مقابر جماعية بحلب تضم رفات الآلاف.. وناشطون يدعون لتوثيق جرائم الأسد
7 آلاف جثة دفنت في خان العسل غربي حلب
في انكشاف جديد للكوارث والمآسي التي خلفها نظام بشار الأسد البائد، أعلنت قيادة شرطة حلب شمالي سوريا، في 31 ديسمبر/كانون الأول 2024، العثور على 5 مقابر جماعية في المدينة، في حين أظهرت وثائق رسمية أن الآلاف من ضحايا التعذيب دفنوا في تلك المقابر.
وأظهرت الوثائق أن 7 آلاف جثة دفنت في خان العسل غربي حلب، و1500 معتقل دفنوا في مقبرتها الجديدة، فيما دفن 1200 معتقل في مقبرة نقارين بذات المدينة، وجميعهم مدنيون ماتوا تحت التعذيب.
وفي أعقاب توالي الكشف المستمر عن هذه المآسي بمواقع مختلفة في سوريا استخدمها النظام السوري المخلوع لدفن ضحاياه بشكل جماعي، طرحت 44 منظمة حقوقية ورقة قانونية دعت إلى ضرورة الحفاظ على المواقع التي تحتوي على مقابر جماعية ورفات بشرية.
وأرجعت ذلك لإجراء تحقيقات وفقا للمعايير الدولية لمحاسبة المسؤولين عن هذه المجازر.
وسيطرت قوى الثورة السورية في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، على مدينة حلب بعد معارك ضارية مع قوات النظام السوري استمرت 36 ساعة، وتحكمت بمقر قيادة الشرطة في المدينة ومبنى المحافظة والقصر البلدي والساحة الرئيسة وسطه، قبل أن تسيطر على دمشق في 8 ديسمبر/كانون الأول.
وأعرب ناشطون عبر تغريداتهم وتدويناتهم على حساباتهم الشخصية على منصتي إكس، وفيسبوك، ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #مقابر_جماعية، #حلب، #سوريا_الجديدة، وغيرها، عن غضبهم واستيائهم مما يتكشف يوميا من جرائم وفظائع ارتكبها النظام السوري بحق السوريين.
مقابر جماعية
وتفاعلا مع التطورات، قال الناشط ريموند حكيم: "من دون مبالغة نصف مساحة سوريا: سجون للتعذيب، معامل كبتاغون، مصانع براميل متفجرة، قواعد إيرانية، مقابر جماعية"، مستنكرا على بشار الأسد جرائمه بالقول: "كيف سيقابل ربه لا أعلم!!".
ولعن الباحث العربي مهنا الحبيل، الأسد ومن ثبته، معلقا على إعلان شرطة حلب العثور على مقابر جماعية جديدة بالقول: "الملعون كان له مدن مأهولة كئيبة ومدن مهجورة مسحوقة ومدن مقبورة لا تزال الحكومة الجديدة تكتشف المزيد منها كل يوم".
وأكدت مايا رحال، أنه في عهد جزار الشام بشار الأسد، تحولت سوريا بأكملها إلى مقابر جماعية.
ولفتت إلى أن عشرات بل مئات المقابر الجماعية ينحصر أغلبها في دمشق يتكدس فيها الآلاف من الجثث التي كانت تعذب في معتقلات النظام الأسدي ثم يقتلون ويدفنون فيها.
وعقبت المغردة هويدا، على الكشف عن العثور على أكثر من 7 آلاف جثة في 5 مقابر جماعية غربي حلب، قائلة: مازالت فضائح المجرم بشار تتوالي".
وقدم أنس الشبك، خبر اكتشاف المقابر الجماعية، هدية للمتباكين على نظام الأسد الممانع.
وقال المغرد عبدالله، إن اكتشاف مقابر جماعية تضم آلاف الضحايا في سوريا ليس مجرد خبر، بل هو شهادة تاريخية على إجرام نظام بشار الأسد وأسرته التي حكمت البلاد بالقمع لأكثر من خمسين عاما.
وأكد أن هذه الجرائم البشعة ليست إلا نتيجة طبيعية لنظام دكتاتوري استباح كل حقوق الإنسان، وسخر مؤسسات الدولة لقمع شعبه بدلا من خدمته.
توثيق ووعيد
ودعوة لتوثيق جرائم الأسد تمهيدا لمحاسبته والقصاص منه وتهديدا ووعيدا بالانتقام منه ومن داعميه، أكد المراسل أحمد سعيد، أن حق العوائل على الدولة الجديدة أن تمنع العبث في هذه الأماكن.
وقال: “يجب أن تكون هناك لجان دولية خاصة في فحص الجثث والتعرف على رفات الضحايا”.
وعد الصحفي سعيد بن محمد، كل ساحة أو أرض فارغة في سوريا خاصة قرب الفروع الأمنية وعلى أطراف المدن "مقابر جماعية" للمعتقلين والمختفين قسرا حتى يثبت العكس.
وقال الإعلامي قتيبة ياسين: "والله لن نتركك يا بشار ما دام فينا عرق ينبض"، مشيرا إلى وجود مقابر جماعية على امتداد الوطن.
وتوعدت مايا المصطفى بالقصاص من الأسد، قائلة: "مقابر جماعية على امتداد الأراضي السورية والله ستحاسب يا سفاح انت وكل من اشترك معك.. كل العالم كان متآمرا على الشعب السوري خاصة حكام الذل والجبن والخيانة.. حسبنا الله ونعم الوكيل والله أكبر".
وقال إبراهيم عطا، إن المجرم بشار الأسد يجب أن ينقاد مع زبانيته إلى العدالة، مؤكدا أن هؤلاء خطر على الإنسان.
وإعرابا عن الغضب والاستياء من جرائم الأسد، ذكر خالد طه يعقوب، بأن التاريخ لم يشهد سفاحين بالشكل الذي كان عليه بشار.
وقال حسين العاصي: "مع كل خبر يتبادر إلى مسامعي عن اكتشاف مقابر جماعية تضم رفات آلاف من الجثث أتفكر.. دول العالم تحفر للبحث عن الثروات المعدنية والباطنية عن الحضارات وإرثها المدفون إلا المواطن السوري يحفر ببصيص من الأمل ليعرف مصير ذويه المفقود ".
ووصف محمد أوكا، النظام السوري المخلوع بأنه "أحقر نظام عرفه التاريخ"، مشيرا إلى أن مئات الجثث التي عثر عليها بالمقابر الجماعية جميعهم ماتوا تحت التعذيب في أفرع بشار.
وكتب عبدالمحسن حافظ: "كل يوم نكتشف جرائم جديدة للعصابة الأسدية".
وقال المغرد آدام: "نعم بشار كان يبيد شعبه ويدفنهم بالخفاء ويجعلهم مجرد أرقام'".
أي أقليات؟
وهجوما على المشككين في الإدارة السورية الجديدة، أشار الفنان التشكيلي عمار آغا القلعة، إلى أن خبر 16500 جثة شهيد التي اكتشفت اليوم في حلب مر مرور الكرام على المهووسين بفكرة حماية الأقليات والمشاركة في السلطة.
وتساءل: “شو رأيكم تشاركو بالسلطة على حسب النسبة الموجودة من الجثث في أي مقبرة جماعية تختارونها.. وكم سنخسر من شباب كالورود في معارك تحرير باقي سوريا في شرق الفرات.. بينما هم منشغلون بتقسيم المجتمع كقالب الكعك.. ما الذي حصل للأقليات..؟”
وواصل القلعة، تساؤلاته: "هل بقي لدى هذه الزمرة المهووسة أي إحساس أو شرف أو ضمير؟"، مؤكدا وجوب طرد أي مسؤول أجنبي يردد هذه العبارة مباشرة من سوريا.
وأعاد الصحفي علي الطائي، نشر تغريدة القلعة، تحت وسوم #هولوكست_السنة، متسائلا: "كيف سنكتشف مقابر جماعية في الموصل؟". وأكد أن العالم الخائف على الأقليات لا يرى دماء الأغلبية.
وكتب المغرد حسن: “بحاول طول اليوم ما أعلق على موضوع أنه اليوم ضمن مدينة حلب لقوا مقابر جماعية لأكثر من 16500 شهيد استشهدوا بطرق لا يعملها إلا الله.. نقدر نكمل خوفنا على الأقليات وجماعة طرطوس والسويداء هلا.”
واستنكرت إحدى المغردات، تجاهل الكشف عن المقابر الجماعية في حلب، قائلة: "الهمج وحثالة البشر يصيبهم العمى على هيك أخبار لأنه المقتول من أهل السنة من الأكثرية".
واستنكر محمد غريب، أن مقابر جماعية في حلب تحوي أكثر من 16 ألف شهيد بسبب إجرام الأسد لم تشغل البعض عن البحث عن مكاسب شخصية أو فئوية أو مناطقية من سوريا القادمة التي انتصرت بدماء أمثال هؤلاء الشهداء، قائلا: "الموت للبعض والمكاسب لآخرين".
ووجه عيسى الرحايلة، رسالة إلى الغرب الذي يشعر بالقلق، قائلا: "أيها الخائفون على الأقليات التي كانت تذبحنا اطمئنوا.. سيكونون بخير.. لن ترمى نساءهم في الزنازين عاريات، ولن يتم اغتصابهن بشكل جماعي أمام أعين أزواجهن وآبائهن وأخوتهن ".
وأضاف: "لن يرمى رجالهم في قبور تحت الأرض عقودا، لن تكبس عظامهم، لن تذاب أجسادهم، لن تقطع جثثهم، لن تباع أعضاؤهم، لن يدفنوا في مقابر جماعية.. اطمئنوا.. لن يمنعوا من صلاتهم، لن يجبروا على السجود للحاكم وإعلان الربوبية له، لن يخافوا من الذهاب إلى معابدهم".
وطمأن الرحايلة الخائفين على الأقليات، قائلا: "لن تنزل البراميل فوق رؤوسهم، لن تختنق أطفالهم بالكيماوي لن يحرقوا وهم أحياء، لن يسكنوا خيمة.. ما سكنوها طوال 54 عاما.. ولن يسكنوها".
وتابع: "اطمئنوا.. لن يشربوا بول الجنود أو بولهم، لن يأكلوا الصراصير، لن تتفسخ جلودهم بالجرب لن يناموا واقفين.. لن يموتوا من السل.. لن يقسموا البيضة بالخيط بين عشرين شخصا.. لن يعدموا بالخوازيق، لن تنخلع أكتافهم بالتشبيح.. لن يعذبوا بالنار في أماكن حساسة".
واستطرد: "اطمئنوا ولا تقلقوا عليهم أبدا، فنحن نعلم جيدا، أنهم ليسوا من أهل السنة".
وعد قصي الهاشمي، أي حديث الآن من قبل المكوعين أو المتثاقفين أو الطامعين في السلطة عن شكل الحكم أو كتابة الدستور أو مواقع السلطة وإلى الآن يكشف عن مقابر جماعيّة "قلّة أدب وقلّة حياء واستهتار بدماء الشهداء".
وخاطب هؤلاء قائلا: "استحوا على وجوهكم وخلوا عندكم شرف فدموع الأمهات لم تجف بعد".