يهود يحيون حفلا بالمغرب بحضور رسمي ودعوات لجيش إسرائيل بالنصر.. ما القصة؟

"الصويرة أصبحت منصة لأقصى أشكال التعبير الصهيوني تطرفا"
ما يزال التغلغل الصهيوني في العمق المغربي يثير الكثير من الغضب والاستهجان، وسط تحذيرات من مآلاته الخطيرة، لا سيما أنه يأتي في سياق حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان المحتل في غزة منذ قرابة عامين.
وفي هذا الصدد، أثار احتفال "هيلولة السنوية" الذي نُظم في الأسبوع الثالث من سبتمبر/أيلول 2025 بمدينة الصويرة، موجة واسعة من الغضب في الأوساط المغربية.
ووفق ما أورده موقع "كيكار هشابات" العبري، فإن الآلاف من اليهود من جميع أنحاء العالم توافدوا إلى مدينة الصويرة للمشاركة في أكبر احتفال ديني لليهود في المغرب.
وكشف أن الصلوات التي تُليت خلال هذا الاحتفال الديني، شملت "دعوات مؤثرة من أجل سلامة جنود الجيش الإسرائيلي، وعودة جميع المختطفين المحتجزين في غزة بسرعة وأمان"، وفق تعبيره.
وعرف الاحتفال حضور رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط يوسي بن دافيد، إضافة إلى مسؤولين مغاربة كبار، مدنيين وعسكريين، فضلا عن عامل إقليم الصويرة محمد رشيد، ورئيس المجلس العلمي المحلي محمد منكيط، وممثلي السلطات المحلية، وعدد من المنتخبين.
يذكر أن المغرب كان قد وقع على اتفاق ثلاثي مع تل أبيب وواشنطن نهاية 2020، خلف رفضا شعبيا مستمرا، ومن ذلك ما يعبر عنه المواطنون خلال مسيرات مليونية بالعاصمة الرباط، ولاسيما ما بعد طوفان الأقصى.
ويحذر نشطاء وخبراء وسياسيون من مخاطر التغلغل الصهيوني في الدولة المغربية، والذي شمل مختلف القطاعات والمجالات، سياسيا واقتصاديا ومجتمعيا وثقافيا وعسكريا، منبهين إلى تهديد ما يجري على الأمن القومي المغربي.
انزلاق خطير
أبرز المتفاعلين مع الحدث كان وزير الدولة السابق المصطفى الرميد، والذي وصف تنظيم هذا الحفل الديني بأنه خطأ جسيم وتحد سافر وانزلاق خطير يتعين على السلطات الحذر من تكراره، فضلا عن الإعلان عنه.
وشدد الرميد في تدوينة عبر حسابه على فيسبوك بتاريخ 22 سبتمبر/ أيلول 2025، أنه إن صح الدعاء لجيش الإبادة الجماعية وكل ما يتصور من الجرائم اللا إنسانية، فإن في الأمر عدم احترام لمشاعر الحاضرين من ممثلي المؤسسات الوطنية، فضلا عن مشاعر عموم المغاربة.
وأضاف وزير الدولة السابق أنه "لا شيء يبرر تحويل ممارسة دينية، التي هي حق مضمون، بأي شكل من الأشكال، إلى إشادة بإرهاب دولة مارقة، مجرمة، قادتها ملاحقون في العالم بموجب مذكرات اعتقال صادرة عن القضاء الجنائي الدولي".
بدوره، رأى علي بوعبيد، رئيس "مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد"، أن "ما جرى في مدينة الصويرة لم يكن مجرد مناسبة دينية، بل كان مظاهرة سياسية مُخططا لها بعناية بحضور مسؤولين مغاربة".
وقال بوعبيد في تدوينة عبر فيسبوك، 22 سبتمبر 2025، إنه "بدلا من الاحترام والوقار، استغل المنظّمون الدين لخدمة أجندة سياسية متطرفة، معلنين بشكل صريح دعمهم لسياسة نتنياهو الإبادية ضد الشعب الفلسطيني".
وتابع "بينما نادى حاخامات دوليون موقعون على نداء "التبصر الأخلاقي" بالرحمة والعدالة للجميع، فإن نظراءهم المغاربة في الصويرة أسقطوا الأقنعة وكشفوا عن حقيقتهم".
واسترسل: "فقد فضّلوا ترديد "صلوات من أجل سلامة جنود الجيش الإسرائيلي" ممجدين جيشا متهما بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، دون التعبير عن أدنى تعاطف مع مأساة الشعب الفلسطيني، أو أدنى إدانة للتوسع الاستيطاني…".
وأضاف أن "الصويرة أصبحت منصة لأقصى أشكال التعبير الصهيوني تطرفا، متخفية وراء ستار التقاليد والسلطة، محولة الشعائر الدينية إلى فعل دعائي سياسي، غير عابئين بمشاعر غالبية الشعب المغربي".
ورأى أن "هذه اللعبة السياسية لم تعد خافية، فوراء شعارات التسامح والتعايش بين الأديان الزائفة، يوظف ممثلو الطائفة اليهودية في المغرب الدين لخدمة أجندة تهدف إلى إنكار الحقوق السياسية للفلسطينيين، بالإضافة إلى تجاوزها للمواقف الرسمية للدولة.
وخلص إلى أنه لا يمكن عد هذه الأفعال مجرد آراء، بل هي قمة التهجم المنظم على ثوابت الوطن.
قراءات دينية
كعادته في نشر السردية الصهيونية، أورد موقع "هسبريس" المحلي المدعوم إماراتيا، تصريحا لرئيس الطائفة اليهودية المغربيّة بجهة مراكش آسفي، جاكي كادوش، قال فيه: إن "الصلوات التي أقيمت في "هيلولة" هدفت إلى الدعوة لتحقيق السلام للجميع وليس استمرار الحرب".
وأضاف كادوش لهسبريس بتاريخ 22 سبتمبر 2025، أن احتفالات "هيلولة" بالمغرب لا تتدخل في الحرب بغزة إطلاقا، حيث تكون عبارة عن تجمع لليهود من مختلف بقاع العالم في أرض المغرب المسالمة، وفق قوله.
وبعدما شدد المتحدث ذاته على أن "هيلولة" بعيدة كل البعد عما يجرى في غزة، أورد أن "الصلوات المقامة ضد استمرار الحرب وليس العكس".
وقال الموقع: إن ذكرى وفاة الحاخام حاييم بينتو يُحييها اليهود في 26 من شهر "إلول" العبري، حيث يتجمع آلاف الزوار من الشتات والمغاربة المقيمين في الخارج لزيارة قبره في المقبرة اليهودية القديمة بالصويرة والصلاة هناك.
وأشار إلى أن الاحتفال تتخلله قراءات دينية، مع إشعال الشموع، وطلب البركات والشفاء عند المرقد، وأغان وصلوات جماعية، وتعبير عن الانتماء إلى الوطن المغربي والاحتفاء بالتاريخ المشترك والتعايش بين اليهود والمسلمين، وفق تعبيره.
فضيحة تاريخية
في قراءته للحفل وتفاعلاته، ذكر الكاتب العام للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع، عزيز هناوي، أنه وقع فيه العديد من الإشارات السلبية والدلالات الخطيرة.
وأضاف هناوي لـ "الاستقلال"، أولها يتمثل في تأمل مشهد منصة حفل الهيلولة، حيث صورة ملك المغرب محمد السادس صغيرة جدا أسفل الصورة العملاقة المسلط عليها ضوء الساطع للحاخام "ربي حاييم بينتو"، وهو أحد قديسي الطائفة اليهودية، وقد دفن في مدينة الصويرة.
وتساءل هناوي عن السبب الذي جعل منظمي الحفل الكبير (الذي يشهد حضورا من داخل وخارج المغرب) يصرون على هذه التراتبية في وضع وحجم الصورتين.
كما تساءل عن السبب الذي جعل كل ممثلي السلطات المحلية لمدينة الصويرة يبلعون ألسنتهم عن توجيه الملاحظة قبل الحفل، أي خلال التحضيرات (خاصة الأجهزة الترابية/الداخلية والأمنية... الخ) أو خلال الحفل ذاته من أجل "تصحيح" الوضعية الفضائحية بحق الدولة ورأسها.
ولفهم الحدث بصورة أوضح، يقول هناوي، فيجب تخيل لو أن الحفل يتعلق بنشاط حزبي أو مدني مغربي، من غير حفل الهيلولة اليهودي "الخاص"، إن كانت السلطات المحلية بكل ألوانها لتصمت أو لتغمض العين أو لتغفل حتى عن تسجيل ولو ملاحظة قبلية أو بعدية مع ترتيب جزاءات وتقريعات للمنظمين؟
واسترسل، الفضيحة التاريخية الثانية تتمثل في الدعاء للجيش الإسرائيلي من قبل الحاخام حاييم بينتو، من قلب حفل هيلولة السنوية، بحضور طيف واسع من السلطات المحلية لمدينة الصويرة.
وانتقد هناوي صمت كل أبواق "بروباغندا تجميل إسرائيل" وشيطنة فلسطين وأنصارها بالمغرب، وعدم رفع أصواتها (الغربانية) كما تفعل مع كل قول أو فعل أو صورة أو تغريدة هنا أو هناك لتدعي أن أنصار فلسطين ومن تسميهم بـ "أنصار إيران" وتجار فلسطين" و"خونة الداخل" بأنهم يهينون الملك أو يشتمونه أو يسيئون إليه...
ونبه إلى أن إهانة الدولة مستمرة وبحضور ممثليها طالما صار المغرب "أرضا يهودية" على لسان "مجلة زمان"، وصار "مملكة مقدسة لبني إسرائيل" على لسان "مجلة حقائق مغربية"، وصار مرتعا لمكتب الاتصال الإسرائيلي.
من جانب آخر، توجه هناوي بسؤال مفتوح إلى وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، داعيا إياه إلى اتخاذ موقف إزاء مشاركة رئيس المجلس العلمي المحلي للصويرة في الحفل المذكور.
وأردف، خاصة أن قرار وزير الأوقاف القاضي بعزل رئيس المجلس العلمي لمدينة فكيك قبل أسابيع، قد وقع لا لاختلال أو خطأ جسيم صدر عن المعني، بل فقط لأنه عبر عن رأي خاص بشأن حرب الإبادة في غزة.
من جانبه، قال الباحث في العلوم الشرعية والمقاصد محمد عوام، إن الحفل الديني الذي نظمه "بنو صهيون" احتفالا بالحاخام بينيتو، والذي يعد من أشد أعداء الفلسطينيين، قد ضم في مشهد بئيس بعض أعيان "هيلالة" التطبيع، بطرابيشهم الحمر وزيهم الرسمي.
وأضاف عوام لـ "الاستقلال"، والأنكى أننا رأيناهم جميعا يستمعون المنكر، حيث الدعاء للعصابة الصهيونية المجرمة بالنصر، وهم يرددون ترانيمهم وترهاتهم.
والعجيب، وفق المتحدث ذاته، أن فريق "هيلالة" لم يلتفت إلى أن فريق "هيلولة" ازدرى ملك البلاد بوضع صورته أسفل صورة الصهيوني بينيتو بشكل متعمد، وصورة كبيرة، ليرسلوا من خلالها رسالة واضحة، مفادها "إنا فوقكم قاهرون".
وأردف، "فضلا أنه لم يتحرك من أجل إنكار ذلك لا فريق "هيلالة" ولا الذباب والبعوض الإلكتروني، على غرار ما يصنعون مع بعض المعارضين، وكل ذلك يعني شيئا واحدا، وهو أن فريق هيلولة الصهيوني قد ابتلع بلاد المغرب وقهر عباده، وهذا ما جره التطبيع المشؤوم".
وذكر عوام أن المطبعين قاموا بـ "هيلالة" حينما أقدموا على إبرام اتفاقهم المشؤوم الذي نجسوا به أرض المغرب، حتى أصبح مرتعا خصبا للخنازير الصهيونية، فاقتحموا بذلك كل المؤسسات بما فيها العسكرية والأمنية، بطريقة غير معهودة في السياسة المغربية.
وخلص الباحث الأكاديمي إلى أن المغرب إذا أراد أن يسترجع أصالته ويحافظ على ثوابته، فعليه أن يضع حدا لهيلالة التطبيع، وهيلولة التضبيع الصهيوني.
استغراب شديد
تزامنا مع حفل هيلولة بمدينة الصويرة، تم تنظيم "المنتدى الدولي للنساء من أجل السلام" والذي شاركت فيه مجموعة من الصهيونيات.
وفي هذا الصدد، نظم "منتدى الزهراء للمرأة المغربية" وقفة احتجاجية يوم الجمعة 19 سبتمبر 2025، للتنديد بجميع أشكال التطبيع الثقافي والنسوي المغلف بشعارات السلام المخادعة.
كما أدان المنتدى في بيان بالمناسبة، مختلف المحاولات الرامية إلى تبييض جرائم الاحتلال الصهيوني، ومنها هذا المنتدى الدولي.
وشدد البيان أن الوقفة تأتي "من أجل نصرة القضية الفلسطينية العادلة، والتأكيد على المواقف الثابتة للشعب المغربي الرافضة للتطبيع والداعمة للحق الفلسطيني المشروع".
وعبر المصدر ذاته عن رفضه لدعاوى السلام الموهوم مع الكيان الغاصب، وإعلان التضامن مع النساء الفلسطينيات ومع صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الإبادة الجماعية والحصار في غزة، منبها الرأي العام الوطني إلى خطورة استغلال الشعارات النسائية لتمرير أجندات تخدم التطبيع وتُميع النضال النسوي الأصيل.
في السياق ذاته، أكدت الكاتبة الإقليمية لحزب العدالة والتنمية بالصويرة، أنها تلقت باستغراب شديد استقبال مدينة الصويرة لنساء من الكيان الصهيوني الغاصب تحت غطاء ملتقى نسائي من أجل السلام.
وعبر الحزب الإسلامي/المعارض في بيان بتاريخ 23 سبتمبر 2025، عن رفضه القاطع واستنكاره الشديد لاستضافة مجموعة من الصهيونيات المغتصبات والمساندات لمجازر الكيان الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني في غزة وفي عموم فلسطين، تحت غطاء عنوان مزيف يدعى "السلام".
وأردف البيان، وذلك في الوقت الذي يقتل فيه الكيان الصهيوني ويهجر الآلاف من النساء والأطفال في حرب إبادة شاملة وتطهير عرقي منهجي.
في مقابل ذلك، عبر البيان عن "تحيته العالية للموقف النبيل لعدد من الصويريين والصويريات الذين أكدوا خلال الوقفة الاحتجاجية المنظمة على هامش انعقاد هذا الملتقى، رفضهم استضافة صهاينة على أرض الصويرة، وعدوا ذلك بمثابة تبييض لجرائم الكيان الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني".
مخاطر إستراتيجية
عدد من الفاعلين المغاربة أكدوا في مناسبات متعددة المخاطر الإستراتيجية التي يشكلها التطبيع على النسيج المجتمعي والسياسي المغربي.
وفي هذا الصدد، أكد رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، أحمد ويحمان، أن مسار التطبيع مع كيان الإجرام الصهيوني الذي بدأ في نهاية 2020، كان خطوة محفوفة بالمخاطر، وضعت المغرب في قلب معادلة ملغومة.
واسترسل، ويحمان في مقال بعنوان "يسقط التطبيع حتى لا يسقط المغرب"، نشره عبر حسابه على فيسبوك بتاريخ 16 أغسطس/آب 2025، اليوم، وبعد مرور خمس سنوات، تبدو الصورة أكثر وضوحا للجميع، فنحن لسنا إزاء مجرد علاقة دبلوماسية عابرة، بل أمام تسونامي اختراق صهيوني شمل مختلف القطاعات والفضاءات، حتى بات يهدد تماسك الدولة نفسها.
ورأى الناشط الحقوقي أن الرهانات الموعودة من التطبيع لم تكن سوى أوهام، بينما النتائج الواقعية تجسّدت في اختراق عميق وخطير لمؤسساتنا، وسيادتنا ووحدتنا الوطنية، وتهديد جدي لأمننا واستقرارنا ووحدتنا الترابية والمجتمعية.
وأشار ويحمان إلى أن استطلاعات الرأي، كاستطلاعات الباحثين في الباروميتر العربي، تُظهر أن ما يقارب 78٪ من المغاربة يرفضون التطبيع رفضا مطلقا، بينما لا يؤيده سوى أقلية لا تتجاوز 7٪. ومع ذلك، نجد أن صوت هذه الأقلية القليلة هو الذي أصبح سياسة دولة تفرض على الجميع.
وأردف، هنا يُطرح السؤال الديمقراطي الجوهري: كيف يمكن لقرار أقلية هامشية أن يُعلي نفسه على الإرادة الساحقة للشعب؟ أليست هذه استبدادية مضاعفة؟ استبداد داخلي بقرار سيادي، واستبداد خارجي بفرض أجندة كيان استعماري على وطن كامل؟
وشدد رئيس المرصد أن الأخطر في التطبيع يبقى هو فتح الباب على مصراعيه أمام جهاز استخبارات الموساد، وشبكات النفوذ الصهيوني للتغلغل في قلب المغرب، إلى حد استهداف رأس الدولة نفسه، وهو ما تؤكده شواهد صادمة.
ونبه إلى أن هذه الممارسات ليست زلات فردية، بل شواهد على اختراق عميق منظم، يهدف إلى ضرب ثوابت الهوية المغربية، وتشكيك الشعب في رموزه الوطنية والتاريخية والدينية والسياسية.
وأكد أن هذا الغضب العارم من التغلغل الصهيوني، والشكل الذي تطور به، يضع الدولة أمام معادلة مستحيلة: إما العودة لإرادة شعبها وصيانة سيادتها، أو الاستمرار في مغامرة خطيرة تجعلها في مواجهة مع 93٪ من مواطنيها، ومع التاريخ نفسه.
وذكر ويحمان أن التطبيع لم يجلب سوى الأوهام والكوابيس. فهو لم ولن يحسم قضية الصحراء، ولم يجلب ازدهارا اقتصاديا، بل فتح الباب أمام اختراق استخباراتي وثقافي خطير، يهدد أسس الدولة، بعدما لطخ سمعتها وبدد مصداقيتها بين شعوب الأمة وكل أحرار العالم.
ومن هنا، يتابع ويحمان، فإن خيار إسقاط التطبيع لم يعد موقفا سياسيا أو أيديولوجيا، بل صار ضرورة وطنية ملحّة لحماية المغرب من الانهيار.
ورأى أن التطبيع اليوم يسعى إلى إسقاط المغرب، ولذلك فإن معركتنا كشعب، بكل مكوناته، هي أن نسقطه قبل أن يُتم مشروعه في إسقاطنا جميعا؛ وطنا ومجتمعا ودولة.