حميدتي والحكومة الموازية في السودان.. ما علاقة الإمارات باجتماعات كينيا؟

دافعت كينيا عن موقفها بالسماح بتنظيم هذا الاجتماع على أراضيها
في إطار الحرب الدائرة بين الجيش السوداني ومليشيات الدعم السريع، تتخذ الأخيرة خطوات لتشكيل حكومة موازية، ما ينقل الصراع إلى مستوى جديد يتداخل فيه الجانب العسكري مع السياسي.
وعقدت المليشيات التي يتزعمها محمد حمدان دقلو “حميدتي” بين 20 إلى 23 فبراير/شباط 2025 اجتماعات في العاصمة الكينية نيروبي نتج عنها توقيع ميثاق سياسي كمقدمة لتشكيل الحكومة، ما أثار غضب المجلس السيادي العسكري بقيادة عبد الفتاح البرهان.

سياق إقليمي
وفي تقرير نشرته صحيفة "جون أفريك" الفرنسية، أشارت إلى أن النزاع المستمر منذ أبريل/ نيسان 2023 يأتي في سياق إقليمي يشمل دولا مثل كينيا وتشاد والإمارات.
وشارك في التوقيع عبد الرحيم دقلو عن قوات الدعم السريع، وجوزيف توكا عن الحركة الشعبية شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو، وعن حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي الهادي إدريس.
كما وقع رئيس حزب الأمة القومي فضل الله برمه ناصر، والقيادي بالحزب الاتحادي الأصل إبراهيم الميرغني.
وفي بيان، أكد الميثاق السياسي الموقع أن دواعي تشكيل حكومة وحدة وسلام هو "إنهاء الحرب وتحقيق السلام العادل، وإيصال المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين، والحفاظ على وحدة السودان الطواعية"، وفق زعمه.
ونص الميثاق على أن يكون الحكم في السودان "ديمقراطيا تعدديا لا مركزيا يعترف بحقوق الأقاليم في إدارة شؤونها السياسية والاقتصادية والثقافية".
وأفادت الصحيفة بأن الحكومة السودانية استدعت، في 20 فبراير، سفيرها في كينيا احتجاجا على استضافتها للاجتماع.
ومن جانب آخر، لفتت إلى أن ذلك أُتبع بموجة غضب من قبل السلطات السودانية، التي رأت أن هذا الميثاق يشكل "تدخلا" و"انتهاكا لسيادتها".
ولذلك، استدعت وزارة الخارجية ممثلها في كينيا "لإجراء مشاورات احتجاجا على استضافة نيروبي لاجتماعات المليشيات المتمردة وحلفائها.

“مصالح تجارية”
ورأت أن ما تم "خطوة عدائية جديدة ضد السودان"، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الرسمية سونا.
بدورها، أدانت جامعة الدول العربية "أي إجراء من شأنه أن يمس بوحدة السودان أو يعرضه لخطر الانقسام أو التفكك".
ومن الجانب الآخر، دافعت كينيا عن موقفها بالسماح بتنظيم هذا الاجتماع على أراضيها.
إذ رأت أن ذلك "يتماشى مع دورها في مفاوضات السلام، الذي يلزمها بتوفير منصات محايدة للأطراف المتنازعة للبحث عن حلول".
وحسب تقرير الصحيفة الفرنسية، لم يكن التبرير مقنعا بالنسبة للخرطوم، التي اتهمت الرئيس الكيني، وليام روتو، بالتصرف وفقا "لمصالحه التجارية والشخصية مع الرعاة الإقليميين للمليشيات التابعة لقوات الدعم السريع".
وفي ذلك إشارة واضحة إلى دولة الإمارات ودورها في النزاع السوداني، إذ تُتهم أبوظبي بانتظام بدعم قوات الدعم السريع، لا سيما من خلال إرسال أسلحة إلى السودان، وهو ما تنفيه الدبلوماسية الإماراتية.
وأفادت الصحيفة بأن جيش البرهان استعاد، خلال الأسابيع الأخيرة، عدة مدن إستراتيجية ومعظم العاصمة "الخرطوم" تقريبا.
ولفتت إلى أنه "لا يزال يسيطر على شرق وشمال البلاد، في حين تهيمن قوات الدعم السريع على معظم دارفور وبعض المناطق في جنوب البلاد".
ووفقا للأمم المتحدة، فإن المبادرة السياسية الجديدة لقوات الدعم السريع قد تؤدي إلى "تفتيت" البلاد و"تفاقم الأزمة" المستمرة، التي تسببت بالفعل في نزوح أكثر من 10 ملايين شخص داخل السودان.