الاحتلال يبدأ غزو لبنان.. وناشطون يحذرون العرب: "الطوفان سيجرف الجميع"
“الطوفان سيجرف الجميع إن لم تتحرك الشعوب وتضغط على أنظمتها العميلة”
ندد ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي ببدء جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية برية في لبنان، بعد أسبوع من شن غارات جوية دامية أدت لمقتل أمين عام حزب الله حسن نصر الله، وعدد من مساعديه، ونحو ألف شخص في مناطق عديدة من البلاد.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان فجر مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2024، إن قواته "بدأت عملية عسكرية برية مركزة في جنوب لبنان، سيرافقها إسناد جوي ومدفعي”، مبينا أنها “بدأت قبل ساعات، بتوجيه من القيادة السياسية وفي عدد من القرى القريبة من الحدود”.
وأفاد بأنه “يعمل وفقا لخطة منتظمة تشرف عليها هيئة الأركان العامة والقيادة الشمالية”.
فيما ادعى البيت الأبيض، بأن العملية البرية الإسرائيلية في جنوب لبنان "تتماشى مع حقها في الدفاع عن نفسها ضد التهديدات من الجماعات الإرهابية".
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي: "نفهم أن الإسرائيليين سيجرون عمليات محدودة لتدمير البنية التحتية لحزب الله والتي يمكن استخدامها لتهديد الإسرائيليين، وهذا يتماشى مع حق إسرائيل في الدفاع عن مواطنيها وإعادة المدنيين بأمان إلى منازلهم"، وفق زعمه.
وأضاف: "ندعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد حزب الله وجميع الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران"، لكنه حذر: "بالطبع، نعلم أن التوسع في المهمة يمكن أن يشكل خطرا وسنواصل مناقشة ذلك مع الإسرائيليين".
وبعد ساعات من بدء الاجتياح البري للبنان، أعلن "حزب الله" استهداف قوات إسرائيلية بنيران مدفعية، قائلا إنه “قصف مدفعيا قوات العدو" عبر الحدود في منطقة المطلة.
اجتياح 2006
يشار إلى أن الاجتياح الجديد أعاد للأذهان آخر اجتياح إسرائيلي بري للأراضي اللبنانية، في 12 يوليو/تموز 2006، الذي أعقب هجوم حزب الله على الحدود مع إسرائيل تمكن خلاله من قتل وأسر جنود إسرائيليين، ما دفع إلى حرب استمرت 5 أسابيع.
وشهدت الحرب تحرك القوات البرية الإسرائيلية عبر الحدود إلى جنوب لبنان، وتبعتها الدبابات والمركبات المدرعة وجنود المشاة، وخاض خلالها الاحتلال معارك لأسابيع مع حزب الله المدجج بالعتاد العسكري، والمتمركزة في القرى الحدودية.
وكانت قوات حزب الله مسلحة بقاذفات صواريخ قادرة على تدمير الدروع الإسرائيلية الثقيلة، وكانت الحرب الجوية مطولة ومدمرة للغاية، مع أسابيع من الغارات الجوية الإسرائيلية على أهداف في كافة أنحاء جنوب لبنان.
وأودت الحرب بحياة نحو 1200 لبناني، وجرح 4400 غالبتيهم مدنيين، كما شملت الوفيات نحو 270 مقاتلا من "حزب الله" و50 جنديا وشرطيا لبنانياً، كما أودت بحياة 5 من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، فيما نزح نحو 974 ألف لبناني من منازلهم.
فيما لقي 158 إسرائيليا مصرعهم، نتيجة الغارات التي نفذها "حزب الله"، وأصيب نحو 1500 آخرين، و450 جنديا، نتيجة لتلك الهجمات الصاروخية، وفر 300 ألف مستوطن تفاديا لغارات حزب الله، ولجأ 700 آخرين للملاجئ.
وأعرب ناشطون عبر تغريداتهم وتدويناتهم على منصتي "إكس" و"فيسبوك" ومشاركتهم في وسمي #لبنان، #جنوب_لبنان، عن غضبهم من التصعيد الإسرائيلي الأخير على الجنوب، مستبشرين بقدرة المقاومة على ردع الاحتلال وتكبيده هزيمة ساحقة خلال الحرب البرية.
وصبوا جام غضبهم على زعماء البلدان العربية الصامتين أمام الاجتياح البري للبنان والخاذلين للبنانيين ومن قبلهم الفلسطينيين في قطاع غزة، الذين تركوهم وحدهم يحاربون العدو الإسرائيلي منذ 7 اكتوبر/تشرين الأول 2023 حتى طال العدوان لبنان، ورأوا أنهم يعيشون الذل والهوان.
غضب واستياء
وتفاعلا مع التطورات، قال الإعلامي حفيظ دراجي: "بدأ الإجتياح البري على لبنان والجيش الإسرائيلي يقصف المناطق الحدودية بالفوسفور، دعواتكم بالنصر والثبات للمجاهدين في لبنان وغزة".
وكتب الصحفي سمير العركي: "القوات الإسرائيلية تغزو لبنان مجددا.. اللهم انصر المقاومة في لبنان، ولا تجعل لهؤلاء الصهاينة عليهم ولا على بلاد المسلمين سبيلا".
وقال أحمد حسن: "بدأ الاجتياح البري لجنوب لبنان.. يا ربّ لا تخرجهم من لبنان إلا أذلة صاغرين.. يا رب تكون مقبرتهم".
تحليلات وقراءات
وتحت عنوان "عن الغزو الإسرائيلي للبنان"، قال المحلل السياسي ياسر الزعاترة: نستخدم مصطلح "الغزو" رغم التصريحات السخيفة لوزير الدفاع الأميركي عن اتفاقه مع نظيره الإسرائيلي "على ضرورة تفكيك البنية التحتية الهجومية لحزب الله على امتداد الحدود اللبنانية"، ورغم ما نُقل عن مسؤولين إسرائيليين من أن العملية ستكون "محدودة الوقت والنطاق، ولا تهدف إلى احتلال جنوب لبنان".
وحذر من أنه حين تتقدّم قوات الاحتلال تحت وابل كثيف من قصف جوّي ومدفعي، فإن الاحتلال سيكون متوقعا، وإن بمدة زمنية وخسائر يصعب الجزم بشأنها وتعتمد على استعدادات الحزب في المناطق المُستهدفة.
وتوقع أن يتغير الأمر بعد ذلك، لأن الجغرافيا والإمكانات ستتيح للحزب إمكانية استنزاف جيش الاحتلال كما فعل من قبل لسنوات طويلة وصولا إلى فرار ذلك الجيش في أيار عام 2000.
وأكد الزعاترة، أن حكاية المحدودية في "الوقت والنطاق"، فهي بلا قيمة أيضا، لأن الحروب ليست ألعاب شطرنج، بل وقائع قد تحمل الكثير من المفاجآت وردود الأفعال، موضحا أن "ما يريده الصهاينة من الحزب يتلخّص في استسلام كامل، ويُضاف إلى ذلك تهديد مرجعيته الإيرانية بذات الروحية، ما سيجعل المعركة معركة مصيرية لا يمكن التهاون فيها".
وقال صالح محمد الملا، إن الغزو البري "الصهيوني" للبنان، يثبت بما لا يدع مجالا للشك أو التأويل، بأن الهدف المحوري للعدوان والعمليات العسكرية لم يكن الدفاع عن النفس، أو القضاء على المقاومة في فلسطين ولبنان وتصفيتها، بل توسيع رقعة الاحتلال، واستكمال مخطط اغتصاب الأراضي العربية، وصولا لحلم "إسرائيل الكبرى".
وأكد الكاتب إبراهيم المدهون، إن "الهدف بيروت وليس جنوب لبنان والضاحية مستهدفة"، مضيفا أن "سوريا ليست بعيدة عن الاجتياح البري".
وأوضح الباحث في الشأن السياسي والإستراتيجي سعيد زياد، أن "كل ما يجري حتى الآن من مهاجمة العدو لقرى الحافة الجنوبية للبنان ينتمي لعمليات الاستطلاع بالقوة لبناء موطئ قدم يتيح له زج قوات أكبر بعد الاطمئنان لمسرح العمليات، ونجاحه في تقويض بنية حزب الله التحتية وإضعاف أنساقه الدفاعية".
وأكد أن “العدو يخشى التورط في مقتلة كمجزرة الدبابات في وادي الحجير عام 2006، الأمر الذي لن يكون التعافي منه سهلا، خاصة في بداية عملية برية”.
خدمة للمقاومة
ورأى ناشطون أن الاجتياح البري الإسرائيلي للبنان "فرصة ثمينة لحزب الله عليه استغلالها وتكبيد الاحتلال خسائر فادحة وتلقينه درسا قاسيا"، مؤكدين صلابة المقاومة اللبنانية وقدرتها على ردع الاحتلال.
وقال حسام عبدالله، إن "الاجتياح البري الذي بدأ لجنوب لبنان في صالح المقاومة"، مضيفا "بدل ما بيضربوا من فوق بالطيران ويجروا هينزلوا للأرض وإن شاء الله خسائرهم ستكون كبيرة مثل ما حصل مع رجالة غزة".
ورأى الكاتب أحمد عبدالعزيز، أن "في غمرة النشوة باغتيال قيادات حزب الله وأمينه العام حسن نصرالله اختار نتنياهو التوقيت الخطأ بتطوير الهجوم على لبنان وغزوه برا"،
ولفت إلى أن "مقاتلي الحزب مشحونون معنويا إلى الدرجة القصوى؛ بسبب اغتيال قائدهم، وزعيمهم الروحي، ويتحرقون شوقا للانتقام له، ولباقي قادتهم".
وأضاف أن "مهما كان قدر الضريبة التي سيدفعها لبنان وحزب الله، نيابة عن الأمة كلها، فإن العدو الصهيوني سيخرج من هذه المواجهة بخسائر فادحة، لم يحسب لها حسابا، وهذا هو النصر بحساب موازين القوى بين حركة مقاومة وست دول كبرى! أما المتفرجون، والشامتون، فلهم الخزي والعار في الدنيا والآخرة".
ونشرت ميسون الأسدي، مقطع فيديو قالت إنه لقصف مواقع تجمع الجيش الاسرائيلي خلال الاجتياح البري بمسيرة جنوبي لبنان، مضيفة: "لن تحميكم الدبابات الإسرائيلية ولا الجيوش العربية التي طبعت معكم!".
وأشار مغرد آخر، إلى أن "قوة الرضوان مزقت مجموعة عسكرية تابعة للجيش الإسرائيلي أثناء محاولتهم تنفيذ عملية الاجتياح البري جنوب لبنان".
خذلان العرب
واستهجن ناشطون صمت الأنظمة العربية الحاكمة واتخاذها موقف المتفرج على ما تشهده لبنان من تصعيد للحرب ضدها واستهدافها بريا، مؤكدين أن الدائرة ستدور على الدول العربية إذا أصرت على خذلان لبنان وقبلها غزة.
وقالت الإعلامية خديجة بن قنة: "الغزو البرّي للبنان بدأ.. وحسبنا الله ونعم الوكيل في من خذل لبنان وغزة وتركهما وحدهما فريسةً لدراكولا مصاص دماء العرب والمسلمين".
وتساءلت سكينة حسن زيد: "ألا زال هناك كيان اسمه الجامعة العربية؟!، أين العرب مما يجري في لبنان؟"، مؤكدة أن "العدوان على لبنان والاجتياح الصهيوني له كارثة وصمتكم كارثة أكبر".
وقالت زيد: "علينا أن ندرك الواقع كما هو"، مضيفة أن "الطوفان سيجرف الجميع إن لم تتحرك الشعوب وتضغط على أنظمتها العميلة، وسيهرب الحكام ويتركون الشعوب تواجه وحشية الصهاينة!".
وعرض الناشط السياسي عبدالشافي النبهاني، مقطع فيديو يوثق نتاج الاجتياح البري، متسائلا: "وين الملايين.. الشعب العربي وين".
وكتب أحد المغردين: "سيذكر التاريخ بأنه في 1 أكتوبر اتهبلت إسرائيل وجن جنونها وفتحت جبهاتها وفقدت السيطرة على أعصابها، بينما قادة العرب في سبات عميق ولو يعلمون بأنها أعظم فرصة للتلاحم والنصرة".
واستنكر ياسر خضر، صمت العرب خاصة رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي، قائلا: "لنبقى صامتين حتى يكتب أحدنا وبدأ الاجتياح البري للقاهرة".
وانتقد علي الربيجي، الاجتياح البري للبنان "بينما العرب في سبات عميق".