يخالف سياسة سلفه.. رئيس حزب “الشعب الجمهوري” التركي يزور أردوغان وبهتشلي

تاريخ السياسة التركية شهد العديد من الأحداث السلبية والتوترات
يواصل زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض أوزغور أوزيل إثارة تفاعلات واسعة في تركيا بعد لقائه الرئيس رجب طيب أردوغان ولاحقا رئيس حزب الحركة القومية دولت بهتشلي.
وعقد الاجتماع بين أردوغان وأوزيل في الثاني من مايو/أيار 2024، واستمر ساعة و35 دقيقة في مقر حزب العدالة والتنمية بالعاصمة أنقرة. وبعدها بـ 5 أيام زار الأخير بهتشلي في مكتبه بالبرلمان التركي.
وقالت صحيفة حرييت التركية إن رئيس حزب الشعب الجمهوري يلتقي أردوغان بعد 8 سنوات، ودولت بهتشلي بعد 7 سنوات.
فبعد معارضة الزعيم السابق للحزب كليتشدار أوغلو الشرسة، خلق أوزيل مساحة منفصلة لنفسه بسياسته المتمثلة في تفضيل الحوار، ومن خلال استخدامه أسلوبه الخاص في السياسة اكتسب الاحترام السياسي.
وقد قدم كل من أردوغان وبهتشلي التهاني لأوزيل على فوز الحزب في الانتخابات المحلية الأخيرة، وفق ما قال الكاتب عبد القادر سيلفي.
احتضان لا استقطاب
ولفت الكاتب إلى أنّ أردوغان وبهتشلي قدّما مساهمة مهمة في تشكيل ساحة الحوار من خلال إعطاء الرد لأوزغور أوزيل وعدم ترك مبادرته في الحوار.
وأكد أن تاريخ السياسة التركية شهد العديد من الأحداث السلبية والتوترات، ونأمل في أن يتمكن القادة الحاليون من التواصل والحوار بغض النظر عن الاختلافات، وذلك لتحقيق التقدم والوحدة الوطنية.

وأشار إلى أهمية التواصل والحوار بين القادة السياسيين، فالرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينغ اجتمعا وتحاورا، فلماذا لا يتمكن القادة الأتراك من الاجتماع والتحاور مثلهم؟
ولفت إلى أن هناك أشخاصًا يعتمدون على التوتر والانقسام وكانوا يأملون في الاستقطاب ولكن قد أصابهم الذعر بسبب لقاء أردوغان - أوزيل.
وفي حين كانوا يتوقعون الدعم السياسي من حزب الحركة القومية، خذلهم رئيسه بهتشلي بعد أن قال "لا للاستقطاب، نعم للاحتضان" والتقى أوزيل.
وفي كلمة له قبل لقائه أوزيل قال بهتشلي أمام مجموعة من أعضاء حزب الحركة القومية: "السياسة ليست ساحة للقتال، بل مجال للحوار وحل الخلافات. يجب أن يدعم الجميع عملية صعود تركيا بالعقل والتوافق الأخلاقي".
وأردف الكاتب: نهج بهتشلي أظهر أولئك الذين كانوا غير مرتاحين للحوار للعلن، كما أسهم قراره (لقاء أوزيل) بشكل كبير في تليين الأرضية السياسية.
وقال بهتشلي: "مع بداية الربيع نود أن نعبر عن سعادتنا بظهور ربيع سياسي أيضا دون أي تعقيد أو شك، كما أن رغبتنا وهدفنا هو التفكير في القضايا الأساسية لبلدنا من خلال العمل بعقل مشترك وإحراز تقدم في الإمكانات الموثوقة للوحدة الوطنية والتضامن".
وعلق الكاتب: من المفيد للجميع أن يدركوا أننا إذا بنينا الجدران بدلا من الجسور في السياسة، فسنرتكب خطأ كبيرا.
حوار رغم الاختلاف
وأدّت مقاربات أردوغان وأوزيل وبهتشلي إلى تليين المناخ السياسي. وبعبارة أخرى ألقي حجر الأساس للسياسة.
وعلق الكاتب: "نأمل أن لا يكون هذا الربيع زائفا، ومن المفيد أن ننظر إلى الاجتماع بين بهتشلي وأوزيل من هذا المنظور".
وأضاف: هناك اختلاف في الرأي بين وأوزيل وبهتشلي بشأن قضية العفو عن المحكومين في قضية جيزي بارك ((احتجاجات 2013 في ميدان تقسيم بإسطنبول) والجنرالات السابقين الذين تم الحكم عليهم في 28 فبراير (انقلاب ما بعد الحداثة عام 1997).
فبهتشلي قد أعلن رأيه في هذه المسألة قبل لقائه مع أوزغور أوزيل في مجموعة حزب الحركة القومية.
وذكر الكاتب أنه ليس من المهم أن يفكر القادة بنفس الطريقة وإنما الأكثر أهمية هو أن يتمكنوا من التواصل والحوار رغم الآراء المختلفة.
فمن المهم حدوث هذا الحوار، لأنه قد يكون من الضروري أن يتعاون قادة البلاد في قضية أساسية في المستقبل.
وأشار الكاتب إلى أن بعض القرارات السياسية التي اتخذها حزب الشعب الجمهوري تعود إلى المعارضة غير الحوارية لكمال كليتشدار أوغلو. وكان يمكن للقاء القادة أن يمنع حدوث هذه الأمور.
فبعد محاولة الانقلاب في 15 يوليو/تموز 2016، وافق كمال كليتشدار أوغلو على الاجتماع مع أردوغان بسبب الضغط الشعبي.
وتصرف حزب الشعب الجمهوري بشكل مخالف لمصالح تركيا في قرارات العراق وسوريا وقرارات ليبيا.
كما لم يشارك حزب الشعب الجمهوري في الإعلان المشترك ضد الإرهاب الذي صدر في البرلمان سابقا، وفق الكاتب.
وكل هذا كان بسبب معارضة كليتشدار أوغلو للحوار مع الحكومة أو بالأحرى مع أردوغان. فهل كان هذا سيحدث لو تمكن القادة من الاجتماع؟
وفي تعليقه أشار الكاتب إلى أن بهتشلي لم يتخلّ عن أفكاره بسبب لقائه أوزيل.
وفي الوقت نفسه، أوضح أن أوزيل لم يغير مسار حزب الشعب الجمهوري بعد زيارته للرئيس أردوغان وبهتشلي.
وبهذا يبدو أن لقاء أوزيل مع أردوغان وبهتشلي لم يؤثر على مواقفهما السياسية ولم يغير حتى في مسار أحزابهم.
وفي إشارة إلى الجدل الذي أثاره عضو البرلمان التركي علي ماهر باشارير حول موضوع ترشيح زعيم حزب الشعب الجمهوري لرئاسة الجمهورية في انتخابات 2028، أشار الكاتب إلى أن أكبر ضرر يمكن أن يلحق بأوزغور أوزيل في الوقت الحالي هو التطرق لهذا الملف.
وقال أوزيل: "لا ينبغي أن يكون هناك شكوك لأحد وأن يطمئن الجميع أنني لن أرتكب خطأ فرض ترشيحي لمنصب رئيس الجمهورية ولن أسمح للحزب بفقدان زخمه وتقليل قوته".
وفي ختام المقال، قال الكاتب التركي: سيكون هناك أشخاص سيعيدون طرح موضوع الترشح للرئاسة كل فترة، اعلموا أن أولئك الذين يفعلون، يلحقون أكبر ضرر بكل من حزب الشعب الجمهوري وأوزغور أوزيل أيضا.