إدلب تحترق.. غضب واسع للصمت الدولي على خرق الأسد اتفاق أستانا

12

طباعة

مشاركة

ندد ناشطون بالقصف المكثف الذي تشنه قوات النظام السوري والموالين له، على مناطق خفض التصعيد في إدلب وخاصة "جبل الزاوية" صاحب الطبيعة الجغرافية القاسية والبنية الثورية الصلبة والأهمية الإستراتيجية بإشرافه المباشر على الطرق الدولية.

وعبر وسمي "#جبل_الزاوية_تحت_القصف"، و"#جبل_الزاوية"، أدان المشاركون سلسلة المجازر الدموية اليومية التي يتعرض لها السوريون بمختلف المحافظات، وخاصة إدلب وجبل الزاوية، معتقدين أنها ضمن مخطط النظام للتهجير.

ناشطون حذروا من سيطرة النظام على جبل الزاوية، وبالتالي السيطرة على الطريق "إم-4" والتهديد المباشر بالوصول لمعبر باب الهوى (على الحدود التركية)، والسيطرة على سهل الغاب وصولا لجسر الشغور والكبينة في جبال الساحل.

وانتقدوا مشاهد قتل الأطفال وقصف القرى والمدن السورية، وصمت العرب والعالم عليها واعتبارهم لها بأنها مشاهد عادية.

وأشاروا إلى أن السوريين يدفعون ثمن صمت المجتمع الدولي على تعطيل النظام وداعميه للحل في سوريا والإخلال بالقرارات الدولية.

تركيا وروسيا وإيران الدول الراعية لمفاوضات "أستانا" كانت توصلت بصفتها ضامنة في 4 مايو/ أيار 2017، إلى اتفاق "خفض التصعيد" القاضي بإقامة 4 مناطق آمنة بسوريا في اتفاق يجري تمديد العمل به حتى الآن.

 تلك المناطق تشمل: "محافظة إدلب وأجزاء معينة من المحافظات المجاورة (اللاذقية، حماة، وحلب)، ومناطق معينة من شمال محافظة حمص، الغوطة الشرقية، ومناطق معينة من جنوب سوريا (محافظتي درعا والقنيطرة)".

وفي 5 مارس/ آذار 2020، أعلن اتفاق التهدئة في إدلب إثر قمة انعقدت بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، في روسيا.

إحداثيات القصف

ناشطون عبر تلك الوسوم نقلوا آخر مستجدات الوضع الراهن في جبل الزاوية، وحالة الأهالي مع القصف، مشيرين إلى أن قصف النظام وداعمه الروسي مستمر.

المغرد أحمد الحمود، أوضح أن شلال الدم  لا يتوقف في جبل الزاوية من قصف للقرى والبلدات والنقاط الطبية ومراكز الدفاع المدني من قبل روسيا ونظام الأسد.

ولفت إلى أنهم يستبيحون نقاط الضامن التركي المطالب هو الآخر بالخروج عن صمته وقلة حيلته في الرد والردع.

المغرد عبدالجبار الجباوي، أكد أن أهالي جبل الزاوية صامدون وثابتون في أرضهم حتى الرمق الأخير، رغم إجرام الأسد والقصف الممنهج والهمجي العنيف من قبل روسيا.

وأكد أن "الثورة في أعينهم تتجدد ولا تموت مع كل قطرة دم تسيل".

ونشر المغرد عباس صدران، صورا لضحايا قصف النظام، متسائلا: "كم علينا أن نقدم من دماء، وكم علينا أن نذرف من دموع، وكم علينا تحمل الوجع كي نفهم ونستقيم على صراط الثورة السورية العظيمة؟".

وأضاف: "ملايين الشهداء والمعتقلين والمختفين قسريا والمهجرين وما زلنا لم نجد الخطوة الأولى".

فطوم عبدالفتاح، قالت: "رغم خسارتنا الكثير من المناطق المحررة لكننا استفدنا أيضا بكشف الضفادع والعملاء والمتآمرين والمطبلين من أشباه الرجال ممن يدافعون عن موقفهم المدمر للثورة والوطن".

وأكدت أنهم "كانوا ينعقون بصفوفنا ويتسيدون الصفوف الأولى على أنهم رجال ثورة".

نقض الاتفاقات

ناشطون أعربوا أيضا عن غضبهم من نقض النظام السوري للاتفاقات الدولية المعلنة في المؤتمرات المتعاقبة، راصدين نتائج التصعيد السوري وارتفاع أعداد القتلى والجرحى على يد النظام.

الناشطة في الثورة السورية دارين العبدالله، سخرت قائلة: "سموها مناطق خفض التصعيد ولكن ما هو مستوى التصعيد الذي تم الاتفاق عليه في اتفاق أستانا.. ".

 وتساءلت: "كم من المناطق قضمت تحت اتفاق خفض التصعيد، وها هي عصابات إجرام الأسد تقصف القرى وتستهدف المدنيين تحت بند من بنود أستانا". 

وأوضحت الناشطة المستقلة في الثورة السورية رانيا سليمان، أن فريق "منسقو استجابة سوريا" وثق منذ بداية التصعيد العسكري لقوات النظام السوري وروسيا في يونيو/ حزيران، ويوليو/ تموز 2021، نزوح أكثر من 4361 سوري من إدلب.

ولفتت إلى أن أهالي جبل الزاوية بين نيران القصف ورمضاء المخيمات.

المغرد محمد اليوسف، أشار إلى أن "وسط الألم المستمر من قصف لمدن وقرى جبل الزاوية، تشهد المنطقة حركة نزوح تعيد للذاكرة ما حصل في ريف إدلب الجنوبي، بنفس آلة الإجرام الروسي والصمت الدولي.. ".

تواطؤ دولي

وصب ناشطون غضبهم على المجتمع الدولي، مستنكرين صمته على جرائم النظام السوري وداعميه، وربط ناشطون بين القصف الهمجي على جبل الزاوية وحصار درعا وجمعوهما تحت توصيف إرهاب النظام.

ورأى أحمد عبدالواحد، أن النفاق الدولي فيما يخص سوريا يمكنك رؤيته من خلال بعض الإدارات على تصعيد النظام المجرم في درعا وعدم ذكر قصف الطيران اليومي الذي يحدث في جبل الزاوية.

وتساءل المغرد عبدالوهاب عليوي: "هل يريد المجتمع الدولي أن أعرف له الإرهاب في سوريا!؟".

واستطرد: "الإرهاب أن يأتي نظام الأسد وإيران بمليشيات طائفية حاقدة من لبنان والعراق وإيران والساحل ويحشدهم في درعا ليحاصرها ويستبيح كل شيء فيها لأنهم طالبوا بالحرية ورفضوا حكم الأسد".

وألمحت المغردة دمشقية إلى التواطؤ الدولي مع الإجرام الحاصل في سوريا قائلة: "عندما تبدأ الأمم المتحدة ودول أوروبية تبدي قلقها إزاء ما يحدث في درعا فاعلم أن النظام السوري لم يستطع التقدم ويريد التهدئة".

وتابعت: "فيهرع الجميع للتهدئة وإنقاذه باسم الإنسانية التي لم نرها في إدلب وجبل الزاوية وهي التي تتعرض للقصف والمجازر منذ شهور".