كيف يبتز حزب الشعب الجمهوري التركي "أكشنار" لإعادتها لتحالف المعارضة؟

a year ago

12

طباعة

مشاركة

تشتد المنافسات والخلافات الحزبية في تركيا قبل إجراء الانتخابات المحلية المنتظرة في 31 مارس/آذار 2024 لتحديد أسماء رؤساء البلديات.

وفي هذا الصدد، سلطت صحيفة يني شفق التركية الضوء على موقف حزب الشعب الجمهوري المعارض من رفض رئيسة حزب الجيد ميرال أكشينار التعاون معهم.

وقال الكاتب التركي "بولانت أوراك أوغلو" إن "الجيد" رفض عرض تحالف حزب الشعب الجمهوري، وأعلن أنه سيدخل الانتخابات المحلية بمفرده. 

وهو ما أغضب كلا من عمدتي إسطنبول أكرم إمام أوغلو وأنقرة منصور يافاش، وكذلك رئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزيل.

ويعتقد هؤلاء أن أكشينار كانت تنفذ سياسة مضللة وغير مقنعة، ولهذا هاجمها الشعب الجمهوري بسبب رفضها التعاون معهم في الانتخابات المحلية.

وأضاف الكاتب أنّ الإهانات انهالت على أكشينار من صحفيي حزب الشعب الجمهوري وحسابات على مواقع التواصل، "وقد وصفها بعض المتصيدين بألفاظ غير لائقة". 

وشن بعض الصحفيين هجوماً في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بعد قرار حزب الجيد رفض التحالف والتعاون. 

وبذلك أشعل هؤلاء الصحفيون بتعليقاتهم على التلفزيون ومنشوراتهم على وسائل التواصل الاجتماعي محاولة جديدة للتشهير بحزب الجيد وأكشينار. 

نهج التشهير

وأشار الكاتب إلى أنه جرت إعادة أكشينار إلى طاولة المفاوضات من خلال استخدام حملة تشهير غير قانونية في الثالث من مارس قبل الانتخابات الرئاسية في مايو/أيار 2023.

 والآن تعود هذه التدخلات من أجل إجبار أشكينار على تشكيل تحالف مع حزب الشعب الجمهوري في الانتخابات المحلية هذه المرة.

وكانت التطورات في جبهة المعارضة هي نفسها التي حدثت بعد إعلان ميرال أكشينار أنها ستغادر الطاولة في 3 مارس قبل انتخابات مايو.

وفي ذلك الوقت، عندما جرى توجيه العديد من التهديدات والشتائم وحملة التشهير، أجبرت أكشينار على العودة إلى الطاولة السداسية.

وكان الهدف من حملة التشهير غير القانونية هذه هو وضع أكشينار تحت الضغط وحملها على التحالف أو التعاون مع حزب الشعب الجمهوري في الانتخابات المحلية. 

وأكشينار كانت تعارض ترشيح كليتشدار أوغلو في البداية، وفي تصريح نادر في العلن أعلنت قبل الانتخابات في 14 مايو أنها لا تدعمه وقدمت اقتراحها لترشيح أكرم إمام أوغلو أو منصور يافاش بدلاً منه.

ومع ذلك، عادت إلى الكتلة التي انسحبت منها فجأة بعد بضعة أيام، وأيدت كليتشدار أوغلو، نزولاً عند طلب أعضاء حزبها. 

ولفت الكاتب التركي إلى أنه بإمكاننا الاستنتاج بوضوح أن هناك استمرارا للتطورات غير الديمقراطية في حزب الشعب الجمهوري عبر المتصيدين كما كان الحال فترة حكم كليتشدار أوغلو حيث لم يتغير نهج الحزب أبداً. 

فكان شعار الحملة الإعلانية لكل من أوزغور أوزيل وإمام أوغلو هو التغيير، ولكن عند النظر إلى نهج سياستهما نراها مطابقة لنهج كليتشدار أوغلو الزعيم السابق لحزب الشعب الجمهوري. 

فكلاهما يطبقان نهج كليتشدر أوغلو من حيث تعاونهما مع "الجيد" وحزب الشعوب للمساواة والديمقراطية التابع لمنظمة العمال الكردستاني المصنفة إرهابية في تركيا.

ويرى إمام أوغلو أن حزب الشعوب للمساواة والديمقراطية يمثل فرصة أخيرة له، ولكن الوضع أكثر صعوبة مما يبدو عليه، فهناك انقسام ومشاكل داخل الحزب تؤدي إلى ظهور آراء متباينة. 

فمن جهة هناك قسم يؤيد التحالف مع حزب الشعب الجمهوري، بينما القسم الآخر غير مؤيد لذلك. وبذلك يمكن القول إنّ الحل لهذا الصراع الداخلي لا يزال غير واضح أمامنا، وفق الكاتب.

وتابع: "توجد ادعاءات في الأوساط السياسية بأن إمام أوغلو سيعمل بمبدأ - الغاية تبرر الوسيلة - أي أنّه سيستخدم أي طريقة ممكنة لتحقيق فرصته الأخيرة، وأن أوزغور أوزيل سيكون على استعداد لتحمل التبعات لذلك، حتى أنّه ذكر إمكانية وجود مرشح مشترك.

تحالفات جديدة

وذكر الكاتب التركي أنّ النائب السابق لـ "الشعب الجمهوري" باريش ياركاداش كان قد أدلى بالعديد من الادعاءات، مثل أن "أكشينار تعبر عن الكراهية والغضب الذي تراكم لديها ضد الحزب، وتشكل أيضاً الأساس للتحالف مع حزب العدالة والتنمية". 

وفقاً لـ "ياركاداش"، كانت الاستقالات المتتالية في حزب الجيد تمثّل أعضاءه الذين عارضوا إستراتيجية أكشينار وسياستها في دخول الانتخابات المحلية وحدها، والذين لم يرغبوا في أن يكونوا لعبة في أيدي حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية.

ويعاني الحزب الجيد، وهو واحد من أعضاء الكتلة المعارضة الستة الرئيسة، من صراع داخلي واضح بعد استقالات داخل صفوفه منذ جولة إعادة الانتخابات الرئاسية في 28 مايو.

وعلق الكاتب: "أثناء سرد هذه الادعاءات، لسبب ما لم يذكر ياركاداش أي شيء عن التشهير بأكشينار بشكل غير قانوني من قبل متصيدي حزب الشعب الجمهوري".

ومن ضمن تصريحات ياركاداش كانت رسالةً وجّهها لبقية أعضاء ومسؤولي حزب الجيد، حيث يتمنى فيها أن يخطوَ المتبقون فيه نفس الطريق وهو الاستقالة. 

وقد أشار الكاتب إلى أن ياركاداش يلوم أكشينار بشكل غريب على أنها قدمت دعما غير صريح لحزب العدالة والتنمية.

كما يشعر بالأسف لأنها لم تقدم انتقادًا قويًا للحكومة منذ الانتخابات العامة، ويتهمها بأن همها الوحيد هو إضعاف حزب الشعب الجمهوري. 

وبعد انهيار مشروع التعاون بين حزبي الشعب الجمهوري والجيد قبل بدايته، بدأت الخطة المستقبلية ضد الأخير تتضح. 

إذ سيعلن "الشعب الجمهوري" عن مرشحيه لرئاسة البلديات، بدءًا من المدن التي يدعي حزب الجيد أنه قوي فيها. 

وسيتم قلب الحجة التي قدمتها أكشينار ضد ترشح كليتشدار أوغلو في الطاولة السداسية والتي تقول "لا يمكن انتخابه" ضدها. 

وكانت أكشينار قد صرّحت في الانتخابات الرئاسية أن كليتشدار أوغلو لن يجري انتخابه كرئيس للجمهورية التركية.

وفي ختام مقاله، أشار الكاتب التركي إلى أنه يرى أن القائد الجديد لـ"الشعب الجمهوري" أوزغور أوزال يستهدف حزب الجيد بدلاً من منافسه العدالة والتنمية.

وهذا يعد تهديدا لأكشينار كنسخة أخرى من الضغط والتشهير غير القانوني الذي يمارسه المتصيدون الإلكترونيون عليها، وفق تقديره.