الكشف عن خطة إسرائيلية لابتلاع الضفة.. وناشطون: فاضحة لخيانة عباس

12

طباعة

مشاركة

موجة غضب واسعة أثارها تسجيل صوتي بثته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية كشف عن خطة سرية لوزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، لتعزيز السيطرة على الضفة الغربية المحتلة وإجهاض أي محاولة لأن تكون جزءا من الدولة الفلسطينية.

الصحيفة أوضحت أن سموتريتش قال خلال لقاء مع مجموعة من المستوطنين في 9 يونيو/حزيران 2024، أن "حكومة بنيامين نتنياهو منخرطة في خطة سرية لتغيير الطريقة التي تحكم بها الضفة الغربية، لتعزيز سيطرة إسرائيل عليها بشكل لا رجعة فيه، دون اتهامها بضمها رسميا".

وقال سموتريتش إن الهدف الرئيس للخطة هو منع الضفة الغربية من أن تصبح جزءا من الدولة الفلسطينية، مضيفا: "أقول لكم إنه أمر درامي للغاية، مثل هذه التغييرات تشبه تغيير الحمض النووي للنظام".

ووصف الخطة بـأنها "حدث إستراتيجي ضخم.. ودرامي ضخم.. نحن قريبون جدا"، مؤكدا أنه في غضون بضعة أشهر سيكون هناك نموذج سيجعل من الممكن "تنظيم" الغالبية العظمى من مناطق الضفة الغربية، "ما سيفتح الباب للاستثمار وترتيب البنية التحتية".

ويأتي الكشف عن خطة سموتريتش للسيطرة على الضفة، في أعقاب تصعيد الاحتلال اغتيالاته هناك واقتحامه مدينة قلقيلية شمالي الضفة في 21 يونيو 2024، ومداهمة منازل المواطنين في إطار سياساته المتواصلة للضغط على عوائل المقاومين في الضفة.  

واغتالت وحدة إسرائيلية خاصة شابين فلسطينيين بقلقيلية، بعدما تسللت إلى وسط المدينة ولاحقتهما وهما يستقلان سيارة، وأطلقت النار عليهما، وكان أحدهما من "كتائب شهداء الأقصى" في قلقيلية، وكان الاحتلال يلاحقه ويحاول اغتياله منذ "طوفان الأقصى".

وصباح اليوم التالي وبالتزامن مع اندلاع اشتباكات مسلحة بين مقاومين وقوات الاحتلال بجنين، ومواصلة القوات الإسرائيلية اقتحاماتها مدن وبلدات الضفة، قتل مستوطن عقب استهدافه بإطلاق نار وسط قلقيلية، ما دفع الاحتلال لتكثيف تعزيزاته العسكرية.

وأعرب ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبزرها #سموتريتش، #قلقيلية، #الضفة_الغربية، وغيرها، عن غضبهم من خطة وزير المالية الإسرائيلي للسيطرة على الضفة الغربية.

وعدوا ما تحمله خطة سموتريتش ناسفة لكل مزاعم السلام مع الاحتلال وبمثابة صفعة على وجه السلطة الفلسطينية والمطبعين مع الاحتلال، مشيدين بدور المقاومة الفلسطينية التي أفشلت مخططاته بإطلاق عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وندد ناشطون، باغتيال الاحتلال الشابين الفلسطينيين في قلقيلية واحتجاز جثمانهما، وذكروا بأن المدينة خاضعة لسيادة رئيس السلطة محمود عباس، مستنكرين تجاهل السلطة لعمليات الاغتيال والاقتحامات الإسرائيلية واستمرار التنسيق الأمني مع الاحتلال.

واحتفوا بعملية اغتيال المستوطن الإسرائيلي في قلقيلية صباح اليوم التالي لعملية اغتيال الاحتلال الشابين الفلسطينيين، وعدوها بمثابة "ثأر ورد سريع"، واستنهضوا همم أهل الضفة للانتفاض في وجه السلطة والتصدي لخطة سموتريتش.

وزير متطرف

وسموتريتش هو سياسي إسرائيلي يشغل منصب وزير المالية، وهو وزير في وزارة الأمن ورئيس حزب الصهيونية الدينية، شغل منصب وزير المواصلات والأمان على الطرق، وعضو الكنيست لمدة نحو سبع سنوات، ومتزوج مستوطِنة تحمل نفس أفكاره المتطرفة ولديه 7 أبناء.

ينحدر من أصول أوكرانية، واسم عائلته (سموتريتش) هو اسم بلدته الأصلية، بلدة "سموتريتش" التي تقع على نهر يحمل الاسم نفسه غربي أوكرانيا، والده حاييم يروحام، حاخام متدين عمل في عدة كُنُس، وانتقل إلى الجولان بعد احتلاله.

ونشأ سموتريتش مستوطنا في إحدى أشد وأعتى مستوطنات الضفة الغربية (بيت إيل)، ودرس في المعاهد الدينية الأشكنازية في القدس، واكتسب طابعا متطرفا دينيا من والده المعروف باعتناقه نظرية النقاء اليهودي بين النهر والبحر، وهو ما ورثه بتسلئيل.

وصل إلى الكنيست لأول مرة في انتخابات 2015، وهو مدير "جمعية رغافيم" اليمينية المتطرفة العنصرية، التي تلاحق الفلسطينيين في مناطق 48 و67، وخاصة في مجال الأراضي والبناء، وتحث السلطات الحكومية، على استصدار أوامر هدم بيوت عربية.

وتعقيبا على كشف خطة ضم الضفة، تساءل المحامي عمر اليافي: "هل بات واضحا ما كان الهدف من تدمير غزة تدميرا ممنهجا، بحجة القضاء على حماس، بحيث تصبح بقعة جغرافية يستحيل العيش فيها مما يجبر أهلها للهجرة الطوعية بحثا عن أدنى مقومات الحياة؟".

وقال أحد المغردين، إن إعلان سموتريتش بخصوص الضفة “يضع كل مساعي السلام المزعوم والتفاهمات والتسويات في أقرب حاوية نفايات، ويجر المنطقة للهاوية بكل غباء”.

وذكر أن القيادي في حماس الشيخ صالح العاروري وصف الحكومة الإسرائيلية الحالية بأنها حكومة حسم الصراع، مضيفا: "كم كان دقيقا في هذا الوصف، وكم كان مدركا أن الصدام معها لا يمكن تجنبه بأي حال".

ودعت المغردة للتركيز على قول سموتريتش: "نعد خطة السيطرة على الضفة الغربية منذ وقت طويل، ولكن الحرب أوقفت مشروعنا"، مشيرة إلى أن مخطط الاحتلال كان "تهجير أهل غزة على سيناء، تهجير أهل الضفة الغربية إلى الأردن، تهجير الداخل المحتل والقدس إلى لبنان".

وأكدت أن عملية طوفان الأقصى أفشلت مخططهم، قائلة: "الله يعز حماس".

وقدم صبحي مزيد، تصريحات سموتريتش، "كإجابة لمن يسأل لماذا حدث السابع من أكتوبر خاصة من أتباع عباس؟".

وذكر أحمد اليهري، بأن "محمود عباس، انتقد المقاومة وقال إنها توفر ذرائع لإسرائيل للاعتداء على غزة".

وندد المغرد لؤي، بحديث سموتريتش عن خطته للسيطرة على الضفة، متسائلا: "وين العرب الي بتلوم حماس من بداية العدوان، السعودية وحل الدولتين والاعتراف بالدولة الفلسطينية مقابل التطبيع".

ونعتت الصحفية مها شوشان، سموتريتش بـ"المختل عقليا"، مستنكرة إعلانه عن خطة استيطانية تنتظر الضفة الغربية ووصفه لها بأنها "حدث إستراتيجي ضخم.. ودرامي ضخم.. نحن قريبون جدا".

ووصف سعد الدوسري، تسريبات سموتريتس بـ"الخطيرة".

خيانة عباس

وتحت عنوان "نيويورك تايمز" تكشف خطة "سموتريتش" للضفة الغربية.. أين باعة الأوهام؟!، توقع المحلل السياسي ياسر الزعاترة، أن "يحيل باعة الأوهام في رام الله وعواصم عربية كل ذلك إلى كائن متطرّف كي يتهرّبوا من الحقيقة". 

وقال: "هنا نتحدّاهم أن يأتوا بموقف صريح واحد من زعيم إسرائيلي يقول إن الضفة الغربية والقدس الشرقية هي أرض فلسطينية محتلة"، مؤكدا أن "هذا صراع بلا حل، وهو يمضي نحو نهاياته الطبيعية التي نعرفها ويعرفونها جميعا.. شاء من شاء، وأبى من أبى".

وسخر المغرد أبو عمر من قول سموتريتش: "نقوم بعمل كبير من أجل تأسيس إدارة مدنية جديدة لحكم الضفة الغربية وهذه خطوة تاريخية!"، قائلا: "طيب ومحمود عباس هاتعملوا بيه إيه؟ لا سنه ولا لياقته تسمح بشغل العتالة ولا مسح السلالم!!.. دي آخرتها؟".

وتساءل أحد المغردين: "أين هي السلطة الفلسطينية أين هو محمود عباس بعدك عم تحمي الاحتلال الإسرائيلي؟.

كما تساءل أحمد حفني: "أين المجرم الذي اسمه حسن الشيخ ولا عباس؟".

وعلق سيف يوسف عن نشر "نيويورك تايمز" تسجيل سموتريتش، قائلا: "هذا هو الفرق بين سلطة حماس التي انتزعت الاعتراف بدولة فلسطين بدم الشهداء، وسلطة فتح بقيادة أبو مازن الخاضع لدولة الاحتلال".

جريمة بشعة

واستنكارا لتنفيذ الاحتلال الإسرائيلي عملية اغتيال بحق فلسطينيين في قلقيلية، وصفها الباحث علي أبو رزقي، بأنها "جريمة بشعة وفي وضح النهار"، قائلا للمتابعين العرب، إن "من يقع دائما في خانة المقارنات، مخطئ، فشباب الضفة ليسوا أقل نخوة ولا شهامة ولا رجولة من أهلهم في غزة".

وأضاف: "إذا كانت الشعوب المقهورة تعاني من قوة قمع واحدة فنحن هنا أمام اثنتين، ومخطئ من يظن أن شعبنا سيستسلم لهذا الوضع المُخجل والمقيت، فتقارير الأكاديمية الإسرائيلية تقول إن الضفة على أبواب انفجار غير مسبوق وأن المعركة وإن انتهت في غزة فإنها ستستمر وستكبر في الضفة…!".

ونشر خالد الرويشان، صورة من عملية اغتيال الشباب في سيارتهم والتمثيل بجثثهم عيانا وبيانا، قائلا: "في الضفة يا عباس وليس في غزة! المفروض أن هؤلاء تحت حمايتك! على الأقل تكلم! أُشجب! جريمة كبرى لو كانت في غير فلسطين لأقمت الدنيا ولم تقعدها! ولكن من يقيمك أنت أوّلاً أيها القاعد الأخرس!".

وأشار المغرد تامر إلى "قتل قوة خاصة إرهابية إسرائيلية شابين اثنين داخل سيارة في مدينة قلقيلية"، موضحا أن قلقيلية جزء من الضفة الغربية وتقع تحت سلطة عباس. 

وقال: "رغم أن عباس دمية لإسرائيل وخاضع لها ومنسق معها ومستسلم لها، ولكن هذا لم يحم المناطق التي تقع تحت سيطرته من العدوان والحقارة والقذارة الإسرائيلية".

وذكرت المغردة نورسين، أن قلقيلية هي منطقة تابعة لسلطة الخائن عباس، مشيرة إلى أن الجيش سرق جثامين الشهداء.

وقدم الكاتب وائل أحمد الحوراني، المقاطع التي توثق عملية اغتيال القوة الإسرائيلية للفلسطينيين في قلقيلية، لسلطة عباس وأجهزته الأمنية "التي تعتقل الأحرار والمقاومين في ضفة العياش المستباحة من جيش الصهاينة".

وكتب أحد المغردين: "قوات خاصة إسرائيلية تدخل على نص قلقيلية تنفذ عملية اغتيال ضد المقاومين ويستشهد 3، وسلطة عباس متخبيين في مقراتهم".

وقال معاذ أبو عون: "بينما إسرائيل تدخل في عز النهار على وسط قلقيلية تقتل 3 شباب وتحتجز جثامينهم، السلطة مشغولة بتفكيك العبوات التي يزرعها المقاومين لمواجهة الاقتحامات".

استنهاض الهمم

وفي استنهاض لهمم أهل الضفة لمجابهة السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، دعاهم حسن ماركو، للاستيقاظ من غفلتهم، قبل أن يفوت الأوان.

وأشار إلى أن قيادة العدو المتطرفة بقيادة الأرعن سموتريتش ستعمل المستحيل خلال الفترة القريبة، لتطبيق مشروع الضم "الذي كان من المفترض بدء تطبيقه عام 2020" لضم باقي مدن الضفة وتغيير معالم خريطة فلسطين بشكلها الكامل.

وأكد الصحفي محمد أبو طاقية، أن قتل الاحتلال المجرم 3 من زينة شباب فلسطين وسط مدينة قلقيلية من فلسطين المحررة قريبا، ليس خبرا عابرا، وإن كانت حرب الإبادة الصهيوأميركية في غزة فاقت كل البشاعة وتجاوزت كل الحدود، لكن جراحنا، وهمومنا واحدة، وشبابنا كلهم أقمار وكلهم كرام وغوالٍ، والخطر المحدق يحلق فوق أعناقنا جميعا.

وأشار إلى أن أحد هؤلاء الشباب يبلغ من العمر 18 عام تقريبا، وقد خرج من سجون العدو مطلع طوفان الأقصى خلال عملية التبادل التي تمت مع المقاومة العظيمة، ليعود من جديد رغم كل التحديات.

ولفت أبو طاقية إلى أن الاحتلال حاول تركيع الشاب مرات ومرات، آخرها كان منذ شهر عبر اعتقال ثلة من حرائر أسرته من بينهم أمه وشقيقته، وها هو اليوم يرحل شهيدا شامخا دون تراجع أو تفريط.

وأكد أن الواجب قبل فوات الأوان أن يخرج مئات الآلاف في الضفة والقدس؛ ليسألوا تلك السلطة وتلك القيادة التي تلوح بحروب أهلية، متسائلا: "ماذا فعلتم لحماية نساء ومدن وشباب الضفة؟ أين هم أبناء الوطن الـ70 ألفا، هل منحهم الوطن لكم ليكونوا حراسا لعصابات ابن غفير وسموتريش، أين هم من قتلوا مئات واعتقولا آلافا في بضعة شهور؟!.

وقال أبو طاقية: "إن لم تفعلوا فأعيدوا للوطن أبناءه وللسلاح كرامته وهم أعلم وأعرف بحماية أنفسهم، أعيدوهم وعودوا معهم لحضن الوطن ومخيماته ومدنه؛ فعصابات الاحتلال ذاهبة لحكم قرى ومدن الضفة والقدس؛ بينما أنتم تفكروا في رسم الخطط والمسارات اللاوطنية واللاأخلاقية في الضفة وغزة والشتات..!".

وأشدد على أنه "لا خيار آخر سوى نزع أشواكنا بأيدينا، وما نزعه مؤلم اليوم؛ قد يكون في نزعه نزع للأرواح غدا".

وعرض المحلل السياسي ياسين عز الدين، صورة شهيدي قلقيلية، وهما المطارد من كتائب الأقصى إيهاب أبو حامد والمقاوم محمود منصور من حركة حماس، ويبدو أنه كان يقدم المساعدة للمطارد الشهيد.

وأشار إلى أن قلقيلية فيها مجموعة من المطاردين الذين يحاول الاحتلال الوصول إليهم منذ أشهر، وفي الفترة الأخيرة هنالك اقتحامات شبه يومية للمدينة، واعتقال لأهلهم ومعارفهم في محاولة للوصول إليهم.

وأكد عز الدين، أن وصول الاحتلال لواحد فقط بعد كل هذه الشهور من الملاحقة والطائرات المسيرة وأجهزة الرصد المختلفة، في مدينة محاصرة من كل الجهات ولا يوجد لها اتصال جغرافي مع قراها وباقي الضفة، هو فشل لأجهزة أمن الاحتلال وليس إنجازا.

وأضاف أن المقاومين يستهدفون قوات الاحتلال في المدينة بشكل مستمر، لكن لو لم يكن لهم إنجاز سوى استنزاف قدرات جيش الاحتلال ومخابراته وتبديدها ومنع الجيش من التفرغ لجبهات أخرى في غزة والشمال فهذا يكفي، موجها رسالة لمقاومي الضفة: "لا تستهينوا بدوركم ولا تلتفوا لكلام الطابور المثبطين".

ثأر فوري

وعن تأكيد الجيش الإسرائيلي مقتل مستوطن في قلقيلية، قال محمد النجار: "يأتي الرد سريعا في ذات البقعة التي اغتيل فيها الأبطال أمس".

وأشار الناشط الإنساني أدهم أبو سلمية، إلى أن "المستوطن الصهيوني المقتول غرر به مجرم الحرب سموترتش وأوهمه أن الضفة أرض مستباحة أمام تغول قطعان المستوطنين، فكان هذا ما ينتظره من رجال الضفة الشجعان".

وروى أحد المغردين: "مستوطن دخل قلقيلية بعد يوم واحد من اغتيال الشبان هناك لم يخرج المستوطن إلا جثة، كما لم تخرج السيارة إلا محروقة.. هذه هي العلاقة الطبيعية بيننا وبينهم".

وقالت المغردة لمى، إن "الدم بالدم، عارضة على اليمين عملية اغتيال الشبان في قلقيلية، وعلى اليسار قتل مستوطن بقلقيلية".

وأضافت أن "بين هذا وذاك ثأرٌا سُلب في أقل من 24 ساعة".