مايكل والتز.. متطرف يعادي فلسطين والصين اختاره ترامب مستشارا للأمن القومي

داود علي | 30 minutes ago

12

طباعة

مشاركة

بعد حسمه معركة الانتخابات الرئاسية الأميركية بأيام، أعلن الرئيس الأميركي القادم دونالد ترامب في 12 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، بعض أفراد إدارته الجديدة التي ستقود البلاد خلال الأربع سنوات المقبلة. 

ومن أبرز هؤلاء النائب الجمهوري مايكل والتز، الذي اختاره ترامب، ليكون مستشاره للأمن القومي، وهو من الصقور المتشددين في ملف السياسة الخارجية، وأحد أكبر داعمي ترامب، وأكثرهم ولاء له داخل دائرة الحزب الجمهوري. 

وأعلن ترامب من خلال منصته "تروث سوشيال" غداة تعيين والتز، أنه “خبير في التهديدات التي تشكلها الصين وروسيا وإيران والإرهاب العالمي”.

وأضاف: "والتز بطل لأجندة السياسة الخارجية الأميركية أولا، وسيكون بطلا هائلا في سعينا لتحقيق السلام من خلال القوة ".

فمن هو والتز؟ الذي سيكون مستشار الأمن القومي الأميركي رقم 29، عقب المستشار الحالي الديمقراطي جاك سوليفان

من والتز؟

اسمه مايكل جورج جلين والتز، ولد يوم 31 يناير/ كانون الثاني 1974، بمدينة بوينتون بيتش، التابعة لولاية فلوريدا. 

ينتمي والتز لعائلة لها تاريخ في الخدمة العسكرية، فوالده وجده خدما في البحرية الأميركية، وتوليا فيها مناصب قيادية.

كما أنه متزوج من "جوليا نيشيوات"، وهي من قدامى المحاربين الذين خدموا في إدارات جورج بوش وباراك أوباما ودونالد ترامب (الفترة الأولى من 2016 إلى 2020)، وهي أردنية الأصل.

وتدرج والتز في مستويات التعليم، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الآداب في الدراسات الدولية من معهد فرجينيا العسكري.

بعدها جرى تكليفه برتبة ملازم ثان في الجيش الأميركي، ثم التحق بدورة "مدرسة رينجر" العسكرية، واختير للانضمام إلى القوات الخاصة لسلاح المشاة.

وهي قوات معروفة باسم "القبعات الخضراء"، متخصصة في التفجيرات وحروب العصابات والقتال داخل المدن وفي الأماكن ذات الطبيعة الصعبة مثل الجبال. 

وبلغت مدة خدمة والتز في الجيش الأميركي نحو 26 عاما، كما قام بمهمات عسكرية في أنحاء مختلفة من العالم، كضابط في القوات الخاصة، مثل أفغانستان والشرق الأوسط وأفريقيا.

وفي عام 2009 كان قائد مجموعة البحث عن الجندي الأميركي بول بيرغدال، الذي أسرته حركة طالبان في أفغانستان. 

وكان والتز من الداعمين بقوة لبقاء القوات الأميركية في أفغانستان وعدم الانسحاب، حتى أنه انتقد الرئيس جو بايدن بعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان.

وذكر أن الانسحاب الذي تم عام 2021، أدى إلى مقتل عدد من أفراد الخدمة العسكرية، وطالب بمحاسبة المسؤولين عن ذلك.

وحصل مايكل والتز خلال خدمته بالجيش على 4 نجوم برونزية، منها نجمتان للشجاعة.

عمله السياسي

عمل والتز في وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، مستشارا سياسيا لوزيري الدفاع دونالد رامسفيلد وروبرت غيتس في عهد الرئيس جورج بوش الابن (2001-2009).

كذلك خدم في وحدات الحرس الوطني الأميركي برتبة عقيد، وتنقل بين المهام القتالية والسياسية.

وقد تولى منصب مستشار نائب الرئيس لمكافحة الإرهاب في البيت الأبيض، وكان نائب الرئيس آنذاك "ديك تشيني".

وفي عام 2018 أصبح والتز عضوا في الكونغرس، ممثلا عن الدائرة الانتخابية السادسة لولاية فلوريدا، وكان أول ضابط في القوات الخاصة يتم انتخابه في هذه المؤسسة التشريعية. 

حيث شغل منصب رئيس اللجنة الفرعية للقوات المسلحة في مجلس النواب المعنية بالاستعداد.

كذلك تم منحه عضوية لجنة الشؤون الخارجية واللجنة الدائمة للاستخبارات.

معاداة الصين

يعد والتز أحد أكثر أعضاء الكونغرس والحزب الجمهوري عموما، تشددا فيما يتعلق بالصين، حيث قال: "نحن في حرب باردة مع الحزب الشيوعي الصيني". 

وفي عام 2021، كان أول عضو في الكونغرس يدعو إلى مقاطعة أميركية كاملة لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2022 في بكين.

بسبب ما وصفه بالإبادة الجماعية واعتقال الحزب الشيوعي الصيني للسكان الأويغور (المسلمين)، واستعباد الأقليات العرقية الأخرى، وإجبارهم على العمل قسرا، والبقاء في معسكرات اعتقال غير قابلة للحياة الآدمية.

وفي عام 2020 كان والتز مهندس إصدار قانون لتأمين الجامعات والأكاديميات الأميركية من التجسس الصيني.

ومما يتضمنه "قانون والتز" ضد الصين، هو مطالبة جميع الوكالات للباحثين بالكشف عن مصادر التمويل الأجنبية في طلبات الحصول على التمويل الفيدرالي. 

وسيؤدي أي تورط معلوماتي أو مالي مع الصين، إلى فصل وحظر كامل للطالب أو الأستاذ أو الأكاديمية، مع توجيه التهم الجنائية المتعلقة بتهديد الأمن القومي.

كما أصدر توجيهات إلى وزارة الدفاع لتتبع برامج تجنيد المواهب الأجنبية التي تشكل تهديدا للولايات المتحدة، وخص الصين بالذكر.

ودعا والتز في أكثر من مناسبة إلى ضرورة تحويل الولايات المتحدة انتباهها من أوروبا والشرق الأوسط إلى منطقة المحيطين الهندي والهادي، لمواجهة "التهديد الأكبر من الحزب الشيوعي الصيني".

أوكرانيا وإسرائيل

على صعيد الحرب الروسية الأوكرانية، طالب والتز في عام 2022 من إدارة الرئيس بايدن توفير مزيدا من الأسلحة لأوكرانيا من أجل مساعدتها في صد الهجوم الروسي.

لكن للمفارقة هدأت حدة آرائه تجاه روسيا عام 2024، وصوت ضد مشاريع قوانين متعددة تبناها الحزب الديمقراطي، لمد أوكرانيا بالمال والسلاح.

وعندما سئل ليلة الانتخابات في 5 نوفمبر 2024، عن خطط ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا، قال لشبكة "سي إن إن": "هناك طريقة لإنهاء هذه الحرب، يمكننا القيام بذلك اقتصاديا، ويمكننا القيام بذلك دبلوماسيا" مستبعدا فكرة الدعم العسكري. 

وفي المقابل عرف عن والتز دعمه المطلق لإسرائيل وتأييده لسياسات دونالد ترامب فيما يتعلق بضمانة أمن إسرائيل.

وقال خلال لقاء مع شبكة "فوكس نيوز" في سبتمبر/ أيلول 2024: "إن وقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الرهائن لن ينهي الصراع". 

وأضاف: "إيران ستواصل تأجيج الاضطرابات لأنها تريد تدمير إسرائيل".

ثم عقب: "بأن تقديم التنازلات تلو التنازلات لإيران هو في الواقع أمر يؤدي إلى زعزعة استقرار الوضع". 

ووالتز من أكثر المناصرين لحكومة اليمين المتطرف الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو. ويرى أن على الإدارة الأميركية الحالية والقادمة أن تدعم دائما نتنياهو لأنه يعرف جيدا خصوم "إسرائيل" وكيفية التعامل معهم" بحسب وصفه. 

ويرى بضرورة ترك “إسرائيل” لتقضي تماما على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية “حماس”.

 والتز المتطرف

في عام 2017، ألقى والتز كلمة في مؤتمر العمل السياسي المحافظ "CPAC"، وهو مؤتمر سياسي سنوي يحضره نشطاء محافظون ومسؤولون منتخبون من جميع أنحاء الولايات المتحدة.

ويقوم بالإشراف عليه وتنظيمه، الاتحاد المحافظ الأميركي (ACU) وهو مؤسسة سياسية يمينية. 

وقال والتز في الكلمة: "هل نحتاج إلى إستراتيجية طويلة الأجل لتقويض إيديولوجية التطرف الإسلامي، تماما كما فعلنا مع الفاشية ومثلما فعلنا مع الشيوعية؟".

وتابع: "نعم نحتاج إلى ذلك، فكما تعلمون، أعتقد أننا مقبلون على طريق طويل، وأعتقد أن قيادة أمتنا بحاجة إلى البدء في إخبار الشعب الأميركي بذلك".

وأضاف: "أنا آسف، ليس لدينا خيار، لقد مضى 15 عاما (يقصد أحداث 11 سبتمبر 2001)، وسنكون خلال السنوات المقبلة أمام حرب متعددة الأجيال لأننا نتحدث عن هزيمة فكرة". 

وأكمل: "من السهل قصف دبابة، من الصعب جدا هزيمة فكرة، وهذا بالضبط ما يتعين علينا القيام به".

وبالرغم من أن والتز محسوب على اليمين الأميركي، وهو من المسيحيين المحافظين، لكنه في الوقت نفسه قام في 19 يوليو/ تموز 2022، بالتصويت رفقة 46 ممثلا جمهوريا آخر لصالح قانون احترام الزواج ، والذي من شأنه أن يقنن الحق في زواج الشواذ جنسيا في القانون الفيدرالي. 

ويذكر أن تجربته في الجيش وعمله السياسي، دفعته إلى تأليف كتابي "الدبلوماسي المحارب: معارك القبعات الخضراء من واشنطن وأفغانستان"، وكذلك "فجر الشجعان" وهو كتاب مسيحي (على الطريقة الكاثوليكية) لتعليم الأطفال أهمية الخدمة العسكرية.