لوموند: هذا ما يجب على بايدن فعله لهزيمة ترامب في الانتخابات

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة "لوموند" الفرنسية الضوء على التحدي الذي يواجه جو بايدن في انتخابات الرئاسة الأميركية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني 2020 في مواجهة ساكن البيت الأبيض دونالد ترامب.

وأصبح ترشيح بايدن شبه رسمي لخوض السباق عن الديمقراطيين مع انسحاب منافسه الأساسي بيرني ساندرز في 8 أبريل/نيسان 2020 من السباق.

وتصدر ساندرز السباق الديمقراطي في البداية قبل أن يتراجع بسرعة بعد خسارة الانتخابات التمهيدية في ساوث كارولاينا أواخر فبراير/شباط 2020، حينما كثف الديمقراطيون المعتدلون دعمهم لحملة بايدن.

ورغم خروجه من السباق، تعهد ساندرز بالعمل إلى جانب بايدن، داعيا إلى الاتحاد لهزم الجمهوري ترامب الذي وصفه في كلمة من منزله ببورلينجتون بـ "الرئيس الأخطر في التاريخ الأميركي الحديث".

وأوضحت الصحيفة في افتتاحيتها التي جاءت تحت عنوان "الانتخابات الأميركية 2020: التحدي الهائل لجو بايدن" أن نائب الرئيس السابق باراك أوباما، سيكون عليه أن يجذب المتعاطفين مع بيرني ساندرز الذي "ظهر كفائز في الأفكار رغم انسحابه".

وقالت لوموند: "المحاولة الثالثة كانت الأفضل لجو بايدن البالغ من العمر 77 عاما، بعد أن فشل مرتين في العامين 1988 و2008. هذه المرة سيكون لديه مهمة ثقيلة لمواجهة دونالد ترامب".

وأضافت: "العقبة الأخيرة في وجه بايدن أزيلت، مع انسحاب بيرني ساندرز السيناتور المستقل عن ولاية فيرمونت، وهو ما صب في صالح الأول، خاصة من قبل الناخبين الأميركيين من أصل إفريقي الذين وقفوا بجانبه".

وأكدت أنه رغم ذلك، بايدن لم يظهر حتى الآن قدرته على تجميع ائتلاف يمكنه من هزيمة ترامب المتشبث بقوة في السلطة، من خلال صناديق الاقتراع.

وأشارت إلى أنه "من المفارقات أن الفائز في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية (بايدن) لم يفز في معركة الأفكار، بل على العكس من ذلك، انتصر بيرني ساندرز في هذا المجال، ولكنه خسر بسبب إستراتيجية الانتخابات".

وبينت أنه غالبا ما أيد الناخبون مقترحات السيناتور المستقل، بما في ذلك إنشاء ضمان اجتماعي عالمي بقيادة الدولة الفيدرالية، وهو موضوع يجد زخما جديدا مع أزمة فيروس كورونا. 

لكنهم اعتبروا أيضا أن تعنت "الاشتراكي الديمقراطي" (ساندرز) لصالح "ثورة سياسية"، ناهيك عن بعض من مواقفه السابقة حول الاتحاد السوفيتي وأصوله، جعله أقل حظا للوصول إلى انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني.

خيارات ضئيلة

وفي مواجهة آلة ترامب، بعدما رفع الحزب الجمهوري تحييد تصويت الأقليات الاجتماعية غير المواتية له (للرئيس الحالي)، ليس أمام جو بايدن سوى القليل من الخيارات، بحسب "لوموند". 

وأوضحت أنه يجب على نائب أوباما السابق الحفاظ، بأي ثمن، على أصوات الناخبين المعتدلين في المناطق شبه الحضرية، النافرين من شخصية الرئيس المنتهية ولايته. 

وبحسب الصحيفة الفرنسية، سمحت أصوات هؤلاء الناخبين، للديمقراطيين بالسيطرة على مجلس النواب في نوفمبر/ تشرين ثاني 2018 والتأثير على مستوى التحفيز الذي أصبح ضروريا بسبب أزمة كورونا.

ونوهت "لوموند" بأنه يجب في الوقت ذاته على جو بايدن أيضا جذب المؤيدين لبيرني ساندرز، ولا سيما الجيل الذي ضحى بأزمة الرهن العقاري في عام 2008، إذ دعم هؤلاء الناخبون الشباب بشكل كبير عضو مجلس الشيوخ عن ولاية فيرمونت ورفضوا الوضع الراهن بالفعل، حيث كانوا ضحايا على مدار أكثر من عقد من الزمان.

وساندرز كان يعتبر من أهم المحركين لأصوات الشباب الأميركي الطامح للتغيير في السياسة، خاصة القضايا الاجتماعية والاقتصادية الملحة التي تعصف بالمجتمع منذ أزمة الرهن العقاري عام 2008، التي كادت أن تعصف بالاقتصاد العالمي.

 وبدأت تلك الأزمة في الولايات المتحدة ثم امتدت إلى الدول التي لها علاقة بالاقتصاد الأميركي مثل دول الخليج والاتحاد الأوروبي وبعض الدول الآسيوية والنامية، حيث أدت إلى انهيار في البنوك.

وأكدت أنه لأهمية أصوات هؤلاء في صناديق الاقتراع، لم ينتظر جو بايدن استقالة بيرني ساندرز للتحدث إليهم بشكل قاطع، ولم يكن راضيا فقط بالكلمات، إذ قام بالفعل بتعديل برنامجه في منتصف مارس/ آذار 2020 من أجل توفير وصول أكبر إلى التعليم العالي للفئات المحرومة. 

كما وعد بإلغاء ديون الطلاب لذوي الدخل المنخفض والطبقة المتوسطة، واقترح كذلك تمديد برنامج التغطية الصحية الفيدرالية للرعاية الصحية عن طريق تخفيض العمر من 65 إلى 60 عاما.

وأكدت الصحيفة أنه يجب ملاحظة هذا التفاعل، حتى لو كان على جو بايدن بالتأكيد أن يذهب أبعد من ذلك للتغلب على التردد الذي تتغذى عليه وسطيته في اليسار، خاصة فيما يتعلق بالسؤال المزعج المتمثل في التفاوتات الأميركية العميقة في مواجهة كورونا.

وخلصت افتتاحية "لوموند" إلى أنه يمكن أن تكون الصدمة التي يسببها وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، مثل الانفجار الاقتصادي المذهل، فرصة مواتية لجو بايدن.

وذكرت أن هذه الصدمة قد تشجع بايدن على الصعود إلى مستوى التحدي، عبر الشجاعة (في المواجهة) التي دعا إليها بيرني ساندرز بلا كلل.

يشار إلى أنه رغم أن الانتخابات الأميركية مقررة في 3 نوفمبر/ تشرين الثاني وتأجيلها أمر غير وارد حتى الساعة، إلا أن كافة الخيارات تبقى مفتوحة في ظل المتغيرات التي تسببها أزمة كورونا التي حولت الولايات المتحدة إلى بؤرة للوباء.  

فبعد أن تأجلت عدة مظاهرات سياسية واقتصادية ورياضية وثقافية جراء كورونا يتساءل كثيرون: هل من شأن الفيروس التاجي تهديد موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية خصوصا في ظل تعذر إجراء الحملات الانتخابية لمرشحي الحزبين الديمقراطي والجمهوري؟