"إشعال حرب أهلية في مصر".. لماذا بدأ السيسي موسم دعايته الانتخابية بالتهديد؟
مفارقة أن يبدأ رئيس النظام المصري، عبد الفتاح السيسي، موسم دعايته الانتخابية لفترة رئاسية ثالثة، بأنه يبشر الشعب بـ"المجاعة"، ويقول إن "هناك دولا (الصين) مات فيها 25 مليون إنسان من الجوع فأصبحت دولة عظمى!".
وكان يشير إلى نموذج صيني فاشل هو "المجاعة الصينية" بفعل خطة الحزب الشيوعي عام 1958، التي أدت إلى وفاة الملايين بسبب الجوع والقتل الجماعي والتعذيب، وأدت إلى دمار اقتصادي لا قفزة للأمام، كما يوضح تحليل لموقع "مسبار" مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وحذر السيسي من الخروج والثورة عليه بسبب تجويعه لهم، كما فعلوا في "ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011"، وإلا سيشعل حربا أهلية، عبر إطلاق بلطجية يعطي كلا منهم علبة مخدر "ترامادول" وألف جنيه لينشروا الفوضى والخراب في البلاد!!".
تحليل مضمون
وفي مؤتمر "حكاية وطن" الذي انعقد خلال الفترة من 30 سبتمبر/أيلول إلى 2 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بالعاصمة الجديدة، الذي استهدف استعراض "إنجازات" قام بها، ظهر السيسي كأنه ينقل "رسائل تحذير من مستقبل قاتم" في ظل استمرار حكمه.
لو كان البناء والتنمية والتقدم تمنه الجوع والحرمان أوعوا يا مصريين تقولوا ناكل أحسن".. الرئيس #السيسي يوجه رسالة للمصريين#حكاية_وطن pic.twitter.com/09PY9hgrsz
— ON (@ONTVEgy) September 30, 2023
وبدلا من الحديث عما سيقدمه من جديد في فترة الرئاسة الثالثة، استمر في الانتقاد والهجوم على "ثورة يناير" وتحميلها مسؤولية الفشل الذي عاشته مصر في عهده خلال العشرية السوداء التي حكم فيها مصر منذ انقلاب 3 يوليو/تموز 2013.
مؤشرات حديث السيسي كانت واضحة وتشير لما ينتظر مصر من "أيام حالكة" أكثر من التي مضت، وأن الأسعار ستزيد أكثر، مع تعويم جديد خامس قادم أوائل 2024، لذلك تم تبكير الانتخابات التي كانت مقررة في العام 2024 إلى 10 ديسمبر/ كانون الأول 2023.
وبدل أن يطمئن المصريين على مستقبلهم، بحجة أنه باق في الحكم حتى 2030 وربما ما بعدها، كان أغرب ما قدمه السيسي، هو تبشيرهم بأن "المجاعة قادمة لا محالة" وعليهم أن يتحملوا طالما أن الهدف هو بناء الدولة!
وقال رئيس النظام: "لو كان البناء والتنمية والتقدم ثمنه الجوع والحرمان أوعوا يا مصريين تقولوا نأكل أحسن!".
ما لم يقله السيسي ولكن نشطاء ذكروه به، هو أنه "لا يبني ولا يقوم بتنمية شيء مفيد للشعب، حتى يصبر عليه"، ولكنه يبني قصورا وعاصمة جديدة يختبئ بها ويشتري طائرات خاصة وأغلي سيارة وساعة وملابس له ولأسرته ويترك الشعب جائعا.
وهاجمه السياسي والدبلوماسي السابق، محمد البرادعي، قائلا: "إذا ضحينا بالإنسان فبئس التقدم وخسئت التنمية".
فى الاخلاق والمنطق :
— Mohamed ElBaradei (@ElBaradei) September 30, 2023
هدف أي تقدم وتنمية هو الانسان ولا أحد غيره ؛
إذا ضحينا بالانسان فبئس التقدم وخسئت التنمية؛
بأبنائه وبناته يحيا الوطن …
وأضاف البرادعي عبر منصة "إكس" في 30 سبتمبر، "بأبنائه وبناته يحيا الوطن…".
وكان لافتا أيضا أن السيسي أعطي توجيهات لمشاريع مستقبلية للفترة القادمة، في نفس الوقت الذي يتحدث فيه عن التغيير في منصب الرئاسة، ما يعني أنه لا نية لديه لترك المنصب.
ووجه السيسي الحكومة بضرورة الانتهاء من مشروعات تطوير الموانئ والسكك الحديدية والطرق عام 2025 لا عام 2030، ما يعني أنه يتحدث عن بقائه في الحكم لسنوات مقبلة.
ولأن حديث السيسي سبب "صدمة وسخرية" لدى المصريين ويؤشر لزيادة مخزون الغضب، فقد لوحظ محاولة عشرات اللجان الإلكترونية للنظام، وفضائيات المخابرات، التخفيف من وقع حديث السيسي المروع عن الجوع والحرمان الذي يطالب المصريين بتحمله.
وقال الصحفي جمال سلطان عبر تغريدة مطلع أكتوبر 2023 إن الهدف من تحركهم هو "تفسير وتبرير وتأويل وتجميل خطاب السيسي والتخفيف من خطورته، كأن هناك إدراكا من الأجهزة بأنه في كلمته (جه يكحلها عماها!!)".
طوال أمس وعشرات اللجان الالكترونية للنظام، وفضائيات المخابرات، تحاول بكل طاقتها التخفيف من وقع حديث السيسي المروع عن الجوع والحرمان الذي يطالب المصريين بتحمله ، تفسره وتبرره وتؤله وتجمله وتخفف من خطورته ، كان هناك إدراك من الأجهزة بأنه في كلمته أمس "جه يكحلها عماها" !!
— جمال سلطان (@GamalSultan1) October 1, 2023
وخلال جلسة الاقتصاد بفعاليات مؤتمر "حكاية وطن" قاطع السيسي، كلمة وزير ماليته محمد معيط، وقام بمداخلة انطوت على أكاذيب لتشويه "ثورة يناير" وتحذير المصريين من الثورة عليهم وإلا ستزيد هذه الخسائر الوهمية التي ذكرها.
وزعم أنه "خلال الفترة بين 2011 إلى 2013 جبنا البلد على الأرض"، وهو تصريح كذبه صندوق النقد الدولي في يونيو/ حزيران 2023.
فخلال الفترة بين 2011 و2013 زاد الناتج المحلي لمصر من 236 مليار دولار إلى 288.4 مليار دولار، بحسب بيانات البنك الدولي، وارتفعت نسبة نمو الاقتصاد من 1.8 بالمئة عام 2011 إلى 2.2 بالمئة عام 2012 واستقرت عند 2.2 بالمئة عام 2013 وفقا لبيانات البنك الدولي.
وجاء في تقرير صندوق النقد، الذي نشر تفاصيله موقع "مدى مصر" في 11 يونيو 2023، أن خسائر الاقتصاد تعادل قرابة 40 مليار دولار خلال العقد (10 سنوات) الذي تلا الثورة.
أيضا ألمح السيسي في كلمته لنيته إلغاء كل أشكال الدعم في المستقبل، حين تحدث عن زيارته دولا إفريقية فقيرة لمعرفة كيف يتعاملون مع الأزمة الاقتصادية فوجد أنهم لا يصرفون أي أموال لدعم شعوبهم، وهي رسالة أنه سيتم إيقاف أي دعم في فترة رئاسته الثالثة.
حرب أهلية
كان أخطر تصريح للسيسي، يشير ليأسه وعدم وجود خطة لديه لإنقاذ البلاد من الخراب، ومع هذا لن يترك الحكم، هو حديثه عن سيناريو للفوضى في البلاد عبر نشر 100 آلاف من بلطجية النظام.
خطورة هذا التصريح أنه يشير ضمنا إلى أن "لديه إستراتيجية لإشعال حرب أهلية، حال أصر المصريون على رحيله".
لذلك وصف الناشط، تقادم الخطيب، ما قاله السيسي بأنه "كلام مجرمين ومرتزقة وعصابات مسلحة، وتهديد واضح للدولة ومؤسساتها، وقد يكون إشارة للعصابات المسلحة و"فالكون" للتحرك.
بكل وضوح هذا كلام مجرمين ومرتزقة وعصابات مسلحة، وتهديد واضح للدولة ومؤسساتها، وقد يكون إشارة للعصابات المسلحة وفالكون للتحرك، وفعليا البلد تحت حكم السلاح والبلطجة.
— Taqadum Al-Khatib (@taqadum) October 1, 2023
الانتخابات فرصة حقيقية للتغيير السلمي بديلا عن الفوضي التي يريدها السيسي ويدفع في اتجاهها. pic.twitter.com/1TkzIMdjsC
وأكد عبر منصة "إكس" مطلع أكتوبر، أن "مصر فعليا تحت حكم السلاح والبلطجة".
وكان تعيين السيسي للبلطجي الشهير، صبري نخنوخ، بعد عفو رئاسي عنه، رئيسا لأكبر شركة أمن تابعة للمخابرات الحربية (فالكون)، التي يمتلك أفرادها رخص سلاح ولديها ترخيص بتشكيل مليشيات، طرح تساؤلات أهمها، هل يُعد السيسي مصر لسيناريو حرب أهلية حال أُجبر على ترك منصبه بالقوة بفعل ثورة وغضب شعبي؟.
وفي 26 سبتمبر 2023 نشر رجل الأعمال نخنوخ عبر صفحته على "فيسبوك"، صورا وهو يترأس اجتماعا داخل مجموعة شركات "فالكون" للأمن والحراسة، وخدمات الأموال، ثم يعلن صرف منحة للموظفين كرئيس للشركة.
وجاء تعيين السيسي لنخنوخ، بعد شهرين فقط من الكشف عن "فاغنر سيناء" وهي مليشيا مسلحة شكلها السيسي أيضا في سيناء، وتثير مخاوف المصريين بشأن حملها السلاح.
ما يُقلق وله صلة بحديث السيسي عن الفوضى، أن شركة "فالكون" أسست قطاعا يسمى "قطاع الدعم والتدخل السريع" مهمته التصدي لأشكال الانفلات الأمني وأعمال الشغب كافة".
وتدخلت بالفعل في احتكاكات ببعض الجامعات، بحسب صحيفة "الشروق" الخاصة في 28 سبتمبر 2023.
"ترامادول" السيسي
أظهرت التجارب السابقة أن السيسي لا يتحدث عن شيء إلا وهو يشير ضمنا لخطط يجهزها بالفعل، ولكن يحاول أن يبدو كأنه يحذر من هذه المخططات.
وحين تحدث عام 2014 عن "تقفيل" شبكة الإنترنت بـ"كتيبتين"، كان يشير بوضوح للخطة التي نفذها لاحقا، وهي اللجان الإلكترونية التي تسعى لتلميع صورته وتشويه معارضيه، وانتشرت على نطاق واسع وتديرها مخابرات السيسي الحربية.
لذلك حين تحدث السيسي عن سهولة إشاعة الفوضى في البلاد عبر توزيع مخدر "الترامادول" وألف جنيه على 100 ألف مصري (يقصد بلطجي موال للسلطة)، كان من الواضح أنه يهدد ضمنا بسيناريو للفوضى حال ثار الشعب عليه، لأنه هو صاحب المصلحة من بقاء الأحوال على ما هي عليه.
وقال: "أنا كنت بكلم السادة (أعضاء) مجلس القضاء الأعلى الصبح وقلت لهم تخيلوا أنا ممكن أهد مصر بـ2 مليار جنيه، وهم استغربوا جدا، قلت لهم أدي باكتة (مخدر البانجو) و20 جنيه وشريط ترامادول لـ100 ألف إنسان ظروفه صعبة، أنزله يعمل حالة"، يقصد اضطرابات.
وتابع: "أنا لن أعطيه عشرين جنيه، الدنيا غليت (الأسعار ارتفعت)، أنا سأعطيه ألف جنيه، أنزله 10 أسابيع (للتظاهر)، بما يكلف مليون كل أسبوع لمدة 10 أسابيع، أي بمليار جنيه.. أهد بلد فيها 100 مليون أو 105 ملايين بمليار جنيه، يعني 30 مليون دولار، فيه ناس بتصرفهم في حفلة".
وكان حديث السيسي عن سيناريو الفوضى عبر نشر البلطجية وتحديده سعرهم، ملفتا، لذا اعتبر الممثل، عمرو واكد، عبر تويتر أن "السيسي أفصح بذلك عن أسعار البلطجية" لديه.
ودفع ذلك الناشط والأكاديمي، يحيى القزاز، للمطالبة بالحجر وعزل السيسي "بعد سماع تخاريف وهذيان فخامته عن تدمير الدولة برشوة للشباب العاطل وترامادول".
وقال في سلسلة تغريدات عبر موقع إكس إنه "مطلوب القبض عليه وعزله وإيداعه مصحة أمراض عقلية، وعلى القوات المسلحة أن تنقذ الدولة قبل خرابها على يد من يهذي".
ابحث عن محام يرفع لى قضية فى مجلس الدولة،للحجر وعزل رئيس الدولةعبدالفتاح السيسى بعد سماع تخاريف وهذيان فخامته عن تدمير الدولة برشوة للشباب العاطل وترامادول.
— Yahia El kazzaz (@KazzazYahia) October 1, 2023
مطلوب القبض عليه وعزله وايداعه مصحة امراض عقلية.
على القوات المسلحة أن تنقذ الدولة قبل خرابها على يد من يهذى#العزل_هو_الحل
وما بين حديث السيسي الضمني عن إشعاله حربا أهلية أو إنزال بلطجية بالترامادول والأموال، يمكن قراءة رسائل عدة تتلخص في عبارة "أنا أو الفوضى!".
وبثت قناة "مكملين" الفضائية في 2 مارس/آذار 2015 تسريبات لعدة مكالمات تليفونية بين "عباس كامل" وعدد من الشخصيات الإماراتية وقيادات الانقلاب العسكري في مصر، تبين تداولهم الترامادول وتعاطيه.
وجاء في مكالمة بين عباس كامل والسيسي، قول الأول للثاني وهو يضحك: "أعضاء المجلس العسكري يتناولون ترامادول للتهدئة"،"احنا لما بنتعب، بناخذ ترامادول للتهدئة".
وقد فضحت صحف غربية احتكار جهات سيادية في مصر لمخدر الترامادول ما أدى لرفع سعره ووصفته بأنه مخدر الفقراء، ولكنهم لم يعودوا يجدونه لارتفاع سعره.
وتحت عنوان "إدمان مخدر جديد في مصر"، سلطت صحيفة "ديلي بيست" الأميركية في 14 أبريل/نيسان 2017 الضوء على أسباب تنامي استخدام عقار الترامادول على نحو مضطرد بين أوساط الشباب في مصر، لتدهور الأحوال الاقتصادية ورغبة الأشخاص في الهروب من الواقع المعيشي الأليم.
ووصفته بأنه "غذاء المصريين"، بسبب ضخامة الكميات التي يتعاطونها منه التي تصل إلى مليارات الأقراص منه سنويا، ولكنه أصبح في الفترة الأخيرة مشكلة لدى العديد من المصريين ممن أدمنوا تعاطيه، لارتفاع أسعاره.
سيناريوهات المستقبل
يشير تحليل مضمون خطاب السيسي لدلالات ومؤشرات خطيرة تحمل رسائل قلق واضحة من جانب النظام لمستقبله.
لذا لا يطرح سوى رؤية واحدة تلخص اسم المؤتمر (حكاية وطن) هي: "إما القبول بي ولو أموتكم من الجوع أو أهدم البلد فوق رؤوسكم بـ 2مليار جنيه!".
ويشير الخطاب أيضا إلى أن السيسي لا يملك أي حلول لأزمات البلاد، ويكتفي بالسير على نفس الطريق السابق الفاشل في بناء مشاريع تزيد من إفقار وتجويع المصريين.
رد فعل المصريين عبر منصات التواصل الاجتماعي وتعمد شبان حرق صورة له أسفل أحد الكباري العلوية وتظاهر أنصار المرشح أحمد الطنطاوي، يحمل أيضا رسائل بشأن "كسر حاجز الخوف".
لكن الخطورة أن حديث السيسي يمضي وكأنه لا تغيير حقيقيا والانتخابات مجرد "ملهاة" للشعب، وأنه يملك مخططا لهدم مصر، كشفه بنفسه حال أصر الشعب على رفض بقائه في السلطة.
كلماته أظهرت أيضا أنه ينوي تعويما خامسا للجنيه أوائل العام الجديد 2024، بحسب اتفاق المراجعة القادم عقب الانتخابات مباشرة، ولهذا تم تبكيرها.
ويتوقع محللون تسريع الإجراءات الاقتصادية (خاصة تخفيض قيمة الجنيه) بعد انتهاء الانتخابات، حسبما قالت كبيرة الاقتصاديين في بنك أبو ظبي التجاري، مونيكا مالك، لموقع "بلومبيرغ" في 25 سبتمبر 2023.
وأضافت: "من المرجح أن تحدث تغيرات، بما في ذلك تخفيض كبير آخر لقيمة الجنيه، (لكن) فقط بعد الانتخابات الرئاسية".
وأرجع الكاتب أحمد عبد الحليم سبب ما يفعله السيسي في موقع "درج ميديا" المحلي في 8 يوليو/تموز 2023، بأن السيسي "لديه مرجعية فلسفية مترسخة طوع من خلالها الحكم ليصبح سلطويا شموليا ومُشخصنا، لا سُلطويا مؤسساتيا".
وقال إن "هذه المرجعية التي يتبناها السيسي تنقسم إلى أفكار، متداخلة ومتقاطعة، منها أنه يعتقد أن كلامه هو، يمثل فلسفة جديدة ليست للحكم فقط، بل للحياة بشكل عام!".
ويرى أنه يعطي ظهره لمن يتحدث معهم ولا ينظر إلى الجالسين حوله "لأنه يعدهم أقل علما وخبرة منه، بل وليس من حق أحد التعليق أو مناقشة أو مُخالفة ما يقوله".
وقبل الانتخابات الرئاسية عام 2018، وفي أحد المؤتمرات التي عنونت بـ"اسأل الرئيس"، سأل أحد الشباب السيسي، حول احتمالية عدم فوزه في انتخابات الرئاسة، فلم يسمع له وتجاهل بقية السؤال، وقاطع الشاب السائل بالضحك الهستيري، كأنه يقول "كلاما مستحيلا أن يحدث، وهو أن يدخل السيسي انتخابات ويسقط!!".
وكانت الرسالة الإعلامية هنا، والتي كررها السيسي في خطاب مؤتمر "حكاية وطن"، هي أنه "ليس رئيسا جاء للحكم ليغادر بالانتخابات، وإنما انقلابي قاد انقلابا وسطا على الحكم بالدبابة، ومن ثم فلن يغادر هو والجنرالات الحكم، ولن يتركه بسهولة في انتخابات حرة للمدنيين ويتخلى عن السلطة والثروة".