة التي أقدم عليها الانتقالي اليوم، ويأتي هذا ضمن جهود السعودية لإنهاء مشروع الدولة، التي عجزت شرعية هادي وأدواته عن حماية هذا المشروع، وبعد خمس سنوات من الحرب التي تديرها السعودية والإمارات، كانت النتيجة فقدان الشمال والجنوب".

وكتب معاذ الشرجبي: "يبدو أن الإمارات لن ترتاح ولن تكل ولن تمل حتى يتجزأ اليمن وبالأخير ‏تسلمه لعصابات ومليشيات متناحرة لكي تضمن أن لا تقوم لليمن قائمة بعد ذلك.. وشرعية ‏العار منشغلون بالاستجمام والراحة في السونا والجاكوزي لفنادق الرياض وأجنحتها الفاخرة".‏

‎ضرب السعودية

وأشار ناشطون إلى أن إعلان المجلس الانتقالي يسيء للحكومة السعودية ويضرب مكانتها وهيبتها، إذ قال رشيد الرشيد: إن "إعلان الانتقالي برفض اتفاق الرياض، هو أكبر إساءة للسعودية وسيادتها وثقلها في الخليج خاصة وفي العالم عامة، ويلفت إليها نظرة الضعف والفشل وعدم كفائتها لرئاسة أي اتفاق آخر في المستقبل".

ورأى الدكتور صالح حسن سميع أن "الانتقالي يرفع السلاح في وجه الدولة بإعلانه الإدارة الذاتية ‏لمحافظات الجنوب والشرق"، مشيرا إلى أن "ذلك التطور يتبناه ابن زايد في تحد أرعن ‏‏للملكة العربية السعودية القيمة على تنفيذ اتفاق الرياض".‏

من جهته، قال الناشط اليمني صدام في تغريدة على حسابه في "تويتر": إن "الإمارات تتحدى السعودية تواصل ضرب الشرعية. #التحالف_يحرق_عدن".