كيف سيطر الحرس الثوري على أجهزة الاستخبارات الإيرانية؟
استهدفت عملية إعادة تنظيم أجهزة الاستخبارات الإيرانية، التي تمت مؤخرا، في المقام الأول، إنهاء حالة الصراع على النفوذ فيما بين الأجهزة، عقب هجمات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على النظام الإيراني.
وقالت مجلة "إنتلجنس أون لاين" الفرنسية، المتخصصة في شؤون الاستخبارات، في عددها الأخير، إنه بعد نقاش ساخن، قرر المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني في وقت سابق من شهر يوليو/ تموز المنقضي، إعادة هيكلة الاستخبارات داخل الحرس الثوري (باسداران)، الذي يمثل رأس الحربة للمرشد الأعلى علي خامنئي في الصراعات الإقليمية في العراق وسوريا واليمن وأماكن أخرى.
عملاء إلى العالم
وقرر المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني دمج مديرية الاستخبارات الإستراتيجية، التي تتمتع باستقلال نسبي -كانت تابعة بشكل مباشر لمكتب علي خامنئي من قبل- تحت مظلة استخبارات الحرس الثوري، التي ترأسها حسن مهاجغي، الذي أصبح الشخص الثاني في الكيان الجديد الناتج عن الدمج، فيما أصبح الرئيس السابق لميليشيا "الباسيج" حسين طيب، رئيس استخبارات الحرس الثوري.
وبحسب تقرير "إنتلجنس أون لاين"؛ في حين خفض رتبة نائبه حسين نجاد إلى نائب الرئيس للشؤون الثقافية، فإن صلة طيب وثيقة بالمرشد الأعلى لإيران.
وتشتمل عملية الدمج في الكيان الجديد على المكتب 101، الجهاز السري الملحق بشكل مباشر بالمجلس الاستشاري للمرشد الأعلى، الذي يدير العلاقات، محل التشابك والنزاع بين عملاء الحرس الثوري وأولئك الذين يعملون لدى جهاز الاستخبارات.
وأوضحت المجلة أن عملية إعادة التنظيم هذه تستهدف إنهاء التنافس بين فرعي استخبارات الحرس الثوري، بما يتوافق مع رغبات الجنرال حسين سلامي، الذي تم تعيينه لرئاسة الحرس الثوري في أبريل/ نيسان الماضي.
وأشارت إلى أن سلامي يرغب في أن يكون لدى الحرس الثوري فيالق من العملاء تمتد نطاقات عملها بما يتجاوز المنطقة ويمكن نشرهم في كافة أنحاء الكرة الأرضية.
لمن الأولوية؟
وبحسب "إنتلجنس أون لاين"، فإن تعزيز قدرة استخبارات الحرس الثوري لم تنجح مع وزارة الاستخبارات الإيرانية، التي اعتادت على التعامل مع معارضة منقسمة من أجهزة استخبارات متنافسة في الحرس الثوري، خاصة فيما يتعلق بالميزانية التي يتلقونها، والآن سيكون لديها منافس واحد فقط أكثر قوة تتنافس معه.
وبفضل التورط الواسع للحرس الثوري في عمليات خارجية، فإنه يحصل على أولوية فيما يتعلق بالقدرات التقنية، خاصة التي تتعلق بالجغرافيا الفضائية.
وتتزامن عملية إعادة التنظيم هذه مع اعتقال مجموعة من عملاء الاستخبارات المركزية الأمريكية، بحسب إعلان من السلطات الإيرانية في 22 يوليو/ تموز 2019، الذين اعتقلوا على مدى عام حتى مارس/ آذار 2019، أي قبل شهور من الإعلان.
والخبر من دون شك، بحسب المجلة، ليس أكثر من رد على الضغط الأمريكي المتجدد على النظام الذي تكثف منذ إعلان الولايات المتحدة الحرس الثوري منظمة إرهابية في 8 أبريل/ نيسان 2019.