هجوم "بي كا كا" على عملاق صناعات الفضاء التركية.. ماذا عن الدوافع؟
"لا يستطيع حلف شمال الأطلسي ولا الموساد وقف هذا الصعود"
في 23 أكتوبر/ تشرين الثاني 2024، وقع هجوم مسلح استهدف شركة "توساش"، عملاق صناعات الطيران والفضاء التركية، بقضاء قهرمان قازان في العاصمة أنقرة.
وأعلن وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، مقتل 5 وإصابة 22 آخرين في الهجوم، مع “تحييد” المنفّذين الاثنين.
وأعلن تنظيم حزب العمال الكردستاني “بي كا كا” المحظور في تركيا مسؤوليته عن الهجوم.
فما هي شركة "توساش"؟ ولماذا وجه صحفيون ونشطاء أتراك أصابع الاتهام لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي “موساد”؟ كطرف رئيس محتمل في استهداف الشركة التركية.
توقيت الهجوم
وكان لافتا أن الهجوم وقع بالتزامن مع وصول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى مدينة قازان عاصمة جمهورية تتارستان بروسيا، للمشاركة في قمة مجموعة بريكس.
وقبل الهجوم بيوم واحد، تحديدا في 22 أكتوبر قال أردوغان، في اجتماع موسع لحزب العدالة والتنمية، إن حكومته تعمل على تعزيز الجبهة الداخلية مع اقتراب النار التي أشعلتها إسرائيل في غزة ولبنان، من تركيا".
وتحدث السياسي التركي "فاتح تزجان" عن توقيت الهجوم على منشأة "توساش"، التي تنتج طائرات "قآن" مقاتلة الجيل الخامس، لأول مرة في تاريخ تركيا.
وقال عبر منصة “إكس”: "إن الهجوم تزامن مع توقيت اليوم الأول لأكبر معرض للصناعات الدفاعية يقام في تركيا، ومن المرجح أن يتم فيه إبرام عقود كبيرة".
ويقام حاليا في مدينة إسطنبول معرض "ساها إكسبو" للدفاع والصناعات الجوية والفضائية، برعاية رئاسة الجمهورية التركية.
وتشارك في المعرض 1478 شركة من 120 دولة، كما يشارك 178 وفد مشتريات أجنبي، و312 وفدا رسميا، بينهم 25 على المستوى الوزاري.
وتوقع رئيس هيئة الصناعات الدفاعية التركية خلوق غورغون، بلوغ قيمة العقود المبرمة خلال المعرض، أكثر من 6 مليارات دولار.
كذلك ربط "تزجان" بين الهجوم ودعوة رئيس حزب الحركة القومية MHP “دولت بهتشلي، حليف أردوغان، لإخراج زعيم حزب العمال الكردستاني ”PKK" عبد الله أوغلان، من السجن.
وذلك لإعلانه حل التنظيم المصنف إرهابيا من أمام البرلمان التركي، ما تسبب في حالة جدل وغضب واسعة.
وبعد أن تأكدت السلطات من تورط حزب العمال الكردستاني، وذراعه السوري حزب الاتحاد الديمقراطي "PYD" في عملية “توساش”، قصفت مقاتلات تركية 32 هدفا كرديا في شمال العراق وسوريا.
رسالة إسرائيلية
في السياق، كانت إشارات إلى دور للموساد في تحريك أذرعه لاستهداف “توساش” حاضرة بقوة في تصريحات سياسيين أتراك بارزين.
حتى إن هاشتاغ "موساد" تصدر وسائل التواصل الاجتماعي في تركيا لساعات بالتوازي مع هاشتاغ "توساش".
وكتبت الصحفية نيسا تشايدان: "قبل 3 أسابيع بالضبط، قال الرئيس أردوغان: "لقد وضعت إسرائيل عينها على الأناضول. وأضاف: "هدف إسرائيل هو تركيا".
وأضافت في منشور عبر "إكس": “الهجوم على توساش أثناء وجود أردوغان في قمة البريكس يقف وراءه الموساد ووكالة المخابرات المركزية الأميركية. وإسرائيل مسؤولة عن هذا الهجوم”.
وفي هذا الإطار، كتب "يغيت بولوت" مستشار الرئيس التركي، أن "القوى التي ترفض بيع مقاتلات الجيل الخامس لنا، هي التي تهاجم منشآتنا التي بدأنا فيها بصناعة المقاتلات بأنفسنا".
وأضاف في منشور عبر “إكس”: "حدث ذلك أثناء وجود الرئيس أردوغان في قمة البريكس، وهنا الحديث موجها لمن يستخفون بقول إن اسرائيل ستهاجم تركيا".
ونشر الكاتب التركي “إبراهيم كاراغول” صورة للمقاتلة المسيرة “قآن” التي تنتجها “توساش” في حضور فريق من الأتراك وبعض المسؤولين العرب، وتحدث أن الموساد أراد إيصال رسالة إلى تركيا بإيقاف هذه التكنولوجيا.
ودون الكاتب التركي “أحمد آي” عبر “إكس”، بعدما نشر صورة للمقاتلة “قآن"، “لا يستطيع حلف شمال الأطلسي ولا الموساد وقف هذا الصعود.. مخاوفهم لم تذهب سدى، لكن هجماتهم ذهبت سدى”.
تركيا والموساد
وتعد تركيا هدفا قويا وواضحا للموساد منذ سنوات، وخلال عام 2024، نجح جهاز الاستخبارات التركية بالتعاون مع الشرطة في إسقاط أكثر من خلية للموساد في تركيا.
ووقعت آخر الضربات القوية التي وجهها جهاز الاستخبارات التركية للموساد، في 30 أغسطس/ 2024، عندما اعتقل مدير الشبكة المالية للموساد في تركيا "ليريدون ركسيبي".
وأثبتت التحقيقات معه أنه كان يقوم بتحويل الأموال إلى عملاء ميدانيين بناء على تعليمات من الموساد، وكان هؤلاء العملاء يقومون بعمليات تصوير جوي باستخدام طائرات من دون طيار.
فضلا عن جمع المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بشركات الدفاع التركية، والأنشطة في ساحات المعارك في سوريا تحديدا.
وفي 5 أبريل/ نيسان 2024، أعلن وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، عن توقيف 8 أشخاص على خلفية الاشتباه بعملهم لصالح جهاز الموساد.
وذكر في بيان أن الوزارة تتعقب مختلف أنشطة التجسس داخل تركيا، مشددا بالقول: "لن نسمح أبدا بأنشطة التجسس التي تستهدف وحدتنا الوطنية وتضامننا داخل حدود بلادنا".
وفي 7 مارس/ آذار 2024، تسبب إعلان السلطات التركية عن إيقاف مدير أمن سابق متهم بضلوعه على رأس خلية مرتبطة بجهاز الموساد، في مفاجأة.
واعتقلت قوات الأمن التركي معه، 7 أشخاص آخرين على خلفية ارتباطهم بـ"الموساد"، في عملية مشتركة بين جهاز الاستخبارات التركي ومديرية أمن إسطنبول.
وجاءت عملية التوقيف هذه بعد شهر على توقيف شبكة من سبعة أشخاص، عقب حملة تركية أمنية نشطت منذ بداية 2024 لمكافحة التجسس الإسرائيلي على البلاد.
وكانت محكمة تركية قد أمرت في يناير/ كانون الثاني 2024 بالقبض على 15 شخصا وترحيل ثمانية آخرين يشتبه في أن لهم صلات بالموساد.
معلومات عن “توساش”
وتحتل شركة "توساش" التي استهدفها الهجوم الإرهابي، المرتبة 69 في تصنيف مجلة "ديفينس نيوز" الأميركية لعام 2019.
وأسهمت "توساش" بشكل كبير في العديد من الأسلحة التركية المحلية، مثل طائرات مسيرة ومروحيات أتاك والعنقاء وغوك باي.
وفي عام 2017، وصلت ميزانية الشركة إلى مليار و89 مليون دولار، والإسهام الأكبر لـ "توساش" قيامها بإنتاج "قآن" مقاتلة الجيل الخامس، فخر الصناعات الدفاعية التركية
ففي 20 مارس 2024، أعلن الرئيس أردوغان، أن بلاده باتت بفضل المقاتلة الجديدة "قآن" واحدة من 4 دول قادرة على إنتاج مقاتلات الجيل الخامس.
وأضاف خلال حشد جماهيري لحزب العدالة والتنمية بولاية إسبرطة، أن أنقرة تأتي ضمن أول 3 دول في تكنولوجيا الطائرات المسيرة في العالم.
وأعلن رئيس وكالة الصناعات الدفاعية التركية خلوق جورجون أن الطائرة "قآن" ستجعل أنقرة تمتلك قدرات غير موجودة إلا في دول قليلة حول العالم.
بينما أورد موقع "آير فورس تكنولوجي" خلال تقريره في 24 فبراير 2024، عن "قآن" بأنها أول مقاتلة من الجيل الخامس، وتمتلك قدرات شبحية وهجومية فائقة.
المصادر
- أنقرة.. هجوم إرهابي يستهدف شركة صناعات الطيران والفضاء التركية
- بعد هجوم أنقرة.. تركيا تعلن قصف 32 هدفًا لحزب العمال الكردستاني
- معرض ساها الدفاعي.. مسؤول تركي يتوقع إبرام عقود بأكثر من 6 مليارات دولار
- تركيا.. حليف أردوغان يثير جدلا واسعا بدعوة مفاجئة لزعيم "الكردستاني" المسجون
- الاستخبارات التركية تعتقل مدير الشبكة المالية للموساد
- Habitual influence wielder Erdogan takes up fight against foreign interference in Turkey
- TUSAŞ Genel Müdürü Temel Kotil : KAAN dünyada bu kadar kısa sürede yapılan en başarılı proje
- İşte yakalanan MOSSAD casusları ve Türkiye'deki görevleri!