إيهود باراك يعلن عودته للساحة السياسية الإسرائيلية.. ماذا وراءه؟

12

طباعة

مشاركة

نشر موقع "قناة الأخبار 13" العبرية تقريرا، سلط فيه الضوء على عودة ظهور رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك، بعد سنوات من اعتزال السياسة، إذ يرى أن عودته للساحة السياسية باتت ضرورة، للقيام بمهمة "المسيح" لإنقاذ الديمقراطية في إسرائيل.

وقال التقرير، إن باراك أعلن ببيت الصحفيين في تل أبيب الأربعاء الماضي، عودته إلى الحياة السياسية في إسرائيل، معللا عودته من أجل إنقاذ الديمقراطية الإسرائيلية، بالقول: "هذا هو الوقت المناسب للتواصل، أدعو إلى تشكيل حركة واسعة من الإسرائيليين لإنقاذ البيت الإسرائيلي"، مطلقا على حزبه الجديد اسم: "الحزب الديمقراطي الإسرائيلي".

إسرائيل تنتخب

ونقل الموقع عن باراك، أن حزبه الجديد سيخوض الانتخابات المقبلة، وهي انتخابات الإعادة للكنيست الـ21، بعد فشل نتنياهو في تشكيل الائتلاف الحكومي في انتخابات أبريل/نيسان الماضية. وقال: "لقد جئنا إلى هنا لنقول كلامنا حول ما يجري من حولنا. ولإعلان تأسيس حزب جديد يعمل من أجل إصلاح كبير بالمعنى المقصود في كل من الدولة والمجتمع."

وأشار إلى أن باراك اتهم بنيامين نتنياهو بشكل مباشر في الانقسامات الحاصلة في إسرائيل، وقال باراك: "محاولات تعطيل العمليات الديمقراطية مرارا وتضليل الجمهور وتقديم الرشوة السياسية، كل تلك الأمور هي استمرار مباشر لسلوك نتنياهو، الذي يهدف إلى تقسيم وتحريض جميع أجزاء المجتمع الإسرائيلي ضد بعضها البعض".

ولفت باراك إلى أن "نتنياهو وأعضاء الكنيست يستغلون قوانين الدولة بطريقة ساخرة، بعد أسابيع قليلة من قيامهم بحل الكنيست وهي خطوة ضد إرادة أعضائها - من أجل منع رئيس الدولة من نقل ولاية تشكيل حكومة إلى عضو كنيست آخر"، تابع باراك: "نحن لسنا عُميان، لقد تم تقديم موعد الانتخابات الأخيرة من أجل عرقلة تقدم المحاكمات من نتنياهو فقط".

وشدد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق على أن "كل مواطن ومواطنة في إسرائيل، من المهم أن يتذكروا أيدي من كانت من الأعلى"، ثم قال: "سيتذكر مواطنو إسرائيل أنه لم يجرؤ أي من أعضاء الائتلاف أو قادة الليكود على وقف التدهور المجنون الذي يقوده بنيامين نتنياهو."

إسقاط نتنياهو

واعتبر رئيس وزراء إسرائيل الأسبق، أن هذا ليس وقت التهاون أو الخوف، ليس هذا هو الوقت المناسب للسلبية أو الخطاب الغامض - ليس هذا هو الوقت للوجود على السور. نظام نتنياهو والمتطرفين العنصريين والفاسدين، "والمسيحيين" (اليهود المسيانيون) وقيادته الفاسدة - يجب إسقاط هذا النظام".

ورأى أن "مستقبل المشروع الصهيوني بأكمله على المحك، ويجب علينا أن نتكاتف من أجل أن نقولها وبشكل لا لبس فيه ولنناضل بحزم ولنفوز. خطورة الظروف أتت بي وبأصدقائي هنا إلى لحظة لا يوجد فيها خيار سوى تحمل المسؤولية واتخاذ قرارات فورية.

وتساءل باراك قائلا: ما إذا كان جدعون ساعر، أو إسرائيل كاتس، سيحلان مكان نتنياهو؟ فالسؤال هو من لديه الخبرة والتصميم على تغيير المسار المدمر الذي يقودنا إلى الهاوية؟

وزاد: "يفهم الناس أنه في الآونة الأخيرة تم تجاوز جميع الخطوط الحمراء في إسرائيل، وأن كل من يضطهد إخوته وأخواته سيضطهد جميع أفراد الأسرة. أدعو إلى إصدار أمر لحركة واسعة من الإسرائيليين لإعادة التواصل والارتقاء فوق الاعتبارات الشخصية".

وتابع باراك: "من أجل إعادة الأمل وإسرائيل الحبيبة إلى المسار الصحيح، قررنا أن نؤسس في غضون أيام قليلة إطارا سياسيا مناسبا وسنعمل معا على إنهاء نظام نتنياهو".

وخلص في ختام حديثه إلى أن "حكومة نتنياهو مهتمة بتحطيم النظام القانوني، ومنظمات المجتمع المدني، ووسائل الإعلام الحرة وقيم جيش الدفاع الإسرائيلي، لأن هذا هو الشرط الذي يحتاج إليه المتطرفون المسيحيون  (اليهود المسيانيون) لتحقيق رؤية الفصل العنصري اليهودي في الضفة الغربية. لقد كنت على حق عندما قلت إن هناك علامات على الفاشية في سلوك الحكومة".

يائير جولان

وتطرق التقرير إلى توجّه يائير جولان القيادي في الحزب الجديد الذي أسسه إيهود باراك، إلى شخصيات سياسية بارزة في الأسبوع الماضي. وخلال كلمته في المؤتمر الصحفي، قال جولان: "كان من المفترض أن أقرأ شيئا من الصفحة ولكني أريد التحدث مباشرة من قلبي".

وأضاف: "عائلتي لا تحب ذلك، بعد 38 عاما من الخدمة، كان الأمل سنوات من الهدوء والسكينة، لكنني بدلا من ذلك أقوم برحلة صعبة، لكنني أشعر بالتزام عميق بالشروع في رحلة لإصلاح المجتمع والعمل الجماهيري الإسرائيلي واستعادة التعقل".

تابع جولان: "لقد فهمت أنني قد تسببت في غضب بعض الناس بسبب التضمين بأن هذا هو نفس ما حدث في ألمانيا قبل الحرب العالمية الثانية. أستطيع العودة إلى النص، لم أقل شيئًا من هذا القبيل، قلت إنه يذكرنا - مع كل آلاف الفروق. بدلا من القلق من الإيرانيين أو من حماس، يجب أن يكون القلق واحدا وهو بسبب فسادنا".

واستطرد قائلا: "من المعروف والمعترف به في جميع أنحاء العالم أن أسباب التدهور الداخلي أكثر خطورة من أي شيء آخر، وأنا مهتم بالعمليات الداخلية التي تحدث - وليس الخارجية".

من جهته، رد عضو الكنيست إيتسيك شمولي، مرشح حزب العمل، على بيان باراك وقال: "أنا سعيد بنية باراك لخوض الانتخابات المقبلة - التي ستجرى في سبتمبر/أيلول 2019".

وأضاف: "كنا على اتصال وثيق مؤخرا ويسرني أنه اتخذ القرار الصائب بالانضمام إلى النضال معا. مع انتخابي رئيسا لحزب العمل، ستكون أول مكالمة هاتفية هي مع باراك من أجل خلق علاقة جدية معه ومع القوى الأخرى من أجل زيادة فرص الفوز".

تجنيد أعضاء حزب العمال

جاء رد الليكود على إعلان باراك: "نحن لا نتدخل في الكيفية التي يقسم بها اليسار تفويضاته بين إيهود باراك ولبيد وبيني غانتس".

وأشار التقرير إلى أنه قبل المؤتمر الصحفي الذي عقده إيهود باراك، جنّد اللواء (احتياط) يائير جولان أعضاء سابقين من حزب العمل لحزب إيهود باراك الجديد، والذي سيتحد في نهاية المطاف مع حزب العمل من خلال التعاون مع الرئيس أو رئيس مجلس الإدارة، قال جولان في ذلك الوقت، ردا على المنشور: "لا أؤكد ولا أنكر". وفي الوقت نفسه، باراك على اتصال متقدم مع الخبير الإستراتيجي ليئور حوريف.

ونشرت منذ أسبوعين، "قناة الأخبار 13" أن إيهود باراك قرر الترشح في حزب مستقل بدلا من حزب العمل. وأنه التقى مع يائير جولان، وناقش الاثنان التعاون في إطار سياسي جديد، حيث يتمتع الأول بعلاقات جيدة مع المرشحين في الانتخابات التمهيدية لحزب العمل، ويتوقع التعاون بين الحزبين في حال تشكيل باراك لحزب جديد.

واختتمت القناة تقريرها بالقول، إن بيني غانتس رئيس قائمة "كاحول لافان"،  تطرق في مؤتمر صحفي الأربعاء الماضي، إلى حزب باراك الجديد، وقال: "لا يمكن للمركز - أي المركز السياسي - الفوز إلا عندما يكون متحدا وقويا. أي انقسام سيحصل بجانبه سيؤذي هذه الفرصة".