"قانون العفو" يعيد مرزوق الغانم للواجهة.. هل يقيله أمير الكويت؟

12

طباعة

مشاركة

رغم موقفه في اجتماع الاتحاد البرلماني العربي بالعاصمة الأردنية عمّان، الذي رمى فيه أوراق صفقة القرن في سلة المهملات، يواجه مرزوق الغانم رئيس مجلس الأمة الكويتي، اتهامات داخل بلاده بـ"العنترية"، ومطالبات بعدم الاغترار بخطاباته الرنانة.

ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي طالبوا، بمراقبة مواقف الغانم وآرائه في القضايا الداخلية المصيرية، وتقييم تعامله مع قضيتي "البدون"، ودخول المجلس، التي تتعلق بمصير رجال الإصلاح الكويتين.

ولم تمر سوى عشرة أيام على واقعة "صفقة القرن"، حتى تحول الاحتفاء بالغانم إلى سخط برزت أصداؤه عبر تغريدات رواد "تويتر"، عقب الأحداث التي شهدها مجلس الأمة أمس، أثناء نقاش قانون العفو الشامل، التي وصلت لاشتباكات عنيفة وتراشق بالألفاظ بين عدد من النواب المعارضين والموالين للقانون.

وطالب ناشطون عبر مشاركتهم في وسوم عدة أبرزها: "#مرزوق_يضرب_الشعب، #مجلس_الأمة_الكويتي، #قانون_العفو_الشامل، #مجلس_الأمة، #ارحل_يا_مرزوق، #ارحل_يا_مرزوق_الغانم، النواب بتقديم استقالتهم، وحل مجلس الأمة ورحيل الغانم.

جاءت مطالبات الناشطين بعد تداول مقاطع فيديو مختلفة، تظهر حالة السجال التي دارت بين النواب، وأبرزها مشادة وقعت بين علام الكندري الأمين العام لمجلس الأمة، والنائبين ثامر السويط، ومحمد المطير، أهان خلالها الغانم السويط بقوله للكندري: "أنت أشرف منه".

وحاول بعض النواب منع أمين عام مجلس الأمة من استكمال التصويت على فصل القوانين الأربعة المقدمة بشأن العفو عن المحكومين في قضايا "دخول المجلس" و"خلية العبدلي" و"قضايا الرأي العام"، إضافة إلى قضية النائب السابق عبد الحميد دشتي.

وأجمع المغردون المشاركون بالوسوم على فشل "الغانم" في إدارة الجلسة، مستنكرين تلفظه بألفاظ لا تليق بمنصبه رئيسا لمجلس الأمة الكويتي.

وعبر حسابه بتويتر، كتب عضو مجلس الأمة ثامر السويط: "مرزوق الغانم إن كنت المقصود بعبارة (أنت أشرف منه يا علام) بالفيديو المجتزأ الذي نشرته أدواتك الإعلامية، وحذفت منه كل كلامي ضدك وضد أدواتك، فدعني أقول لك باختصار: مواقفي وتاريخي تشرفك وتشرف معازيبك وخدامك جميعا، ولن أسمح لك بهذا التجاوز".

تاريخ فاشل

وبحسب تغريدات الناشطين، فإن "الغانم يقف ضد المواطن الكويتي، ولا يحب الشعب ولا يوجد إنجاز  أو أي تطوير، في الإسكان، أو عفو، أو إسقاط قروض، فضلا عن عجز بالميزانية وتمرير مساعدات للبلدان الأخرى وتناسي الشعب الكويت، وفرض الضرائب والعقوبات عليه".

وقال الإعلامي والكاتب أحمد الفهد في تغريدة له عبر "تويتر": إن "مرزوق الغانم، أكثر شخص لا يتمنى عودة المعارضة بالعفو الشامل، حتى لا يعود لموقعه الطبيعي بالمجلس".

واعتبر الكاتب الكويتي سعود العصفور ،جميع مقاطع الفيديو التي نُشرت حتى الآن.. سواء التي نشرها الجمهور أو التي نشرتها آلة "البروباغندا التابعة لرئيس المجلس" كلها تقود في اتجاه واحد فقط وحقيقة ثابتة، وهي أن "مجلس الأمة تحت رئاسة مرزوق الغانم أصبح أكثر فوضى، وأعمق فشلا، وأقل إنجازا".

وسخر صلاح الهاشم قائلا: "يبدو أن مرزوق الغانم يتخيل أن قاعة عبد الله السالم، هي إستاد نادي الكويت. يجلس في المنصة الرئيسة يتحكم يالمكرفونات. لديه مشجعون بالمنصة. ولديه مشجع رئيسي له، يسمح له باستخدام هاتفه ويحجز له مكانا هو ورهطه ولا يمنعه من التعدي والتلفظ على بقية اللاعبين ( النواب)".

وأبدى المحامي يوسف الغربللي، أسفه لما وصل إليه مجلس الأمة في عهد الغانم، "حالة من الفوضى والخذلان والتعدي الصارخ على الديمقراطية، وبالمقابل تركت مشاغبين مجموعة الثمانين وشلة نادي الكويت والاتحادات باستفزاز النواب الشرفاء وتركت مطرقة الرئاسة بجيبك وهذا كله على حساب تصفياتك الشخصية. #ارحل_يا_مرزوق".

مطالبات بالرحيل

وطالب الناشطون برحيل الغانم وإقالته، مستنكرين موقفه السلبي وضعف أدائه وتسببه في إشعال الموقف وليس تهدئته واحتوائه، والذي زاد من ردة فعل السويط وغضبته بعد "طعنه" له في شرفه.

وكتب أحد المغريدين، قائلا: "المشكلة صارت مع علام الكندري وثامر السويط مرزوق الغانم، شكووو، يقول لعلام الكندري: أنت أشرف منه خله يولي، هذا كلام رئيس مجلس أمة محترم، يعني من المفروض تكون محايد أنت رئيس مجلس الأمة أتهدي الوضع مو تسب وتطعن بالشرف".

وتساءل عبدالله ماجد الظفيري: "هل هذا أداء رئيس، بدلا من تهدئة الوضع ولملمة الموضوع، تقوم بهذا الفعل وهل رئيس يتلفط بهذه الألفاظ، إن لم تستطع إدارة المجلس، فارحل، هناك من هو أفضل، البلد في حالة الانهيار مرزوق الغانم يكفي وبس، مصخت فعلا".

ودعا ناشطون أمير الكويت لإقالة الغانم، إذ قال الدكتور نواف جهز العضيلة المطيري: إن #مرزوق_الغانم تجاوز كل الخطوط الحمراء، وأصبح ندا للشعب الكويتي، لذا لا بد من تقديم #عريضة_الأمة ورفعها لسمو الأمير للمطالبة بإقالته، وإلا فإن تعليق الدستور وتنصيب مرزوق رئيسا لمجلس الوزراء ستكون الخطوة القادمة".

ودون طليحان فالح الطليحان، قائلا: "نزلوه من كرسيه مثل ماحطيتوه قبل لا يخلص انعقاد المجلس ويسجل التاريخ، خلوني مرة وحدة أعتز بمجلسكم من عقب مجلس المعارضة".

مسرحية مفتعلة

وذهب رواد "تويتر" إلى أن ما حدث بجلسة مناقشة قانون العفو الشامل، أمس الثلاثاء، "مسرحية مفتعلة" أمام الشعب لمنع تمرير القوانين، ومنع الشعب الكويتي من حضور الجلسات المقبلة خاصة بعد الاستجابة الواسعة من الشعب لحضور تلك الجلسة تحديدا".

وكتب صاحب حساب "زمن الطيبين": "#مجلس_الأمة_الكويتي، منذ بداية مجالس الصوت الواحد لم يكن هناك حضور جماهيري يُذكر، فهذا المجلس لا يتحمل أي رقابة حقيقية من المواطنين، ولذلك كانت استجابة الناس لهاشتاج #سأحضر_جلسة_العفو أمرا مرعبا، وكان السيناريو الأسلم هو: افتعال مشكلة لطرد الجمهور. إخراج رديء لمسرحية مكشوفة!".

ورد ناشطون على تصريحات الغانم التي قال فيها: إن مناقشة قوانين العفو الشامل أمس، كشفت أمام الشعب المسرحية التي خُطط لها، ومحاولات التخريب والتعديات، مشددا على أن الهدف من تلك الممارسات تكفير الشعب بالديمقراطية.

وقال أسامة يوسف الطاحوس: "صاحب المسرحية يا #مرزوق_الغانم هو من يمتلك الأدوات والمجاميع والإعلام والمسرح، وليس العكس، وأنت الوحيد الّي يمتلك هالاشياء، فلا تمارس نظرية المؤامرة وتقدم لنا سيناريو أنت سعيت في إنه يصير. ولا أحد يا مرزوق له مصلحة من هالأمر غيرك فمنو صاحب المسرحية الحقيقي؟".

قرارات باطلة

وفنّد ناشطون ومتخصصون قانونيون ما حدث بالجلسة من الناحية القانونية، إذ أوضح بدر ناصر الزيد عضو جمعية المحامين والصحفين، أن التصويت على اقتراحات قوانين العفو بعد موافقة المجلس فصل كل منها لوحده دون اتباع إجراءات المادة (102) من اللائحة بمناقشة المشروع الأصلي بعد تلاوته وإعطاء الكلمة لبحث المشروع بصورة عامة لمقرر اللجنة، ثم الحكومة والأعضاء يوصم التصويت بالبطلان ويبقيها عالجدول".

وأكد الدكتور فواز الجدعي المحامي أمام محكمتي الدستورية والتمييز، أن "ما حصل من علام الكندري، مخالفة جسيمة، فليس له حق الدخول بنقاش حاد أو خلاف مع الأعضاء المنتخبين داخل قبة مجلس الأمة بأي حال من الأحوال فتلك القاعة مقررة لممثلي الأمة دون غيرهم".

وفي سياق مختلف، أفاد المسستشار الاجتماعي يوسف ‏مريخان، بأنه منذ دخول #مجلس_الأمة_الكويتي لحضور جلسة #قانون_العفو_الشامل كان من الملاحظ: استنفار وعصبية، غلطه في التعامل، الحشد وإجراءات غير مبررة، عكس مدى القلق والتوتر من خشية نجاح القانون".

وأضاف المستشار الكويتي، متسائلا: "قاتلكم الله، لماذا كل هذا الحقد الذي ملأ قلوبكم على أبناء الكويت الصادقين الأحرار #قضية_دخول_المجلس".