صحفيان خليجيان يزوران إسرائيل.. وناشطون: وصمة عار وطعنة لفلسطين
كمال الخطيب تساءل: "ماذا يفعل هذان النذلان في تل أبيب؟"
أثار حضور صحفيين خليجيين مؤتمرا أمنيا عقد في يونيو/حزيران 2024، بجامعة رايخمان في هرتسليا بتل أبيب، موجة غضب بين الناشطين على منصة إكس، عدوه بمثابة استمرار لمسار التطبيع الخليجي مع الاحتلال الذي يشن حرب إبادة على قطاع غزة منذ أكثر من 9 أشهر.
وحضر الدورة الحادية والعشرين لمؤتمر معهد السياسات والإستراتيجية (IPS) في جامعة رايخمان، كل من الصحفي السعودي عبد العزيز الخميس والبحريني عبد الله جنيد، ما أثار تفاعلات واسعة تطرقت إلى ماضيهما التطبيعي.
وصمة عار
رئيس لجنة الحريات والدفاع عن الأسرى الشيخ كمال الخطيب، كتب سلسلة تغريدات أرفقها بصور من تقارير صحف عبرية كشفت مشاركة الصحفي السعودي عبد العزيز الخميس والبحريني عبد الله جنيد في المؤتمر الأمني السنوي الذي تقيمه "إسرائيل".
وتساءل: "ماذا يفعل هذان النذلان في تل أبيب؟"، مشيرا إلى أن جامعة رايخمان في هرتسليا يشارك فيها نخبة العقول الأمنية والإستراتيجية الإسرائيلية، وأن كلا الشخصين من السعودية والبحرين عضو في مجموعة تضع تصورًا لمستقبل المنطقة حتى عام 2050.
ولفت الخطيب إلى أن هذه المجموعة يرأسها ضابط إسرائيلي سابق يدعى “إيلي بار أون”، وقد عقدت مؤتمرين لدراسة اليوم الذي يلي الحرب الدائرة الآن في غزة.
وأشار إلى أن عبدالله الجنيد قال: "ماذا تريد أكثر للدلالة على الشراكة الإقليمية بيننا وبين إسرائيل، حيث إنه وفي أوج الحرب على غزة فأنا وعبد العزيز الخميس في إسرائيل".
وأكد الخطيب، أن عبدالعزيز الخميس يكمل ملف التواصل والتطبيع الذي بدأه الجنرال في الاستخبارات السعودية أنور عشقي، والذي كان يتردد كثيرًا على إسرائيل تحت عباءة باحث وأكاديمي.
ووصف ذلك بأنها "دلالة سلبية ووصمة العار وخنجر في الظهر بالنسبة للفلسطينيين"، قائلا: "كأن هذين النذلين ومَن أرسلهما يقولان للإسرائيليين اقتلوا وشردوا وجوعوا ودمروا من الفلسطينيين في غزة أطفالا ونساء وشيوخا فلن يؤثر فينا، ولن يحول دون استمرار مشوار التطبيع معكم".
وأعاد أبو القسام نشر سلسلة تغريدات الخطيب، قائلا: “ما يزال النظام السعودي يمارس الدعارة السياسية والخيانة لله ورسوله والمؤمنين رغم كل ما يجرى”.
وأجرى الخميس مقابلة مع صحيفة "غلوبس" الإسرائيلية التي احتفت بوجوده في "إسرائيل"، وقال لها إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يحتاج إلى "إسرائيل" في خططه في البحر الأبيض المتوسط ولن ينجح بدونها.
وأضاف أن “7 أكتوبر (الذي نفذت فيه حركة المقاومة الإسلامية حماس عملية طوفان الأقصى) نتج عن صفقة التطبيع السعودية-الإسرائيلية المترقبة”، مؤكدا أن "الاعتراف بإسرائيل أمر منطقي" بحسب تعبيره.
وطبعت البحرين علاقاتها رسميا مع الاحتلال الإسرائيلي في سبتمبر/أيلول 2020، بوساطة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الذي وصفه حينها بأنه "اختراق تاريخي آخر"، وبه أصبحت ثاني دولة خليجية بعد الإمارات تقيم علاقات "رسمية" مع تل أبيب.
قطار التطبيع
ولا تزال مساعي إلحاق السعودية بقطار التطبيع جارية على قدم وساق، ويرجح مراقبون أن الطرفين ينتظران انتهاء الحرب التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، فيما يتوقع آخرون أنه ربما يكون جزءا من الحل عبر تسوية سياسية تدمج الرياض في هذا المسار.
وأبدى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مرارا استعداده لإقامة علاقات مع الاحتلال كان أبرزها قوله قبل أسبوعين من الحرب في حوار مع قناة "فوكس نيوز" الأميركية، إن السعودية تقترب كل يوم من التطبيع، ونفيه صحة تقارير تفيد بإيقافه المحادثات المتعلقة بهذا الشأن.
وأضاف: "في حال نجحت إدارة (الرئيس الأمريكي جو) بايدن بأن تعقد اتفاقا بين السعودية وإسرائيل، فسيكون أضخم اتفاق منذ انتهاء الحرب الباردة (1947-1991)، والاتفاقيات المرتقبة مع الولايات المتحدة مفيدة للبلدين ولأمن المنطقة والعالم".
وهي الرسالة ذاتها التي أوصلها عبدالعزيز الخميس خلال مشاركته في مؤتمر جماعة رايخمان، ومن خلال التصريحات الصحفية التي أدلى بها للصحف الإسرائيلية.
ويعرف الخميس بتأييده المطلق للاحتلال ولا يجد حرجا في إعلان ذلك في تغريداته على منصة إكس.
وقال في 23 أكتوبر في تغريدة حذفها لاحقا: “بقاء إسرائيل عامل توازن في المنطقة، وليس من مصلحة الخليج أن يختل هذا التوازن فهي بشكل أو بآخر تمثل حماية للخليج من إيران”.
وتابع: "إذا كانت الإمارات تمثل الواجهة السياسية والاقتصادية للشرق الأوسط فإن إسرائيل تمثل الوجه الأوروبي والغربي في المنطقة".
وإعرابا عن الغضب من مشاركتهما في مؤتمر بتل أبيب، قال رئيس تحرير صحيفة وموقع وطن نظام المهداوي: “يجوب عبدالعزيز الخميس العالم كي يشرح له أن السعودية تنتظر بشغف التطبيع مع الصهاينة وأن محمد بن سلمان بحاجة إلى إسرائيل لإتمام مشاريعه”.
وبين أن "الخميس يصنف أعداء السعودية على أنهم المقاومة الفلسطينية وكل الجماعات الإسلامية".
وأضاف: "لا تستطيع أن تعرف صلاحية هذا المخلوق الذي يتكلم بجرأة باسم ابن سلمان، بل باسم أبناء المملكة جميعهم، وأول سؤال يخطر ببالك ما الذي يجعل ابن سلمان يستميت من أجل التطبيع والتحالف مع إسرائيل التي أصبحت شبه معزولة حول العالم وواجه جيشها المدجج بأحدث الأسلحة انكسارا من قبل مقاومة فلسطينية محدودة التسلح والعدد".
وأكد المهداوي، أن الخميس ولا أحد غيره في المملكة يقدح من رأسه، وإن وجدت أحدا يفعل ذلك ستجده مع المقاومة وضد إسرائيل وبعدها مغيب في سجون ابن سلمان.
وأشار إلى أن النص المقرر الآن في السعودية ممنوع مهاجمة إسرائيل ممنوع التعاطف مع الفلسطينيين وممنوع ذكر الأقصى".
والأكثر أهمية مساعدة إسرائيل بتجريم المقاومة عبر كل الإعلاميين وممن يسمون أنفسهم دعاة دين وصولا إلى الذباب المنتشر في المنصات كافة، وفق تقديره.
صهاينة العرب
وأكدت إسراء كامل، تطبيع ولي العهد السعودي مع إسرائيل، مستندة في ذلك إلى زيارة الصحفي المقرب من الديوان الملكي السعودي، عبدالعزيز الخميس الكيان المحتل وحديثه عن التقارب السعودي الإسرائيلي وقوله إن البلدين يواجهان عدوا مشتركا.
وأعرب عماد اليمني عن غضبه من زيارة الخميس لإسرائيل وتصريحاته لصحيفة غلويس اليهودية، واصفا من يفعلون ذلك بأنهم "صهاينة العرب".
وعلق المعارض السعودي يوسف الأوسي، قائلا: "في محاولة لدخول التاريخ عبدالعزيز الخميس يحضر أهم مؤتمر معني بحماية دولة إسرائيل مؤتمر هيرتسيليا".
واستنكر إعلان الخميس أن الحكومة السعودية وإسرائيل تواجهان نفس العدو وأن مشاكل المنطقة سببها الإسلام السياسي، وأنه بدون سلام إسرائيل فستفشل رؤية ولي العهد 2030.
وعقب محمد بن علي القاسمي، قائلا إن السعودية كحكام هي إسرائيل وإسرائيل هي السعودية وجهان لقيطان صنعتهما بريطانيا وتحميهما أميركا بكل قوتها، وفق تعبيره.
وأكد المغرد ضرغام، أن الإعلامي المقرب من الديوان الملكي السعودي عبدالعزيز الخميس يزور كيان الصهاينة بإيعاز من ابن سلمان.
وأشار إلى أن الخميس أدلى بتصريحات لصحفية غلوبس الصهيونية قال فيها إن "محمد بن سلمان يحتاج إلى إسرائيل في خططه في البحر الأبيض المتوسط ولن ينجح بدونها".
وعلق قائلا: "كيان العار والإرهاب واحد من تل أبيب إلى الرياض".
وتحت عنوان "بقايا خيبر" وصفت المغردة أريج زيارة الخميس لإسرائيل ومشاركته في مؤتمر هرتسليا وتصريحه لصحيفة غلوبس اليهودية بأن هجوم 7 أكتوبر كان بسبب قرب صفقة التطبيع بأنها "فضيحة بجلاجل".