فيضانات تضرب المغرب في ذكرى الزلزال المدمر.. وناشطون: التاريخ يعيد نفسه

2 months ago

12

طباعة

مشاركة

"#أنقذوا_طاطا، #أنقذو_سموكن، #زلزال_الحوز" وسوم تصدر بقوة على منصات التواصل الاجتماعي وجابت صفحات المغاربة حاملة الأسف والحصرة والحنق من تكرار الكوارث الطبيعية على البلاد دون اتخاذ السلطة أي إجراءات احترازية تحمي الشعب.

سيول جارفة وأمطار قوية يشهدها المغرب منذ 3 أيام، وقعت تزامنا مع حلول الذكرى الأولى لكارثة الزلزال الذي ضرب بقوة 7 درجات مدنا بينها مراكش والحوز وشيشاوة وورزازات (شمال)، وتارودانت (وسط)، مخلفا 2960 قتيلا و6125 مصابا، إضافة إلى دمار مادي كبير.

وحلت كارثة السيول بينما لا يزال المغاربة يعانون من تداعيات الزلزال ويوجهون أصابع الاتهام للمسؤولين بالتقصير وإهمال معاناة المتضررين وعدم تأهيل وإعمار المناطق المتضررة التي ضربها الزلزال، فيما لا تزال أسر عدة تعيش حياة بدائية في الخيام.

وتسببت السيول الجارفة التي شهدتها منطقة الجنوب الشرقي بالمملكة المغربية في انهيار عدد من المنازل الطينية في مدينة ورزازات، وغمرت منازل أخرى بعد ارتفاع مستوى المياه، وأعاقت حركة السير في عدد من شوارع المدينة.

كما تعرضت مدينة طاطا لفيضانات عنيفة، مما أسفر عن خسائر مادية وبشرية كبيرة وتشريد العديد من العائلات، وقد تركزت الأضرار بشكل خاص في دوار "سموكن أوكرضا" الجبلي، حيث جرفت السيول منازل عدة وهددت حياة السكان. 

وكانت المديرية العامة للأرصاد الجوية (حكومية)، قد حذرت في 6 سبتمبر من تساقط أمطار رعدية "قوية جدا" تصل إلى 150 ملم، مرتقب أن تستمر حتى 8 سبتمبر، في عدد من مناطق المملكة المغربية، وهي أقاليم زاكورة وتنغير والرشيدية وورزازات وطاطا (جنوب شرق).

وأعرب ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية على منصتي إكس وفيس بوك، عن غضبهم من إهمال المسؤولين لتحذيرات الأرصاد وعدم اتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة، متهمين الحكومة بالفشل في إدارة الأزمات والكوارث والعجز عن التعامل معها.

واستحضروا كارثة الزلزال وما حل بمدن شمال ووسط المغرب متداولين صورا ومقاطع فيديو توثق الكارثة، واستنكروا تجاهل معاناة المتضررين من الزلزال حتى اليوم وتركهم يقطنون الخيام في قلب المناطق المنكوبة ويعايشون كارثتين، الزلزال ونكبات الأمطار وغرق خيامهم.

كوارث المغرب

وتباكى ناشطون على ما يشهده المغرب من فواجع ونكبات مدمرة وزلازل وفيضانات، مذكرين بأن البلاد تعرضت في ذات اليوم الذي يشهد فيضانات وسيولا، من العام الماضي إلى زلزال مدمر أودى بحياة المئات وشرد الآلاف. 

وذكر أحمد ياسين، بأن زلزال الحوز وقع في 8 سبتمبر 2023، معربا عن أسفه من تكرار الفاجعة في ذات اليوم من العام الجاري بفيضانات إقليم طاطا.

وقالت منى الشريف الكتاني: "في مثل هذه الليلة كان زلزال الحوز الذي راح ضحيته آلاف الأشخاص، والآن في هذه اللحظة، المنازل تهدم فوق رؤوس ساكنها بسبب السيول القوية في دواوير محادية لإقليم طاطا وأنباء عن اختفاء الكثير من السكان".

ورأت آية راهولي، أن التاريخ يعيد نفسه، مشيرة إلى أن المغرب شهد في 8 سبتمبر من العام الماضي زلزال الحوز، واليوم فيضان طاطا.

وأكد أحد المغردين، أن ليلة 9 سبتمبر تخلق الرعب للمرة الثانية بالمغرب، لافتا إلى حدوث فيضانات الجنوب الشرقي في ذكرى زلزال الحوز.

مناشدات واستغاثات

وأعربت إحدى المغردات عن أسفها على انهيار 7 منازل وفقدان 12 شخصا بإقليم طاطا بسبب الفيضانات التي تجتاح المنطقة، داعيا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه حتى لا يتكرر سيناريو زلزال الحوز.

وتمنى أحد المغردين أن تولي الحكومة مزيدا من الاهتمام بالمناطق التي شهدت فيضانات وتسهم في التخفيف عنهم بمدهم بالمساعدات اللازمة في أقرب وقت، عارضا أنباء عن فقدان 12 شخصا في جماعة تمنارت بإقليم طاطا.

وأشار مغرد آخر، إلى أن مناطق زلزال الحوز يعانون بمدينة وارزازات في الخيم البلاستيكية، متمنيا تحرك المسؤولين لرفع الضرر.

فشل حكومي

وصب ناشطون جام غضبهم على الحكومة المغربية؛ إذ اتهم المغرد عبدالمجيد، الحكومة بالعجز عن إعادة بناء المناطق المتضررة، وترك إصلاح الطرق والانهيارات المتتالية، وتركز على كيف يخدمون الكيان العبري ويتآمرون على فلسطين.

واستنكر أحد المغردين، مرور عام على زلزال الحوز والناس مازالت ملقاة في الجبال، ووقوع سيول وفيضانات زادت الطين بلة، بينما الملك ورئيس الحكومة مازالوا نائمين من العام الماضي.

وأعرب المغرد بشير عن غضبه من تخلي الدولة عن أهالي الحوز المتضررين من الزلزال، واتهمها بنهب المساعدات المالية والمادية، مشيرا إلى أن الجالية الريفية هي من أحيت المنطقة. 

وتساءل: "ماذا عن سكان جبال الأطلس الأمازيغ؟"، مؤكدا أن الناس مازالوا في الخيام تأكيدا للعنصرية والفساد المستشري وسرقة أموال اليتامى والأرامل.

وندد أحد المغردين بتراكم الأزمات بينما يبقى المتضرر الوحيد في المغرب هو المواطن البسيط، لافتا إلى أن أزمة الفيضانات تحل بعد أزمة زلزال الحوز التي لم تحل بعد.