محمد نزال: لا تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار ونتنياهو يراوغ بانتظار مجيء ترامب (خاص)

15 days ago

12

طباعة

مشاركة

قال عضو المكتب السياسي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، محمد نزال، إنه لم يتم إحراز أي تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة، على عكس ما تسعى بعض وسائل الإعلام الدولية لإشاعته.

وأوضح نزال في حوار مع الاستقلال، أن رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو يواصل المراوغة والمماطلة ونشر الأكاذيب لكسب الوقت بانتظار فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالانتخابات الأميركية.

وعن شهادة رئيس المكتب السياسي يحيى السنوار، أعرب نزال عن اعتزازه بأن قائدا لحركة مقاومة فلسطينية قد قضى شهيدا وهو يوجه سهام رصاصه حتى الرمق الأخير إلى قوات الاحتلال.

وبشأن خليفته، قال إن حماس هي حركة مؤسسية وقادرة باستمرار على ملء الفراغات ضمن المنظومة القيادية واللوائح التي تحكمها، و"سنعلن عن الرئيس الجديد في الوقت المناسب".

سياسيا، أوضح نزال أنهم لا يصرون على أن يكونوا هم الذين يقودون قطاع غزة، وإذا تعثر الذهاب إلى انتخابات عامة لأسباب عملية ولفترة مؤقتة يمكن أن “نتوافق فلسطينيا على إدارةٍ لقطاع غزة”.

وختم بالتشديد على أن حركة حماس تخطت أسوار فلسطين لتصل إلى مشارق الأرض ومغاربها، ولم يكن ذلك ليتحقق لولا هذه التضحيات الجِسام والدماء الزكية التي تسيل على أرض فلسطين. 

وبدعم أميركي مطلق، يرتكب الكيان الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 145 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

جديد المفاوضات

  • ما حقيقة ما يتردد عن قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع الاحتلال؟

حماس اعتادت على ألا تجلس وجها لوجه مع الاحتلال الصهيوني خلال أية مفاوضات، ولكنها تتم عبر الوسيطين المصري والقطري وبرعاية أميركية، ومن الواضح أنه حتى اللحظة لم يتم إحراز أي تقدم في هذه المفاوضات؛ لأن نتنياهو عودنا خلال عام على المراوغة والمناورة وممارسة الأكاذيب والمماطلة لكسب الوقت.

كما أنه يعطل التوصل إلى صفقة حتى يتضح له القادم الجديد في البيت الأبيض، والذي يريده نتنياهو هو دونالد ترامب، وينحاز إليه بقوة ما يدفعه إلى عدم منح أي امتياز أو مكسب للديمقراطيين بعودة الرهائن حتى لا يستفيدوا من ذلك في الانتخابات الجارية.

ولهذا لم يتم التوصل إلى أي نقطة اتفاق حول ما يجرى في قطاع غزة من عدوان غاشم على الشعب الفلسطيني رغم حرص حماس على التوصل إلى اتفاقية شاملة وكاملة. 

  • هل يعني ذلك أنكم تؤكدون ما كشفت عنه التسريبات من مكتب نتنياهو بتعمد إفشال المفاوضات؟

لا شك أنه كما ذكرت ممارسات نتنياهو طوال عام تؤكد صحة ما جاء في التسريبات، لأنها تنسجم مع السياسة التي رأيناها وشهدناها خلال عام تقريبا.

  • كثيرا ما ردد نتنياهو أن السنوار هو العقبة أمام التوصل لأي اتفاق مع حماس .. ما حقيقة ذلك؟

هذه إحدى الأكاذيب التي روج لها النتن ياهو في وسائل الإعلام وللأسف صدقها الكثيرون، والحقيقة أن الأخ القائد يحيى السنوار كان جزءا لا يتجزأ من عملية القرار القيادي في حركة حماس، ولم يتم إبرام أي تفاهمات بشأن العملية التفاوضية، إلا وكان -رحمه الله- جزءا لا يتجزأ منها.

وسيدرك الذين خدعهم نتنياهو أن كل ما قيل عن الشهيد السنوار غير صحيح، وحتى الآن المعركة الميدانية لم تتأثر ولا تزال المواجهة على أشدها، وتمكن المجاهدون من قتل عدد من كبار ضباط العدو الصهيوني من على رأسهم قائد اللواء 401 وقائد إحدى الكتائب الصهيونية. 

  •  بعد مرور أكثر من عام على المواجهة مع العدو الإسرائيلي ما الوضع الميداني والسياسي للحركة الآن؟

أولا ولأول مرة في تاريخ الصراع مع الكيان الصهيوني، تكون المقاومة الفلسطينية هي البادئة في إشعال المعركة، حيث كان دائما الكيان الصهيوني يكون هو البادئ، مما أثر على صورة الاحتلال وضربها في مقتل وأدخله في مأزق شديد.

ودمر الصورة الذهنية التي كان يتحدث فيها عن أنه الجيش الذي لا يقهر، وزلزل صورة هذا الكيان الذي أرعب النظم العربية التي ترتعد فرائصها منه.

والأمر الآخر أنه وإن كنا قد قدمنا تضحيات جسيمة ونحن لا بد أن نحيي صمود الشعب الفلسطيني وما قدمه من تضحيات في قطاع غزة.

نعم دفعنا أثمانا باهظة، ولكن كما يقول الله تبارك وتعالى {وَلَا تَهِنُواْ فِى ٱبْتِغَآءِ ٱلْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا}.

هم نعم يألمون وتعرضوا لخسائر باهظة في المعدات وفي الأعداد البشرية من القتلى، وهم حتى الآن لم يتمكنوا من كسر إرادة المقاومة، التي لا تزال مستمرة، وتكبد الاحتلال خسائر باهظة حتى اليوم ميدانيا وبشكل واضح، وأن الاحتلال لم يستطع أن يهزم المقاومة حتى الآن. 

  • هل يمكن أن تتراجع حركة حماس عن شروطها لوقف إطلاق النار بعد اغتيال السنوار؟ 

نحن في حركة حماس متمسكون بكل ما كنا قد اتفقنا عليه في قيادة الداخل والخارج معا على أنه لابد للاحتلال الصهيوني أن ينسحب من كل قطاع غزة، ولا بد أن يوقف عدوانه على القطاع، وأن يطلق سراح أسرانا، وأن يُعيد إعمار غزة ويرفع الحصار عنها.

وإذا لم تتحقق هذه الركائز الأساسية التي عبرنا عنها مرارا، فإنه لا أفق للوصول إلى أي تفاهمات يمكن أن يترتب عليها الإفراج عن الأسرى الصهاينة الذين هم في يد المقاومة الفلسطينية داخل غزة منذ 7 أكتوبر 2023 .

  • كيف ترى اليوم التالي لوقف الحرب في غزة؟

نحن لا نُصر على أن نكون نحن الذين يقودون قطاع غزة، ونحن قلنا إن قيادة قطاع غزة إما أن تتم بتوافق وطني فلسطيني، أو أن تتم عبر الذهاب إلى انتخابات عامة، ولكن إذا تعثر الذهاب إلى انتخابات عامة لأسباب عملية ولفترة مؤقتة يمكن أن نتوافق فلسطينياً على إدارة لقطاع غزة. 

فحركة حماس لا يمكن أن تقبل استبعادها عن المشهد السياسي، ولكن ذلك لا يعني أنها تُصر على بقائها في إدارة سلطة قطاع غزة.

شهادة السنوار

  • كيف تنظر حماس إلى لحظة استشهاد السنوار وهو في مواجهة مباشرة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في الميدان؟ 

نحن نشعر بالفخر والاعتزاز أن قائدا لحركة مقاومة جهادية فلسطينية قد قضى شهيدا وهو يشتبك مع العدو بالسلاح، فقد مات واقفا وهو يقاتل وبقي حتى الرمق الأخير وهو يوجه سهام رصاصه إلى قوات الاحتلال.

وأعتقد أن هذا يمثل قمة الشجاعة والإرادة لأنه صدق الله فصدقه، كما أنه كذَّب كل الإشاعات التي كان يطلقها العدو والمنافقون والمأجورون والمخذّلون والمثبطون، الذين قالوا إنه يختبئ بالأنفاق.

فإذا به يكون فوق الأرض وليس تحت الأرض، وقالوا إنه يضع حوله الأسرى الصهاينة كدروع بشرية فإذا بهؤلاء غير موجودين لا حوله ولا قربه، وقالوا إنه يختبئ بين المدنيين كدروع بشرية كذلك فإذا به في منطقة معزولة عن الكثافة المدنية البشرية.

إذن كذب استشهاد القائد الكبير يحيى السنوار كل الإشاعات التي انطلقت تجاهه وحوله، وقدم نفسه فداء لهذه القضية وفداء للمعركة التي اشتعلت في 7 من أكتوبر معركة طوفان الأقصى.

هذه هي المشاعر التي تختلجنا ونعيشها الآن، وأعتقد أن القائد أبو إبراهيم قدم نموذجا للقيادة التي تقاتل في الميدان، التي تقود الركب والتي تضحي من أجل قضية تحرير الأقصى وفلسطين العادلة والجهادية والتي هي من أكثر القضايا عدلا وإنصافا وعدالة في التاريخ المعاصر بل أم القضايا.

  • ما الرسائل التي تعمدت الحركة إيصالها عبر أسلوب نعيها للسنوار؟

أولا النعي كان لازما وضروريا، لأن جميع العالم كان ينتظر أن تحدد حركة حماس موقفها مما أعلنه العدو الصهيوني، ولإن تريثت الحركة في الإعلان قليلا، فإن ذلك جاء لأنها تريد أن تقدم روايتها عن هذا الحادث، وليس من خلال الرواية التي أطلقها العدو من أنه تمكن من الوصول إلى السنوار.

لذلك حركة حماس أولا أرادت أن تقول نعم لقد لقي القائد السنوار ربه شهيدا في معركة كان هو في مقدمة المقاتلين، في معركة خاضها وأثبت أن الاحتلال لم يصل إلى مكانه من خلال معلومات استخبارية، أو من خلال اختراقات أمنية.

بل إن جنود الاحتلال عندما وجهوا رصاصهم إليه لم يكن يعرفون أن المقصود هو القائد يحيى السنوار.

ولعل ما فعله أحد الجنود الصهاينة الذين شاركوا في عملية القتل عندما رفع صورته عبر الإنترنت دون أن يدري قد قضى على أي محاولة إسرائيلية لتزوير الحقيقة والتلاعب بهذه الحقيقة.

فقد أثبت أن العدو لم يصل إلى القائد السنوار من خلال جهوده الاستخبارية، وإنما وصل بطريقة عفوية.

  • ما مغزى استعراض استشهاد مؤسس الحركة ورفاقه في بيان النعي؟

الهدف هو التأكيد على أن قافلة الشهداء هي من القيادات وهي قافلة كبيرة وكثيرة العدد، وأن السنوار ليس هو أول القادة الذين يستشهدون، ولن يكون آخرهم.

فهذا طريق معبد بالدماء الزكية الطاهرة، وبإذن الله تبارك وتعالى سيكون لهذه الدماء الأثر الكبير في اقترابنا من النصر.. فكلما زادت الدماء إهراقا، وكلما تقدم القادة قبل الجند شهداء، كنا أقرب بإذن الله تبارك وتعالى إلى التحرير.

  • ما تأثير استشهاد السنوار على حركة حماس سواء في الميدان العسكري أو في مجال المفاوضات السياسية؟

نحن لا نقلل من استشهاد الأخ القائد يحيى السنوار، ولكن أريد أن أقول إن حركة جهادية مثل حماس هذه حركة مؤسسية لا تتوقف على قائد واحد أو مجموعة من القادة.

فلقد استشهد عدد من مؤسسي الحركة على رأسهم الشيخ أحمد ياسين، ولحقه الشهيد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، ثم رئيس المكتب السياسي السابق الأخ إسماعيل هنية بعد أن تولى قيادة الحركة لمدة سبع سنوات، وبينهما كتيبة من القادة الميدانيين شهداء رحمهم الله جميعا.

إذن حركة حماس قدمت قادتها شهداء ولم يؤثر ذلك على هذه المسيرة ولا على بوصلتها ولا على أهدافها؛ بل بالعكس إن هؤلاء القادة إنما يؤججون الصراع ويوقدون شعلة جديدة تزيد الصراع اشتعالا وتمكن لهذه الأجيال من أن تسير وفق نماذج تمثل إلهاما لها.

لهذا استشهاد الأخ القائد السنوار وإن كان يمثل وجعا وألما نفسيا ووجدانيا وشعوريا بجميع محبيه وأنصاره ورفاق دربه، ولكنه في الوقت ذاته، سيعطي لهذه القضية تألقها وزخمها، وهو يؤكد من جديد على أن القضية ستبقى حية إلى أن يتحقق التمكين والتحرير بإذن الله تبارك وتعالى.

  • هل تخشى الحركة من إعلان هوية رئيس مكتبها الجديد من الاغتيال وتتحاشى ذلك حرصاً على حياته؟

نحن لا نخشى الشهادة في سبيل الله ، ولا يخفى عليكم أن الاغتيالات ليست جديدة في قاموس حركة حماس، ففي الفترة من 2001 الى 2004 اغتيل قيادات من الصف الأول في قطاع غزة، وهم الأخ المجاهد صلاح شحادة ، وإبراهيم المقادمة وإسماعيل أبو شنب والشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي.

هؤلاء فقط خلال ثلاثة أعوام وظن الاحتلال أن غياب هذه المنظومة القيادية سيؤدي إلى انهيار الحركة، إلا أنها استعادت عافيتها واستطاعت تنظيم صفوفها واختارت قيادات أصبحت لها رمزية كبيرة.

مثل القائد الذي جاء بعد ذلك وهو الأخ إسماعيل هنية، والذي كان في ذلك الوقت من الصف الثاني لكنه تقدم بجدارة إلى الصف الأول وأثبت حضوره وكفاءته وأصبح رئيسا للحكومة الفلسطينية، وتولى رئاسة الحركة وعندما استشهد كان ملء السمع والبصر.

كما أن الأخ يحيى السنوار الذي كان غائبا لمدة تزيد عن عقدين من الزمان بمجرد أن خرج من السجن أصبح قائدا وطنيا ليس على المستوى الفلسطيني فحسب؛ وإنما على المستوى العربي والإسلامي والعالمي بل تحول إلى أيقونة اليوم.

خلافة السنوار

  • يروج البعض أن حركة حماس في طريقها للانهيار بعد استشهاد السنوار.. كيف ترد؟

لا شك أن استشهاد الأخ القائد إسماعيل هنية، ومن ثم استشهاد القائد يحيى السنوار يمثل خسارة كبيرة لحركة حماس وللقضية الفلسطينية وللأمة العربية والإسلامية ولأحرار العالم.

ولكن على الرغم من هذه الخسارة؛ فإن حماس هي حركة مؤسسية وقادرة باستمرار على ملء الفراغات ضمن المنظومة القيادية واللوائح التي تحكمها.

ولذلك فإنه لا خوف على حركة حماس، ولا خوف على حركة المقاومة الفلسطينية بشكل عام؛ لأن المقاومة فكرة ومبدأ وجميع المنتسبين لحركة حماس يحملون هذه الفكرة وهذا المنهج، ويسيرون به، على الرغم من التضحيات الكبيرة المترتبة على ذلك.

ونحن نرى أنه وبعد استشهاد الأخ القائد يحيى السنوار ما تزال المقاومة مستمرة، وتمكنت المقاومة من قتل العشرات من جنود وضباط الاحتلال، وكان في مقدمتهم كما ذكرنا من قبل قائد اللواء 401.

متى تقوم الحركة باختيار قائد لها خلفا للسنوار كما حدث بعد اغتيال القائد الشهيد إسماعيل هنية؟ 

بالتأكيد حركة حماس حركة مؤسسية، وفي كل المرات التي استشهد فيها القائد الأول كنا نسارع إلى اختيار خلف له، وبالتالي بالتأكيد حركة حماس ستعلن عن قائد جديد يخلف الأخ الشهيد بإذن الله يحيى السنوار.

  • هل سيكون الأمر سريعا كما حدث بعد استشهاد الأستاذ إسماعيل هنية؟

نحن سنحرص على تنفيذ ذلك بأسرع وقت ممكن إن شاء الله ولكننا سنعلن عنه في الوقت المناسب.

  • تتزايد التكهنات حول من سيخلف الشهيد السنوار.. برأيك من أبرز المرشحين لخلافته؟

لا شك أن مؤسسية حركة حماس تؤكد أنه لا توجد أزمة في قيادة الحركة حاليا، وأنه في حال شغور أي موقع قيادي في الحركة يتم التعامل معه وفق المؤسسية التنظيمية التي تعتمد على صناديق الاقتراع والانتخاب.

فعندما استشهد الأخ القائد إسماعيل هنية خلال أسبوع تم انتخاب الأخ القائد يحيى السنوار بالإجماع خليفة له.

والآن عندما استشهد يحيى السنوار ستقوم المؤسسات التنظيمية المعنية باتخاذ بديل له؛ لذلك لا إشكالية في هذه المسألة وهذه الضجة التي تثار دائما بعد شغور أي موقع قيادي هي ضجة إعلامية اعتدنا عليها.

ومن الطبيعي أن الإعلام يلاحق مثل هذه القضية ويتابعها، ولكن أود أن أطمئنكم وأطمئن الجميع أنه في النهاية حركة حماس ستتعامل مع هذه المسألة وفق اللوائح والأنظمة التي تحكمها.

  • ما حقيقة ما يتردد عن وصية الشهيد القائد يحيى السنوار بتشكيل قيادة جماعية أو مجلس قيادة برئاسة أحدهم؟

ليس صحيحا أن الأخ القائد المجاهد قد ترك وصية لحركة حماس حتى لو كان هناك وصية فالوصية عادة تكون وصية إيمانية أو تتعلق بالرؤية والأفكار، وأما القضايا التنظيمية لا تخضع للوصاية والمواقع القيادية تخضع للانتخاب من قبل المؤسسات المعنية داخل حماس.

  • هل من الوارد أن يتولى قيادة الحركة شقيق الشهيد السنوار كما يردد البعض؟

نحن حركة حضارية ترفض تماما مبدأ التوريث في القيادة ولا تقتنع بمثل هذه الأشياء، وإنما تقتنع بتقديم الكفاءة لقيادة هذه الحركة وهو أمر غير مطروح بالمرة، وأنا أنفي نفيا مطلقا أن يكون هناك أي توجه لتوريث أي شخص له علاقة بالقائد الشهيد السنوار. 

وكذلك عندما استشهد الأخ إسماعيل هنية لم يورث أحدا من أبنائه وكذلك من سبقوه من قادة الحركة.

فحركة حماس لا تعاني من شح القيادات فعندما كان الأخ إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي كان إلى جانبه في القيادة رؤساء سابقون للمكتب هم الأخ خالد مشعل الذي انتخب 5 دورات تنظيمية، والدكتور موسى أبو مرزوق. 

  • كثير من التصريحات الإسرائيلية والأميركية والأوروبية عقب استشهاد السنوار تزعم أن حماس على وشك الانهيار.. ما تعليقكم؟

يعتقد هؤلاء أن قتل السنوار يمثل خطوة جوهرية في القضاء على حركة حماس وتصفية بُناها التحتية العسكرية والمدنية؛ ولكن ينبغي أن يدرك هؤلاء أن حركة حماس باقية ما بقي الشعب الفلسطيني لأنها متجذرة بينهم وتحظى بشعبية واسعة، ليس في فلسطين فحسب؛ وإنما أصبحت حركة مُلهمة للأجيال الحالية خارج فلسطين، وستكون كذلك ملهمة للأجيال المقبلة..

وأعتقد أن ما سمعناه من بعض الأوروبيين والأميركيين في الحديث عن السنوار إنما يدل دلالة واضحة على أن حركة حماس تخطت أسوار فلسطين لتصل إلى مشارق الأرض ومغاربها، ولم يكن ذلك ليتحقق لولا هذه التضحيات الجِسام، ولولا هذه الدماء الزكية التي تسيل على أرض فلسطين؛ بل وخارج فلسطين في كل يوم.

  • الاحتلال زعم مجددا اغتيال قائد الجناح العسكري، محمد الضيف، كيف ترد حماس؟ 

مازال موقفنا من قضية محمد الضيف هو ما أعلنته الحركة بأنه على رأس عمله، علما بأن سياسة الحركة هي عدم النفي أو التأكيد بهذه القضايا؛ لأنها مسؤولية الجناح العسكري.

وقبل أيام أعلن الاحتلال اغتيال عدد من القادة السياسيين في غزة، وكانت هذه المرة الرابعة خلال 3 شهور التي يعلن بها هذه الإعلانات، يهدف من خلالها رفع الحالة المعنوية لجنوده المحبطين والمنهزمين في الميدان.

كما يهدف في جزء من هذه الشائعات جس النبض ودفع الحركة إلى إعلان صحة الادعاء أو عدم صحته، ولهذا فإن سياستنا هي عدم إعطاء معلومات مجّانية للاحتلال، كي يبقى في حالة إرباك وعدم يقين بمحاولاته المستمرة في اغتيال قادة الحركة.