نقطة تحوّل فاصلة.. احتفاء بمقتل رجل أعمال إسرائيلي في مصر انتصارا لغزة

7 months ago

12

طباعة

مشاركة

احتفى ناشطون على منصة "إكس" بمقتل رجل أعمال إسرائيلي - كندي يدعى "زيف كيبر" في محافظة الإسكندرية بمصر، كان يعمل في قطاع تصدير الخضار والفواكه من مصر إلى الاحتلال، مستنكرين محاولات نظام عبد الفتاح السيسي تزييفها وإخفاء حقيقتها.

وسائل إعلام عبرية أفادت بأن رجل الأعمال الإسرائيلي كان يملك شركة "أك" للتصدير والتي تعمل في العديد من المنتجات أبرزها الخضار والفواكه، ومقرها الإسكندرية، وأفادت بأنه "قتل لأسباب قومية"، فيما أخفت وزارة داخلية النظام المصري جنسية المقتول الإسرائيلية.

وقالت في بيان نشرته على "فيسبوك"، إن "القتيل في الإسكندرية رجل أعمال وقُتل في حادث جنائي"، مضيفة أنه "بتاريخ 7 مايو/ أيار 2024 تعرض رجل أعمال كندي الجنسية يقيم بمصر بصفة دائمة، لحادث إطلاق نار جنائي بالإسكندرية".

وتداول ناشطون بيانا باسم مجموعة تُدعى "طلائع التحرير - مجموعة الشهيد محمد صلاح"، تبنّت "قتل العميل الإسرائيلي المجرم زيف كيفر"، مضيفة أنه "يتّخذ بعض الأعمال التجارية غطاء لممارسة نشاطه في جمع المعلومات، وتجنيد ضعاف النفوس لمصلحة جهاز الموساد".

ويأتي مقتل رجل الأعمال الإسرائيلي، في أعقاب سيطرة الاحتلال على معبر رفح ورفع العلم الإسرائيلي عليه، ضمن حربه المستمرة على قطاع غزة لليوم الـ215، وتكثيف غاراته الجوية وقصفه المدفعي على عدة مناطق في القطاع وتسببه في ارتقاء شهداء ووقوع جرحى.

بدورها، أعلنت "كتائب القسام" و"سرايا القدس"، خوضهما اشتباكات ضارية بالأسلحة الرشاشة والمناسبة وقذائف الهاون من العيار الثقيل، مع جنود وآليات الاحتلال المتوغلة شرق مدينة رفح، وقالت الفصائل الفلسطينية إن الحديث عن وصاية على المعبر "يعد شكلا من أشكال الاحتلال".

وجاء التصعيد الإسرائيلي على رفح عقب موافقة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على مقترح الهدنة القطري المصري، وقال القيادي في الحركة أسامة حمدان، في مؤتمر صحفي عقد ببيروت في 7 مايو، إن "ما جرى في معبر رفح يمثل جريمة ضد مؤسسة مدنية محمية بالقانون الدولي".

وأضاف أن "ما حدث في رفح انتهاك صارخ لكل الأعراف والمواثيق الدولية"، مؤكدا أن "احتلال المعبر يهدف لمفاقمة الوضع الإنساني في غزة عبر منع تدفق المساعدات الإنسانية للشعب، الذي يتعرض لتجويع ممنهج من جانب جيش نازي".

ووصف حمدان، اقتحام المعبر بأنه "محاولة بائسة ويائسة لصناعة نصر مزعوم وتخريب الاتفاق الذي تم التوصل إليه"، مضيفا أن محاولات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو الإفلات من الاتفاق لصالح أجندات خاصة "لم تعد تنطلي على أحد".

وأكد أن محاولات نتنياهو "لن تثني المقاومة عن مطالبها المشروعة"، موضحا أن موافقة الحركة على مقترح الوسطاء "وضعت نتنياهو وحكومته المتطرفة في مأزق، وأصابته بهيستريا مواقف وتصريحات تكشف هزيمته السياسية والإستراتيجية".

وندد ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #وقف_إطلاق_النار، #رفح_تحت_القصف، #رفح_تستغيث، وغيرها، بالمشاهد الاستفزازية التي ينشرها الاحتلال للاستيلاء على معبر رفح ورفع العلم الإسرائيلي عليه.

وعدوا اقتحام الاحتلال لرفح والسيطرة على المعبر إهانة مباشرة للجيش المصري والنظام برئاسة السيسي، وخرق للاتفاقيات والمعاهدات المبرمة بين الجانبين، صابين جام غضبهم على نظام السيسي واتهموه بـ"التواطؤ مع الاحتلال".

وقدم ناشطون قراءات وتحليلات سياسية للأحداث في رفح، وحقيقة أهداف الاحتلال من الاقتحام وأخذ لقطات رفع العلم الإسرائيلي بالمعبر وتداولها في الإعلام العبري، مشيدين بموقف حماس وتصريحات حمدان.

عملية فدائية 

وبخصوص الاحتفاء المصري والفلسطيني بالأخبار القادمة من الإسكندرية، أشار الباحث الفلسطيني علي أبو رزقي، لعدد من الملاحظات، منها أن "عددا كبيرا من أبناء قطاع غزة ومعظم قياداته السياسية والوطنية درس وعاش وترعرع في مصر وينظر إليها ولمصالحها نظرة الوطن الأم كما فلسطين بالضبط، نعم كما فلسطين".

ولفت إلى "وجود نسب ومصاهرة بين العائلات الفلسطينية والمصرية بشكل كبير فترة الخمسينيات والستينيات لسهولة السفر والتنقل، ولو دخلتم أي حارة في قطاع غزة، وخصوصا مدن رفح وخانيونس، لوجدتم أن على الأقل ثلاث جدّات من أصل عشر هنّ مصريات".

وأكد أبو رزقي، أن ثقافة أهل غزة في الطعام والشراب والرياضة ولهجة الحديث "أقرب إلى مصر منها إلى الضفة الغربية وعموم الداخل الفلسطيني"، قائلا إن "كثيرا من الأصدقاء عندما يتعرفون علينا للمرة الأولى يظنون أننا مصريون من خلال الحديث".

وذكر أن "نادي الزمالك جاء للعب ضد المنتخب الفلسطيني عام 2000 في محاولة داعمة للسلطة الفلسطينية التي أنشئت حديثا، ثلثا الجمهور كان يشجع نادي الزمالك الضيف على حساب المنتخب الفلسطيني، ما شكل مفاجأة أو صدمة إيجابية للسلطة القادمة حديثا من الخارج".

وأوضح أبو رزقي، أن "المنهاج الرسمي للدراسة في عموم قطاع غزة كان هو المنهاج المصري، وكان يقرأ الطلاب الفلسطينيون تاريخ الفراعنة والحملة الفرنسية وثورة عرابي، واستمر هذا حتى عام 2003، وحتى فترة الستينيات والسبعينيات عندما كان يدعو شيخ الجمعة في غزة لولي الأمر كان يؤمِّن الناس على أساس أنه الحاكم المصري".

وأشار إلى أن "المدرسة التي درس فيها في المرحلة الابتدائية اسمها مصطفى حافظ وهو قائد مصري من قادة حرب 1948، ومثلها أسماء عشرات المدارس والشوارع والحارات، وغيرها الكثير من النقاط".

واختتم أبو رزقي قائلا: "لو كانت هناك حكومة مصرية تقدّر قيمة العمق الإستراتيجي وتضع تقديرا للجوار القومي والعروبي والإنساني لما سمحت أن تُرتكب مثل هذه المجازر المروّعة في حق أهلها وعلى حدودها، ولما نظرت للمقاومة الفلسطينية التي تدافع عن شرف العرب، كل العرب، من منظور المرجعية الإخوانية الضيق".

وأكد الناشط الإنساني أدهم أبو سلمية، أن العملية التي أسفرت عن مقتل رجل أعمال صهيوني مرتبط بجيش الاحتلال في مصر هي "عملية فدائية" وفق كل القرائن الواردة رغم محاولات نظام السيسي التضليل على ذلك.

ورأى أن هذه العملية "تُثبت أن حالة الغضب لدى الشعوب العربية والإسلامية من جرائم العدو الصهيوني بلغت ذروتها، وبدأت تتحول لفعل ميداني وليس غريبا أن يتكرر الفعل في كثير من العواصم التي يوجد بها الصهاينة".

وقال أبو سلمية، إن "هذا الحادث ليس منفصلا عما يجرى في غزة، ويتحمل مسؤوليته بالدرجة الأولى كل من صمت عن جريمة الإبادة في القطاع".

وذكرت الكاتبة والصحفية المصرية شيرين عرفة "من قبل، أمين شرطة إسكندراني قتل وأصاب 3 سياح صهاينة، بسبب إصرارهم على رفع علمهم المأفون، واليوم، شباب إسكندراني، أعلنوا عن استهدافهم رجل أعمال إسرائيليا، أراد أن يعيش في بلادنا، المجنون".

وعلقت قائلة: "يبدو أن النشيد الرسمي لأهل الإسكندرية، سيكون: وعمار يا إسكندرية .. يا جميلة يا ماريا، وعد ومكتوب عليا.. نرجعكم في التوابيت".

وتوقع الناشط خالد صافي، أن "خبر مقتل رجل أعمال إسرائيلي الجنسية على أيدي مسلحين مجهولين في منطقة سموحة بالإسكندرية، يمكن أن يكون نقطة تحوّل فاصلة في قادم الأيام بعد معرفة دوافع القتل"، قائلا: "بانتظار ما تسفر عنه التحريات".

وعلقت المغردة جفرا، على الواقعة، قائلة: "قصة قصيرة: تاجر إسرائيلي ذهب إلى مصر يرتدي قميصا أبيض عاد إلى (إسرائيل) بكيس أسود".

تنديد وغضب

وتحت عنوان "من يهن يسهل الهوان عليه"، أشار الكاتب ووزير خارجية تونس الأسبق رفيق عبد السلام، إلى أن "جيش الاحتلال يهاجم رفح ويتحرك على حدود مصر رافعا العلم الإسرائيلي بصورة استفزازية، تحديا لروح مصر وتاريخها وجغرافيتها ودماء شهدائها، بما يؤكد أن حربه مع مصر قبل أن تكون مع غزة ذاتها".

وأكد أن "هذا الوضع لن يستمر طويلا، وقدر مصر أن يستيقظ العملاق بداخلها لتحمي كرامتها وحدودها نيابة عن نفسها وعن الأمة العربية المهددة بالمشروع الصهيوني، وإن تهاون حكامها وضاعت بوصلتهم".

ورأى الأكاديمي سام يوسف، أن "رفع العلم الإسرائيلي فوق رفح الفلسطينية؛ ليست هزيمة لغزة، وإنما تواطؤ من القيادة المصرية الحالية سيكتبه التاريخ في صفحات الخيانة".

وقال الإعلامي أسامة جاويش، إن هذه عشر خطوات عاجلة لو لم يفعلها النظام المصري الليلة فالتهمة ثابتة ضده بالتواطؤ مع إسرائيل والتنسيق الكامل معه لعملية رفح البرية وإهدار السيادة المصرية عند معبر رفح، ومنها "اجتماع طارئ لمجلس الدفاع والأمن القومي".

وأوضح أن من الخطوات "إصدار بيان رسمي متلفز لرئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة يرفض ما جرى ويعلن عن حزمة من الإجراءات، وإعلان الجيش  حالة التأهب القصوى في سيناء، واستدعاء السفير المصري من تل أبيب، وطرد السفير الإسرائيلي من مصر، وتعليق العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل".

ورصد جاويش، أيضا بيان الخطوات المفترض اتخاذها ومنها "رفع شكوى في مجلس الأمن ضد إسرائيل بسبب خرق بنود اتفاقية السلام، وفتح المجال للشعب المصري للتعبير عن غضبه من التعدي على السيادة المصرية".

و"خطاب إعلامي وطني قوي يشرح للناس الخروقات الإسرائيلية لاتفاقية السلام وملحق اتفاقية فيلادلفيا وتداعيات ذلك على العلاقات الثنائية، وانسحاب إسرائيل فورا من محيط معبر ومدينة رفح الفلسطينية وإلا تعلن مصر عن تعليق العمل باتفاقية السلام كامب ديفيد 1979".

وأكد أن هذه الخطوات العشر "لن يختلف عليها أي مواطن مصري وطني غيور على بلده وحريص على أمنها القومي".

وقال الكاتب والمحلل السياسي ياسين عز الدين: "كما كان متوقعا الأميركان لم يعاقبوا الصهاينة على دخول رفح ويتذرعون بأنها (عملية محدودة) وأنهم يعارضون (عملية كبيرة) وأنهم يتفهمون رغبة إسرائيل السيطرة على معبر رفح".

وأضاف أن "المصريين لم يعترضوا على احتلال الشريط الحدودي (تذكروا التقارير التي كانت تقول إن الشريط الحدودي خط أحمر)".

وتابع عز الدين: "الأميركان وأصدقاء إسرائيل يعترضون كما يشاءون، وإسرائيل تفعل ما تريد، وأصدقاؤها يطبطبون عليها".

قراءات وتحليلات

وإجابة على التساؤلات حول ما يجري في رفح وما تعنيه سيطرة إسرائيل على المعبر، قدم أستاذ العلوم السياسية خليل العناني، تحليلا سياسيا أوضح فيه أن "سيطرة إسرائيل على معبر رفح ومحور فيلادلفيا على الحدود مع مصر تحول إستراتيجي في الصراع يقلب المعادلة ويغير الحسابات بشكل جذري".

وأرجع ذلك إلى أن سيطرة إسرائيل على المعبر تعني عمليا "محاصرة القطاع بشكل كامل عبر التحكم في المعبر، والسيطرة على المخرج والمنفذ الوحيد للقطاع على العالم والتحكم في حركة عبور سكان القطاع ذهابا وإيابا، والتحكم في دخول المساعدات والسيطرة عليها".

وأضاف العناني، أن "سيطرة إسرائيل على المعبر تعني أيضا إعادة التفاوض على أسس جديدة أهمها الانسحاب من المعبر والمحور مقابل إطلاق سراح الرهائن دون الاستجابة لبقية المطالب، والضغط على الحلفاء والشركاء خاصة أميركا وابتزازهم، والضغط على الوسطاء خاصة مصر التي ستكون في وضع أضعف بكثير ما لم تتحرك عمليا (وليس) كلاميا للدفاع عن سيادتها ووقف انتهاك معاهدة السلام مع الكيان".

وأكد أن "سيطرة نتنياهو على المعبر والمحور هي محاولة لتثبيت قواعد جديدة للاشتباك أهمها العودة لما قبل انسحاب أرئيل شارون من غزة عام 2005. ويجب أن نتذكر أنه كان من أشد المعارضين للانسحاب الأحادي واستقال من حكومة شارون حين كان وزيرا للمالية احتجاجا على ذلك".  

وتوقع العناني، أن "يقوم نتنياهو بتسويق ما جرى بصفته انتصارا ساحقا له، وبالتالي تحقيق مكاسب داخلية وخارجية"، مؤكدا أن "هذا كله يتوقف على رفع تكلفة هذه الخطوة عسكريا وميدانيا، ولعن المتواطئين والخائنين".

وعد أستاذ العلوم السياسية عبدالله الشايجي، شن نتنياهو المأزوم داخليا "هجوما استعراضيا" على رفح ورفع العلم الإسرائيلي على معبر رفح الفلسطينية مع مصر وإغلاق المعبر الوحيد الذي يربط غزة، "استخفافا وإهانة لبايدن واستخفافا بالوسيط المصري" الذي يقيم علاقات دبلوماسية منذ عام 1979.

وتساءل: "ماذا ستفعل مصر بعد سيطرة الجيش الصهيوني على محور صلاح الدين (فيلادلفيا) المنطقة العازلة ؟! وخرق اتفاقية كامب ديفيد؟!.

وأضاف الشايجي أن “نتنياهو يستهين كذلك بالجميع ببايدن أولا والدول والمنظمات الدولية التي رحّبت بموافقة حماس على وقف إطلاق النار”. 

ورأى أن "وقف إدخال المساعدات، وتدمير المستشفيات، والقطاعين الصحي والتعليمي استمرار مدان وإمعان في وحشية الإجرام وتعميق للفشل والعجز مع بدء الشهر الثامن لحرب الإبادة على غزة".

وأوضح الإعلامي زين العابدين توفيق، أن "بعبور دبابات إسرائيلية محور فيلادلفيا والسيطرة على معبر رفح تكون إسرائيل قد انتهكت معاهدة السلام واتفاق محور فيلادلفيا الذي يفترض أن يكون خاليا من وجود أي قوات إسرائيلية أو مصرية".

إسرائيل مهزومة

وتسليطا للضوء على هزائم الاحتلال وتأكيدا لبحثه على انتصارات وهمية، عرض الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، تقريرا نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أشارت فيه إلى دراسة أجراها "معهد الفكر الإسرائيلي"، قالت فيه عالمة الاجتماع إيفا إيلوز، إن "الأرقام تتحدث أكثر من الكلمات وأكثر من الصور، وهي تقول لنا، وتصرخ في وجوهنا، أن إسرائيل تخسر".

وأضاف أن كل المؤشرات قبل هذا التقرير تؤكّد ما ورد فيه، بل إن ما سيواجهه "الكيان" من انقسامات بعد الحرب، سيعزّز منحنى التدهور، مؤكدا أن “هذا مشروع عقائدي في مرحلة الأفول، لا شك في ذلك، وقلنا مرارا إنه قد وضع قدميه على طريق النهاية، ولم يتبقَ له الكثير حتى يصل الهاوية”.

وقال المحامي الكويتي ناصر الدويلة، إن "إسرائيل استخدمت كل إمكانياتها لتحقيق نصر في غزة، واليوم نحن ندخل الشهر الثامن دون أن يتحقق للعدو أي هدف ودون أن تتراجع المقاومة عن أهدافها، لكن الذي اختلف هو فشل كل مخططات إسقاط غزة وهزيمة المقاومة وخسارة إسرائيل الرأي العام العالمي وإحجام الدول المؤيدة لإسرائيل عن التبجح بدعمها للعربدة الصهيونية كما تبجحت في بداية العمليات".

وأكد أن "الأحزاب والسياسيين الداعمين لإسرائيل سيضطرون للتراجع أمام الزخم الشعبي الرافض للعدوان الصهيوني"، مضيفا أن "الوقت رغم التضحيات العظيمة التي يقدمها الشعب الفلسطيني يمر لصالح المقاومة وسيهزم الجمع ويولون الدبر بحول الله وقوته".

وكتب الأديب والمفكر عمار علي حسن: "على الطريقة الأميركية تبحث إسرائيل عن أي (نصر تلفزيوني)، يريد نتنياهو أن ينقذ رأسه، رغم أن الداخل الإسرائيلي نفسه يفضح هذه اللعبة، بعبارة دالة تقول: (حرب إسرائيل قد انتهت دون انتصار لنا أو انكسار لحماس، وما نراها الآن في رفح هي حرب نتنياهو)".

وقال: "لا تنشغل أميركا بمجازر تحدث للمدنيين، فقد سبق أن فعلتها في العراق وأفغانستان، قبل أن تفر مهزومة، وعلى الدرب نفسه تمضي إسرائيل، لكنها لن تصل إلى الأهداف التي حددتها للحرب، ولن تقدر على البقاء في قطاع غزة وجيشها ينزف ويطلب الخروج".

وأضاف حسن: "نعم غزة المحاصرة من كل جهة، ضيقة المساحة، تختلف عن العراق وأفغانستان، لكن المقاومين الفلسطينيين يفهمون الإسرائيليين أكثر من فهم العراقيين للأميركان مثلا، أما بأس المقاومة الفلسطينية في القتال، فهو شديد شديد".

وأكد أن "الجيش الإسرائيلي، المحطم معنويا، لن يفلح في تحقيق شيء مختلف في رفح عما كان في شمال غزة ووسطها، وسيجلب الدم الفلسطيني الغالي تعاطفا عالميا أشد مع قضية هذا الشعب العظيم، لتخسر إسرائيل حرب الرواية، كما تخسر الآن تباعا حرب الأرض، ومعادلة (عض الأصابع)".

وأكد الكاتب المصري، قطب العربي، أن "البحث عن أي نصر وهمي ولو صغيرا هدف نتنياهو"، قائلا إن "اقتحام القوات الإسرائيلية معبر رفح ورفع أعلامهم عليه بدلا من العلم الفلسطيني هو عمل لا يستحق كل هذه البروباغندا الإسرائيلية وإن كان يستحق ردا من مصر لأنه انتهاك واضح لاتفاقية السلام معها".

وذكر الباحث سعيد زياد، بقول الجنرال الإسرائيلي السابق (إسحق باريك)، الذي لحق به لقب "نبي الغضب الإسرائيلي" بعد تنبؤه بعملية طوفان الأقصى قبل وقوعها: "ليس أمام إسرائيل سوى طريق واحد لوقف سيرها في المنحدر، وهو إنهاء الحرب، وإطلاق سراح الرهائن (..) هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تجنّب دولة إسرائيل هدم الهيكل الثالث".

حفاوة بحماس

واحتفى ناشطون بتصريحات القيادي في حماس أسامة حمدان، متداولين مقاطع فيديو لكلمته التي قال فيها إن اقتحام معبر رفح "محاولة مكشوفة لتخريب جهود الوسطاء في إنجاز اتفاق وقف العدوان على شعبنا"، مؤكدا أن حكومة نتنياهو "لم تحقق أهدافها العدوانية وتحطمت مخططاتها أمام بسالة شعبنا ومقاومتنا".