لمواجهة الولايات المتحدة.. خطوات روسية تعزّز علاقتها مع إيران

12

طباعة

مشاركة

تعمّق روسيا وإيران علاقاتهما العسكرية في تحدٍ مشترك لهيمنة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، إذ وقّع البلدان، الاثنين الماضي، مذكرة تفاهم تسعى لتوسيع العلاقات العسكرية بينهما، أثناء زيارة قائد البحرية الإيرانية حسين خنازادي إلى سان بطرسبرج.

ونقل تقرير لموقع "المونيتور" عن خانزادي قوله: إن "هذه هي أول مذكرة تفاهم من هذا النوع، ويمكن اعتبارها نقطة تحول في علاقات طهران في موسكو على مستوى التعاون الدفاعي".

وأضاف خانزادي: "من المتوقع إجراء مناورات روسية إيرانية مشتركة في المحيط الهندي في المستقبل القريب. وستقام التدريبات في الغالب في الجزء الشمالي من المحيط الهندي وخاصة في مضيق هرمز".

أهمية المذكرة

وذكر تقرير الموقع، أن المذكرة التي أبرمتها وزارة الدفاع الروسية مع الأركان العامة للجيش الإيراني، تمتاز بكونها ليست ملزمة قانونيا ولا تثقل كاهل أي طرف من "التزامات الحلفاء" التقليدية. لكنها مع ذلك تتجلى أهميتها في مسألتين رئيستين.

وأوضح، أن "المسألة الأولى، تكمن في توقيتها، حيث تأتي المذكرة وسط تقارير عديدة عن التوترات المتصاعدة بين القوات الروسية والقوات الموالية لإيران في سوريا، وهي إشارة مهمة تشير إلى أنه بغض النظر عن الخلافات بينهما، أصبحت كل من روسيا وإيران تعربان عن تقديرهما لشراكتهما السياسية والعسكرية وتسعيان الآن إلى تعزيزها وإبرازها في مجالات ومناطق أخرى، مثل الأمن البحري.

أما المسألة الثانية تأمين إيران، بحسب التقرير، فإنه مع تصاعد التوترات الإيرانية مع الولايات المتحدة والدول العربية، فإن التعاون مع روسيا فيما يتعلق بأمن شريطها الساحلي قد يوفر لإيران شعورا بالأمان.

ولفت التقرير إلى أنه في حين أن المذكرة لا تقدم أهمية كبيرة على المستوى التشغيلي وإنما تشير إلى غرض سياسي، فإن ما يمكن الالتزام به هو تحالف ثنائي للحماية من أي هجوم أمريكي محتمل على إيران.

وأشار إلى أن البعض يراها نوعا من إستراتيجية منع الوصول إلى المناطق (A2 / AD) التي تستخدمها الصين لمحاولة إبعاد الولايات المتحدة عن غرب المحيط الهادئ.

احتواء أمريكا

وبحسب الموقع، فإنه على مسار مواز، في اليوم الذي وقّعت فيه روسيا المذكرة مع إيران، أفادت وسائل الإعلام الروسية بأن موسكو قدّمت مبادرة الأمن الخليجي إلى الأمم المتحدة.

وأكد، أن المبادرة التي قدمتها وزارة الخارجية الروسية في 23 يوليو/تموز هي بطريقة "A2 / AD" الدبلوماسية التي تسعى، ضمن أمور أخرى، إلى إحباط ما تعتبره روسيا "سياسات مدمرة من قبل قوى خارجية" في منطقة الخليج، وبالتالي في الشرق الأوسط بأكمله.

وبيّن التقرير، أن أصوات التشكيك في نجاح المبادرة الروسية وفرص نجاحها، عالية جدا، حتى في وسط موسكو، بيد أن البعض الآخر يعتقد أن الأمر يستحق المتابعة.

ونقل عن مقابلة للسفير الروسي السابق لدى السعودية أندريه باكلانوف مع صحيفة "كورمسانت" قال فيها: "ينبغي على دول الشرق الأوسط أن تكون أكثر حذرا فيما يتعلق باتباع النصائح الغربية".

يعتقد باكلانوف، الذي ساعد في تطوير هذه المبادرة، أن الخطة الروسية لإصدار نسخة شرق أوسطية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا لديها فرص نجاح أفضل اليوم مما كانت عليه في التسعينيات، حيث طرحت موسكو الفكرة لأول مرة.

ونقل التقرير، قوله أيضا: "نأمل أن تكون الدول الإقليمية التي نتحدث معها عن اقتراحنا قد علمت الآن أنه كان يتعين عليها في الماضي تبني المقترحات الروسية بشكل أكثر فاعلية من أجل تجنب الحرب والفوضى".

ماذا بعد؟

ونوّه تقرير "المونيتور" إلى أنه من المقرر أن يزور الرئيس فلاديمير بوتين السعودية في شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل. ويبدو أن مبادرة الأمن الروسي في الخليج تعد من أهم القضايا التي يرغب بوتين في طرحها ونقاشها مع الحكومة السعودية.

في المقابل، يضيف التقرير، أن التعاملات الروسية الإيرانية تسعى إلى زيادة مكانة موسكو كلاعب أساسي في المسائل الأمنية الخليجية - على الرغم من أن الوجود العسكري الروسي في المنطقة يتضاءل عند مقارنته بحضور الولايات المتحدة.

واختتم "المونيتور" تقريره بالقول، إنه نتيجة لذلك، من المرجح أن تستمر موسكو في الاعتماد على مساعيها الدبلوماسية وتشجيع الأفكار التي تهدف إلى أن تبدو أكثر جاذبية للمنطقة من تلك التي طرحتها واشنطن.