"أكبر عملية منذ 1948".. احتفاء بالمقاومة الفلسطينية ودعوة الشعوب لهبة تضامنية

12

طباعة

مشاركة

احتفى ناشطون على موقع إكس "تويتر سابقا" بعملية برية بحرية جوية أطلقتها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، تجاه عدة مناطق في الأراضي الفلسطينية المحتلة، دفعت جيش الاحتلال الإسرائيلي لتفعيل صافرات الإنذار في منطقة تل أبيب الكبرى.

كتائب عز الدين القسام (الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية حماس) أطلقت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عملية عسكرية واسعة ضد الاحتلال الإسرائيلي، شملت إطلاق آلاف الصواريخ والقذائف وعمليات تسلل واقتحام لمستوطنات وأسر إسرائيليين.

وأعلن القائد العام لكتائب القسام، محمد الضيف، بدء عملية "طوفان الأقصى" ضد إسرائيل وإطلاق آلاف الصواريخ باتجاهها، موضحا أن الضربة الأولى من العملية تجاوزت 5 آلاف صاروخ وقذيفة باتجاه مواقع ومستوطنات الاحتلال.

وأشار في رسالة صوتية إلى أن العملية تأتي في ظل الجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وتنكر الاحتلال للقوانين الدولية وفي ظل الدعم الأميركي والغربي والصمت الدولي، قائلا: "قررنا أن نضع حدا للانتهاكات الإسرائيلية للاعتداءات على المسجد الأقصى".

ودعا الضيف الشباب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس وداخل إسرائيل للانتفاض نصرة للأقصى، وقال "اليوم، كل من عنده بندقية فليخرجها فقد آن أوانها"، مضيفا: "أدعو إخوتنا في المقاومة بلبنان وإيران واليمن والعراق وسوريا للالتحام مع المقاومة بفلسطين".

وهي الدعوة التي تبناها ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #طوفان_الأقصى، #محمد_الضيف، وغيرها، واستنهضوا الهمم، داعين إلى "توحيد الساحات ومساندة المقاومة بكل السبل الممكنة".

وعدوا العملية بمثابة "رسالة إلى الأنظمة المطبعة" مع الاحتلال الإسرائيلي، أو التي تعتزم التطبيع خاصة السعودية التي تجري مفاوضات حالية لتمريره، داعين الشعوب لإعلان موقفها الرافض للتطبيع والمساند للمقاومة الفلسطينية والرافض للتفريط في المقدسات.

وعرض ناشطون صورا ومقاطع فيديو توثق اللحظات الأولى لدخول المجاهدين الفلسطينيين من غزة إلى داخل فلسطين المحتلة واستهداف مواقع العدو الإسرائيلي، وأخرى لما حصده المقاومون من غنائم وأسرى وما ألحقوه من خسائر في صفوف الاحتلال.

ورأوا أن عملية طوفان الأقصى تفضح حجم الفشل الأمني والاستخبارات الذريع لدى الاحتلال الإسرائيلي وسيفتح حتما صراعا حول المؤسسة الأمنية، مؤكدين أن الكيان بكل قياداته يعيش حالة صدمة ولا يعرف كيف يدير الحرب التي باغتته بها المقاومة الفلسطينية.

وأعلنت كتائب القسام السيطرة على كيبوتس وموقع "كرم أبو سالم" العسكري شرقي رفح، وأظهرت مقاطع فيديو متداولة عددا من جثث جنود الاحتلال في الكيبوتس المحصّن، الذي اخترق المقاومون جدرانه وتقدموا إليه بواسطة الدراجات النارية.

وأكدت وسائل إعلام عبرية، أن المقاومة الفلسطينية، أسرت 35 مستوطنا وجنديا إسرائيليا، من المستوطنات المحيطة بقطاع غزة، مشيرين إلى أن رئيس مجلس ما يسمى "شعار هنيغيف" في غلاف غزة، قتل برصاص المقاومين الفلسطينيين.

وردا على ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي إطلاق عملية "السيوف الحديدية" ضد "حماس" في قطاع غزة"، قائلا في بيان، إن "طائراته بدأت شن غارات في عدة مناطق بالقطاع على أهداف تابعة لحماس".

المقاومة تحتفي

وتفاعلا مع الأحداث، قال رئيس الدائرة الإعلامية لحركة حماس في الخارج، هاشم قاسم، إن "المقاومة تهاجم قوات الاحتلال برا وجوا وبحرا"، مؤكدا أن "القدس وأرض المسرى وأبطالنا الأسرى هم العنوان".

وكتب الناطق الإعلامي باسم حماس، عبداللطيف القانوع: "من الدفاع إلــى الهجـوم.. اللهم ثبت وسدد". وقال عضو المكتب السياسي لحماس، عزت محمد الرشق، إن "عملية طوفان الأقصى التي أبدع فيها رجال كتائب القسام الأبطال والمقاومة الفلسطينية، وفاجأت العدو، زمانا ومكانا وتخطيطا، تأتي ردا على اقتحامات الأقصى وتدنيسه، ولوضع حد لأوهام وأحلام الصهاينة بالتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى".

وأضاف أن "العملية أيضا انتصار للأسرى الأبطال لنيل حريتهم وإطلاق سراحهم عنوة رغم أنف الاحتلال، كما تأتي ردا طبيعيا ومشروعا على تصعيد الاحتلال جرائمه ضد شعبنا وأرضنا ومقدساتنا، ورسالة لكل العالم أن الاحتلال لا يفهم إلا لغة القوة سبيلا لردعه ووقف إرهابه".

ودعا الرشق الشعب الفلسطيني إلى "الالتحام مع المقاومة والاشتباك مع العدو"، وأهاب بالأمة إسناد نضال الشعب بكل الوسائل، محملا "حكومة الاحتلال الفاشية مسؤولية حربها المفتوحة ضد مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك وتصعيد انتهاكاتها وجرائمها بحق الشعب والأرض والمقدسات والأسرى".

وأكد أن "طوفان الأقصى معركة كل أبناء شعبنا لتدفيعه ثمن جرائمه وإرهابه، فالاحتلال يجب أن يرحل عن أرضنا، ومعركتنا مستمرة حتى زواله".

واكتفى الرئيس الأول للمكتب السياسي للحركة، موسى أبو مرزوق، بالتذكير بقول الله تعالى في الآية 7 من سورة الإسراء: "فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ ٱلْأخِرَةِ لِيَسُۥٓـُٔواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ ٱلْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍۢ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا".

فشل استخباراتي

وأكد ناشطون أن عملية طوفان الأقصى تبرهن على فشل الاحتلال الإسرائيلي استخباراتيا وأمنيا بشكل غير مسبوق يرتقي لدرجة الفضيحة، مشيرين إلى أن قيادات الاحتلال تعيش على وقع الصدمة وتفشل في إدارة الحرب.

وأشار الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، حذيفة عبدالله عزام، إلى أن "إسرائيل لم تفق من الصدمة بعد ولا تعرف كيف ترد، فمثل هذا النوع من الحروب لم تعهده من قبل".

وتساءل: "كيف ترد في قلب المستوطنات؟!!! كيف سترد في قلب مدنها (مدننا المحتلة)؟!!! هل ستقتل شعبها وقومها للتخلص ممن جاسوا خلال الديار من أبطال غزة ؟!!! هل ستقصف مستوطنيها لقتل من اقتحموا عليها؟!!!".

وأشار الصحفي المصري، أحمد حسن الشرقاوي، إلى "وجود فشل استخباراتي إسرائيلي في توقع هجوم المقاومة الفلسطينية"، لافتا إلى أن "مسلحين فلسطينيين استولوا على سيارة جيب إسرائيلية وتجولوا بها في مخيم جباليا في قطاع غزة".

وأشار أيضا إلى "نقل طائرات عسكرية إسرائيلية خشية من وقوعها في يد المقاومين الفلسطينيين"، عارضا صورة دبابة تحترق في غلاف قطاع غزة.

 وأكد الصحفي الأردني ياسر أبو هلالة، أن "طوفان الأقصى ليس فيلما على نتفليكس، بل أسطورة نعيشها"، قائلا إن "مئات شاركوا في حفر الأنفاق الهجومية وأمثالهم في تصنيع وتجهيز الصواريخ، كل هذا دون اختراق أمني أمام أقوى جهاز استخباري في العالم، كل هذه في رقعة جغرافية مكشوفة تماما للعدو".

وأشارت الصحفية الفلسطينية حوراء قبيسي، إلى أن "الفرق كبير بين أن تكون في دائرة الفعل، أو أن توضع في دائرة ردة الفعل"، مؤكدة أن "التاريخ وما بعده سيشهد الفشل الذريع والعمى الاستخباراتي لدى الاحتلال، والانتحار المعنوي الجماعي وهروب المستوطنين".

وعدد يوسف وهبي، الانتصارات التي حققها المقاومون، ومنها إطلاق 5 آلاف صاروخ مباغت في ساعة واحدة على الأراضي المحتلة، والاستيلاء على 13 مستوطنة في غلاف غزة، واعتقال عشرات الأسرى، وإيقاع عشرات القتلى ومئات المصابين من جنود ومستوطني العدو، وحصد عشرات الآليات غنائم.

وعلق قائلا: "هذا هو بيت العنكبوت الوهن الذي يرعب شعوبنا: فشل استخباراتي"، لافتا إلى أن "العدو في ذهول، وإرباك وانهيار، إذ مرت الساعات وهو لا يعلم ماذا يفعل، فقط هدد قوة اليونيفيل الأممية لمنع المقاومة في لبنان من الدخول في الحرب".

إشادة ودعم

وأعرب ناشطون عن سعادتهم بعملية طوفان الأقصى، مشيرين إلى أنها بمثابة الضربة الإستراتيجية الأكبر منذ عقود.

وعلق لاعب كرة القدم محمد أبو تريكة على العملية قائلا: "شجاعة في عصر كثر فيه التخاذل والانبطاح للصهاينة.. طوفان الأقصى عبور جديد وأمل عظيم لأجيال قد ترى نصر أمة عانت الكثير، اللهمّ ثبت أقدامهم وسدد رميهم وانصرهم وكن معهم يارب العالمين ..صباحكم فلسطين".

وأكد الناشط بالمجال الخيري في فلسطين محمد نشوان، أن "ما يحدث الآن أكبر عملية مسلحة في تاريخ الصراع منذ العام 1948". وعلق الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم حمامي، على عملية طوفان الأقصى، قائلا: "لا أعرف كيف يمكن وصف ما يجرى، فقط تابعوا الأخبار.. أكبر عملية مسلحة في تاريخ الصراع منذ العام 1948، قوات فلسطينية في مستوطنات غلاف غزة وتقوم بتمشيطها، ومئات الصواريخ على تل أبيب ومناطق أخرى". وقال الكاتب سامح عسكر: "أيا كانت نتائج عمليات طوفان الأقصى التي أعلنت عنها المقاومة في قطاع غزة، فالذي يحدث في فلسطين غير مسبوق".

وأشار إلى اقتحام جنود المقاومة لمستوطنات غلاف غزة، واشتباك بين جنود فلسطينيين وصهاينة داخل إسرائيل من المسافة صفر، لافتا إلى "فشل استخباراتي وأمني إسرائيلي كبير من المؤكد سيكون مؤثرا في مستقبل الصراع في فلسطين المحتلة".

رسالة للمطبعين

ورأى ناشطون أن عملية طوفان الأقصى رسالة للمطبعين والمنبطحين للاحتلال الإسرائيلي والمتخاذلين، مؤكدين أن كل المشاهد القادمة من فلسطين تقهرهم وتزلزل اتفاقياتهم وتفشلها وتؤكد أن الشعب الفلسطيني قادر على ردع الاحتلال وله كلمته.

وخاطب الناشط الإنساني أدهم أبو سلمية، من وقعوا اتفاقيات تطبيع رسمية مع الاحتلال الإسرائيلي، قائلا: "أيها المطبعون.. هذه إسرائيل التي ترجون حمايتها.. جنودها وشعبها تحت أقدام مجاهدينا الآن".

وعد في تغريدة أخرى، مشاركة مئات المجاهدين في هذه المعركة، وتحديد المقاومة ساعة الصفر بهذه القوة والجرأة "أمر عظيم جدا، والأهم أنه يثبت عظيم النجاح الأمني الصهيوني وفشله التام في اختراق صفوف المجاهدين".

وقال أستاذ الاتصال السياسي أحمد بن راشد بن سعيد: "غزة تصنع التاريخ، والطوفان يبتلع مشاريع الهرولة، إن الذين تسارعون فيهم لا يستطيعون نصرَكم، ولا أنفسَهم يَنصرون". وأكد صاحب حساب "نحو الحرية"، أن "الكلمة الأولى والأخيرة في المواجهة مع الاحتلال، هي للمقاومة الفلسطينية، ولا قيمة لاتفاقات المطبعين، ولا أهمية لوعود الخونة". وكتب الصحفي والكاتب أسعد طه: "يا لخيبة المطبعين". وعد الإعلامي الجزائري أحمد حفصى، عملية طوفان الأقصى "بمثابة دق آخر رصاصة في نعش المُطبعين، لافتا إلى أن "جيش الاحتلال انسحب وأخلى مواقعه". وأكد الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب، أن "عملية طوفان الأقصى أبلغ رد على المطبعين أمثال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان"، قائلا: "أولئك الذين يظنون أنهم قادرون على وأد الحق وقتل القضية.. صدمتهم اليوم أكبر من صدمة الاحتلال".

استنهاض ومساندة

ودعا ناشطون الفلسطينيين كافة لأن يهبوا لمساندة المقاومين ونصرة فلسطين وإيلام العدو.

وحث الكاتب رضوان الأخرس، الفلسطينيين بالداخل لـ"التحرك لشل الشوارع والطرق وإغلاق القواعد العسكرية ومنع الجنود من التحرك بحرية أو الوصول للقواعد الجوية خصوصا"، قائلا: "حاصروهم وأعلنوا العصيان، هذا يومكم".

وأكد في تغريدة أخرى، أن "الآن فرصة كبيرة للمزيد من الزحف من كل مكان وإلى كل مكان ممكن"، مبشرا بأن "الساعات القادمة ستحمل بشريات عظيمة".

وأكد الكاتب والباحث السياسي عزات جمال، أن "هذا وقت مساندة غزة من ثوار الضفة والداخل بالنزول للشوارع، والانتصار للأسرى والمسرى".

وقال في تغريدة أخرى، إن "ما يجرى غير مسبوق ومن السابق لأوانه الحديث عن سيناريوهات أو حدود ما ستصل إليه الأمور، وما ستترتب عليه من نتائج، لكن الذي لا يمكن الخلاف عليه هو نجاح المقاومة الفلسطينية في مفاجأة العدو وتوجيه ضربة له غير مسبوقة في تاريخ الصراع".

وأضاف جمال: "بالتأكيد أن قضية المسجد الأقصى والقدس هي العنوان الأبرز لهذه الجولة، لكننا في البدايات وأمام تجربة لشكل غير مألوف من المعارك التي قد تمتد لساحات أخرى".

وقال الصحفي محمود أبو زياد: "فلتتوحد كل الرايات ولتلتئم كل الجبهات ولتفتح كل الساحات لهدف واحد وغاية كبيرة نبيلة مشرّفة هي تحرير فلسطين وإعادتها لحضن الإسلام". ووجه الداعية وائل الزرد أبو حسام، رسالة للدول العربية والإسلامية، قائلا فيها: "هذا اليوم هو يوم أن يكون لكم نصيب من الشرف والعزة والكرامة، وشرف تحرير بيت المقدس من أيدي المحتلين، انزلوا إلى الشوارع وصفوا في كل ميدان وطالبوا الحكومات والرؤساء والأمراء والملوك والدول أن تشاركوا في معركة التحرير الكبرى".

وأضاف: "هذا اليوم أطلق عليه القائد العام لكتائب القسام يوم طوفان الأقصى، فأروا الله من أنفسكم خيرا وأبرئوا ذمتكم أمام الله عز وجل، وإياكم أن تتخاذلوا فيصب عليكم الهوان تباعا".

وقال المحامي الكويتي ناصر الدويلة، إن "طوفان الأقصى هي حرب تحرير فلسطين وعلى الكويت الاستعداد للحرب، كنا فعلا في كل الحروب السابقة فالحرب هذه لن يوقفها قرار مجلس الأمن وهي حرب شاملة بدأت بعمليات تعرضية ناجحة وستنتهي بتحرير فلسطين كلها فلم ينتصر المسلمون من قبل بعدد ولا بعدة بل بالله أكبر و لله الحمد".

توثيق الأحداث

وتداول ناشطون مقاطع فيديو وصورا توثق الانتصارات التي حققتها المقاومة، ودفعها المستوطنين للفرار والاختباء في حاويات القمامة، وأخرى تبرز الحفاوة الفلسطينية بالعملية.