نتنياهو بمفترق طرق.. المقاومة صامدة عسكريا وحكومته بمهب الريح والعالم يترقب
"المشهد قد يقود إلى اغتيال سياسي أو أزمة سياسية طاحنة تعصف بالكيان"
على وقع المقترح الذي أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن، نهاية مايو/أيار 2024، لإنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة، برزت ردود فعل متباينة من أعضاء حكومة الاحتلال وقادة مجلس الحرب.
وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، هددا بإسقاط الحكومة إذا دخل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في اتفاق بشأن غزة يتضمن إنهاء العدوان المستمر منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 دون القضاء على حركة المقاومة الإسلامية حماس.
فيما تدعو المعارضة الإسرائيلي وأعضاء في مجلس الحرب مثل بيني غانتس وغادي آيزنكوت إلى استغلال الفرصة وتوقيع صفقة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، التي وافقت عليها أيضا حركة حماس.
واستعرض بايدن في خطابه 3 مراحل، الأولى "مدتها 6 أسابيع تتضمن وقف إطلاق النار والإفراج عن عدد محدود من الرهائن من في ذلك النساء وكبار السن والجرحى في مقابل إطلاق سراح مئات السجناء الفلسطينيين وانسحاب إسرائيلي من جميع المناطق المأهولة بالسكان" في غزة.
أما المرحلة الثانية فتشمل إطلاق سراح جميع الرهائن، والانسحاب الإسرائيلي الكامل، مع "نهاية دائمة للأعمال القتالية". وفي الثالثة "تنفذ خطة إعادة إعمار كبرى في غزة وسيتم إعادة أي رفات أخيرة للرهائن الذين قتلوا إلى عائلاتهم".
في السياق الميداني، نشرت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، مقطعين مصورين وثقت فيهما عملياتها في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، وتداولهما ناشطون على منصة إكس بقوة، محتفين بهما ومتحدثين عن دلالاتهما ووقعهما في نفوس الاحتلال.
القسام كشفت في مقطع فيديو نشرته في مطلع يونيو/حزيران 2024، تحت عنوان "ما سمح بنشره"، عن تفاصيل عملية أسر نفذتها في مخيم جباليا، بعد استدراج عدد من جنود الاحتلال في أحد الأنفاق، في 25 مايو/أيار من نفس العام.
وأوضحت أن العدو أدخل طائرة درون في عين النفق لاستكشافه، ولم ترصد المجاهدين بداخله، وبمجرد خروجها تقدم المقاومون إلى مكان الكمين حسب الخطة، وعند وصول جنود الاحتلال إلى منطقة الكمين داخل النفق، اشتبك المقاتلون معهم من مسافة صفر.
وأكدت القسام أن مقاتليها أجهزوا على اثنين من الجنود، وفجروا عين النفق، وبعد ذلك حفر جيش الاحتلال المنطقة المحيطة وصولا إلى مساره، وأدخل جنودا إليه ظنا بأن عناصر المقاومة انسحبوا من داخله، لكنهم كمنوا داخله وزرعوا عبوات مموهة.
وأضافت أن الاحتلال أدخل قوة إسناد داخل النفق، وبعد أن تجاوزت إحدى العبوات، وأصبحت في مرمى نار القسام، أطلقوا النار عليها من مسافة صفر وفجروا العبوة بها بعد الانسحاب منه وأوقعوا الجنود بين قتيل وجريح وأسير، واستولوا على عتاد عدد من الجنود.
ونشرت صورة لجثة أحد أفراد القوة المستهدفة دون أن تذكر هويته، مكتفية بالقول للاحتلال “أنتم تعرفون هويته جيدا، لماذا تكذبون على جمهوركم؟، أهو من المرتزقة الذين لا تعلنون عنهم منذ 7 أكتوبر؟ أم أن عنصريتكم حاضرة حتى في التفريق بين قتلاكم؟!”
وبثت أيضا مشاهد لمعاركها بمخيم جباليا، تضمنت أعمال قنص واستهدافا للجنود في المباني، وأظهرت استهداف قوة إسرائيلية خاصة بقذيفة "TBG" وقنص جنود في محور التقدم وسط المخيم، واحتراق أحدهم جراء إصابته بالقذيفة المضادة، وسقوط اثنين آخرين.
وفي مساء نفس اليوم، خرجت مظاهرات إسرائيلية ضخمة في تل أبيب، مطالبة بإبرام صفقة تبادل للأسرى مع الفصائل الفلسطينية في غزة، إلى جانب رحيل حكومة بنيامين نتنياهو وإجراء انتخابات مبكرة، بسبب الفشل في إعادة الأسرى الإسرائيليين.
واحتفى ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #الوقت_ينفد، #كتائب_القسام، #جباليا، وغيرها، بعمليات القسام وتوقيت إعلانها، وعدوها دليلا على أكاذيب الاحتلال والمتحدث العسكري للجيش وفضحا للعدو وداعميه.
دلالات وبراهين
وتفاعلا مع التطورات، أكد الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري، أن نشر القسام فيديو عن كمين مخيم جباليا المركب والمعقد، يثير الكثير من الأسئلة ويجيب عن الكثير من الأسئلة ويدحض العديد من ادعاءات قادة الكيان ويكشف العديد من الحقائق.
وقال إن عرض فيلم بهذا المستوى المميز من المهنية والاحترافية والإتقان بعد 239 يوما من بدء العمليات العسكرية) عرضت لقطات منه للمرة الأولى بعد 234 يوما)، وبعد ثلاثة عشر يوما من بدء الهجوم الأخير، يدل على أن المقاومة بخير وتدير معركتها بنجاح.
وأضاف الدويري، أن الفيديو يدل على أن منظومة القيادة والسيطرة مازالت فاعلة وليس كما ادعى قادة الكيان منذ أشهر أنه تم تفكيك كتائب المقاومة، ثم ما هي القدرة التخطيطية أن يتم إعداد كمين من أربع مراحل ويتم استدراج قوات جيش الاحتلال وتقع في مصيدة الكمين.
وقال الكاتب السياسي إبراهيم المدهون، إن ما نشرته كتائب القسام اليوم فيديو نوعي، وبغض النظر عن هوية الأسير الذي كشفت وجهه كتائب القسام في الفيديو الأخير سواء كان إسرائيليا أو أحد المرتزقة فهناك رسائل واضحة ومهمة.
وأكد أن كتائب القسام تقف على أرض صلبة، وثابتة جدا جدا، وتمتلك العديد من الأسرار والخفايا، بعد مجموعة من العمليات والكمائن التي أوقعت خسائر فادحة بالعدو.
وأضاف المدهون، أن خلف إصدارات كتائب القسام واقع ميداني وإعلامي راسخ ورصين وهادئ، مدعم بمنظومة متكاملة تعمل بكامل حيويتها، وادعاء الاحتلال الإسرائيلي تفكيك الكتائب في الشمال وغزة وخانيونس ادعاء كاذب، ثبت بطلانه بالنتائج الكارثية لمحاولات إعادة اقتحام مناطق كان قد ادعى نفس الشيء بأمرها.
وتابع: "بل على العكس يبدو هناك تطوير واضح بأداء المقاومة وأريحية في إدارة المعارك، وكل هذا يحصل بعد ثمانية أشهر من حرب الإبادة واستهداف قطاع غزة بقنابل فاقت بكميتها قدرة عدة قنابل نووية، وبعد مشاركة الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا بكل ثقلهم بالدعم السياسي والعسكري بعمليات التعقب ومد العدو بالذخائر والتكنولوجيا".
ورصد محمد النجار، دلالات سريعة حول فيديو القسام في كمين جباليا، منها أن القسام تحدث عن استدراج القوة إلى داخل النفق مرتين، في دلالة على التفوق الميداني لقادته الميدانيين، ومخالفة التوقع العسكري التقليدي.
وقال المُختص والباحث في الشؤون العسكرية والأمنية أسامة خالد، إن ما نشرته القسام من صور، يأخذنا إلى احتمالية عالية بأن الوحدة التي وقعت في جباليا بين قتيل وجريح وأسير، وحدة تابعة لذراع البر، ونعتقد أنها (وحدة لوتر مدرسة تدريب مكافحة الإرهاب) أو (وحدة هندسة يهالوم الخاصة)، وهي وحدات نخبوية ذات طابع سري وفني متقدم، ومع ذلك هُزمت.
حفاوة وإشادة
وحفاوة بعمليات الكتائب، وصف الناشط الإنساني أدهم أبو سلمية، المشاهد التي بثتها القسام من استهداف قوة صهيونية خاصة بقذيقة TBG، مضادة للتحصينات وقنص جنود العدو في محور التقدم وسط مخيم جباليا، بأنها ملحمية مع الجيش الغازي.
وأكد رئيس الهيئة العالمية لأنصار النبيﷺ محمد الصغير، أن الذراع الإعلامي لكتائب الشيخ عزالدين القسام يعمل باحترافية من بداية الحرب على غزة، والآن يكشف الستار عن بعض الأسرى والقتلى الجدد الذين أصبحوا في حوزته.
وعلق عضو حزب التجمع الوطني السعودي المعارض عمر عبدالعزيز، على مقطع المقاومة، قائلا: “دعك من رسائل القسام للداخل الإسرائيلي ودعك من صورة القتيل الصهيوني! هل استوعب عقلك حجم بطولة المجاهدين؟”
وتعجب من أن المقاومين يكمنون في النفق، ثم يستدرجون، ثم يقتلون، ثم يعودون لتفخيخ جزء مقابل للنفق، ثم يشتبكون بنفس الموقع بعد تفجيره، ثم يسحبون الأسرى والجثث!
أكاذيب الاحتلال
وعن تعمد الاحتلال الكذب بشأن أعداد قتلاه وأسراه، قال الإعلامي محمد المدهون، إن بعد نشر القسام صورة الجندي القتيل، وفي ظل نفي جيش الاحتلال لوقوع أي عمليات أسر في كمين جباليا فإن كل خيارات الاحتلال أمام هذه الصورة ستكون بمثابة فضيحة كبيرة!!
وأضاف: "إذا اعترفوا أنه جندي بالجيش وأقروا بوقوعه في الأسر فهذه فضيحة بعد النفي الرسمي الذي حصل على لسان المتحدث باسم الجيش!، وإذا تبين أنه جندي بالجيش من الطوائف التي تتعرض للعنصرية والازدراء الداخلي فهذه فضيحة جديدة لهم بممارسة العنصرية بينهم في ظل حرب يعدونها معركة وجود!".
وتابع المدهون: "إذا تبين أنه من المرتزقة فهذه فضيحة أكبر ستظهر عجزهم واعترافا ضمنيا بعدم كفاءة جيشهم لخوض معركة كبيرة كهذه مما دفعهم للاستعانة بالمرتزقة!!"، مؤكدا أن كل الاعترافات تقودهم إلى الفضيحة!!".
ورأى الكاتب رضوان الأخرس، أن من أهم دلالات فيديو القسام الأخير هو إشارته الواضحة وبالدليل لوجود مرتزقة في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي يقاتلون في الخطوط الأمامية وعندما يقع أحدهم قتيلا أو جريحا لا يعترف به الاحتلال ولا يعلن عنه، بالإضافة لتكتمه على أمور وتفاصيل أخرى في محاولة لإخفاء خسائره الحقيقية.
وعد الصحفي فادي نضال، نشر صورة جثة أحد عناصر الجيش الإسرائيلي الذي تم اسرها خلال كمين كتائب القسام في جباليا، فضيحة للحكومة الإسرائيلية وجيشها.
وذكر بأن إسرائيل حكومة وجيشا سارعت حينها للنفي وتكذيب ادعاءات أبو عبيدة الناطق الرسمي باسم القسام، ليتبين صدقه اليوم.
وأضاف نضال، أن نتنياهو وجيشه أمام مأزق حيث سيتأكد المجتمع الإسرائيلي من الخداع الذي يتعرض له وكمية التضليل والكذب الذي يمارسه رئيس حكومتهم.
وقال معاذ شحادة: "لطالما أغاظني كذبهم بإحصاء الخسائر.. قتلاهم بالآلاف وجرحاهم بعشرات الآلاف والمقاومة تثخن بجيشهم شر إثخان"، وعد إعلان القسام عن الأسير دليلا قاطعا إلى جانب التوثيقات المنشورة.
وأكد شكير بوشعيب، أن هناك اعدادا كبيرة من القتلى والجرحى لم تكشف عنهم إسرائيل إلى اليوم، هؤلاء تستخدمهم في المقدمة وتجازف بهم للبحث عن الأسرى وتدخلهم إلى المواقع شديدة الخطورة، لأنها لا تهتم لأمرهم.
هوية الأسير
وعن هوية الأسير المتحفظ على جثمانه لدى المقاومة، قال الصحفي أحمد فوزي: "الفضيحة مدوية في كلتا الحالتين أكان من جيش الاحتلال أو من المرتزقة".
وأضاف: "إذا كان من الجيش الصهيوني فإن الفضيحة كبيرة بعد أن نفى المتحدث العسكري لجيش الاحتلال مقتل أي من جنوده بعد كلمة الناطق العسكري لكتائب القسام أبو عبيدة في 25 مايو الماضي".
وتابع فوزي: "إذا هو من المرتزقة فالفضيحة أكبر لجيش الاحتلال الذي يدعي خوضه معارك يصفها بأنها وجودية عبر المرتزقة الذين يتم شحنهم من أصقاع العالم"، متسائلا: "ماذا لو كشف أن هذا المرتزق من دولة عربية...؟!".
وأشار عبدالناصر البصري، إلى خروج حسابات كثيرة بمجرد نشر صور جيفة الجندي الإسرائيلي الموجودة لدى القسام، تحاول نسبته لدولة أو تلك.
وأوضح أن في هذا دلالة رمزية كبيرة من حيث إن دويلة الكيان لا شرعية لها، وسكانها وجنودها لقطاء من بلدان أخرى، وإن كنت مسلما أن أهل الباطل يحاربون لأجل دين لا حدود وثنية.
ولفت عبدالله بن عبدالعزيز بن باز، إلى أن كتائب القسام نشرت صورة هذا القتيل الذي كان يقاتل في صفوف اليهود الصهاينة والتصوير ركز على ملامح الوجه التي تبدو عربية!، متسائلا: “بحسب ملامح وجه هذا السافل من أي دولة عربية تعتقدون؟”
وتساءل الأستاذ المشارك بجامعة السلطان قابوس حمود النوفلي: "يا ترى هذا المرتزق الذي تم قتله وأسر جثته من أي جنسية؟"، مؤكدا أن المقاومة نشرت صورته دون غيره لمقاصد كبيرة جدا.
وأضاف أن المقاومة نشرت صورة هذا المرتزق دون غيره إما لتبين للعالم وللداخل الصهيوني أن الجيش الذي لا يقهر يستعين بمرتزقة فقط، أو أن جنسيته تمثل صدمة، معربا عن خشيته أن يكون عربيا.
الداخل الإسرائيلي
وعن حال الحكومة الإسرائيلية ومجلس الحرب، أكد الباحث علي أبو رزق، أن المشهد السياسي في إسرائيل بالغ التعقيد والانسداد، لافتا إلى أن هناك شبه إجماع على إنهاء العدوان، وشبه إجماع على ضرورة استمرارها.
ولفت أيضا إلى أن هناك شبه إجماع على ضرورة القضاء على المقاومة، وشبه إجماع على استحالة تحقق ذلك.
وأضاف أن المشهد قد يقود إلى اغتيال سياسي أو أزمة سياسية طاحنة تعصف بالكيان إن طالت الحرب.
وأشار المعارض السعودي ناصر بن عوض القرني، إلى تهديد بن غفير ووزير مالية الاحتلال بتفكيك الحكومة إذا قبلت بالاتفاق، لافتا إلى زيادة في أعداد الأسرى، وضغط الولايات المتحدة والوسطاء على نتنياهو لقبول الاتفاق، وإعلان حماس موافقة مبدئية على الاتفاق.
وعد هذا كله بداية النهاية، مذكرا بأن رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار قالها قديما: "سنأخذ منك ما يلزم، خاوه (أي بالقوة)".
ورأى الكاتب والباحث مصطفى الزواتي، أن تهديدات بن غفير بحل الحكومة في حال الموافقة على الصفقة بالشروط المعلن عنها، ومطالبته القضاء على حماس قبل إنهاء الحرب، تعكس تبادل الأدوار بين نتنياهو وأطياف الحكومة كافة وذلك للظهور بمظهر أن إسرائيل تريد إنهاء الحرب أمام الرأي العام العالمي.
وأكد أن الحقيقة أن هناك إجماعا إسرائيليا على ضرورة استمرار الحرب حتى إشعار آخر، ومن هنا فإنه لن يكون هناك حل سياسي بين إسرائيل وحماس قبل نهاية العام وأن الحديث عن تهدئة قادمة هو ليس إلا لذرّ الرماد في العيون ولكسب الوقت من الجانب الإسرائيلي لتحقيق مكاسب وأهداف على المستوى السياسي والعسكري.
ولفتت الصحفية منى العمري، إلى أننا أمام أسبوع حافل لكنه ليس بالضرورة فارقا، مذكرة بأن نتنياهو سيخطب في الكونغرس وسيرفض الصفقة.
وقالت: "صحيح أن نتنياهو محاصر من خمس جهات، بايدن و(زعيم المعارضة يائير) لابيد غانتس وبن غفير وعائلات الأسرى، إلا أننا في هذه الحرب شهدنا كيف يمكن لهذا الرجل التملص من الضغوطات".
وأكدت العمري، أن المقترح الذي أقره مجلس الحرب وطاقم المفاوضين في إسرائيل وأعلنه بايدن، يخدم الرئيس الأميركي بشكل أساسي، صفقة باسمه تنهي الحرب في الوقت الذي يواجه منافسه (في الانتخابات القادمة دونالد ترامب) المحكمة، هذا أفضل سيناريو ممكن.
ولفتت إلى أن بايدن يحاصر نتنياهو بالفعل خاصة مع تصعيد لهجة لابيد، واقتراب الموعد الذي حدده غانتس لانسحابه من الحكومة الموسعة (8 يونيو)، وتصعيد عائلات الأسرى، قائلة: "لكن الرجل لم يبق بدون مخرج فقد أهدته الولايات المتحدة دعوة لإلقاء خطاب أمام الكونغرس.