الاحتلال يحاول تشكيل سلطة مناوئة لحماس بغزة.. كيف رد ناشطون؟
"لن نسمح لأي طرف بفرض أجندته على الفلسطينيين"
ندد ناشطون على منصة إكس، بما كشفه إعلام الاحتلال الإسرائيلي عن بدء مدير المخابرات الفلسطينية ماجد فرج، العمل على بناء قوة مسلحة جنوب قطاع غزة تتكون من عائلات لا تؤيد حركة المقاومة الإسلامية حماس لتوزيع المساعدات من جنوب القطاع إلى شماله.
القناة الـ14 العبرية وهيئة البث الإسرائيلية "كان" وغيرها من وسائل الإعلام كشفت عن لقاءات جمعت فرج برئيس مجلس الأمن الإسرائيلي تساحي هنغبي، أخيرا، وأن وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت، اقترح تولي المسؤول الفلسطيني إدارة القطاع مؤقتا بعد انتهاء العدوان على غزة.
وتعقيبا على ذلك، قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، حسام بدران: "لن نسمح لأي طرف بفرض أجندته على الفلسطينيين ونتمسك بحقنا في تقرير المصير"، مضيفا: "نحن مع تشكيل حكومة توافق وطني فلسطيني لمدة محدودة ومهام واضحة".
ويأتي ذلك، بينما زعمت قناة العربية السعودية موافقة حماس على مبادرة أميركية معدلة تقضي بوقف النار وعودة تدريجية للنازحين، ناقلة عن مصدر وصفته بالكبير في الحركة قوله إنهم "تلقوا عرضا دوليا لوقف إطلاق نار ممتد بغزة".
وأشارت إلى تأكيد المصدر أن العرض سيتخلله الإفراج عن محتجزين من الأطفال والنساء وكبار السن"، وأن وفدا من الحركة سيتوجه للقاهرة خلال أيام لبحث تفاصيل الصفقة وبدء تطبيقها.
وبدورها، نفت حركة حماس في بيان صحفي صادر 13 مارس/آذار 2024، ما نشرته العربية، داعية "وسائل الإعلام إلى تحري الدقة والمصداقية في نقل الأخبار، وعدم التلاعب بمشاعر أبناء شعبنا الذي يتعرض لعدوان صهيوني وحرب إبادة نازية".
وتفاعلا مع التطورات، صب ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #ماجد_فرج، #التنسيق_الأمني، #غزة، #طوفان_الأقصى، وغيرها، جام غضبهم على مدير المخابرات الفلسطينية واتهموه بالخيانة والعمالة للاحتلال الإسرائيلي.
وحذروا من خطورة تنفيذ المخطط الإسرائيلي والإقدام على تشكيل قوة مسلحة جنوب غزة تقودها السلطة الفلسطينية، ويسعى الاحتلال من خلالها للقضاء على المقاومة الفلسطينية.
وأعرب ناشطون عن غضبهم من بث قناة العربية السعودية للأكاذيب في وقت غاية في الحساسية ونقل معلومات عن مصادر لم تسمها متعلقة بالمفاوضات وتسويق أوهام، داعين الجميع لعدم أخذ المعلومات خاصة المتعلقة بمصير المفاوضات إلا من مصدر المقاومة.
تطور خطير
الباحث علي أبو رزق، عد الإعلان الرسمي عن تواصل الاحتلال مع ماجد فرج، مدير المخابرات الفلسطينية في رام الله لقيادة مشهد غزة ما بعد الحرب، ناهيك عن تواصل الرجل مع عدد من عشائر القطاع التي لها خلاف سابق مع حماس، تطورا خطيرا جدا في سياق الحرب.
وأوضح أن العشائر التي لها خلاف مع حماس، هي عائلات رفضت الاعتراف بسيطرة حماس على قطاع غزة في 2007 ودخلت في آتون صراع على تسليم السلاح للأجهزة الأمنية التي تُدار من حماس وقُتل في هذه الاشتباكات عشرات من الطرفين، وأشهرها عائلة دغمش، قبل هزيمتها أمام حكومة غزة.
وعلق الكاتب والباحث أحمد سليمان، على إعلان الاحتلال عن بدء مدير المخابرات الفلسطينية العمل على بناء قوة مسلحة جنوب القطاع.
وقال: "لن تنكسر المقاومة في غزة من عمالة أزلام السلطة الفلسطينية، لكنهم عقبة مع الاحتلال والأنظمة العربية المتآمرة أمام النضال الفلسطيني من أجل تحرير القطاع وفلسطين برُمّتها".
وأكد أن "العمالة هي الشوكة الموجعة في النجلاء الفلسطينية وليس رعاع الغُزاة، فلولاها لما تكالبت علينا كلاب الأمم وأذيالهم من العرب".
وروى الصحفي مصطفى عاشور، أن صديقه الصائم هاتفه قائلا: "تخيل أن يناضل الشعب الفلسطيني ويقدم أرواحه ودماءه من أجل الأقصى وكرامة المسلمين ثم تسمع أن بعضا من جماعة أوسلو الذين ضيعوا الضفة الغربية وقضية فلسطين تحت خطط التنسيق الأمني أنهم يرتبون مع الصهاينة لإدارة غزة".
وأوضح أنه قال لصديقه: "وما الجديد؟ الخونة جاهزون لأن يبيعوا في كل زمان ومكان طالما أن هناك مشتريا ومالا فاسدا ومجرمين باعوا الأوطان من أجل حكم وكراسي زائلة وأموال ملوثة محرمة".
وقال الإعلامي حسام يحيى، إن التافهين الذين يستمدون قيمتهم عند الاحتلال بكونهم "البديل عن أصحاب البنادق"، وأثناء ذلك لا يستطيعون النظر في أعين أحقر جندي إسرائيلي وهو يفتشهم ويهينهم عند نقاط الجيش.
وأضاف: "يتأهب منزوعو الشرف للعودة إلى غزة، على ظهور دبابات الاحتلال مبتهجين، ليمارسوا وظيفتهم التي يقتاتون عليها"، واصفا ذلك بأنه "العمالة".
رجل إسرائيل
وبدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي ياسين عز الدين، إن "ماجد فرج عاجز عن السيطرة على جنين وطولكرم فكيف سينجح في غزة؟"
ولفت إلى أن ماجد فرج هو اليد اليمنى لمحمود عباس والمسؤول عن تطبيق خطة دايتون في الضفة الغربية وتعذيب آلاف من المقاومين في سجون سلطة أوسلو وقتل الشهداء مجد البرغوثي وهيثم عمرو وغيرهم تحت التعذيب.
وقالت نبيلة فاضل: "اختلفت الحكومة الإسرائيلية مع المعارضة على كل شيء.. لكنها اتفقت على عمالة ماجد فرج التلميذ النجيب لتنفيذ أجندتها".
وأشار صابر الربعاوي، إلى أن الاحتلال يُقرر تمكين "ماجد فرج" وقد بدأ في تشكيل قوة مُسلحة من العائلات التي لا تؤيد حماس في جنوب قطاع غزة، قائلا إن "بهذه الخطوة تتمكن الحركة من معرفة الخونة والقضاء عليهم".
وتساءل أستاذ دراسات بين المقدس عبدالله معروف: "هل يعرف السيد (ماجد فرج) ماذا يسمى الذي يأتي به الاحتلال على ظهر دبابةٍ ليحكم..؟"
وأشار الصحفي المصري صلاح بديوي، إلى أن ماجد فرج يقدم منذ 5 أشهر قوائم يومية للأجهزة الإسرائيلية بأسماء عناصر المقاومة وأنصارها في الضفة بعلم أبو مازن (رئيس السلطة محمود عباس)، ويتم اعتقالها وقتلها وذلك ضمن التنسيق الأمني بين الجانبين.
وأوضح أن لذلك يريد الصهاينة الآن أن يولوه أمور غزة بعد فشل محاولاتهم في اقناع أي غزاوي بالتعاون معهم، قائلا: "الناس دي يجب أن تتعرى بيكفي خيانة".
كذب العربية
وإعرابا عن الغضب والاستياء من ترويج قناة العربية السعودية لأكاذيب حول تلقي حركة حماس عرضا دوليا لوقف إطلاق نار ممتد في غزة، قال رئيس الدائرة السياسية في حركة حماس محمود مرداوي، إن ما أوردته عار من الصحة تماما.
وأضاف مرداوي: "لو كانت العربية في زمن النبي عليه الصلاة والسلام لكانت مجمع النفاق، ومنصة مسيلمة الكذاب".
وأكد الباحث السياسي نظير الكندوري، أن قناة العربية ومن يشغلها ويمولها، يعملون كطابور خامس للكيان الصهيوني، داعيا لقراءة البيان الصحفي لحركة حماس حول أحد الاخبار التي نشرتها هذه القناة.
وأكد الصحفي والباحث محمد أبو طاقية، قبل إصدار حماس لبيانها، أن ما نقلته العربية غير صحيح ويأتي ضمن الحرب الدعائية الصهيونية؛ للضغط وإرباك الشارع والمقاومة الفلسطينية.