أمن عباس يعتقل قائد كتيبة طوباس.. وناشطون: المدينة تقارع احتلالين
أبو العايدة من القادة المؤسسين لكتيبة طوباس
موجة غضب واسعة أثارها اعتقال أجهزة أمن السلطة الفلسطينية المطارد الجريح أحمد أبو العايدة، قائد كتيبة طوباس التابعة لسرايا القدس “الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي”.
واعتقلت قوات الأمن أبو العايدة في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2024، من منطقة شارع سيريس في طوباس شمالي الضفة الغربية، لتعقب ذلك اشتباكات مسلحة بينها وبين مقاومين يتبعون للكتيبة المذكورة.
واحتجاجا على اعتقاله، حدث تبادل لإطلاق النار ومواجهات بالحجارة، إضافة لإغلاق جميع مداخل طوباس، وإشعال الإطارات المطاطية.
وقالت وسائل إعلام فلسطينية إن الأجهزة الأمنية نصبت بحدود الساعة 6 مساءً كمينا للمطارد أبو العايدة، واعتقلته ونقلته إلى مقرّ الخدمات الطبية العسكرية، ثم إلى مبنى المقاطعة "مقرّ الأجهزة الأمنية الفلسطينية".
وأفادت بأن أمهات شهداء ومطاردين وعددا كبيرا من الأهالي اعتصموا في شوارع مدينة طوباس؛ احتجاجا على اعتقال الأجهزة الأمنية للمطارد أبو العايدة.
ودعت كتيبة طوباس في بيان مقتضب أبناء الشعب الشرفاء في كل محافظات الضفة الغربية للنفير العام وفك الحصار عن قائد كتيبة طوباس بعد اختطافه واحتجازه من قبل أجهزة السلطة.
كما أصدرت كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، والذي حلّه الرئيس محمود عباس سابقا، بيانا أدانت فيه عملية الاعتقال.
وقالت “إننا في كتائب شهداء الأقصى أول من يلبي النداء جنبا إلى جنب مع مجاهدي بلدتنا الحبيبة في خندق واحد وطريق واحد و بوصلتنا واحدة وهي الاحتلال”.
مقاوم مطارد
وأبو العايدة من القادة المؤسسين لكتيبة طوباس، كما أنه أسير سابق في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ومعتقل سياسي سابق لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية حيث اعتقل في 15 أغسطس/آب 2023، لستة أشهر.
وتعرض منذ لحظة الإفراج عنه لمحاولات اعتقال عدّة من الأجهزة الأمنية، كان آخرها في 30 سبتمبر/أيلول 2024 حين حاولت اعتقاله رفقة أربعة أفراد من الكتيبة.
إلا أنه فرّ من المكان، وأصابت حينها الأجهزة الأمنية المطارد حسون أبو جبل بجراح واعتقلته.
وبالتوازي مع الاشتباكات بين أمن السلطة الفلسطينية ومقاومين كتيبة طوباس، قصفت قوة إسرائيلية، بقذيفة "انيرجا" المضادة للدبابات منزلا محاصرا في بلدة عقابا بمدينة طوباس، ما أسفر عن استشهاد الشاب عبد الرؤوف راجح حامد المصري (37 عامًا).
وأكد شهود عيان اندلاع اشتباكات مسلحة بين مقاومين وجيش الاحتلال داخل البلدة، وتفجير عبوة ناسفة استهدفت آلية عسكرية إسرائيلية.
وقالت "سرايا القدس" في بيان، إن مقاتليها "يخوضون معارك ضارية مع القوات الإسرائيلية المقتحمة لبلدة عقابا بطوباس، ويستهدفونها بزخات كثيفة من الرصاص والعبوات الناسفة، محققين إصابات مباشرة".
وشهدت طوباس ظهور كتيبة من المقاومين تحمل اسم المدينة وتتبع لسرايا القدس، وأعلنت عن إطلاقها منتصف يوليو/تموز 2022.
واستخدمت الكتيبة خلال اشتباكات مسلحة وقعت أوائل 2024 بينها وبين جيش الاحتلال أثناء اقتحامه المدينة، العبوات الناسفة المحلية الصنع لمواجهته، ما أدى لتدمير عدد من آلياته وتحقيق إصابات مباشرة في صفوفه.
وارتقى عدد أفراد كتيبة طوباس، أبرزهم قائدها أحمد دراغمة، الذي استشهد في 27 فبراير/شباط 2024 خلال اقتحام جيش الاحتلال المدينة.
كما استشهد محمد رسول دراغمة أحد أبرز قادتها الذي اغتيل في 12 أبريل/نيسان 2024، كما جرت اشتباكات بين عناصرها وقوى أمن السلطة.
تسلسل الأحداث
ورأى ناشطون أن الاشتباكات في طوباس بين المقاومة والسلطة من جهة، وبين المقاومين وقوات الاحتلال من جهة أخرى دليل دامغ على أن المدينة تواجه احتلالين.
وأشادوا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية على منصتي "إكس"، و"فيسبوك" ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #طوباس، #الضفة_الغربية، وغيرها بالانتفاضة الشعبية رفضا لاعتقال أبو عايدة وتنديدا بملاحقة السلطة للمقاومين واستدعاء قوات الاحتلال.
وصب ناشطون جام غضبهم على محمود عباس، وجهاز الأمن التابع للسلطة واتهموه ببلوغ أقصى درجات الخيانة والعمالة للاحتلال، مستنكرين التنسيق الأمني والاستقواء به على أبناء الشعب الفلسطيني.
ورصدا لتسلسل الأحداث في طوباس، أوضح المغرد عصام، أن السلطة اختطفت أحمد أبو العايدة، فحاصرت الكتيبة مقرها وبدأت الاشتباك.
وبدورها، طلبت السلطة تدخل جيش الاحتلال ودخلوا واشتبكوا وأمنوا خروج سيارات الأولى وبداخلها القيادي المعتقل.
ونقل أحمد الأسواني، الرواية ذاتها، واصفا ما حدث بأنه “خبر كارثي”، مؤكدا أن الخيانة والخسة والنذالة فاقت جميع التصورات.
وقال سيد طوباس: "تدور اشتباكات مسلحة بين عناصر المقاومة في الضفة مع عناصر السلطة في طوباس بعد اختطافهم لقائد كتيبة طوباس المطارد أحمد أبو العايدة".
وكتبت المغردة ليان: "في تقسيماتِ قنواتِ الإعلام ونشراتِ الأخبار، تغيبُ الضفّة وسط تعتيمٍ إعلاميٍّ عمّا يجرى فيها من بطشٍ ومُلاحقاتٍ واعتقالات، من الاحتلالين، يُكملانِ دور بعضهما البعض.. حيث قامت الأجهزة الأمنيّة الأوسلويّة باعتقال قائد كتيبة طوباس المُجاهد أبوعايدة، رفيق الشُّهداء".
عملية مشتركة
واستنكر ناشطون استدعاء أمن السلطة الفلسطينية لقوات الاحتلال الإسرائيلي، معربين عن غضبهم من تحول معاركها مع الفلسطينيين بدل المحتلين.
وتحت عنوان "هل نسميها عملية مشتركة؟"، أشار المحلل السياسي ياسين عز الدين، إلى وقوع اشتباكات بين السلطة والمقاومين في طوباس، وأيضا اشتباكات بين جيش الاحتلال والمقاومين في عقابا حيث تحاصر قوة خاصة منزلًا في البلدة.
ولفت إلى أن المقاومين يواجهون الجيش من أمامهم وسلطة أوسلو من خلفهم، مؤكدا أن هذا حمل ثقيل جدًا.
وقال: "هنا يأتي دور كل من المجتمع والفصائل الوطنية، يجب أن يوفروا الغطاء اللازم للمقاومين ووضع حد لسلطة أوسلو".
وكتب محمد معالي أبو زيد: "عمليه عسكريه مشتركه في طوباس وعقابا".
وقالت زينب آل بركات، إن كتيبة طوباس تقاوم احتلالين في هذه الأثناء، مطالبة بالدعاء لهم.
وقال أحد المغردين: "ليشهد التاريخ أنٍ الكيان الصهيوني يقتل ويبيد أهل فلسطين ويخرّب ويدمٍر مدنهم، والأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس تطارد المقاومين للاحتلال وتعتقلهم!".
سلطة عار
وسلط ناشطون الضوء على جرائم السلطة الفلسطينية وتصعيدها ضد كتيبة طوباس وملاحقتها للمقاومين.
وصبوا جام غضبهم عليها ولعنوها وتبرأوا منها ونعتوها بأوصاف عدة منها "سلطة العار، السلطة الخائنة العميلة، الخانعة" وغيرها من النعوت.
وعرضت حبيبة قدورة، مقطع فيديو أوضحت أنه يوثق إطلاق أجهزة سلطة أوسلو النار بمنطقة السوق القديم في مدينة طوباس، مع استمرار احتجاجات شعبية ومسلحة على اعتقال المطارد أحمد أبو العايدة.
وأشار أحمد فأور، إلى أن الأمن الوقائي يعربد في طوباس، متسائلا: “إلى متى الضفة تقبل المذلة والعيش تحت سلطة عميلة وصهيونية! أين النخوة أين الوطنية أين الأحرار؟!”
وتبرأت إحدى الناشطات، من السلطة الفلسطينية، قائلة إن الأجهزة الأمنية الصهيونية العميلة لا تمثلنا تطلق النار بشكل عشوائي في مدينة طوباس.
انتفاضة غضب
وحذر ناشطون من أن الضغط على المقاومة وإثارة غضب الشعب الفلسطيني بالضفة الغربية قد يولد ما لا يحمد عقباه، مسلطين الضوء على الانتفاضة الشعبية التي أعقبت اعتقال قائد كتيبة طوباس وشارك فيها فئات مختلفة من الشعب بينهم طلبة ونساء.
ورأى أحد المغردين، أن سلطة عباس تنفذ ما عجز عنه الصهاينة وتتسبب باندلاع انتفاضة عارمة في مدينة طوباس بعد اختطافها المطارد والقيادي في كتيبة طوباس أبو العايدة، حيث شملت المظاهرات إغلاق الشوارع واعتصام أمام مقر المقاطعة واشتباكات بين المقاومين والأجهزة الأمنية.
وعرض أحد المغردين، مقاطع فيديو توثق انتفاضة أهالي طوباس ومقاومتها في وجه من وصفهم بـ"سلطة الجواسيس" بعد إصابة واعتقال قائد الكتيبة من قبل سلطة العار والخيانة، متوعدا بالقول: "لا رحمة اليوم لأذناب الاحتلال".
وبث حساب أسرى الحرية، مقطع فيديو يوثق اعتصام أمهات شهداء ومطاردين وعدد كبير من الأهالي في شوارع مدينة طوباس، احتجاجا على اعتقال أجهزة التنسيق الأمني للمطارد أبو العايدة.
وأكد أن التنسيق الأمني مع الاحتلال خيانة، ومطاردة المقاومين واعتقالهم ومصادرة سلاحهم عمالة.
وأشار أحد الحسابات، إلى أن طلاب المدارس نظموا وقفة داعمة لكتيبة طوباس، بعد ليلة صعبة اعتُقل فيها أحد مجاهدي الكتيبة من قبل سلطة العار وتم محاصرة مجاهد آخر من قبل الاحتلال وارتقائه مشتبكا.
وأضاف: "خونة السلطة اعتدت عليهم بالضرب بدون ضمير ولا حتى ذرة حياء.. وهذا يؤكد على أن فعلًا طوباس تقارع احتلالين".