جرائم جديدة.. مستوطنون يقتلون فلسطينيين بالضفة ومقبرة جماعية بغزة
استشهد فلسطينيان برصاص مستوطنين في خربة الطويل بالضفة الغربية
يتواصل تصعيد قوات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه ضد الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، وسط صمت دولي وخذلان عربي إسلامي غير مسبوق.
وتفاعل ناشطون على منصة “إكس” مع أحداث وتطورات عدة، منها استشهاد فلسطينيين برصاص مستوطنين في نابلس بالضفة الغربية، والكشف عن مقبرة جماعية بمحيط مجمع الشفاء الطبي بغزة.
كما صعد الاحتلال بالتوغل البري مجددا في بيت حانون وقصف جباليا في شمال قطاع غزة والقصف المستمر على خانيونس ورفح في جنوبه.
واستشهد فلسطينيان برصاص مستوطنين في خربة الطويل شرق بلدة عقربا جنوب نابلس بعد ساعات من استشهاد فتى فلسطيني برصاص قوات الاحتلال في ذات المدينة.
ووفق إعلام حكومي فلسطيني، أصيب 9 مواطنين في هجمات للمستوطنين تركزت في محافظات قلقيلية وسلفيت (شمال) والخليل وبيت لحم (جنوب).
وإثر ذلك دعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إلى "تصعيد الغضب الشعبي وتفعيل أشكال المقاومة كافة لردع المستوطنين عن جرائمهم".
وقالت إن "تمادي مليشيات المستوطنين في اعتداءاتهم على القرى والبلدات في الضفة الغربية، هو استكمال لمسلسل الإجرام الذي ترعاه حكومة الاحتلال النازية وقادتها المجرمون المحرّضون على دماء شعبنا ومقدراته"، متوعدة بأن الدماء لن تذهب هدرا.
وفي السياق، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، 15 أبريل/نيسان 2024، العثور على مقبرة جماعية لفلسطينيين دفنهم الجيش الإسرائيلي في باحة مجمع الشفاء الطبي، غربي المدينة، خلال عمليته العسكرية بالمستشفى، التي استمرت أسبوعين نهاية مارس/ آذار 2024.
وعرض مقطع فيديو للمقبرة الجماعية التي عثر بداخلها على 10 جثث لفلسطينيين أعدمهم الجيش الإسرائيلي ودفنهم في باحة مستشفى الشفاء؛ وأفاد مسؤول بوزارة الصحة الفلسطينية بغزة، بأن الجثث التي عُثر عليها جزء منها متحلل وجزء عبارة عن أشلاء وبعضها لنساء".
وارتفع عدد الشهداء في غزة منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر إلى أكثر من 33 ألف شهيد وما يزيد على 76 ألف جريحا وآلاف المفقودين.
وأعرب ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #الضفة_الغربية، #مجمع_الشفاء #غزة، وغيرها، عن غضبهم من مختلف التطورات التي تشهدها الساحة الفلسطينية، منددين بقتل مستوطنين لفلسطينيين في الضفة.
وأكدوا أن انتهاكات المستوطنين لا تنتهي بحق أهل الضفة وعدوا قتلهم للفلسطينيين في نابلس كاشفا لإجرام المستوطنين، وأرجعوا ذلك إلى تسليحهم وحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي لهم، صابين جام غضبهم على السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس.
تطور خطير
وتفاعلا مع التطورات، أشار الكاتب السياسي إبراهيم المدهون، إلى أن قطعان المستوطنين أقدمت على إطلاق النار على مجموعة من أهالي خربة الطويل في بلدة عقربا جنوب نابلس مما أدى إلى استشهاد شابين وعدد من الإصابات حتى الآن.
ورأى أن هذا يحتم خروج السكان لحماية أنفسهم وبيوتهم، وحذر من أن هذه الجريمة قد تدفع السكان لحمل السلاح بوجه المستوطنين، داعيا أهالي القرى المجاورة للحدث لمساندة أهل عقربا ومواجهة المستوطنين، فلا سبيل لمواجهة المستوطنين إلا بالمقاومة.
وعد الناشط الإنساني أدهم أبو سلمية، إقدام قطعان المستوطنين الصهاينة على إطلاق النار على مجموعة من أهالي خربة الطويل مما أدى إلى استشهاد شابين وعدد من الإصابات حتى الآن تطور بالغ الخطورة.
وقال: "أهلنا في الضفة الغربية مدعوون الآن للنزول للشارع وحماية أنفسهم وقراهم من عربدة اليمين المتطرف الصهيوني"، مناشدهم: "يا أهلنا في الضفة ما يحدث الآن هو بروفا لما يخطط له العدو بحقكم عندما ينتهي من الإبادة الجماعية في غزة".
وأضاف في مناشدتهم لأهل الضفة: "الضمان الوحيد لكم هو التحرك الآن وقبل فوات الأوان لحماية ذواتكم وبيوتكم وأعراضكم..".
وعرض سعد الدوسري، صور الشهيدين عبد الرحمن بني فضل، ومحمد أشرف بني جامع، اللذين ارتقيا برصاص مستوطنين في خربة الطويل قرب بلدة عقربا جنوب شرق نابلس.
وأوضح المغرد تامر، أن الشابين، يخرجان كل صباح لرعاية الأغنام من أجل رزقهم ورزق عائلاتهم في خربة الطويل قرب بلدة عقربا جنوب شرق نابلس.
وأشار إلى أن مجموعة من الإرهابيين الإسرائيليين برفقة جنود إرهابيين هاجموهم، وغدروا بهم وقتلهم وسرقوا أغنامهم.
وسخر قائلا: "هؤلاء من تسميهم إسرائيل مدنيين وهم في الحقيقة ذاتهم الجنود الحقراء".
غياب السلطة
وتحت عنوان "سمعان مش هون"، أشار الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، إلى عربدة المستوطنين في طول الضفة الغربية وعرضها، وكذلك جيش الاحتلال، ويفعلون ذلك على مرمى أمتار من بيت الرئيس ومراكز قيادة أجهزته الأمنية.
وأضاف أن أجهزة السلطة التي يقول بيان لـ"فتح" إنها "حامية المشروع الوطني" لا دخل لها فيما يجرى، ولو تاه مستوطن وخافت عليه من الفلسطينيين، فستُبادر إلى إعادته إلى قومه سالما!!، مؤكدا أن "هذا المستوى من السقوط يتجاوز الخيال".
ورأى الزعاترة، أن المصيبة أن "القبيلة الحزبية" مازالت تدافع عنه، وتردح لـ"حماس"!!، قائلا: "لا قاع للسقوط.. تاريخ يُكتب، وسيأخذ كل مكانه فيه".
وحذرت الكاتبة لمى خاطر، من أن مرور مجزرة قرية عقربا سيفتح الباب أمام تكرارها بوتيرة متصاعدة في كثير من البلدات في الضفة الغربية، منددة بحدوثها بينما تركز أجهزة السلطة جهودها في ملاحقة الرايات واعتقال وتعذيب المسلحين، وإرسال إنجازاتها في قمع حراك الضفة لمشغليها.
وأكد الكاتب والمحلل السياسي ياسين عز الدين، أن السلطة تخلت عن الناس بعد أن دمرت الفصائل والتنظيمات المقاومة، مشيرا إلى أن أميركا وأوروبا لا يهمهم ما يحصل، والدول العربية تسير خلف أميركا.
وقال إن المطلوب أن ينظم الشباب صفوفه لأن الارتجالية وردود الأفعال لا تصلح في هذا الوضع، مؤكدا أن تنظيم لجان شعبية للدفاع عن القرى مهم لكن لا يكفي، بل يجب استهداف المستوطنين في الطرق الالتفافية وداخل المستوطنات بالطرق كافة، حتى لو كان إغلاقها باستخدام الحجارة والصخور الضخمة فهذا يساعد.
وأضاف عز الدين أن البداية تكون دوما متواضعة لكن مع الوقت والتنظيم تتطور وتتحسن، قائلا: "ابدأوا الآن قبل أن يفوت الأوان مازال هنالك متسع من الوقت أمامكم لكنه يضيق مع تزايد هجمات المستوطنين وهنالك احتمال كبير أن يبدأوا بتجنيد المزيد من الزعران والمجرمين وتزداد هجماتهم ما لم تكن هنالك وقفة قوية من شباب الضفة".
جريمة حرب
وتعليقا على اكتشاف مقبرة جماعية جديدة في مجمع الشفاء الطبي لعدد من المرضى الذين كانوا يتلقون العلاج داخل المستشفى، قتلهم الاحتلال وقام بدفنهم وسط صمت دولي، قال الإعلامي محمد عمر حامد، إن جرائم بالجملة لا تزال تظهر تباعا تدلل على مدى بشاعة وحقارة هذا العدو.
وأكد أن قتلة الأنبياء لن يتورعوا عن قتل الأطفال والنساء والآمنين فهذا ديدنُهُم.
وقال الصحفي عبدالفتاح فايد، إن المقبرة الجماعية المكتشفة في مستشفى الشفاء الطبي بمدينة في غزة جرائم حرب مكتملة الأركان، مشيرا إلى أنه إعدام حي لمدنيين مرضى ودفنهم في مقابر جماعية.
وأعرب عن غضبه من أن "العالم المنافق الذي انتفض دفاعا عن الاحتلال في مواجهة صواريخ لم تقتل أحدا، لا يرى تلك الجرائم".
وقالت الإعلامية مايا رحال: "إعدامات ميدانية من قبل أقذر جيش عرفته البشرية لمرضى في محيط ومجمع مستشفى الشفاء ودفنهم في مقبرة جماعية".
وتساءلت: "أين العالم المزدوج المعايير الذي يتشدق بالإنسانية وحقوق الإنسان؟ لماذا حتى اليوم لا نرى محكمة لاهاي تقاضي إسرائيل على جرائمها التي لا تحصى ولا تعد في غزة".
وأكدت في تغريدة أخرى، أن إسرائيل لا حاجة لها للحجج والذرائع بمجزرتها الجديدة التي يعد جريمة حرب وإبادة جماعية للمرضى بعد دفنهم في مقبرة جماعية، لأنها تعلم جيدا أنها فوق المسائلة والمحاسبة ودوما بعد كل مجزرة تفلت من العقاب، وفوق العدالة والقانون الدولي وفوق محكمة لاهاي، لذلك تستمر بجرائمها بدون رادع.
وقالت رحال في تغريدة ثالثة، إن ما لم يفعله نظام هتلر النازي استطاع فعله وبجدارة الاحتلال الصهيوني الفاشي والنازي، مؤكدة أن العثور على مقبرة جماعية هي جريمة حرب مكتملة الأركان وتجاوز سافر وانتهاك صارخ للقانون الدولي والإنساني.
ووصف الصحفي الجزائري قادة بن عمار، المقبرة الجماعية التي تم كشفها في ساحة مستشفى الشفاء بأنها "مروّعة جدا، وجريمة منسية تحت التراب حيث لا مكان للإنسانية فيما يحدث".
ورأى المصيبة أن هذه الصور باتت عادية جدا عندما تأتي من غزة، قائلا: "مقبرة جماعية جديدة...وماذا بعد؟! ما الجديد؟ هذا الظاهر فقط، وما خفي كان أبشع!!".
تصعيد بغزة
وعن التصعيد الإسرائيلي في غزة الذي أعقب الكشف عن المقبرة الجماعية، أكد الصحفي أنس الشريف، استمرار القصف العنيف من طائرات الاحتلال الحربية والمدفعي المكثف على مختلف مناطق شمال غزة.
وأشار إلى تقدم لدبابات وآليات الاحتلال شرق شمال القطاع في منطقة بيت حانون وحصار أحد المدارس هناك وحالة كبيرة من الخوف والإرباك لدى المواطنين في ظل استهداف متواصل لأكثر من ثلاث ساعات، عارضا مقطع فيديو يوثق توغل قوات الاحتلال على أكثر من محور شمال وشرق القطاع.
وأفاد المراسل إسلام بدر، بأن قصفا مدفعيا تواصل على مناطق مختلفة طال شرق جباليا وبيت حانون، وغرب بيت لاهيا، وتقدمت عدد من آليات الاحتلال لبلدة بيت حانون وحاصرت النازحين في مدرسة مهدية الشوا القريبة من مقر البلدية.
وأوضح أن عدد من أهالي بيت حانون اضطروا للنزوح شمالا نتيجة تواصل القصف المدفعي، كما تواصلت الغارات الجوية من حين لآخر على مناطق مختلفة شمال قطاع غزة، قائلا: "ليلة صعبة جدا على شمال غزة تذكرنا بالأيام الأولى للحرب".
وقال الباحث علي أبو رزق: "واضح من الأخبار والعواجل التي تأتي من شمال قطاع غزة وخصوصا بيت حانون وجباليا أن الأمور قد تعود للمربع الأول".
وأكد أن مشهد إصرار الناس على العودة إلى منازلهم بعشرات الآلاف، رغم القصف والقتل والجوع، أربك الاحتلال وأفقده صوابه، وها قد بدأ ينتقم من الصامدين في الشمال من جديد.
وأضاف أبو رزقي: "سئم الناس من مشاهدتنا وأخبارنا ولم تسأم الطائرات من دماء أطفالنا، نسخة لحلفاء إسرائيل، القدامى والجدد…!".
وأشار في تغريدة أخرى، إلى أن الناس وقفوا بالآلاف للعودة إلى الشمال وقتل الاحتلال منهم وأصاب، قائلا إن "من يقدم روحه للعودة لبيته المدمر والمحاصر، هو ذاته الذي لم يبع أرضه قبل سبعين عاما، ولن يفرط في أرضه اليوم وغدا".
وأكد الكاتب إبراهيم حمامي، أن الإبادة في غزة متواصلة بلا توقف، واستهداف مقار ومراكز حزب الله في لبنان متواصل بلا هوادة، متوقعا أن يعاود الاحتلال بعد أيام أو ربما ساعات استهداف سوريا التي أصبحت "ملطة" وميدان رماية متقدم، وستستمر عمليات الاغتيال في الخارج.
وأضاف أن الاحتلال لن يتوقف لأنه إما لا رد، أو أنه رد من النوع "المفيد" "المنقذ"!!