"اللهم كن مع تجار المخدرات".. ناشطون يسخرون من رواية القاهرة وتل أبيب لحادث الدهس

سيارة رباعية الدفع أطلقت النار عند الحدود مع مصر تجاه جنود الجيش الإسرائيلي
"اللهم كن مع إخواننا المُجاهدين تجار المخدرات".. عبارة ساخرة تداولها بقوة ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي تعليقا على إعلان وسائل إعلام إسرائيلية إصابة جنود إسرائيليين دهسا خلال إحباط ما وصفتها بـ"عملية تهريب على الحدود مع مصر".
هيئة البث الإسرائيلية قالت في 9 سبتمبر/أيلول 2024، إن الجيش أحبط محاولة تهريب مخدرات وحدث إطلاق نار ومحاولة دهس جنود على الحدود المصرية.
فيما أفاد جيش الاحتلال الإسرائيلي لاحقا بأنه رصد عند حدود مصر مركبة مسرعة باتجاه قوة تابعة له، وأنه تمت مطاردة المشتبه بهم وتمشيط المنطقة.
وقال موقع "حدشوت حموت" العبري إن "سيارة رباعية الدفع من طراز تويوتا أطلقت النار عند الحدود مع مصر تجاه جنود الجيش الإسرائيلي"، وأكدت وسائل إعلام عبرية انسحاب منفّذ عملية الدهس بسلام.
وقبل إعلان الاحتلال رواية السيطرة على محاولة تهريب، أكد مصدر مصري رفيع المستوى، أنه لا صحة لما تداولته وسائل إعلام إسرائيلية بشأن حادث إطلاق نار على الحدود المصرية الإسرائيلية.
وزعم أن ما حدث هو تبادل إطلاق نار بين قوة من حرس الحدود الإسرائيلي ومجموعة من المهربين في صحراء النقب.
وبدوره، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في مؤتمر صحفي بالقاهرة مع نظيره الدنماركي، إن "إسرائيل" تنشر أكاذيب تستهدف لفت الانتباه عن التوصل إلى صفقة تبادل أسرى في غزة وتنفيذ وقف إطلاق النار بالقطاع.
وأضاف: "كلما اقتربنا من اتفاق في غزة فإننا نواجه سياسات استفزازية إسرائيلية لا تستهدف سوى مزيد من التصعيد". مؤكدا أن مصر ستبذل قصارى جهدها للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة وتخفيض التصعيد في الضفة الغربية.
وتباهى عبدالعاطي، بإنفاق مصر مبالغ ضخمة لإنشاء سياج أمني وتدمير الأنفاق عند الحدود مع قطاع غزة.
وتأتي عملية الدهس بعد قرابة 10 أيام من إعلان الاحتلال إصابة 6 إسرائيليين في عملية طعن عند الحدود المصرية، نفاها النظام المصري وإعلامه وأفاد بأن 3 سياح إسرائيليين واثنين من الموظفين المصريين بأحد الفنادق أصيبوا بجروح بعد مشاجرة بينهم.
واحتفى ناشطون بعملية الدهس وتعاملوا معها على أنها حدث أمني يربك الاحتلال الإسرائيلي خاصة أنه جاء بعد يوم من عملية الكرامة التي نفذها سائق الشاحنة الأردني ماهر الجازي، وقتل خلالها 3 من أفرد أمن المعابر الإسرائيليين، ومازالت تداعيتها تتوالى.
وهاجموا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية على منصتي إكس وفيس بوك، ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #الحدود_المصرية، #دهس، وزير الخارجية المصري، مستنكرين استطراده في التعليق على الحدث الأمني بالتأكيد على تدمير أنفاق غزة وبناء سياج عازل معها.
وسخر ناشطون من تكرار الجانبين المصري والإسرائيلي لرواية ملاحقة تجار مخدرات في أي حدث على الحدود المصرية مع فلسطين المحتلة "إسرائيل" والزعم أنها في إطار ردع عمليات التهريب، مستهجنين تجنب الإفصاح عن حالة الغضب المصري تجاه العدوان الإسرائيلي.
“فيلم المخدرات”
ويذكر أن "مطاردة مهربي مخدرات" عبر الحدود هو المبرر الذي يستخدمه النظام المصري في التعامل مع أي حدث مشابه؛ حيث زعمت ذلك إبان قتل 3 جنود إسرائيليين وإصابة ضابط برصاص شرطي مصري عند معبر العوجة الحدودي في مايو/أيار 2023.
وقال المتحدث العسكري: "قام أحد عناصر الأمن المكلفة بتأمين خط الحدود الدولية بمطاردة عناصر تهريب المخدرات، وأثناء المطاردة قام فرد الأمن باختراق حاجز التأمين".
وأضاف: "وتبادل إطلاق النيران مما أدى إلى وفاة 3 أفراد من عناصر التأمين الإسرائيليين وإصابة اثنين آخرين بالإضافة إلى وفاة فرد التأمين المصري أثناء تبادل إطلاق النيران".
وفي يونيو/حزيران 2023، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين وإصابة آخرين بالرصاص على مقربة من الحدود مع مصر، فيما قالت مصر إن مجندا من قوات تأمين الحدود الدولية اخترق حاجز التأمين وتبادل إطلاق النيران خلال مطاردة عناصر تهريب المخدرات.
حفاوة وإشادة
وتعليقا على إعلان وسائل إعلام إسرائيلية عن وقوع عملية دهس وحادث إطلاق نار، قال الإعلامي أحمد عطوان: "يا مصر قومي وشدي الحيل".
وقال الناشط السياسي خير الدين الجبري، إن "أحرار مصر والأردن بتنافسوا في مين رح يفشخ نتنياهو نصين"، مشيرا إلى أن إعلام العدو أعلن عن عملية دهس لعدد من الجنود الإسرائيليين على الحدود المصرية.
وسخر من القول إن منفذي العملية "مهربون"، قائلا: "طب ياسيدي المجد للمهربين".
وعلق خالد صافي على إعلان وسائل إعلام إسرائيلية في الأنباء الأولية عن إصابة عدد من الجنود الإسرائيليين دهسا على الحدود مع مصر، قائلا: “معقول يكون اللي في بالك صار؟ معقول يكون اللي دعيت ربنا يصير بدأت بشائره؟”
وكتب صهيب القاضي: "دهس خنازير برية صهيونية على الحدود المصرية بأيدٍ مصرية.. حتى لو تجار مخدرات زي ما قالوا، أنعم و أكرم يا رجالة.. لو سمحتوا بس اسم الصنف العالي ده عشان عايز أطلع آخد لفة بعربيتكم".
ضعف مصري
وتنديدا بطريقة تعامل الجانب المصري مع الحادث، استنكر الإعلامي أسامة جاويش، نفي "مصدر رفيع" للحادث، ووصفه بالمصدر الرقيع، منددا باعتماد النظام المصري على نفي الأحداث عن طريق مصدر مجهول بينما المتحدث العسكري ملتزم الصمت ويشارك برأيه في التفاهات.
ووصف أحد المغردين، المصدر الرفيع بأنه "مصدر نحيف"، ساخر بالقول: "حتى لو تجار مخدرات، المجد لتجار المخدرات الجدعان".
واستنكر فريد سالم، نفي الحكومة والإعلام المصري وقول نفس الكذبة "دول تجار مخدرات"، داعيا المصريين للفخر بهذه العملية على خطى تباهي الأردنيين بعملية الكرامة.
تخبط إسرائيلي
واستنكارا لتخبط الإعلام الإسرائيلي أيضا في نقل الحدث، تساءل المحلل السياسي ياسين عز الدين، عن الكيفية التي علم بها أن المصريين تجار مخدرات؟، قائلا: “سمعنا سابقا بأسطوانة تجارة المخدرات في الأردن والضفة لذا فمصداقية كلامهم ضعيفة، لا نؤكد ولا ننفي وننتظر معلومات إضافية.”
وتهكم المجلس الثور المصري، قائلا: كل مرة يحاول "تجار المخدرات" اجتياز الحدود المصرية، يقتلهم جيش مصر أو جيش الاحتلال.. اليوم تمكن "تجار المخدرات" من دهس عدد من الجنود الصهاينة على الحدود المصرية بسيارة دفع رباعية وسائق السيارة تمكن من الفرار بعد إطلاق النار على سيارته.. اللهم كن مع إخواننا المُجاهدين تجار المخدرات.
واستخف منير الخطير، بزعم إعلام العدو أن منفذي عملية الدهس تجار مخدرات، قائلا: "عاش تجار المخدرات ونتمنى الإصابات تتحول إلى قتلى في صفوف الصهاينة".
فقدان للدبلوماسية
وإعرابا عن الغضب والاستياء من تصريحات وزير الخارجية المصري وتعاطيه مع الأحداث، عبر العقيد المتقاعد محمد علاء العناسوه، عن أسفه من كلام بدر عبدالعاطي، مؤكدا أنه يثبت بصريح العبارة أن الجانب المصري شريك في حصار قطاع غزة منذ عشرات السنين.
وقال: "بلا إرهاب بلا بطيخ"، مضيفا أن وزير خارجية مصر يفتقد للسياسة والدبلوماسية وما صرح به صحيح.
وكتب أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية عصام عبدالشافي: "عشر سنوات كنا نقول فيها إن سامح شكري -وزير خارجية مصر السابق- كان أسوأ وزير خارجية شهدته مصر في آخر مائة عام، يبدو أنه فقد اللقب لأن هناك من هو أسوأ منه الآن".
وقالت الإعلامية حياة اليماني: "دعك من اعتراف وزير الخارجية المصري بتدمير أنفاق غزة كرامة لعيون الاحتلال النازي قاتل الأطفال، ودعك من انتهاك الاحتلال لسيادة مصر ولاتفاقية كامب ديفيد وكل هذه الأشياء، لكن أن يأتى طارئ مؤقت لا محل له من الإعراب ويقول عن فلسطين الجانب الآخر من الحدود، هذه ليست سياسة خارجية هذا انبطاح خارجي هذا تعجز المفردات اللائقة عن وصفة".
وعد الباحث السياسي سيف الإسلام عيد، قول بدر عبد العاطي وزير خارجية مصر، إن نظامه قد صرف مبالغ طائلة لإنشاء سياج أمني وتدمير الأنفاق مع غزة بعد 2013، تصريح واضح وصريح لا لُبس فيه، مذكرا بأن "إسرائيل" أيّدت تحرّك رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي عام 2013.
وأكد أن "إسرائيل" دعمت السيسي بعد تعهده بضمان أمن حدودها مع مصر، والمحافظة على اتفاق السلام والقضاء على الحركات الإسلامية، وكانت النقاط الثلاث محددات للعلاقات المصرية الإسرائيلية ولمدة 10 سنوات.
وأضاف عيد: "بيد أن تحرّك إسرائيل باحتلال محور (صلاح الدين) فيلادلفيا ومعبر رفح، أغضب نظام السيسي ليس لمساسه بالأمن المصري فقط، ولكن للخديعة الإسرائيلية التي ظن أنه في مأمن منها! ولكنها إسرائيل لا صديق لها سوى الخانع الخاضع لا من يحاول حتى الامتعاض من المساس بأمن بلاده!".