"عام على الطوفان".. هجوم فلسطيني أطاح بأوهام إسرائيل وقسم العالم إلى عالمين
"بعد فشل النظام الدولي في إنصاف شعب فلسطين وإنهاء الاحتلال، جاء 7 أكتوبر كثورة عادلة"
أحيا ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي الذكرى الأولى لانطلاق عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، التي باغتت بها المقاومة الفلسطينية الاحتلال الإسرائيلي، وكبدته هزيمة نكراء ستدرس في كتب التاريخ.
فجر 7 أكتوبر أطلقت حركة المقاومة الإسلامية حماس في قطاع غزة عملية "طوفان الأقصى"، ردا على اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، لا سيما المسجد الأقصى.
وخلال العملية، تمكنت المقاومة من التوغل برا وبحرا وجوا في المستوطنات المتاخمة لغزة، وقتلت وجرحت مئات الجنود الإسرائيليين، وأسرت عشرات الضباط والجنود، ولا يزال الكيان يعاني تحت وقع العملية حتى اليوم.
وقابل جيش الاحتلال عملية طوفان الأقصى، بشن إبادة جماعية على القطاع وأجبر الفلسطينيين على النزوح بقتلهم وحصارهم وتجويعهم، وركز استهدافاته على المدنيين والمساجد ومقار النزوح والمدارس التابعة للأمم المتحدة.
وفي عام واحد، أسفرت الإبادة الجماعية المتواصلة بغزة بدعم أميركي وغربي مطلق، عن مقتل 41 ألفا و870 شخصا، وإصابة 97 ألفا و166.
بالإضافة إلى نحو 10 آلاف مفقودين، ودمار هائل في الأبنية السكنية والبنى التحتية، ومجاعة قاتلة في الشمال أودت بحياة مئات الأطفال والمسنين.
وأكد ناشطون عبر تغريداتهم وتدويناتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #طوفان_الأقصى، #ليلة_الطوفان، #القسام، وغيرها، أن الاحتلال الإسرائيلي بلغ من الطغيان حده، مسلطين الضوء على جرائمه التي ارتكبها خلال عام.
وأحصوا إيجابيات طوفان الأقصى والمكاسب التي حققها، وأبرزها أنه أعاد تصحيح البوصلة وبات العالم يعرف ما يحدث في فلسطين وما يرتكبه الاحتلال من جرائم بحق الفلسطينيين، كما عطل مشاريع التطبيع كافة مع الاحتلال وفضح الأنظمة العربية الحاكمة حلفاء الكيان.
يوم الطوفان
واستحضارا لتفاصيل يوم الطوفان، قال القيادي في حماس محمد مرداوي، إن في هذا الوقت قبل عام ترجل مجاهدو القسام من بيوتهم وسط ظلام الليل، سرا بخطى واثقة وقناعة راسخة بأن الله لن يتركهم.
وأضاف أن مجاهدي القسام تركوا هواتفهم وذكرياتهم من الماضي والحاضر وأسرعوا نحو أحلامهم بحثا عن مستقبلهم الموعود وسلموا أقدارهم وأعمارهم وأجسادهم وقلوبهم وكل ما يملكون لله.
وتابع مردواي، أن فور وصول كل مجاهد لمكانه المخصص له، بدأ قائد يتلو عليهم الخطة ويعطي التوجيهات ويبين الطريقة في التنفيذ ويحدد الطريق ومسارات العبور، وقبل الانطلاق سأل منادٍ من بينهم بصوت عال: “من يريد الانسحاب ويعود فليرفع يده؟”
وأكد أن الأيادي لم تُرفع هذه المرة مثل كل المرات لأن المنتظر كبير فسلّمت القلوب نفسها لقائدها الضيف، وبدأت المهمة وشرعوا بالتقدم باتجاه السلك الزائل فجرا في مثل هذا التوقيت لتدشين مسار التحرير.
من جانبه، كتب الباحث سعيد زياد، إن في هذه الساعات، بينما كانت إسرائيل منتشية بحلم الشرق الأوسط الجديد، كان يجرى استدعاء لواء نخبة بعدد 3000 مقاتل كقوة مناورة، و1500 مقاتل كقوة إسناد، وتوجيه 4000 صاروخ نحو مدن الكيان.
وأضاف أنه جرى في هذه الليلة عقد مئات الاجتماعات لتتميم أوامر العمليات وخطط المناورة واستدعاء القوات وفحص الجهوزية النهائية وضبط حركة القوات وفتح الثغرات وتوقيتات الهجوم المتزامن.
وأكد زياد، أن هؤلاء المقاتلين لم يكونوا يعلمون أن بهدمهم جدار إسرائيل يهدمون معه جدرانا كثيرة عاتية من وهم وردع وخوف وذل، ولم يكن يعلم هؤلاء الأبطال أنهم خلقوا نقطة تحول انقسم بها العالم، إلى عالم جديد اسمه (عالم ما بعد الطوفان) وعالم قديم اسمه (عالم ما قبل الطوفان).
بدورها روت المغردة إسراء، أن 7 أكتوبر تاريخ محفور بقلوبنا يوم العبور المُقدس.. شباب تربوا برعاية الله من خيرة أبناء هذا الأُمة ودعوا أحبابهم وقضوا آخر نسمات هواء بهذه الدنيا الفانية وقابلوا ربنا مقبلين غير مدبرين.
من جهته، أشار حسن الشهيد، إلى أن في مثل هذه اللحظات وقبل عام بالضبط، مر أبو خالد الضيف على كل مواقع كتائب القسام في القطاع، بعدما جرى استدعاء قادة الكتائب والألوية كافة، ليطلعهم على ما سيحصل في صباح الغد في واحدة من أعظم ملاحم التاريخ.
وقال إن مجاهدي الكتائب والذين سيجرى استدعاؤهم بعد ساعات، لم يكن يعلمون أنه اليوم الأخير الفاصل بين مرحلتين، وعالمين، وواقعين، إذ إن خريطة المنطقة ومستقبلها، كتب في تلك الساعات، وليقضي الله أمرا كان مفعولا.
فيما وصف الصحفي فايد أبو شمالة، يوم 7 اكتوبر بأنه " فجر الانتصار العظيم "، قائلا إنه عندما كانت شمس السابع من أكتوبر المجيد على وشك أن تطل برأسها على قطاع غزة المحاصر لم تكن تعلم أنها سترى العجب العجاب وستكشف الستار عن مشاهد لبطولة استثنائية لنخبة كتائب القسام.
وأكد أن المشاهد لا يمكن أن يمسحها التاريخ ولن تنساها الأجيال وستكتب بمداد من الفخر والعزة لأنها توثق ساعات انتصار الحق على الباطل وانتصار شعب فلسطين البطل الثائر على المشروع الصهيوني الاحتلال التهويدي الاستيطاني.
وأضاف أبو شمالة، أن المشاهد توثق ساعات انكسار أعتى جيوش الأرض وأكثر تحصينا وتسليحا وتطورا تحت أقدام ثلة مؤمنة مجاهدة واثقة يربها ومتمسكة بحقها وعازمة على تحرير أرضها وقدسها ومقدساتها.
مكاسب الطوفان
وتفاعلا مع الذكرى، رصد ناشطون المكاسب التي حققها طوفان الأقصى، ومنها إعادة القضية الفلسطينية للواجهة، وزيادة كراهية العالم للاحتلال، وإسقاط الأقنعة عن الأنظمة العربية، وفضح ضعف الكيان ونفاق القانون الدولي.
فكتب الصحفي أحمد منصور، أن الفلسطينيين نجحوا في كسر شوكة إسرائيل وجيشها رغم الدمار الهائل وضخامة أعداد الشهداء والجرحى في غزة، كما نجحوا في ربح التعاطف الشعبي الدولي من خلال المحتوى الرقمي.
وأشار إلى أن سكان العالم عاشوا ربما لأول مرة مع الفلسطينيين في غزة الذين نجحوا في إيصال قضيتهم لكل عاصمة ومدينة وقرية في أنحاء الدنيا، وهذه هي بداية الحصول على الاستقلال الحقيقي وإنهاء الاحتلال.
وعدد أحد المغردين أهم النقاط التي تحققت بعد مرور عام على ذكرى طوفان الأقصى، ومنها كشف صهاينة العرب، وكذب القبة الحديدية، ودفع الاقتصاد الإسرائيلي إلى الهاوية، وهروب أكثر من 600 ألف محتل إلى وطنهم الأصلي، وتحول أغلبية شعوب العالم ضد الكيان.
وقال محمد أنعم، إن بعد فشل النظام الدولي ومجلس الأمن وقرارات الشرعية الدولية والمجتمع الدولي في إنصاف شعب فلسطين وإنهاء الاحتلال، جاء 7 أكتوبر كثورة عادلة.
إجهاض التطبيع
وركز ناشطون حديثهم عن دور طوفان الأقصى في إجهاض مشاريع التطبيع مع الاحتلال التي كانت جارية على قدم وساق قبل الطوفان، وإثباته أن التطبيع مع تل أبيب لم يتجاوز الحكومات إلى الشعوب.
وأكد أحد المغردين، أن طوفان الأقصى استبق "صفقة القرن" التي كانت تهدف لتصفية القضية الفلسطينية ومحاربة مقاومتها، وإعادة تشكيل المنطقة بما يتلاءم مع المشروع الأميركي الإسرائيلي الجديد بالتعاون مع بعض الأنظمة العربية.
وذكر مهنا حمد المهنا بأن قبل عملية طوفان الأقصى المباركة كانت بعض الأنظمة العربية تهرول للتطبيع والتنسيق الأمني والعسكري مع الصهاينة لكي يبسطوا هيمنتهم وسلطتهم على العالم العربي ثم العالم الإسلامي وكانت الأمة تنام في العسل والأحلام الكاذبة.
وأضاف أن عميلة طوفان الأقصى دمرت مخطط الصهاينة وبعض الأنظمة العربية وأيقظت الأمة من سباتها ووحدتها على نصرة فلسطين والدفاع عن المقاومة مما جعل الصهاينة وبعض حكام العرب وحاخامات العرب يجن جنونهم وتطير عقولهم .
وكتبت فيروز داس: “عام من طوفان الكرامة طوفان الأقصى الذي أعاد للأمة روح الكفاح والمقاومة وكسر هيبة جيش الاحتلال ورواية التفوق وقوة الردع”.
وأضاف: "فكل التحية لأبطال 7 أكتوبر.. مستمرون وملتحمون مع محور الضمير العربي الشجاع.. مستمرون وهيهات منّا الذلة...".
وأكد السياسي فايز أبو شمالة، أن في ذكرى السابع من أكتوبر العظيم 73 بالمئة من الإسرائيليين يعتقدون أن إسرائيل فشلت وخابت أمام رجال غزة، متسائلا: “ماذا يقول المطبعون والمشككون والمنسقون؟”
وأوضح أحد المغردين، أن في عشية الذكرى السنوية لطوفان الأقصى نفذت عملية بئر السبع والصواريخ والمسيرات تدك المدن والحدود الإسرائيلية، مؤكدا أن الكيان الصهيوني يحترق وفشلت كل خطط الصهاينة بشأن القضاء على المقاومة بغزة.
وأكد الناشط أدهم أبو سلمية، أن بعد عام من طوفان الأقصى ثلثا الجمهور الصهيوني لا يشعرون بالأمان، و86 بالمئة من جمهور العدو يرفضون العودة للمستوطنات المحاذية لغزة ويفضلون الرحيل نحو العمق.
وأضاف: ونحو نصف المجتمع الصهيوني يعتقدون أن جيش العدو خسر الحرب أمام المقاومة الفلسطينية، موضحا أن ذلك حسب استطلاع لقناة كان الصهيونية.
عرى الأنظمة
وعما كشفه طوفان الأقصى بشأن حكام دول العالم العربي والغربي، قالت الكاتبة آيات عرابي: عام كامل على عملية طوفان الأقصى التي عرت كل الأنظمة العربية والإسلامية العميلة في المنطقة، وأسقطت قناع حقوق الإنسان الذي لطالما تشدق به الغرب.
وأشارت إلى مرور عام كامل على عملية طوفان الأقصى وبداية حرب الإبادة الجماعية لأهل غزة وهم صامدون يواجهون الموت بصبر وشجاعة وجسارة حيرت شعوب العالم.
ولفتت إلى مرور عام كامل من الجهاد والمقاومة الباسلة رغم دموع الثكالى وأوجاع المصابين وعدد الشهداء الكبير الذين ارتقوا في هذه الحرب، وعام كامل من تمريغ أنف العدو في تراب غزة، الأمر الذي جعل العدو يبحث عن أي انتصار حتى لو كان في عمليات اغتيال هنا وهناك أو قصف للمستشفيات والمدارس وخيام اللاجئين.
وأوضحت عرابي، أن عاما كاملا مر وأهل غزة صامدون مصرون على البقاء وعدم الرحيل ( طوعا أو قسرا) رغم الألم والمعاناة وشبح الموت جوعا، وعام كامل من التضحية وتفضيل الموت على ترك أرضهم، مؤكدة أن ما يحدث في غزة عرى العالم المنافق الذي يتشدق بحقوق الإنسان وهم أكثر من ينكلون بالإنسان ويمتصون دماء الأطفال ويتاجرون بالنساء.
ورأت أن الأكثر أهمية من ذلك كله هو أن الإجرام الصهيوني في تدمير غزة وقتل الأطفال والنساء فضح دعاية الاحتلال المغرضة وبدأت الشعوب في الغرب وأميركا يعرفون حقيقة تشدقهم بأنهم الجيش الأكثر أخلاقية في العالم.
من جانبه، قال مازن إدريس، إنه "لولا 7 أكتوبر المجيد لما تعرفنا على المتصهينين العرب كأحزاب وجماعات وشخصيات سياسية وإعلامية، أما الأنظمة الخائنة العميلة المطبعة المتآمرة فنعرفها من عام 1948م ".
وعد حمزة بن زاهر، يوم 7 أكتوبر فاضحا للأنظمة العالمية والمنظمات المختلفة التي كانت تخادع الناس بشعاراتها البراقة سقطت وسقط أتباعها وأظهر زيفها للجميع، مشيرا إلى أن من بين الأقنعة الزائفة التي ظهرت حقائقها "حقوق إنسان/ حقوق المرأة/ حقوق الطفل".
نجاحات موثقة
وتداول ناشطون صورا ومقاطع فيديو توثق عمليات عبور المقاومين لمستوطنات الاحتلال الإسرائيلي ووقع نجاحها على قادة المقاومة الفلسطينية، وأخرى لإذلال جنود الاحتلال، مذكرين بخيبات وفشل الكيان والتطور الهائل في قدرات المقاومة من ناحية تسليحها وتكتيكاتها العسكرية.