مراد كوروم يثير تفاعلات في تركيا.. لماذا رشحه أردوغان لرئاسة بلدية إسطنبول؟
في 7 يناير/كانون الثاني 2024، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن مرشحي حزبه لرئاسة البلديات في 26 ولاية، 11 منها مدن كبرى.
وكانت هناك آراء مختلفة حول المرشحين المرتقبين، لكن بلدية إسطنبول هي النقطة الأكثر لفتا للانتباه.
وفي كلمته، قال أردوغان: "سننهض بإسطنبول الجميلة، التي تعد أمانة (محمد) الفاتح لنا. وسنجعل بلديتها في خدمة أهلها مرة أخرى".
وأعلن أن مراد كوروم هو المرشح لرئاسة بلدية إسطنبول عن "تحالف الجمهور" في الانتخابات المحلية المقررة 31 مارس/آذار 2024.
مراد كوروم
وبعد اجتماع الترشيح، توجه مراد كوروم إلى مبنى بلدية إسطنبول وصرح عن أهدافه. وقال: "إن الترشح للانتخابات شرف عظيم ومسؤولية كبيرة".
وأضاف كوروم أنهم سيعملون بـ "روح 94"، قائلا: "سنعمل حتى لا يتبقى أي مبنى محفوف بالمخاطر في إسطنبول".
والمقصود بـ "روح 94" هو روح العام الذي أصبح فيه أردوغان رئيسا لبلدية إسطنبول، وقيل إن "الظهور الجديد سيكون على نفس المستوى".
وذكر كوروم أن إسطنبول مدينة فريدة من نوعها في العالم، توحد بحرين وقارتين وتجمع الحضارات معا.
وقال مؤكدا: "نحن اجتمعنا من أجل مستقبل مشرق على طريق أجدادنا، بالقوة التي نتلقاها من الجمهورية تحت ظل العلم (التركي) الأحمر".
وتابع: "نعلم جميعا أن عمل البلدية الحقيقي هو أن تكون في خدمة مواطنينا في المقام الأول وبجانبهم، وأن نشعر بالقلق حيال مشاكلهم، وأن نتعاطف معهم يعني أن نحل أزماتهم، وألا نتركها جانبا".
وتأكيدا على أنهم سينهون فترة ابتعادهم عن رئاسة إسطنبول التي استمرت 5 سنوات، واصل كوروم حديثه على النحو التالي: "لقد خدمت بلدي دائما. أولئك الذين بحثوا عنا، جنبا إلى جنب مع جميع أصدقائي، وجدونا دائما على رأس مسؤولياتنا".
وتابع: "في إدارة الإسكان الجماعي توكي، وفي شركة إملاك كونوت (في مجال العقارات)، عملنا لمدة 20 عاما لضمان وصول بلدنا إلى المكانة الحضارية التي تستحقها ولضمان أن يعيش شعبنا في مساحات معيشية آمنة".
وبهذه الخبرة، خلال فترة خدمتنا، قدمنا خدمات تمس حياة شعبنا في جميع أنحاء إسطنبول والأناضول، وفق ما قال كوروم.
وأضاف في نفس السياق: "لقد أنشأنا مئات المشاريع من الحدائق الوطنية وسندات الملكية لمواطنينا ومشاريع التحول الحضري، وأنشأنا مناطق خضراء وصناعية جديدة".
وأردف: "اتحدنا ووقفنا جنبا إلى جنب مع شعبنا في جميع مناطق ولاياتنا الـ 81، لبناء وترميم مئات الآلاف من منازل هذا الوطن بعد الكوارث. وفي نهاية العمل وصلتنا دعواتهم".
وفي أول مشاركة له عبر منصة "إكس"، كتب كوروم في 7 يناير/كانون الثاني 2024: "نحن هنا لندير إسطنبول بشكل مخطط ومنظم، ونوليها الاهتمام الذي تستحقه".
İstanbul'u sistemli ve planlı bir sekilde yönetmek, şehre hak ettiği özel ilgiyi göstermek için buradayız#HazırızKararlıyız
Yeni dönemde bu güzel şehir, tecrübesini Türkiye'den sonra SADECE İstanbul'a odaklayan bir yönetime sahip olacak.
YENİDEN İSTANBUL, ŞİMDİ İSTANBUL,… pic.twitter.com/sHbqQQGP5F— Murat KURUM (@murat_kurum) January 7, 2024
وواصل القول: "في الفترة الجديدة، سيكون لهذه المدينة الجميلة إدارة تركز عملها فقط على إسطنبول".
من هو؟
وُلد مراد كوروم في أنقرة عام 1976، وبدأ كوروم العمل كخبير بإدارة التنفيذ بدخوله القطاع العام عام 2005 في إدارة الإسكان الجماعي "توكي".
ومن 2009 حتى عام 2018، حيث أصبح وزيرا، شغل منصب المدير العام وعضو مجلس إدارة شركة "Emlak Konut GYO AŞ".
ثم بدأ مراد كوروم، البالغ من العمر 47 عاما، العمل كوزير للبيئة والتطوير العمراني التركي في أول حكومة أعلنها أردوغان، بعد الانتقال إلى نظام الحكومة الرئاسية عام 2018.
ودافع خلال فترة وزارته عن مشروع قناة إسطنبول، الذي وصفه أردوغان بـ "مشروع العصر"، إشارة إلى أنه "سيجعل تركيا دولة رائدة في العالم".
وخلال حملته الانتخابية، سيعتمد مراد كوروم على مشاريع التحول الحضري في إسطنبول ضمن نطاق التدابير الواجب اتخاذها ضد مخاطر الزلازل.
وذكر كوروم أنه قدم خلال فترة مسؤوليته طلبا ببناء 66 ألف مبنى في 379 ألف قسم مستقل في إسطنبول، ووعد باستكمال هذا التحول خلال 5 سنوات.
وأشار كوروم، الذي كان في المنطقة المتضررة من الزلزال بكهرمان مرعش 6 فبراير/شباط 2023، إلى أنه "أجرى عمليات تفتيش ميدانية لـ 5 ملايين و919 ألف قسم مستقل في 11 مقاطعة، وعمل مع أفضل المهندسين المعماريين في تركيا".
وذكر أنهم "سيصممون المنازل في المناطق المتضررة من الزلزال حسب الثقافة والتركيبة الديموغرافية والطبيعة والمناخ والبيئة".
جرى انتخابه نائبا في البرلمان التركي عن حزب العدالة والتنمية في إسطنبول في انتخابات 14 مايو/ أيار 2023، كما يشغل منصب رئيس لجنة البيئة في المؤسسة التشريعية.
وبدأ كوروم العمل سريعا، بعد ظهوره على الساحة مع عثمان نوري كاباك تيبيه رئيس حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في إسطنبول، ومع نواب البرلمان في المدينة.
ولقد نُوقش ترشيح مراد كوروم على نطاق واسع في تركيا، حيث كتب الصحفي سنان برهان في مقاله إن حزب العدالة والتنمية أعلن عن مرشحه لمنصب رئيس بلدية إسطنبول الكبرى بذكر الشعار الجميل "إسطنبول فقط".
وقال برهان إن الشعار جاء بمعنى "(رئيس البلدية الحالي التابع للمعارضة) أكرم إمام أوغلو لم يكن مهتما بإسطنبول، وكانت عيناه دائما للأعلى. وأنا أريد فقط خدمة إسطنبول".
وذكر أن الشعب، الذي كان غاضبا لأن رئيس بلدية إسطنبول الكبرى أكرم إمام أوغلو، كان في إجازة خلال الفترات التي عانت فيها تركيا من كوارث طبيعية، يمكن أن يكون أقرب أيضا إلى كوروم في هذا الموقف.
تفاعل الأحزاب
بحسب بعض التعليقات في وسائل الإعلام، في الوقت الذي يستمر فيه تحالف حزب "العدالة والتنمية" مع حزب "الحركة القومية"، قد تكون الأبواب مفتوحة أمام تحالفات مختلفة.
إذ بدأت تُسمع أصوات مختلفة من تحالف الجمهور، الذي يعد على مسافة من حزب "المساواة والديمقراطية الشعبية".
وأدلى نائب حزب "العدالة والتنمية" في ديار بكر، غالب أنصاوي أوغلو، بتصريحات مهمة بشأن نقطة الاتصال مع حزب "المساواة والديمقراطية الشعبية" فيما يتعلق بالعملية الانتخابية والتحالفات.
وقال: "لدي صداقات مع نواب الحزب، حيث نجتمع ونتحدث مع بعضنا"، مضيفا: "أجرينا أخيرا محادثات مع مسؤوليه عن (ماذا يمكنهم أن يفعلوا، وكيف يمكنهم فتح الباب لتقارب جديد في تركيا، وخلق جو من السلام والوئام معا؟)
وأردف: "من الطبيعي أن نتحدث عن ذلك فيما بيننا، لكن لا أعلم إن كان لديهم أي اتصال رسمي مع مقر الحزب".
وفُسرت هذه التصريحات على أنها "سعي إلى تحالف جديد بين تحالف "الجمهور" وحزب المساواة والديمقراطية الشعبية.
وبشأن ترشيح كوروم، قال نائب حزب "المساواة والديمقراطية الشعبية"، سيزاي تيميلي، إن "الحزب الحاكم يظهر بهذا الترشيح أنهم سيسعون مرة أخرى إلى التحول الحضري".
وأدلى بالبيان الصادر عن حزب "الشعب الجمهوري" نائب رئيس مجموعة الحزب في البرلمان، جوكهان جونايدين.
إذ انتقد جونايدن مرشح العدالة والتنمية كوروم الذي قال إنهم سيبنون 100 ألف أو مليون منزل، ويرى أن لشركة "توكي" الحكومية للمساكن ضحايا ظُلموا نتيجة عدم تنفيذ الشعارات التي وُعدوا بها.
وقال: "على الرغم من مرور عام على زلزال 6 فبراير 2023 (الذي ضرب كهرمان مرعش وولايات أخرى)، فإن معدل المساكن التي يمكن تسليمها لا يصل حتى إلى 4 بالمئة".
كما أدلى رئيس بلدية إسطنبول الكبرى، أكرم إمام أوغلو، الذي رشحه حزب "الشعب الجمهوري" مرة أخرى في الانتخابات المحلية.
وعلق على ترشيح منافسه، قائلا: لن أترك فرصتي لتُصنف بـ "قبل أو بعد مراد كوروم".
وحصل مرشح حزب العدالة والتنمية في إسطنبول، مراد كوروم، على الدعم الكامل من حزب "الحركة القومية"، الشريك في تحالف "الجمهور".
وقال رئيس الحزب في إسطنبول، سيرتل سليم: "سنكثف عملنا بالحب والحماس لاستعادة إسطنبول، من خلال الخروج إلى الميادين والمرور بكل شارع ومنزل".
كذلك هدف بيان حزب "الدعوة الحرة - هدى بار" أيضا إلى دعم كوروم. ففي بيانه، قال رئيس الحزب، زكريا يابيجي أوغلو: "لقد قررنا دعم العدالة والتنمية في عدد من المدن الكبرى".
وفي معظم الأماكن الأخرى، قررنا أن يدخل الحزب الانتخابات باسمه وشعاره ومرشحيه الخاصين، وشاركنا هذا القرار مع الجمهور، وفق قوله.
وتابع: "سندعم مرشحي تحالف الجمهور في إسطنبول وأنقرة، ومن المحتمل أن يحدث نفس الشيء في إزمير".